جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-20@07:24:08 GMT

رسالة إلى الحقل التربوي

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

رسالة إلى الحقل التربوي

 

 

جابر حسين العماني

Jaber.alomani14@gmail.com

لوحة كبيرة كُتب عليها اسم المدرسة، وعبارة: "وزارة التربية والتعليم"؛ فلا تمر على مدرسة من مدارس أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات إلا وترى تلك اللوحة منصوبة في الواجهات المدرسية، و"التربية" و"التعليم" كلمتان لهما دلالاتهما الواضحة والمهمة في تربية الأجيال على مبادئ الثقافة الإسلامية وتزويدهم بالمفاهيم والممارسات الأخلاقية والعلمية.

ولا يُنكر أحدٌ منا فضلَ المعلم وأهمية دوره، وضرورة تفاعل الكادر التدريسي والإداري في وعي وتطبيق مفردتي "التربية" و"التعليم" في أوطاننا العربية والإسلامية، فلولا "التربية" و"التعليم" -رسالة وممارسة- لما وصل الإنسان العربي اليوم ليكون معلمًّا وعالمًا وطبيبًا ومهندسًا وطيارًا، يفيدون بعلمهم وخبراتهم مجتمعاتهم وأوطانهم وأسرهم، متيقنين في ذلك أن "التربية" و"التعليم" مسؤولية جماعية، لا تقتصر على الأبويين في نطاق الأسرة وإنما هي مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق مختلف أبناء المجتمع ومؤسساته، كل حسب إمكاناته وطاقاته المتوفرة، والتي يجب أن تسخر من خلال الاستفادة من الأسرة والمجتمع والمدرسة والمسجد والنادي.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ".

هنا، وفي هذا المقال لا أريد الحديث عن الحياة الوردية التي تعيشها مدارسنا، فتلك جهود يُشكر عليها الجميع، وإنما أود التعرض لشيء من النقد البناء والهادف لبعض السلوكيات التي نراها جلية وواضحة في بعض مدارسنا التعليمية؛ مما جعل من بعض أبنائنا وبناتنا لا يبالون أحيانا بأهمية دور التربية والتعليم في حياتهم الأسرية والاجتماعية، لما يرونه من تناقضات.

هناك بعض الممنوعات المفروضة على الطلبة والطالبات داخل المدرسة؛ بهدف تحقيق وحفظ النظام، وهو في حد ذاته أمر مطلوب ومرغوب بل لابد منه، ولكن الغريب في الأمر عندما يُمنع الطالب من فعل شيء وفي المقابل المعلم يُمارس نفس الفعل الذي منع منه الطالب وأمام طلابه، يا تُرى ألا ينبغي أن يكون المعلم القدوة الأولى في المدرسة وخارجها؟

ولكم في ذلك بعض الأمثلة التي قد لا يختلف عليها اثنان، والتي نسأل الله تعالى أن تتغير إلى الأفضل والأجمل والأكمل، لتسير العملية التعليمية بأبهى وأجمل صورها؛ وهي كالتالي:

- المثال الأول: في مدارسنا اليوم تُمنع الطالبات من وضع الماكياج، وإطالة الأظافر، ولبس الذهب، وارتداء الزينة، لكي لا تكون المدرسة محلاً أو معرضا للأزياء، فيفرض على الطالبات ارتداء الزي الموحد، بينما في المقابل يسمح للمعلمات والمديرات والإخصائيات وضع الماكياج وإطالة الأظافر ونقش الحناء ولبس الذهب وأنواع اللباس، وكل ذلك يتم أمام الطالبات الممنوعات من كل ذلك! فهل يا تُرى يطلق على هذا التصرف تربية وتعليمًا؟

- المثال الثاني: في مدارسنا يُمنع الطالب من التعدي على الغير بالضرب؛ فذلك أمر لا يليق به، ولا بالتعاليم الإسلامية والدينية والأخلاقية التي يؤمن بها والتي تربَّى عليها، بينما في المقابل هناك بعض المعلمين الذين ما زالوا يمارسون عملية الضرب بشكل علني ويومي في حرم المدرسة وفصولها الدراسية، مخالفين بذلك للقانون الذي ينصُّ على منع ذلك، فهل هذا التصرف تربية أو تعليم؟

-  المثال الثالث: في مدارسنا يُمنع الطالب من إطالة شعر رأسه، وهو أمر حسن لإظهار الطالب بالشكل اللائق أمام الجميع، ولكن في المقابل هناك بعض المعلمين الذين يُطِيلون شعورهم بحيث تكون واضحة من تحت عمائمهم، فهل هذا التصرف يطلق عليه تربية وتعليمًا؟

يا تُرى، أليس المعلم هو القدوة الحسنة والمخول لوضع اللبنة التربوية والتعليمية الثانية في تربية الأبناء بعد الأسرة بالسبل التربوية والعلمية النافعة؟ إذن لماذا يفعل ذلك؟ وقد قال الله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (آل عمران:110)، واشتهر شعر الدُّؤلي الذي سار كالأمثال والذي يقول فيه:

"لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ**عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ".

لذا؛ أرى من الواجب على الجهات المختصة الإسراع في سن قانون يجعل من عملية التربية والتعليم تسير بشكل أفضل وأحكم، فكما يمنع الطالب من فعل شيء قد يسيء فيه لنفسه أو للعملية التربوية والتعليمية، كذلك ينبغي منع ذلك الشيء على المعلمين والمديرين والإخصائيين الذين لا يلتزمون بجانب التربية والتعليم لتسير العملية التربوية والتعليمية بشكلها اللائق التي يجب أن تكون عليه.

وختاما.. اليوم ونحن في عصر العولمة ودخول الكثير من الثقافات الغربية إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية أصبح أبناؤنا بحاجة ماسة للقدوة الحسنة سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، وبما أن حديثنا هنا عن المدرسة فلابد من إيجاد القدوة الحسنة على مستوى المعلم والمدير والإخصائي، أولئك الذين يجب أن يكونوا على قدر عال من الوعي والإيمان وتقوى الله تعالى؛ بحيث إذا وقفوا أمام الطلبة والطالبات بثوا في نفوسهم معالي الأخلاق وكريم القيم وغرسوا في سلوكهم طاعة الله تعالى وعبادته، وارتقوا بأجيالنا وطلابنا نحو الكمال الروحي والسلوكي المنشود والمواطنة الصالحة تحقيقا لمبدأ الاستخلاف في الأرض إذ يقول الحق: "إني جاعل في الأرض خليفة".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نظام نور..  خطوات تعديل البيانات الشخصية

يتم عرض البيانات الشخصية والأكاديمية التي تم إدخالها عند تعريف ملف الطالب على نظام نور، حيث يظهر الرابط الخاص بعرض البيانات الشخصية في الصفحة الرئيسية.
وتحتوي هذه الصفحة على المعلومات الشخصية الخاصة بالطالب والتي تم تعريفها عند إضافة ملفه إلى المنظومة مثل الاسم الكامل ورقم الهوية واسم المستخدم وتاريخ الميلاد وأرقام الهواتف، بالإضافة إلى المعلومات الأكاديمية كالمدرسة ونظام الدراسة والصف.
أخبار متعلقة ظاهرة فريدة.. رصد 3 بقع شمسية في سماء عرعر بالحدود الشماليةكيف تتصدى للمخاطر السيبرانية في رحلة الحج؟.. إليك 4 نصائح .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } يمكن التسجيل في رياض الأطفال عبر نظام نور بخطوات بسيطةتعديل البيانات الشخصيةيمكن تعديل البيانات الخاصة ببعض الحقول مثل البريد الإلكتروني والعنوان وصندوق البريد والرمز البريدي والجوال والهواتف من خلال
النقر على أيقونة التعديل المجاورة للحقول التي يريد الطالب تعديل بياناتها.
ثم يدخل الطالب التعديل الذي يريده على أي من البيانات داخل الحقول النصية الظاهرة ثم النقر على الأيقونة ( صح) للحفظ أو النقر على الأيقونة (إكس) لإلغاء التعديل.
تغيير كلمة المرور
يمكن تغيير كلمة المرور بكل سهولة، في نظام نور بالخطوات التالية:تسجيل الدخول إلى نظام نور باسم المستخدم وكلمة المرور الحالية.إدخال رقم الهوية ورمز التحقق.اختيار رقم الجوال أو البريد الإلكتروني المسجل في نظام نور، لإرسال رابط تغيير كلمة المرور.سيتم إرسال رابط لإعادة ظبط كلمة المرور.فتح الرسالة الواردة من نظام نور والنقر على (تحقق).يتم الانتقال بشكل مباشر إلى صفحة نظام نور لإعادة ضبط كلمة المرور.

مقالات مشابهة

  • موظفو المركز التربوي عرضوا مع كرامي شؤون القطاع
  • فضيحة مدوية تهز إسطنبول.. تفاصيل لا تُصدق حول مدير مدرسة وطلاب!
  • شيا لابوف يحضر عرض فيلم وثائقي يدينه ضمن فعاليات مهرجان كان
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بأعمال التجديد والتطوير التي شهدتها كلية التربية للبنين بالقاهرة
  • مدرسة صناعة الطائرات 2025.. ما هي شروط القبول وخطوات التقديم؟
  • دراسة ترصد علاقة إيجابية بين طول الطلاب وأدائهم في المدرسة
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • نظام نور..  خطوات تعديل البيانات الشخصية
  • أكرمنى اللّٰه بوجودك فى حياتى.. نشوى مصطفى تكتب رسالة مؤثرة لزوجها
  • وزير الأوقاف: الطبيب البيطري صاحب رسالة إنسانية عظيمة وشرف رفيع