دعاء المغرب وأسراره.. يستجيبه الله في 5 أوقات لا يعرفها كثيرون
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
يبحث كثيرون عن دعاء المغرب وأسراره، باعتباره أحد أهم الأدعية المستجابة وتكثر حوله الاستفهامات التي تزيح الستار عن كثير من أسرار دعاء المغرب ، وفضله العظيم الذي لايعرفه كثيرون، فيما يعد من هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي أوصى بتحري أوقات استجابة الدعاء ، كما أرشدنا إلى أن الدعاء هو بوابتنا السحرية للخيرات والأرزاق وكذلك النجاة ، ولعل هذا ما يبين أهمية معرفة ما هو دعاء المغرب ويزيد البحث عنه؟.
ورد في إجابة ما هو دعاء المغرب ؟، أنه هو كل الأدعية المستحبة قبل وعند أذان وبين الأذان والإقامة وبعد صلاة المغرب، ويمتد إلى أذان العشاء، فكل هذه الأوقات الخاصة بدعاء المغرب هي من الأزمنة المباركة التي يستجاب فيها الدعاء، والتي أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باغتنامه وعدم تفويته.
وورد أنه إذا كان الدعاء قبل المغرب وعند الأذان مستجاب فإن دعاء بعد صلاة المغرب مستجاب كذلك ، لأنه من دعاء بعد الصلاة المكتوبة وهي صلاة المغرب، ومن دعاء المغرب ما روى الترمذي ، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال: دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم-: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم؛ إلا الشرك بالله عز وجل .
وروى أبو داود وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الفجر والمغرب: اللهم أجرني من النار . سبع مرات، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، لهُ المُلكُ، ولهُ الحمدُ، يُحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير. (10 مرات) ، اللهمَّ إني أسألكَ علمًا نافِعًا، وعملًا متقبلًا ورزقًا طيبًا (بَعْد السّلامِ من الصَلاةِ )، اللهم بكَ أحاول، وبكَ أصاول، وبك أقاتل (بعد الصلاة ).
أسرار دعاء المغربورد عن أسرار دعاء المغرب أن فيه عدة أوقات لاستجابة الدعاء، وهي ما بين الأذان والإقامة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، و ينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة ، وعلى المرء أن يلح في الدعاء ويحسن الظن بالله جل وعلا، ويعلم أنه حكيم عليم، قد يعجل الإجابة لحكمة وقد يؤخرها لحكمة، وقد يعطي السائل خيرا مما سأل.
كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا: يا رسول الله إذا نكثر؟ قال: الله أكثر وعليه أن يرجو من ربه الإجابة، ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، مع الحذر من الكسب الحرام والحرص على الكسب الطيب؛ لأن الكسب الخبيث من أسباب حرمان الإجابة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكذلك من أرار دعاء المغرب أنه يُستجاب عند السجود، ترجى فيه الإجابة، يقول عليه الصلاة والسلام: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ويقول -صلى الله عليه وسلم-: أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أي حري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في صحيحه.
وورد أبضًا أن الدعاء يُستجاب آخر النهار بعد العصر إلى غروب الشمس هو من أوقات الإجابة في حق من جلس على طهارة ينتظر صلاة المغرب، فينبغي الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، وأن يكون جالسا ينتظر الصلاة، لأن المنتظر في حكم المصلي.
وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه وأشار إلى أنها ساعة قليلة، فقوله -صلى الله عليه وسلم-: لا يسأل الله فيها شيئا وهو قائم يصلي قال العلماء: يعني ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي، لأن وقت العصر ليس وقت صلاة.
فالحاصل أن المنتظر لصلاة المغرب في حكم المصلي، فينبغي أن يكثر من الدعاء قبل غروب الشمس، إن كان في المسجد ففي المسجد، وإن كان امرأة أو مريضا في البيت شرع له أن يفعل ذلك، وذلك بأن يتطهر وينتظر صلاة المغرب، هذه الأوقات كلها أوقات إجابة ينبغي فيها تحري الدعاء والإكثار منه مع الإخلاص لله والضراعة والانكسار بين يدي الله والافتقار بين يديه سبحانه وتعالى، والإكثار من الثناء عليه، وأن يبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن البداءة بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أسباب الاستجابة، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
دعاء المغربورد من دعاء المغرب صيغة لا ترد في الحديث الشريف عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حيث حثنا على أربعة أمور عند الدعاء تجعل الله سبحانه وتعالى يستجيبه، وأول هذه الأمور الأربعة بدء الدعاء بتمجيد الله عز وجل، وثانيها الثناء عليه جل وعلا، وثالثها الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- ، ورابعًا الدعاء بحاجته.
و فيما ورد في سُنن أبي داود، أنه سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَجِلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: - أَوْ لِغَيْرِهِ - : «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ».
دعاء قبل المغربورد دعاء قبل المغرب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ، وهو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَالْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي ، وَالسَّلَامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسَّعَةَ فِي رِزْقِي، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي».
وكذلك من دعاء قبل المغرب المأثور عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
دعاء أذان المغربورد دعاء أذان المغرب عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه علمنا الدعاء بإحدى عشرة كلمة عند سماع أذان المغرب، حيث روى السلف الصالح، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – علمهم الدعاء بهذه الكلمات عند سماع أذان المغرب: «اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ، وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ، فَاغْفِرْ لِي»، من الأدلة على دعاء عند سماع أذان المغرب ما ورد في سنن أبي داود، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُولَ عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ : «اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ، وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ، فَاغْفِرْ لِي».
دعاء بعد المغرب1- إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت، إلهي إن لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرّع إليه فيرحمني، وكما فلقت البحر لموسى فنجّيته من الغرق، فصلّ وسلم يا ربّ على محمّد وآل محمّد ونجّني ممّا أنا فيه من كرب وسهّل أمري بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.
2- اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وأنصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري.
3- اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
4- اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك مايمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يارب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني.
5-اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء المغرب دعاء أذان المغرب دعاء بعد المغرب دعاء قبل صلى الله علیه وسلم دعاء قبل المغرب عن رسول الله أذان المغرب صلاة المغرب دعاء المغرب ى الله ع من دعاء ر دعاء
إقرأ أيضاً:
كيف أحقق الخشوع في الصلاة؟ 5 خطوات تنهي على الوسواس
كيفية الخشوع في الصلاة لعلها من أكثر الأمور التي ينبغي على المصلي فعلها أثناء الصلاة، ومعنى الخشوع في الصلاة هو السكون فيها، وفيه يُظهر المصلِّي التذلّلُ للهِ عزَّ وجلَّ بقلبهِ وجميع جوارحهِ، و الخشوع في الصلاة يكون بحضور القلب وانكساره بين يدي اللهِ تعالى، وكمال الخشوع في الصلاة يتحقّق بتصفية القلب من الرياء للخلق في الصلاةِ.
الخشوع في الصلاة يَكثرُ ثوابها أو يقلّ حسبما يعقل المصلّي في صلاتهِ، إضافةً إلى استشعارُ الخضوعِ والتواضعِ للهِ عزَّ وجلَّ عند ركوعهِ وسجودهِ، وأن يمتلئَ قلبهُ بتعظيمِ اللهِ عز وجلّ عند كل جزءٍ من أجزاء الصلاةِ، وأن يبتعد المُصلّي في صلاتهِ عن الأفكارِ والخواطرِ الدنيويّة، والإعراضِ عن حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ؛ ذلك أنّ الصلاةَ مع الغفلةِ عن الخشوعِ والخضوعِ لله عز وجل لا فائدة فيها.
كيفية الخشوع في الصلاةوضع الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، روشتة شرعية لـ الخشوع في الصلاة، وعلاج السرحان وشرود الذهن أثناء الصلاة، من 3 أمور تُعين المسلم على الخشوع في الصلاة.
وقال «الورداني» في إجابته عن سؤال: «دائمًا ينتابني هاجس أن عبادتي غير مقبولة فماذا أفعل؟»، أن الأمر الأول الذي يساعد على الخشوع في الصلاة هو العناية بالتركيز في القراءة بتأنٍ وتدبر الآيات وليس مجرد التلفظ بها، مشيرًا إلى خطأ البعض في عدم التلفظ ولهج اللسان بتحريك الشفتين في القراء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ».
وأضاف أن ثاني هذه الأمور: العناية بموضع النظر في مراحل الصلاة المختلفة، لافتًا إلى أن النظر أثناء الوقوف يكون إلى محل السجود، وأثناء الركوع إلى أطراف أصابع قدميك، وعند السجود يكون إلى «أرنبة» الأنف، وأخيرًا عند التشهد يكون النظر إلى طرف الإصبع المُسبحة -بحسب تعبيره-.
وتابع: ثالثًا: العناية بالأدعية التي يقولها المصلي في أثناء الركوع والسجود والقيام، مشيرًا إلى حضور قلب الداعي أثناء الدعاء، لما رواه أبو هريرةَ أنَّ رسُولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاء» رواهُ مسلم.
دعاء الخشوع والتذلل بين يدي الله.. كلمات مجربة تقربك إلى ربك
لذّة الصلاة تبدأ من خارجها.. علي جمعة يوضح سر الخشوع ويُحذّر من تحوّل العبادة إلى عادة
ونصح مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ببعض الوسائل التي تعين المسلم على الخشوع في الصلاة ومنها: أولًا: معرفة صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- من واجبات وآداب وهيئات وأدعية وأذكار، ثانيًا: وأن تحرص بعد المعرفة على التطبيق التام لها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم «صلوا كما رأيتموني أصلي».
وأضاف: ثالثًا: المجاهدة والمثابرة على الخشوع في الصلاة ولذا قال سبحانه وتعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ»، رابعًا: استحضار عظمة الله تعالى وجلاله وعلوه على خلقه، وأنك تقف بين يديه عبد بين يدي سيده ومولاه.
وتابع: خامسًا: وإذا عرض لك شيء يشغلك في صلاتك فاتفل «هواء مع ريق خفيف يشبه الرذاذ» عن يسارك واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه ينصرف عنك بفضل الله تعالى.
حكم الخشوع في الصلاةاختلفَ الفقهاءُ في حكم الخشوع في الصلاةِ؛ هل هي سنةٌ أم فرضٌ، أم تُعتبرُ من فضائِلها ومُكمّلاتِها: القول الأول: ذهب جمهورُ الفقهاءِ إلى أنّ الخشوعَ في الصلاةِ سُنّةٌ من سننِ الصلاةِ، بدليلِ صحةِ صلاةِ من يُفكّرُ في الصلاةِ بأمرٍ دنيويٍّ، ولم يقولوا ببطلانِ صلاةِ من فكَّر في صلاتهِ.
واستدلوا بما رواه أبو هريرة - رضي اللهُ عنهُ-: «أنَّ النبيَّ -عليه الصّلاة والسّلام- رأى رجلًا يعبثُ بلحيتهِ في الصلاةِ فقال: لو خَشعَ قلبُ هذا لخشعت جوارحُهُ»؛ وما يُفهَم من الحديث أنَّ هناكَ أفعالًا تُكرهُ في الصلاةِ لأنها تُذهبُ الخشوعََ، وعلى المصلِّي البُعدَ عنها وتجنّبها، كالعبثِ باللحيةِ أو الساعةِ، أو فرقعةُ الأصابعِ، كما يُكرهُ للمصلِّي دخول الصلاةِ وهناك ما يشغلهُ عنها، كاحتباسِ البولِ، أو الجوعِ أو العطشِ، أو حضورِ طعامٍ يشتهيهِ.
- القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أن الخشوع في الصلاة واجب؛ وذلك لكثرة الأدلة الصحيحة على ذلك، ومنها قوله تعالى: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ»، وقوله –تعالى-: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ»، والخشوع الواجب في الصلاة الذي يتضمّن السكينة والتواضع في جميع أجزاء الصلاة، ولهذا كان الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- يقول في ركوعه: «اللهم لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري، ومُخّي، وعظمي، وعصبي»، فجاء وصف النبي -عليه الصّلاة والسّلام- بالخشوع أثناء ركوعه، فيدل على سكونه وتواضعه في صلاته.
وفسر بعض العلماء قوله –تعالى-: «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ» بأن الخشوع في القلب، وفي قول آخر: (معنى الخشوع أي: الرّهبة لله تعالى)، وقيل: عدم الالتفات في الصلاة، وغضّ البصر، والخوف من الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أيضًا خشوع الصوت؛ فإذا كان الخشوع في الصلاة يُعتَبر عند بعض العلماء واجبًا، والذي يعني السّكون، فمن نقر في صلاته نقر الغراب لم يخشع في صلاته، وكذلك من رفع رأسه من الركوع ولم يستقرّ قبل أن ينخفض لم يسكن بفعله هذا، ومن لم يسكن في صلاته لم يخشع في ركوعه وسجوده، ومن لم يخشع في صلاته يُعتَبر آثمًا عاصيًا.
فوائد الخشوغ في الصلاة .. الصلاة أفضل العبادات التي تقرب إلى الله تعالى وذلك لما فيها من انكسار وذلك ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع، امتدح الله سبحانه وتعالى الخاشعين في مواضع كثيرة من القرآن منها "وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً" (الإسراء: 109)
الخشوع من صفة المؤمنين حيث قال تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ". (المؤمنون: 1-2).
الخشوع يجعل الصلاة محبوبتةً يسيرةً على المصلي: فقال الله تعالى : “واستعين في الصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلى على الخاشعين-الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون” البقرة 45:46.
الخشوع في الصلاة سببٌ في نجاة العبد من النار وبالتالي دخول الجنة، كما أخبرت بذلك السنة النبوية، فقد جاء في الحديث الذي يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللهِ.
الخشوع في الصلاة يُورّث في النفس الخوف والرهبة من الله تعالى، مما يكون له الأثر العظيم على سلوك العبد إيجابًا.
الخشوع مظهرٌ من مظاهر الإيمان.
سبب من أسباب دفع العقوبة والعذاب.
الخشوع دليلٌ على صلاح العبد، وقَبول أعماله، وطهارة قلبه وسلامته، واستقامته في أفعاله وعباداته وأخلاقه.
الأصلُ في طلبِ الخُشوعِ في الصلاةِ ما دلَّ عليهِ في القرآنِ الكريمِ والسُّنةِ النبويةِ. قالَ –تعالى- في كتابهِ العزيز: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ»؛ فالمؤمنون هم الذين يخشعون في صلاتهم، ومعنى الخشوعِ هنا: لينُ القلبِ وكف الجوارحِ.
ومن السُّنِة النبويةِ قولهُ -عليه الصّلاة والسّلام: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»؛ أي: استحقّ بفعله هذا الجنّة، وأصبحت واجبةً له.
حكم إعادة الصلاة عند السرحان وعدم الخشوع فيهاأفتى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بأن السرحان في الصلاة لا يبطلها، وإنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، ولا يجب به سجود السهو ما دام قد أتى بأركانها وواجباتها، لكنه ينقصها نقصانًا كبيرًا.
وأشار «المجمع» في إجابته عن سؤال: «هل يجب إعادة الصلاة عند السرحان وعدم الخشوع فيها؟»، إلى أنه إذا قام المسلم إلى الصلاة عليه أن يستشعر عظمة من قام بين يديه، وأن يؤمن إيمانًا كاملًا بأن الله تبارك وتعالى يعلم ما توسوس به نفسه.
وتابع: إن يحرص غاية الحرص أن يجمع قلبه على ما يقول ويفعل فى صلاته وألا يذهب بفكره وعقله يمينًا وشمالًا، وإذا حدث له ذلك، فعليه أن يتفل عن يساره ثلاثًا ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم، والتفل دون البصق، حيث إن التفل هو إخراج للهواء فقط، دون غيره من البصاق».
حكم إعادة الصلاة بسبب عدم الخشوعنبه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، على أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن الخشوع في الصلاة ليس من أركانها، ولكنه من لوازمها فلا تبطل الصلاة بتركه، ولكن ينقص الثواب بقدر ما تفقده من خشوع.
واستشهد المركز في إجابته عن سؤال: «هل يسن إعادة الصلاة التي فقد فيها الخشوع بسبب التفكير في شيء خارجي؟»، بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي، فَمَا يُكْتَبُ لَهُ إِلاَّ عُشْرُ صَلاَتِهِ، فَالتُّسْعُ، فَالثُّمُنُ، فَالسُّبُعُ، حَتَّى تُكْتَبَ صَلاَتُهُ تَامَّةٌ».
وواصل: وذهب بعض الفقهاء إلى أن الخشوع واجب من واجبات الصلاة وتبطل الصلاة بتركه، ولكن الراجح ما ذهب إليه الجمهور بعدم بطلانها لكن على المرء أن يتحرى الخشوع في صلاته حتى يغنم منها بالأجر العظيم من الله لقوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)»، وأن يتدبر ما يقرأه من الآيات القرآنية.
أمور تساعد على الخشوع في الصلاةتقديمِ السننِ على الفرائضِ؛ ففيها من اللطائفِ والفوائدِ الشيءَ الكثيرَ، ذلك أنّ النفسَ البشريةَ تتعلقُ بأمورِ الدنيا وأسبابها، فيبتعدُ القلبُ ويذهبُ الخشوعُ في الصلاةِ، فإذا قدَّم المسلمُ السننَ على الفريضةِ فإن النفسَ تأنسُ بالعبادةِ، وتتكيّفُ بالخشوعِ، فيدخلُ في الفريضةِ بحالةٍ أفضل ممّا لو دخلَ الفريضةَ من غير تقديمِ السُنّةِ.
أجمعَ العلماءُ على أنّ ما يساعدُ المسلمَ على الخشوعِ في الصلاةِ والخضوعِ للهِ -عز وجلَّ- غضُّ البصرِ عما يُلهي، وكراهةُ الالتفاتِ ورفعُ البصرِ إلى السماءِ، فيُستحَبُّ للمصلي أن ينظرَ إلى موضعِ سجودهِ إن كان قائمًا، والنظرُ إلى قدميهِ أثناءَ ركوعهِ، وفي حالِ سجودهِ إلى أرنبةِ أنفهِ، وفي حالِ تشهُّدهِ يُستحبُّ النَّظرُ إلى حِجرهِ.
ممّا يُعين المسلم على استحضار الخشوع في الصلاة معرفة كيفيّة صلاة النبي -عليه الصّلاة والسّلام-؛ حيث كان إذا دخل في صلاته طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى موضع سجوده.
على المسلم معرفة أحوال السلف الصالح من الصحابة -رضوان الله عليهم- وخشوعهم في صلاتهم؛ لأنّ ذلك يزيد من حبّه لصلاته وخشوعه، فهم يعبدون الله -عز وجل- كأنّهم يرونه، وهو أعلى وأعظم درجات الإحسان في العبادة، فهذا أبو بكر -رضي الله عنه- يبكي في صلاته، والتابعي عروة بن الزبير يخبر الأطباء بقطع رجله عند دخوله في الصلاة لأنه لا يشعر بذلك لشدّة تعلّقه بالله -عز وجل- و خشوعه في صلاته.
أسباب تعيق الخشوع في الصلاة ..تأدية الصلاة بسرعة وعدم التأني في قراءة القرآن.
انشغال الفكر بأمور أخرى غير الصلاة.
عدم تقدير قيمة الخشوع ومكانته.
اختيار المكان غير المناسب للصلاة فيه.
موانع الخشوع في الصلاة-سيطرة الدنيا على الشخص والانشغال بها.
-عدم إدراك قيمة الصلاة وتأثيرها.
-عدم الإحساس بنعم الله.
-الظلم، ظلم الشخص لأخيه المسلم.
-معصية الله فالمعاصي تطفئ القلوب.
مراتب الخشوع في الصلاةالقراءةُ في الصلاة والتلفظِ بها مع التركيز في معانيها: فإنّ هذه الدرجة هي أدنى ما يُجزئ من الخشوع الكامل، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى وهو يصلي صلاة الليل، فقال بلال رضي الله عنه: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً فقد نزلت عليّ الليله أية، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: «إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب.
قال عبد الرحمن بن سليمان: سألت الأوزاعي عن أدنى ما يتعلق المتعلّق وينجيه من هذا الويل؟ فأطرق هنية، ثم قال: «يقرؤهنّ وهو يعقلهنّ، وذلك أن من لم يعقل ما يقول، وسها بتفكيره عن معنى ما يقوله، فقد خرج من الخشوع إلى الغفلة، وممّا يدل على ذلك حديث عثمان رضي الله عنه: أن توضأ وضوءاً كاملاً ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، قم صلّى ركعتين لا يُحدّث فيهما نفسه، غفرَ الله له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
وممّا يدلُ على حضور القلب مع القول قولِ النبي عليه الصلاة والسلام: «أسعد الناسِ بشفاعتي يوم القيامةِ من قالَ: لا إله إلا الله خالصاً من قلبهِ أو نفسهِ» رواه البخاري.
أن يقرأها وهو يعقلها: وهي التي نتأثر بمعانيها حال قراءتها، وأنّ هذه الدرجة تزيدُ عمّا قبلها؛ وذلك بوجود التأثر من تلك المعاني، حتى يُعرف خشوعه من صوتهِ، ويتأثر به من سمعه ويحسب أنه يخشى الله فيها، فيرغبُ في آيات الوعد، ويرهب من آيات الوعيد.
وهي أن يقرأها مُتأثراً غاية التأثر بحقائقها تلك، وهذه الدرجة تزيد عمّا حتى كأنها رأي عين؛ وفي حديث حنظلة رضي الله عنه أنه قال: قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما ذاك» قال: قلت يا رسول الله نكون عندك تذكّرنا بالجنة والنار حتى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج، والأولاد، والضّيعات نسينا كثيراً فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده إنّ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي، وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرار، وفي لفظ: “يا حنظلة ساعة وساعة، لو كانت تكونُ قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلّم عليكم في الطرق” صحيح مسلم.
-ويشعرُ صاحب هذه الدرجة من الخشوع بتقصير، وتفريط فيسأل الله تعالى من فضله راغباً، ويستعيذ من عذابه راهباً، يدفعه إلى ذلك تأثرهُ؛ لهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الليل: «وإذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذامرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ» رواه مسلم. وإنّ هذه الدرجات الثلاث فسرها ابن القيم وعينها في الأقسام الثلاثة الأخيرة من مراتب الناس الخمسة في الصلاة، فقد ذكر أن القسم الثالث من حافظ على حدود الصلاة وأركانها، وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوّه؛ لئلا يسرقُ صلاته، فهو في صلاةٍ وجهاد، ثم بيّن رحمه الله أن هذا مكفّر عنه.
-أنّ االشخص الذي يقوم إلى الصلاة يجب أن ينهى حقوقها، وأركانها، وحدودها وأن يستغرق قلبهُ في مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يضيع شيئاً منها، وأن يكون همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها، وإتمامها قد استغرق قلبهُ شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها، ثم بين رحمة الله أنّ هذا القسم مثُاب.
- وإذا قام إلى الصلاة قام إليها بكامل حقوقها وتفاصيلها، أي كما قيل في القسم الرابع، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعهُ بين يدي ربه، ناظراً بقلبه إليه مُراقباً له ممتلئاً بمحبتهِ وعظمتهِ كأنهُ يراهُ ويشاهدهُ، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة، أفضلُ وأعظمُ ممّا بين السماءِ والأرض، وهذا في صلاتهِ مشغولٌ بربه قرير العين ثم بين رحمة الله أن هذا القسم مقرباً إلى ربه؛ لأن له نصيباً ممن جعلت قرة عينهِ في الصلاة.