تترقب دول العالم باهتمام كبير، انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» الذي ينطلق في دبي الخميس، ويمتد إلى 12 ديسمبر المقبل.

ويأتي المؤتمر في وقت بالغ الأهمية، تواجه فيه البشرية تهديداً وجودياً يتمثل في تغير المناخ، وما ينطوي عليه من مخاطر جمّة؛ مثل: ارتفاع مستوى سطح البحر، وتغير أنماط الطقس، وزيادة حدة الكوارث الطبيعية، ما يؤدي إلى نزوح ملايين الأشخاص، وتهديد الأمن الغذائي والمائي.

وسيشكل المؤتمر ختاماً لأول تقييم شامل عالمي لتنفيذ اتفاقية باريس، ويتم إجراء التقييمات الشاملة كل خمس سنوات؛ بهدف تقييم التقدم الجماعي للعالم في تحقيق أهدافه المناخية.

وتركز الدورة ال28 من الحدث الدولي على حشد الجهود العالمية على مختلف الصعد من أجل التصدي لتداعيات تغير المناخ، وضمان الأمن البيئي والغذائي والصحي، وتحقيق انتقال فعّال وعادل في قطاع الطاقة، وتوفير التمويل لجميع الأطراف، لا سيما دول الجنوب العالمي.

ويشكل الحدث نقطة حاسمة تقود العالم نحو توحيد الجهود فيما يخص العمل المناخي، وتقديم الحلول التي تتطلب اجتماع الجهود ما بين مختلف الأطراف وجميع القطاعات. وتؤكد الأمم المتحدة، ضرورة أن يكون مؤتمر «كوب 28» النقطة التي نبدأ منها تصحيح المسار.

وتشير في تقرير على موقعها إلى أن أولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم اليوم، والأكثر ضعفاً، هم أولئك الذين أسهموا بأقل قدر في أزمة المناخ، وبالتالي فإن التحول إلى حشد الأموال، والوفاء بتعهدات تمويل المناخ، بما في ذلك مبلغ ال 100 مليار دولار سنوياً من البلدان الصناعية، بات ضرورة.

ودعت كل حكومة، وكل شركة، وكل منظمة من منظمات المجتمع المدني لأن تجعل العمل المناخي على رأس أولوياتها، وتؤكد أن على كل طرف في الاتفاقية أن يأتي إلى مؤتمر الأطراف، لحل مشكلة عالمية بعقلية عالمية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زار المناطق التي تشهد ذوباناً في الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، ووجه رسالة واضحة إلى القادة الذين سيجتمعون في المؤتمر؛ حيث قال: «اكسروا هذه الحلقة واتخذوا إجراء الآن: للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وحماية الناس من الفوضى المناخية».

ويقول صندوق النقد الدولي على موقعه: «في «كوب 28» سنواصل حوارنا بشأن سياسات القطاعين الاقتصادي والمالي التي يمكن أن تساعد أعضاءنا والمجتمع الدولي الأوسع في تحقيق أهداف المناخ المشتركة، لا سيما كيفية الحد من الانبعاثات وزيادة التمويل المناخي وتعزيز القدرة على الصمود وتسهيل الانتقال إلى اقتصادات منخفضة الكربون».

فيما يقول البنك الدولي على موقعه في صفحته المخصصة لمشاركته في مؤتمر الأطراف: إن مجموعة البنك الدولي تعمل على مضاعفة جهودها للقضاء على الفقر لكوكب صالح للعيش، إن المناخ الأكثر أماناً؛ يعني أن جميع الناس يتمتعون بنوعية حياة كريمة على كوكب يتمتع بهواء نظيف ومياه نظيفة وما يكفي من الطعام، وأقل عرضة لتأثيرات المناخ.

وستشكل مؤسسة التمويل الدولية جزءاً من وفد مجموعة البنك الدولي بالمؤتمر وستركز في المقام الأول على أربعة مواضيع: تحول الطاقة، وإزالة الكربون، والمياه، والمساواة بين الجنسين. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستعرض مسيرتها للارتقاء بسوق العمل أمام مؤتمر العمل الدولي بجنيف

أكد معالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين أن دولة الامارات تسير بخطى ثابته في رحلتها التحولية نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار، وهو أحد الأهداف الطموحة لمئوية الإمارات 2071، محققة بذلك نموا اقتصاديا مستداما، تدعمه حزمة من تشريعات وسياسات سوق العمل المرنة والتنافسية، التي عززت من قدرة الاقتصاد على خلق الملايين من فرص العمل اللائق وجعلت من الإمارات وجهة عالمية للعيش والعمل والاستثمار بحسب التقارير الدولية.

جاء ذلك في كلمة معاليه خلال مشاركة وفد من وزارة الموارد البشرية والتوطين برئاسته، في أعمال الدورة الـ 112 لمؤتمر العمل الدولي الذي يعقد في مدينة جنيف السويسرية خلال الفترة من 3 إلى 14 يونيو الحالي بمشاركة حكومات الدول الأعضاء في المنظمة وممثلي أصحاب العمل والعمال.

وقال معاليه إن مؤتمر العمل الدولي يعقد في ظل مشهد اقتصادي يتسم بمزيج من التفاؤل بالتعافي الاقتصادي المدفوع بالابتكارات التكنولوجية، والاستثمارات في الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، وما يرافق ذلك من جهود لتحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي.

وأضاف ” هذه العوامل تلتقي مع الرؤية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص بموجب توجيهات قيادتها الرشيدة على أن يكون الاستثمار في الإنسان أهم وأسمى الاستثمارات، وأكثرها استدامة لاستمرار التطور والريادة لجميع التوجهات والمبادرات والمشاريع التي تتبناها الحكومة، ومحورا لقراراتها وأساسا للتقييم الحقيقي لنجاحها”.

وتطرق معاليه الى واقع دولة الإمارات وريادتها العالمية في مواجهة التحديات المعاصرة للاقتصاد، وقال في كلمته ” تجاوز معدل نمو العمالة في سوق العمل بالدولة ما نسبته 10%، كما بلغت نسبة الوظائف الخضراء في سوق العمل الاماراتي حوالي 11% بحسب بيانات مرصد سوق العمل الذي اطلقناه مؤخرا، وكانت الامارات من أولى دول الشرق الأوسط التي أعلنت هدفها لتحقيق الحياد المناخي باستثمارات تبلغ نحو 600 مليار درهم في مشاريع الطاقة النظيفة حتى عام 2050، وهي الجهود التي ساهمت في انخفاض معدلات البطالة الى أدنى مستوياتها بنسبة 2.9%”.
وقال معاليه ” تم اقرار استراتيجية شاملة للحماية الاجتماعية تضمن توفير الحماية ضد التعطل عن العمل لنحو 8 ملايين من العاملين في الامارات، وكذلك برنامج تأميني لحماية المستحقات المالية للعمال، كما تم اطلاق نظام ادخاري اختياري يتم من خلاله استثمار مكافآت نهاية الخدمة للعاملين في القطاع الخاص في صناديق استثمارية موثوقة لتوفير عوائد استثمارية للموظفين، وذلك بالتوازي مع منظومة التأمين الصحي التي تم توسيعها لتشمل جميع المقيمين في دولة الامارات دون تمييز”.
ولفت إلى أهمية الدور الإنساني للدولة انطلاقا من دورها الراسخ في دعم وتأييد جهود الاستدامة والتنمية الدولية، حيث لعبت الامارات من خلال برنامج المساعدات والمنح الخارجية دورا حاسما في تحقيق العدالة الاجتماعية للعديد من الشعوب والمجتمعات الأقل حظا على مستوى العالم، حيث ساهمت من خلاله في مكافحة الفقر وتوفير الغذاء من خلال دعمها لبرنامج الغذاء العالمي، وإطلاق مبادرات لتحسين جودة الحياة وفرص الحصول على الخدمات التعليمية والصحية الجيدة.
وأكد العور حرص دولة الامارات من خلال توليها مسؤولية الأمانة الدائمة لحوار أبوظبي، الذي يعتبر من أبرز الآليات التشاورية الإقليمية المعنية بتعزيز حوكمة الانتقال المؤقت للعمل، على تعزيز جهود التعاون الثنائي والإقليمي والشراكات الهادفة الى تطوير الآليات المنظمة لأسواق العمل في المنطقة، وتبادل المبادرات المبتكرة بهدف ضمان تمتع العمال بالرفاهية في ظل ازدهار مجتمع الأعمال، وتعظيم المنافع والمزايا التي تحظى بها اقتصادات الدول الأعضاء في الحوار نتيجة انتقال الأفراد من أجل العمل ضمن ممر آسيا.
ويضم وفد الدولة المشارك في المؤتمر سعادة جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، وسعادة شيماء العوضي، وكيلة وزارة الموارد البشرية والتوطين المساعد للاتصال والعلاقات الدولية، وسعادة فريدة آل علي، وكيلة الوزارة المساعد لتوظيف الموارد البشرية الوطنية، وسعادة خليفة خميس الكعبي، عضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن أصحاب العمل، والمستشار زايد سعيد الشامسي، رئيس مجلس إدارة جمعية التنسيق للجمعيات المهنية، وعدد من المعنيين في وزارة الموارد البشرية والتوطين ورجال أعمال وممثلين عن مؤسسات أهلية في الدولة.

وشهدت أعمال المؤتمر تكريما خاصا لسعادة خليفة خميس الكعبي، عضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن أصحاب العمل، وعضو مجلس إدارة منظمة أصحاب الأعمال الدولية، نظير مسيرته في إدارة ملف أصحاب الأعمال لدولة الإمارات في المنظمة وإنجازاته التي ساهمت في إبراز استفادة أصحاب الأعمال من البنية التشريعية المبتكرة التي توفرها حكومة الإمارات للمستثمرين.وام


مقالات مشابهة

  • مؤتمر الأردن يختتم أعماله بإدانة القتل والتهجير بقطاع غزة
  • حصاد مشاركة الرئيس السيسي في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة (فيديو صور)
  • نائب رئيس «المؤتمر»: مصر تلعب دورا محوريا في تعزيز الجهود الدولية لإنهاء حرب غزة
  • السيسي يلقي كلمة في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة
  • بث مباشر.. بدء مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة بمشاركة الرئيس السيسي
  • عاجل| السيسي يلتقي ملك الأردن على هامش المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة بغزة
  • سياسي: مؤتمر الأردن محطة مهمة لإحياء الجهود الإنسانية بغزة وننتظر رسائل حاسمة
  • الإمارات تستعرض مسيرتها للارتقاء بسوق العمل أمام مؤتمر العمل الدولي بجنيف
  • توافق يمني يُثير غضب السعودية والإمارات: هل ستُلغى اتفاقية فتح الطرقات؟
  • العراق يبحث مع البنك الدولي خارطة الطريق لمشروع التمويل المستدام