السودان يرفض نشر أيِّ قوات أجنبية في البلاد ويستنكر تصريحات كينيا وإثيوبيا ويُرحِّب بالقمة المصرية
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن السودان يرفض نشر أيِّ قوات أجنبية في البلاد ويستنكر تصريحات كينيا وإثيوبيا ويُرحِّب بالقمة المصرية، الخرطوم السودانيرفضت الحكومة السودانية، نشر أيِّ قوات أجنبية في السودان، وحذّرت بأنها ستعتبرها قوات معتدية.جاء ذلك، على خلفية .،بحسب ما نشر صحيفة السوداني، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات السودان يرفض نشر أيِّ قوات أجنبية في البلاد ويستنكر تصريحات كينيا وإثيوبيا ويُرحِّب بالقمة المصرية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
الخرطوم: السوداني
رفضت الحكومة السودانية، نشر أيِّ قوات أجنبية في السودان، وحذّرت بأنها ستعتبرها قوات معتدية.
جاء ذلك، على خلفية اجتماع اللجنة الرباعية المنبثقة عن الإيقاد بشأن السودان أمس.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، إنّ حضور وفد السودان إلى أديس أبابا قبل بداية الاجتماع وتواصله المُسبق مع الجهة المنظمة للاجتماع، أكّد رغبة السودان الصادقة في الارتباط لإيجاد حلول للأزمة، وأنّ ما ورد في بيان الرباعية الختامي بخصوص غياب وفدنا غير دقيق ويجافي الواقع، إذ كانت المصداقية تقتضي أن يشير بيان اللجنة الرباعية إلى أنّ عدم مشاركة وفد حكومة السودان سببه الاعتراض على رئاسة الرئيس الكيني وليم روتو للجنة الرباعية.
وأضافت الخارجية في بيان لها: “تضمن بيان اللجنة الرباعية الختامي الدعوة لعقد اجتماع قمة دول قوات شرق أفريقيا للطوارئ للنظر في إمكانية نشر قوات لحماية المدنيين وضمان انسياب المساعدات الإنسانية، وفي هذا الصدد تُؤكِّد حكومة السودان أنّ المُساعدات الإنسانية المُقدّمة من الجهات الدولية تنساب وتصل إلى المُحتاجين، وتظل حكومة السودان حريصةً على رفع المُعاناة عن كاهل شعبها وتذليل كل ما يعوق ذلك”.
ورحّبت حكومة السودان بقمة دول الجوار التي تستضيفها جمهورية مصر العربية يوم 13 يوليو 2023، بغرض مناقشة الأزمة في السودان، اتساقاً مع موقفها الذي رحّب بمُبادرة جدة.
واستنكرت حكومة السودان، تصريحات الرئيس الكيني وليم روتو السابقة التي كررها في المؤتمر الصحفي عقب اجتماعات اللجنة الرباعية.
وعبّرت عن دهشتها لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بأن هنالك فراغاً في قيادة الدولة، مما يفسر بأنه عدم اعتراف بقيادة الدولة الحالية، واستنكرت الحكومة دعوته لفرض حظر جوي ونزع المدفعية الثقيلة، خلافاً لمواقفه وتفاهماته المباشرة القائمة مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة.
واعتبرت حكومة السودان، التصريحات أعلاه مساساً بسيادة الدولة السودانية وهو أمرٌ مرفوضٌ.
كما أفادت حكومة السودان، منظمة الإيقاد بأنّ عدم احترام آراء الدول الأعضاء سيجعل حكومة السودان تعيد النظر في جدوى عُضويتها بالمنظمة.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس اللجنة الرباعیة حکومة السودان
إقرأ أيضاً:
السودان ينزلق إلى الهاوية
عادت المواجهات في السودان إلى ذروتها اليوم بعد ساعات من بدء الجيش عملية عسكرية «واسعة النطاق» تهدف إلى طرد قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في جنوب وغرب أم درمان و«تطهير» كامل منطقة العاصمة.
وبعد عامين من الحرب التي بدأت كصراع داخلي وانتهت إلى ما يشبه التقسيم الواقعي، يعاود السودان الانزلاق بسرعة نحو التفكك الكامل أمام أعين الجميع، فيما يراقب المجتمع الدولي، مرة أخرى، مأساة أفريقية تتكرر بلا رد فعل حاسم.
في البداية، بدت الحرب وكأنها نزاع داخلي محدود، لكن سرعان ما تحولت المعركة إلى صراع شامل على السلطة والموارد، وخرجت عن سيطرة الطرفين الرئيسيين.
واليوم، تسيطر قوات الجيش على الشمال والشرق، بينما تفرض قوات الدعم السريع هيمنتها على مناطق واسعة في الغرب، في مشهد يشي بتقسيم فعلي لا تعترف به الخرائط، لكن ترسمه الوقائع على الأرض.
ومع هذا التمزق، تكبر معاناة السودانيين. أكثر من 120 ألف قتيل، و13 مليون نازح، و25 مليون إنسان يواجهون خطر المجاعة، في بلد يمتلك ثاني أكبر احتياطي أراض زراعية في أفريقيا. إنها مأساة من صنع الإنسان، تغذيها المصالح، لا الحتميات.
ما يعمّق الأزمة ليس فقط تعنّت الأطراف المتحاربة، بل هشاشة تحالفاتها وتعدد ولاءاتها، فضلا عن التدخلات الخارجية. دول عربية ودول إقليمية وأخرى عالمية لكل منها مصالح وأطراف تدعمها، ما حوّل السودان إلى ميدان لتصفية الحسابات الإقليمية.
وبينما يتآكل مركز الدولة، تزداد شهية القوى الإقليمية للنفاذ إلى الثروات: الذهب، والأراضي، والموقع الجغرافي المهم عند البحر الأحمر.
التاريخ لا يُبشّر بالخير. تجربة جنوب السودان، التي بدأت بانفصال «سلمي» وانتهت بحروب أهلية داخلية، تذكير مؤلم بأن التقسيم ليس علاجا، حتى فكرة الهدنة تبدو، في الحالة السودانية، مجرّد وقف مؤقت لإعادة ترتيب التموضع قبل جولة قتال جديدة.
ورغم دخول أطراف دولية على خط الوساطة، فإن فشل كل جولات التفاوض يكشف حقيقة مرّة: لا أحد يملك مشروعا سياسيا موحدا لمستقبل السودان. لا الجيش ولا الدعم السريع، ولا حتى الجماعات التي تقف في الظل، تطرح رؤية تتجاوز اقتسام الغنائم.
كل طرف يحارب من أجل موقع، أو منفذ، أو مصلحة، لا من أجل وطن موحد أو دولة قابلة للحياة.
الأسوأ أن السودان يُدفع نحو سيناريوهات دول عربية أخرى مثل ليبيا واليمن: سلطات متنازعة، وحكومات موازية، وميليشيات تتكاثر بلا نهاية. أما المواطن السوداني، فليس له في هذا الانقسام سوى المزيد من النزوح، والجوع، وفقدان الأمل.
العالم اليوم يقف أمام خيار أخلاقي واستراتيجي: إما أن يتعامل مع السودان كأزمة إنسانية وسياسية تتطلب تدخلا دبلوماسيا حاسما، أو أن يتركه يتفسخ حتى تتلاشى الدولة كما نعرفها.
وعلى الدول الإقليمية التي تغذي الصراع من وراء الستار أن تدرك أن الانهيار الكامل لن يخدم أحدا، بل سيطلق فوضى عابرة للحدود.
يحتاج السودان إلى مشروع إنقاذ سياسي شامل، تشارك فيه القوى الإقليمية والدولية، وينطلق من الداخل السوداني لا من عواصم بعيدة حتى لو كانت عربية، وإلا، فإن ما نراه اليوم لن يكون سوى بداية لعقد أفريقي جديد من الدم.