جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-14@03:29:31 GMT

رسالة إلى الحقل التربوي

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

رسالة إلى الحقل التربوي

 

 

جابر حسين العماني

Jaber.alomani14@gmail.com

لوحة كبيرة كُتب عليها اسم المدرسة، وعبارة: "وزارة التربية والتعليم"؛ فلا تمر على مدرسة من مدارس أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات إلا وترى تلك اللوحة منصوبة في الواجهات المدرسية، و"التربية" و"التعليم" كلمتان لهما دلالاتهما الواضحة والمهمة في تربية الأجيال على مبادئ الثقافة الإسلامية وتزويدهم بالمفاهيم والممارسات الأخلاقية والعلمية.

ولا يُنكر أحدٌ منا فضلَ المعلم وأهمية دوره، وضرورة تفاعل الكادر التدريسي والإداري في وعي وتطبيق مفردتي "التربية" و"التعليم" في أوطاننا العربية والإسلامية، فلولا "التربية" و"التعليم" -رسالة وممارسة- لما وصل الإنسان العربي اليوم ليكون معلمًّا وعالمًا وطبيبًا ومهندسًا وطيارًا، يفيدون بعلمهم وخبراتهم مجتمعاتهم وأوطانهم وأسرهم، متيقنين في ذلك أن "التربية" و"التعليم" مسؤولية جماعية، لا تقتصر على الأبويين في نطاق الأسرة وإنما هي مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق مختلف أبناء المجتمع ومؤسساته، كل حسب إمكاناته وطاقاته المتوفرة، والتي يجب أن تسخر من خلال الاستفادة من الأسرة والمجتمع والمدرسة والمسجد والنادي.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ".

هنا، وفي هذا المقال لا أريد الحديث عن الحياة الوردية التي تعيشها مدارسنا، فتلك جهود يُشكر عليها الجميع، وإنما أود التعرض لشيء من النقد البناء والهادف لبعض السلوكيات التي نراها جلية وواضحة في بعض مدارسنا التعليمية؛ مما جعل من بعض أبنائنا وبناتنا لا يبالون أحيانا بأهمية دور التربية والتعليم في حياتهم الأسرية والاجتماعية، لما يرونه من تناقضات.

هناك بعض الممنوعات المفروضة على الطلبة والطالبات داخل المدرسة؛ بهدف تحقيق وحفظ النظام، وهو في حد ذاته أمر مطلوب ومرغوب بل لابد منه، ولكن الغريب في الأمر عندما يُمنع الطالب من فعل شيء وفي المقابل المعلم يُمارس نفس الفعل الذي منع منه الطالب وأمام طلابه، يا تُرى ألا ينبغي أن يكون المعلم القدوة الأولى في المدرسة وخارجها؟

ولكم في ذلك بعض الأمثلة التي قد لا يختلف عليها اثنان، والتي نسأل الله تعالى أن تتغير إلى الأفضل والأجمل والأكمل، لتسير العملية التعليمية بأبهى وأجمل صورها؛ وهي كالتالي:

- المثال الأول: في مدارسنا اليوم تُمنع الطالبات من وضع الماكياج، وإطالة الأظافر، ولبس الذهب، وارتداء الزينة، لكي لا تكون المدرسة محلاً أو معرضا للأزياء، فيفرض على الطالبات ارتداء الزي الموحد، بينما في المقابل يسمح للمعلمات والمديرات والإخصائيات وضع الماكياج وإطالة الأظافر ونقش الحناء ولبس الذهب وأنواع اللباس، وكل ذلك يتم أمام الطالبات الممنوعات من كل ذلك! فهل يا تُرى يطلق على هذا التصرف تربية وتعليمًا؟

- المثال الثاني: في مدارسنا يُمنع الطالب من التعدي على الغير بالضرب؛ فذلك أمر لا يليق به، ولا بالتعاليم الإسلامية والدينية والأخلاقية التي يؤمن بها والتي تربَّى عليها، بينما في المقابل هناك بعض المعلمين الذين ما زالوا يمارسون عملية الضرب بشكل علني ويومي في حرم المدرسة وفصولها الدراسية، مخالفين بذلك للقانون الذي ينصُّ على منع ذلك، فهل هذا التصرف تربية أو تعليم؟

-  المثال الثالث: في مدارسنا يُمنع الطالب من إطالة شعر رأسه، وهو أمر حسن لإظهار الطالب بالشكل اللائق أمام الجميع، ولكن في المقابل هناك بعض المعلمين الذين يُطِيلون شعورهم بحيث تكون واضحة من تحت عمائمهم، فهل هذا التصرف يطلق عليه تربية وتعليمًا؟

يا تُرى، أليس المعلم هو القدوة الحسنة والمخول لوضع اللبنة التربوية والتعليمية الثانية في تربية الأبناء بعد الأسرة بالسبل التربوية والعلمية النافعة؟ إذن لماذا يفعل ذلك؟ وقد قال الله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (آل عمران:110)، واشتهر شعر الدُّؤلي الذي سار كالأمثال والذي يقول فيه:

"لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ**عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ".

لذا؛ أرى من الواجب على الجهات المختصة الإسراع في سن قانون يجعل من عملية التربية والتعليم تسير بشكل أفضل وأحكم، فكما يمنع الطالب من فعل شيء قد يسيء فيه لنفسه أو للعملية التربوية والتعليمية، كذلك ينبغي منع ذلك الشيء على المعلمين والمديرين والإخصائيين الذين لا يلتزمون بجانب التربية والتعليم لتسير العملية التربوية والتعليمية بشكلها اللائق التي يجب أن تكون عليه.

وختاما.. اليوم ونحن في عصر العولمة ودخول الكثير من الثقافات الغربية إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية أصبح أبناؤنا بحاجة ماسة للقدوة الحسنة سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، وبما أن حديثنا هنا عن المدرسة فلابد من إيجاد القدوة الحسنة على مستوى المعلم والمدير والإخصائي، أولئك الذين يجب أن يكونوا على قدر عال من الوعي والإيمان وتقوى الله تعالى؛ بحيث إذا وقفوا أمام الطلبة والطالبات بثوا في نفوسهم معالي الأخلاق وكريم القيم وغرسوا في سلوكهم طاعة الله تعالى وعبادته، وارتقوا بأجيالنا وطلابنا نحو الكمال الروحي والسلوكي المنشود والمواطنة الصالحة تحقيقا لمبدأ الاستخلاف في الأرض إذ يقول الحق: "إني جاعل في الأرض خليفة".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شاب يفقد حياته في لحظة جنون على الطريق السريع بالعياط

شهد مركز العياط بمحافظة الجيزة واقعة مأساوية جديدة تضاف إلى سلسلة حوادث الطرق التي لا تهدأ، بعدما فقد شاب في مقتبل عمره حياته إثر انقلاب دراجة نارية كان يقودها بسرعة كبيرة، بينما أصيب زميله الطالب بجروح وكدمات متفرقة بالجسد، في مشهد يعكس لحظة مأساة على طريق لم يرحم أحلام الشباب ولا اندفاعهم.

تعود تفاصيل الحادث إلى الساعات الأولى من مساء أمس، حين تلقى اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطارا عاجلا من العميد محمد الصغير، رئيس قطاع الجنوب، يفيد بوقوع حادث تصادم مأساوي في نطاق قسم العياط أسفر عن وفاة شاب يعمل عاملا، وإصابة آخر لا يزال في مرحلة الدراسة.

تحركت على الفور قوة أمنية برئاسة المقدم كريم عليان، رئيس مباحث العياط، مصحوبة بعدد من أفراد الشرطة وخبراء المرور، إلى موقع البلاغ الذي شهد تجمهرا من الأهالي الذين حاولوا تقديم المساعدة للمصابين قبل وصول سيارات الإسعاف.

وبمجرد الوصول، تبين لرجال المباحث أن الحادث وقع أثناء سير دراجة نارية يقودها شاب في العشرين من عمره، يعمل في إحدى الورش القريبة من المنطقة، وكان يجلس خلفه صديقه الطالب البالغ من العمر تسعة عشر عاما. وأثناء سيرهما على الطريق، اختلت عجلة القيادة في يد السائق فجأة، ما أدى إلى فقدانه السيطرة على الدراجة وانقلابها بشكل عنيف وسط الطريق.

أسفر الحادث عن وفاة السائق في الحال متأثرا بإصاباته البالغة، بينما نقل صديقه الطالب إلى المستشفى مصابا بكدمات وسحجات في أنحاء متفرقة من جسده، وحالته الصحية مستقرة بحسب التقرير الطبي المبدئي.

وسرعان ما تم إخطار النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات في الحادث للوقوف على الملابسات الكاملة. وأمرت النيابة بتشريح جثمان المتوفى بمعرفة الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة بدقة، قبل التصريح بدفن الجثمان وتسليمه إلى ذويه، وسط حالة من الحزن والذهول بين أفراد أسرته وأصدقاءه الذين لم يصدقوا أن لحظة واحدة كانت كفيلة بإنهاء حياة شاب في مقتبل العمر.

وفي سياق متصل، باشرت الأجهزة الأمنية فحص موقع الحادث لمعرفة ما إذا كانت هناك عوامل أخرى ساهمت في وقوعه، مثل سوء حالة الطريق أو عدم وجود إنارة كافية أو مطبات مفاجئة، فيما تم التحفظ على الدراجة النارية لفحصها فنيا والتأكد من سلامة المكابح وأجزاء التشغيل.

من جانبه، ناشد مصدر أمني المواطنين وخاصة فئة الشباب بضرورة الالتزام بقواعد المرور وعدم القيادة بسرعة أو تهور، مشددا على أن معظم الحوادث التي تقع مؤخرا سببها الرئيسي هو الرعونة والاستهتار بالقواعد التي وضعت لحمايتهم. وأضاف أن الطرق ليست ساحة للمغامرات، وأن كل لحظة اندفاع قد تنتهي بكارثة لا يمكن إصلاحها.

مقالات مشابهة

  • منحة جامعة مصر للمعلوماتية تذهب لمبتكر تطبيق SenseAI
  • قلت له الله ينور.. الديهي يكشف تفاصيل مصافحته لترامب
  • رسالة الي “قحاتي جاهل”… ” الفقر شرف” ولكني “غني” بفضل الله
  • اب يتقدم بشكوى ضد مدير مدرسة بعد وضرب ابنه في عمّان
  • الفنان علي كايرو يكتب رسالة مؤثرة من سرير المرض: (اتعلمت الدرس وراجعت نفسي وقررت أكون سبب في الخير مش في الأذى وشكراً الشعب السوداني العظيم) والجمهور: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
  • من عدوان.. رسالة إلى بيئة حزب الله
  • شاب يفقد حياته في لحظة جنون على الطريق السريع بالعياط
  • اتحاد الكرة المصري يتلقى رسالة من نظيره المغربي بعد تأهل الفراعنة إلى مونديال 2026
  • طالب يطعن زميله داخل مدرسة بالإسكندرية
  • حلا شيحة توجه رسالة لـ أسرة سامح حسين في أحدث ظهور