بسبب مخاوف من احتمال انهياره، تم إغلاق برج “جاريسيندا” الأثري من العصور الوسطى في مدينة بولونيا الإيطالية، يميل بقدر ما يميل نظيره الشهير في بيزا.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، اتخذت إيطاليا احتياطاتها عبر بناء حاجز بارتفاع 5 أمتار حول برج جاريسيندا الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثاني عشر، لاحتواء الحطام في حالة سقوطه.

ويميل البرج الذي يبلغ طوله 47 مترًا بزاوية أربع درجات، وقد وجدت المراقبة تحولات في اتجاه الميل.

أحزمة نارية بسماء خان يونس إثر قصف إسرائيلي عنيف مصرع شخص وإصابة 2 آخرين إثر حريق في مخبز بعين شمس

وقال مجلس المدينة إن الوضع حرج للغاية، خاصة أنه أحد البرجين اللذين يسيطران على أفق مدينة بولونيا، أما البرج الآخر، برج أسينيلي، يبلغ ارتفاعه حوالي ضعفي الارتفاع ويميل أيضًا، وإن لم يكن بشكل كبير، وعادة ما يكون مفتوحًا أمام السياح.

برج بيزا المائل

تم بناء البرجين بين عامي 1109 و1119، على الرغم من انخفاض ارتفاع جاريسيندا في القرن الرابع عشر لأنه بدأ بالفعل في الميل. تم ذكر البرج في قصيدة دانتي "الكوميديا ​​الإلهية" التي اكتملت عام 1321.

تم إغلاق الموقع لأول مرة في أكتوبر بعد أن التقطت أجهزة الاستشعار التغيرات في ميل البرج وكشفت عمليات البحث عن تدهور في المواد التي تشكل قاعدتها.

وأطلق المجلس ما وصفها بخطة الحماية المدنية للحفاظ على البرج، وقال إن العمل الذي بدأ الآن يمثل المرحلة الأولى، وأضاف إنه بالإضافة إلى احتواء الحطام، فإن الحاجز سيحمي المباني والأشخاص المحيطين به في حالة انهياره. كذلك سيتم أيضًا تركيب شبكات معدنية للصخور حول البرج.

ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء الحاجز في أوائل العام المقبل، في حين من المتوقع أن يظل البرج والساحة الموجودة أسفله مغلقين لعدد من السنوات أثناء تنفيذ أعمال الترميم.

وتقدر المدينة أن الجدار وحده سيكلف 4.3 مليون يورو، وقد أطلقت حملة تمويل جماعي لدفع تكاليف الترميم، ووصفت المشروع بأنه تحدي يتطلب التزامًا من المدينة بأكملها ومن جميع أنحاء العالم الذين يحبون بولونيا وأحد أهم رموزها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: احتياطات العصور الوسطى إيطاليا

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع

 

 

 

محمد المعتصم **

 

في منطقة تمتلئ بالتوترات والتحالفات التي تتبدل بحسب توافقات ومصالح، برزت سلطنة عُمان كاستثناء لافت؛ بعد أن اختارت منذ عقود سياسة الحياد الإيجابي، مع مزيج من الدبلوماسية المتوازنة والوساطة الصامتة. هذا المسار جعل من العاصمة مسقط مركزًا دبلوماسيًا يُمكن أن «يُهمس فيه» مع الجميع ويستمع إليه الجميع، وهم يدركون أنهم يتحدثون مع دولة أمينة في الطرح وفي التدخل، الولايات المتحدة، إيران، الدول الخليجية، وحتى القوى الدولية الكبرى يدركون أهمية هذا الدور الذي جعل السلطنة تحظى باحترام واسع، وثقة متجددة، وقدرة على لعب دور محوري عندما تشتد الأزمات.
تعود جذور سياسة الحياد العُماني إلى فهم واقعي لطبيعة المنطقة، عُمان رأت في عدم الانحياز إلى أحد الأطراف مخرجًا للحفاظ على استقرارها الداخلي وعلى مصالحها الاقتصادية أولًا.
الحياد العُماني ليس مجرد موقف مرحلي؛ بل هو جزء من هوية دبلوماسية: «الحياد الإيجابي» كما تصفه الدوائر الرسمية. نهج يعتمد على احترام سيادة الدول، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، الالتزام بالقانون الدولي، والعمل الدبلوماسي الهادئ بعيدًا عن التصعيد.
هذا التوجه ساعد عُمان على تجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية، وفتح لها باب الوساطة حين تتصاعد الأزمات.
وقد حافظت السلطنة على الحياد عبر أدواتها الدبلوماسية المتوازنة، مكنتها من بناء علاقات خارجية متعددة الأبعاد، حيث حافظت السلطنة على علاقات مفتوحة مع طيف واسع من الدول: من دول الخليج، إلى إيران، إلى الغرب (أوروبا، الولايات المتحدة)، بل وحتى الدول الناشئة. هذا «التوازن» يمنحها موضع ثقة من الأطراف المتناقضة.
أضف إلى ذلك هو اعتمادها على الوساطة خلف الكواليس، فبدلًا من التصريحات النارية والإدانات العلنية، تختار مسقط «القناة المغلقة» للحوار. في كثير من القضايا - من النووي الإيراني إلى أوضاع اليمن - وغيرها من القضايا التي تتحرك فيها بصمت بعيدًا عن الضجيج وبعيدًا عن المزايدات، حيث تعتمد على السرية والحيطة؛ فالدخول في التفاصيل علانية قد يُفسد الوساطة.
مبدأ «الحياد الصامت» منح عُمان مصداقية لدى الجميع... عُمان لا تدخل في نزاع عسكري أو تحالف مسلح. اقتصادها ما يزال يعتمد بنحو 70% على النفط والغاز، لكنها منذ سنوات بدأت خطوات فاعلة ومؤثرة لتنويع الاقتصاد. وهذا النهج العُماني الأصيل منحها مساحةً للمناورة الدبلوماسية بعيدًا عن التحزبات والتحالفات العسكرية.
الوساطة في الملف النووي الإيراني من أبرز الملفات التي أدرك فيها العالم حجم الدبلوماسية العُمانية، مارست عُمان دورًا محوريًا في وساطة سرية بين إيران والغرب. وفي 2025، أعلنت عُمان أنها عرضت عناصر من مقترح أمريكي على الجانب الإيراني خلال زيارات دبلوماسية قصيرة، في إطار جهود لإنهاء الجمود حول الملف النووي.

هذا الدور يعكس ثقة الطرفين بمسقط، الولايات المتحدة، لإيصال رسائلها إلى طهران. طهران، لكونها ترى في مسقط قناة آمنة وموثوقة تفتح لها أفق تفاهم بديل عن المواجهة.

ثاني الأزمات التي تدخلت فيها السلطنة كانت أثناء الأزمة اليمنية وتصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب، تدخلت عُمان كوسيط لطرح هدنة وقبول التفاوض بين الأطراف، وفي مايو 2025، أعلنت سلطنة عُمان أنها نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله في اليمن، وهو تحرك يُظهر قدرتها على التعامل باحترافية شديدة مع جبهات التوتر بلباقة.
إنَّ السياسة العُمانية لم تكن وليدة اللحظة؛ فخلال الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، حافظت مسقط على حيادها، ولم تساند أي طرف. كذلك، أثناء احتلال الكويت ثم تحريرها، اتخذت موقفًا متوازنًا، أكّد على احترام السيادة، دون الانزلاق في محاذير الانحياز.
وعندما قاطعت الدول العربية مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل رفضت سلطنة عُمان المقاطعة، وبقيت على علاقات مع مصر، وهو الموقف الذي ما تزال مصر تذكره إلى الآن، واستمر صداه بدايةً من حكم الرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك؛ وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحمل تقديرًا خاصًا لسلطنة عُمان.
باختصارٍ.. سجل سلطنة عُمان في التعامل الهادئ مع القضايا الكبرى، جعلها أقرب لأن تكون «سويسرا الخليج»، أو كما وصفها بعض الباحثين بأنها: «دولة مؤثرة للغاية عبر ذكائها الدبلوماسي».

** كاتب صحفي مصري

مقالات مشابهة

  • احتجاجات في بولونيا ضد مشاركة فريق إسرائيلي بمنافسات أوروبية
  • كشف أثري جديد.. العثور على نصف معبد للملك «ني أوسر رع»| صور
  • كشف أثري جديد.. العثور على نصف معبد للملك ني أوسر رع تتجاوز مساحته 1000 متر
  • هدم أجزاء من منزل في الأغوار الشمالية بعد انهياره فجأة
  • دعم الصحة مسئولية الجميع
  • أسرار تحت الأهرامات .. بين إشارات وزيف أثري .. جدل الكشف عن هياكل عملاقة في الجيزة
  • واشنطن تبحث عن حل يرضي الجميع في أوكرانيا
  • من همس متقطع إلى صوت يصل إلى الجميع.. رحلة شفاء من التأتأة بالكتابة
  • لون القيء الأخضر المائل للأصفر يدق ناقوس ‫الخطر
  • سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع