نكبة الزيتون اللبناني: انخفض إنتاج الدونم من 6 تنكات إلى أقل من تنكة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
كتب فؤاد بزي في" الاخبار": انتهى موسم الزيتون لبنانياً هذه السنة إلى مأساة، إذ انخفض إنتاج دونم الأرض المزروعة زيتوناً من 6 تنكات إلى أقل من تنكة واحدة في عدد كبير من المناطق ما رفع ثمنها الى حدود 150 دولاراً للمنتجة حديثاً، و120 دولاراً للقديمة. أما ظاهرة انخفاض الإنتاج فليست لبنانية صرفة، بل تعود إلى التقلبات الحرارية المتطرفة الناتجة عن ظاهرة التغيّر المناخي العالمي، إضافة إلى عدم تمكّن عدد كبير من مزارعي الزيتون في الجنوب من قطاف الموسم الذي بقي «على أمه»، والقصف الصهيوني الأراضي اللبنانية بالقنابل الفوسفورية الحارقة ما أدّى إلى نشوب حوالي 386 حريقًا قضت على 50 ألف شجرة زيتون، بعدما تسبّبت باشتعال أكثر من 1000 دونم من الأراضي، وفق إحصاءات وزارة الزراعة.
السلطة السياسية غائبة تماماً عن دعم الزراعة الأولى لبنانياً، ولولا ضغط تجمّع الهيئات الممثّلة لقطاع الزيتون لما صدر عن وزارة الزراعة القرار 667 (عام 2016) الذي أخضع استيراد زيت الزيتون للإجازة المسبقة، ومنع إغراق السوق بالزيت المستورد الأرخص من الزيت المحلّي. وعلى صعيد متصل، فإن الأراضي المزروعة بالزيتون غير محمية بأيّ قانون، فـ«عدو الزيتون الأول»، بحسب عضو تجمّع الهيئات الممثّلة لقطاع الزيتون جورج عيناتي هو «غابات الباطون التي حلّت مكان بساتين الزيتون في منطقة صحراء الشويفات، وأبي سمرا في طرابلس». كما أشار عيناتي إلى كارثة أخرى تمثّلت بـ«بحيرات مقالع التراب الأحمر في منطقة المقالع في شكا والتي ساهمت في تغيير طبيعة الأرض، وانتشار مرض عين الطاووس، ما أدّى إلى القضاء على أكثر من مليون ونصف مليون شجرة زيتون». ويضاف أيضاً إلى ذلك، «الرعي الجائر، ولا سيّما في منطقة الكورة، حيث لا توجد أي قطعة أرض مصنّفة على أنّها مراعٍ، ورغم ذلك يستمر التعدّي على بساتين الزيتون من أصحاب قطعان الماشية رغم وجود 61 قراراً بلدياً تمنع الرعي».
«المعاومة» والمناخ قلّصا موسم زيتون 2023
في السنة الماضية أنتجت مساحة ألف متر مربع (دونم) من الزيتون 6 «تنكات» زيت (التنكة تحتوي 20 ليتراً من الزيت)، أما هذه السنة فلم تنتج المساحة نفسها في بعض المناطق تنكةً واحدةً بسبب تناقص كمية الثمار التي تحملها كل شجرة زيتون. هذه الظاهرة تُعرف باسم «المعاومة»، بحسب الخبير في زراعة الزيتون المهندس حسين حطيط، وهي «دورة تتأثّر بها كلّ الأشجار التي تنتج ثماراً تحتوي على زيت لا سكر». ولكنّ «العوامل المناخية وإهمال الأشجار ضاعفا من تأثير المعاومة»، يضيف حطيط، فـ«العوامل المناخية من تقلبات الحرارة السريعة والمتطرفة، وهطول الأمطار بشدّة في وقت قصير، أدّت إلى ضرب الموسم». ومن جهة أخرى، أشار حطيط إلى «وجود مواسم زيتون جيّدة في بعض المناطق، وكان يمكن أن تنسحب على بقية البساتين لو وجدت الممارسات الزراعية المحترفة، مثل السقاية والتقليم وغيرها التي تؤدي إلى تخفيف أثر المعاومة». إلا أنّ «تأثير المعاومة لن يستمر في العام المقبل»، يطمئن حطيط. فـ«كل 4 سنوات هناك موسم زيتون كبير، ثم من بعدها ينخفض ويعود إلى المعاومة».
لبنان لا يزال لاعباً صغيراً على مستوى سوق الزيتون وزيته عالمياً، إذ يساهم بأقل من 1% من الإنتاج العالمي على الرغم من المساحات الهائلة المزروعة بشجر الزيتون نسبةً إلى مساحته. على المستوى العربي، تتصدّر تونس المنطقة العربية في إنتاج وتصدير زيت الزيتون، وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد إسبانيا وإيطاليا، بحسب المجلس الدولي للزيتون (منظمة دولية تضم 44 دولة تستحوذ على 98% من الإنتاج العالمي من زيت الزيتون).
زيت الزيتون اللبناني المُصدَّر أغلبه يخرج بطريقة فردية، «بالشنطة، إلى العائلات اللبنانية في الاغتراب». أما الكميات التي تخرج عبر الجمارك فتذهب بنسبة 20% إلى الولايات المتحدة، تليها دولة الكويت بنسبة 19.5%، ومن ثمّ كندا والإمارات العربية المتحدة بنسبة 10% لكلّ منهما. وفي مجال استهلاك الفرد السنوي لزيت الزيتون، يحتل لبنان المرتبة الثالثة عربياً باستهلاك 2.9 ليتر سنوياً، والسابعة عالمياً، فيما تحتل سوريا المركز الأول عربياً بـ4.6 ليترات سنوياً، والرابع عالمياً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش اللبناني: إسرائيل تعرقل الانتشار الكامل للجيش في الجنوب
لبنان – هنأ قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل العسكريين اليوم بمناسبة عيد “المقاومة والتحرير”، مؤكدا رمزية هذا اليوم وما يحمله من معان وطنية وتجسيد لتضحيات الشهداء.
وشدد العماد هيكل على دور الجيش في صون أمن الوطن وسط التحديات الراهنة، متوجها إلى العسكريين قائلا: “في عيد المقاومة والتحرير، نقف أمام محطة تاريخية بما حققته من إنجازات وطنية، تمثلت في تحرير الجزء الأكبر من أرضنا بعد عقود طويلة من الاحتلال الإسرائيلي. ويعد هذا التحرير إنجازا يحمل دلالات وطنية عميقة، من خلال استعادة معظم أراضي الجنوب، بفضل صمود اللبنانيين وثباتهم”.
ولفت إلى أن “المناسبة تأتي في مرحلة شديدة التعقيد، في أعقاب عدوان شامل شنّه العدو الإسرائيلي على لبنان”، مشيرا إلى أن “هذا العدوان لا تزال تداعياته الكارثية ماثلة أمامنا، لكنه أظهر في الوقت نفسه تمسّك اللبنانيين بروحهم الوطنية، واحتضانهم لبعضهم البعض خلال المحنة”.
وأكد أن “العسكريين أدوا واجباتهم بمهنية عالية واستعداد كامل لبذل أقصى الجهود، حيث سارعوا إلى مواجهة التحديات بعزيمة لا تلين، ويواصلون أداء مهامهم رغم الصعوبات المتزايدة والظروف المعقدة”، مضيفا: “أيها العسكريون، لقد بات من المؤكد أن صمودكم يعد من أبرز أسباب بقاء لبنان، وضمان وحدة اللبنانيين وسلامة أمنهم. وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال جهودكم المتواصلة لتكريس سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وتطبيق القرارات الدولية، بالتنسيق الوثيق مع قوات اليونيفيل ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية. كما تمثل ذلك في انتشار الجيش في الجنوب، ومواكبته لعودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم”.
وشدد العماد هيكل على أن “ما سبق يتكامل مع الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الجيش لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وضبط الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها، إلى جانب حفظ أمن الانتخابات البلدية والاختيارية، باعتبارها تعبيرا عن إرادة اللبنانيين، وتمسّكهم بالنموذج اللبناني الفريد وتطلعهم إلى مستقبل أفضل”.
وأشار إلى أن “كل ذلك يجري في وقت يواصل فيه العدو الإسرائيلي انتهاكاته واعتداءاته بحق لبنان وشعبه، ويحتل أجزاء من أراضيه، ويعرقل انتشار الجيش الكامل في الجنوب، في خرق فاضح للقرارات الدولية ذات الصلة”.
وأكد أن “قيادة الجيش تبقى على عهدها، تبذل كل ما في وسعها للوقوف إلى جانب العسكريين وتحسين ظروفهم المعيشية بمختلف الوسائل”، داعيا إلى مواصلة العمل معًا بقوة وثبات لبناء الوطن الذي يستحقه اللبنانيون”.
المصدر: RT