دراسة جديدة تكشف: أدوات الذكاء الاصطناعي تُبطئ مُطوري البرمجيات المحترفين
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
في مفارقة لافتة، أظهرت دراسة حديثة أن أدوات الذكاء الاصطناعي، التي يُفترض أن تعزز أداء المطورين المتمرسين، قد تصبح في الواقع عائقًا أمامهم.
بدلاً من تسريع عملهم، تسببت هذه الأدوات في إطالة الوقت اللازم لإنجاز المهام التي يعرفونها جيدًا.
تفاصيل الدراسة ونتائجها المفاجئةأُجريت الدراسة بواسطة منظمة الأبحاث غير الربحية METR، وركزت على مطورين ذوي خبرة يعملون على مشاريع مفتوحة المصدر باستخدام مساعد الذكاء الاصطناعي Cursor، وهو أداة شهيرة في مجال البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
قبل البدء، كان المتوقع أن توفر الأداة الوقت بنسبة تصل إلى 25%، وحتى بعد الاستخدام، شعر معظم المطورين بأنهم أصبحوا أسرع بنسبة تقارب 20%.
لكن البيانات الفعلية كشفت واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث زاد الوقت المطلوب لإنجاز المهام بنسبة 19%.
فاجأت هذه النتيجة الباحثين، الذين توقعوا في البداية مضاعفة الإنتاجية مع استخدام الذكاء الاصطناعي.
قادت Joel Becker وNate Rush البحث، وأشارا إلى أن هذه النتائج تضع تحت الشك الافتراضات السائدة حول قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على زيادة إنتاجية المهندسين ذوي الخبرة العالية، وهو ما يستثمر فيه الكثير من الشركات مبالغ ضخمة في الوقت الحالي.
في مقابل هذا، كانت بعض الدراسات السابقة تشير إلى تحسن كبير في إنتاجية المطورين بفضل الذكاء الاصطناعي، مثل زيادة سرعة البرمجة بنسبة 56% أو إتمام 26% من المهام الإضافية في نفس الوقت.
كما توقع بعض قادة التقنية مثل داريو أموداي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى اختفاء نصف الوظائف المكتبية المبتدئة خلال خمس سنوات.
مع ذلك، تبين أن هذه المكاسب لا تنطبق على المطورين الذين يعملون على قواعد برمجية معقدة ومألوفة لديهم، حيث أدى الذكاء الاصطناعي إلى إبطائهم بسبب الحاجة المتكررة لمراجعة وتصحيح الاقتراحات المقدمة من النظام، والتي تكون غالبًا قريبة من الصواب لكنها غير دقيقة بما يكفي للاعتماد عليها دون تحقق دقيق.
التحديات الحقيقية في التعامل مع الذكاء الاصطناعيأوضحت التحليلات المصورة للمشاركين أن الذكاء الاصطناعي كان يقدم توجهات صحيحة لكنه نادرًا ما يقدم الحل الأمثل بشكل مباشر، مما استلزم مزيدًا من الوقت في المراجعة والتعديل وأحيانًا التخلص من نتائج الذكاء الاصطناعي.
وشدد الباحثون على أن هذه النتائج ليست عامة لجميع الحالات، إذ يمكن للمطورين الأقل خبرة أو الذين يتعاملون مع أكواد غير مألوفة أن يستفيدوا فعليًا من أدوات الذكاء الاصطناعي.
انعكاسات على المستخدمين العاديينهذه الدراسة قد تعكس أيضًا تجربة المستخدمين العاديين للهواتف الذكية، حيث يتوقع الكثيرون أن تُسهل لهم ميزات الذكاء الاصطناعي – مثل التصحيح التنبؤي، والمساعد الصوتي، واقتراحات تعديل الصور – إنجاز مهامهم اليومية.
لكن في الواقع، كثيرًا ما نضطر إلى التوقف لمراجعة وتصحيح أخطاء الذكاء الاصطناعي، مما يجعل إجراءات بسيطة أكثر تعقيدًا من اللازم، سواء كان ذلك بسبب تصحيحات تلقائية خاطئة، أو تحسينات صور غير مرضية، أو ردود ذكية غير دقيقة.
في النهاية، لا يزال الذكاء الاصطناعي في مجال مساعدة البشر في مهامهم، سواء في البرمجة أو الاستخدام اليومي، يواجه تحديات كبيرة في الدقة والاعتمادية التي يجب تجاوزها ليصبح فعلاً مساعدًا متميزًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أدوات الذكاء الاصطناعي دراسة حديثة أدوات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
هل يزيدنا الذكاء الاصطناعي ذكاءً؟
اليوم يمثل الذكاء الاصطناعي أسرع موجة تبني تكنولوجي في التاريخ، متفوقاً على انتشار الإنترنت والهواتف الذكية وحتى الكهرباء، وذلك وفق مايكروسوفت في ويب ساميت 2025.
شهد العالم خلال قرنين من التطور رحلة متدرجة نحو الذكاء الاصطناعي بدأت من ابتكارات الحوسبة الأولى في القرن التاسع عشر ووصلت إلى ثورة الذكاء الاصطناعي السريع اليوم وفي هذا السياق يبرز سؤال محوري: هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء أم يدفعنا للاعتماد المفرط عليه وبين الفرص والمخاطر تظهر صورة واضحة شكلتها الأبحاث والمحاضرات العالمية.
أولاً : جذور التحول الرقمي عبر 6 رواد تاريخيين:
1. تشارلز بابج 1791 ابتكر الآلة التحليلية ووضع أساس الحوسبة.
2. آلن تورنغ 1912 ابتكر آلة تورنغ وطرح سؤال هل يمكن للآلة أن تفكر.
3. فينتون سيرف 1943 طوّر بروتوكول TCP IP وربط العالم.
4. تيم برنرز لي 1955 ابتكر الويب عام 1989 وأسس الإنترنت الحديث.
5. بيل غيتس 1955 نشر الحواسيب الشخصية عبر نظام Windows
6. ستيف جوبز 1955 قاد ثورة الهواتف الذكية وجعل التقنية أكثر إنسانية.
هذه السلسلة تثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس طفرة بل نتيجة تراكمية لقرنين من الابتكار.
ثانياً : كيف يعزز الذكاء الاصطناعي ذكاء الإنسان
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز ذكاءنا بعدة طرق من أهمها:
1. يحرر العقل من المهام الروتينية ويمنح مساحة للتفكير الإبداعي والاستراتيجي.
2. يوسع الوصول إلى المعرفة ويوفر إجابات فورية بأدوات تعليمية تفاعلية، ويلخص الكتب ويشرح المفاهيم المعقدة.
3. يعمل كشريك ومحاور فكري ذكي.
4. يدعم التعلم العميق بصفته مدرساً شخصياً بحسب Psychology Today
5. يرفع إنتاجية العمل ويتيح وقتاً للإبداع والقيادة.
ثالثاً المخاطر التي قد تقلل الذكاء البشري
1. تراجع الذاكرة المكانية لدى بعض الطيارين نتيجة الاعتماد الزائد على الآلة بحسب جامعة ملبورن .
2. الاعتماد المفرط يؤدي إلى ضمور المهارات العقلية وفق دراسة جامعة ملبورن.
3. نشوء العجز المتعلم learned helplessness عند الاعتماد على الأداة بدل الجهد الذهني.
4. تضخيم التحيزات الرقمية وخلق غرف صدى فكرية تحد من التفكير النقدي.
5. انتشار المعرفة السطحية دون بناء عمق فكري أو مهارات تحليلية.
6. اكتساب معرفة سطحية دون فهم عميق مما يضعف التفكير التحليلي.
7. ضعف القدرة على حل المشكلات بدون تدخل الآلة.
وهذا ما لم يمكن تعميمه و لكنها من بعض الأبحاث و الدراسات آثرت أن أذكرها دعما للموضوعية.
رابعاً الفجوة الرقمية وتحديات التبني
الذكاء الاصطناعي أسرع موجة تبني تكنولوجي في التاريخ ولكن تكشف الإحصاءات فجوة رقمية هائلة فعدد سكان العالم 8.1 مليار، بينما يمتلك المهارات الرقمية 4.2 مليار فقط، ويوجد 3.9 مليار شخص خارج سباق الذكاء الاصطناعي بالكامل حيث القدرات الحوسبية العالمية تتركز في:
• الولايات المتحدة 53.7 Gigawatt
• الصين 31.9 Gigawatt
• الاتحاد الأوروبي 11.9 Gigawatt
أما نسب التبني الفعلي للذكاء الاصطناعي فتظهر مفارقة وفق AI Diffusion Report 2025:
• الإمارات 59.4%
• سنغافورة 58.6%
• النرويج وإيرلندا وفرنسا بين 40 % و45%
خامساً التحديات والحلول
التحديات تشمل :
· ضعف البنية الرقمية.
· غياب السياسات.
· نقص المهارات.
· ضعف جاهزية المؤسسات.
الحلول تتضمن:
· الاستثمار في البنية الرقمية.
· تعليم المهارات الرقمية.
· تشريعات مرنة.
· شراكات حكومية وتقنية.
الخلاصة
يبقى الذكاء الاصطناعي قوة تضيف إلى عقولنا عندما نستخدمه كامتداد لقدرتنا على التعلم والإبداع، لا كبديل يفكر عنا. فالتقنية تمنحنا الإمكانات بينما تصنع الحكمة المستقبل الحقيقي حين نوجهها بوعي. وإن توظيف الذكاء الاصطناعي كمساعد يحرر الوقت ويحفز التفكير ينمي ذكاءنا، أما الاعتماد عليه لإلغاء الجهد العقلي فيضعف مهاراتنا. التحدي ليس في ابتكار آلات أذكى بل في أن نصبح بشراً أكثر حكمة، نسد الفجوة الرقمية ونبني مستقبلاً عادلاً ومستداماً للجميع.
المستشار فرحان حسن
X: https://twitter.com/farhan_939
e-mail: [email protected]
الذكاء الاصطناعيالتحول الرقميأخبار السعوديةالحواسيب الشخصيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.