فُخِّخ بتعديلات... كركي: الفرحة بإقرار قانون التقاعد والحماية الاجتماعية لم تكتمل
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
إعتبر المدير العام للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي الدكتور محمد كركي أن "الفرحة بإقرار اللجان النيابية المشتركة الأسبوع الماضي مشروع قانون نظام التقاعد والحماية الاجتماعية وأحالته إلى الهيئة العامة لم تكتمل إذ إنّه في اللّحظات الأخيرة تم تفخيخ هذا المشروع بحيث أُدخل عليه تعديلات تنسف أسُسه وتفرغه من جوهره".
وفي حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام"، قال كركي: "يخضع لأحكام هذا النظام إلزاميا كل من بلغ الـ 64 من العمر ولديه 15 سنة اشتراك في النظام على الاقل، من الأجراء في القطاع الخاص واللّبنانيين الذين يعملون لحساب الدولة او البلديات او المؤسسات العامة والمصالح المستقلة وأفراد الهيئة التعليمية في مؤسسات التعليم العالي وفي المعاهد الفنية غير الخاضعين لنظام تقاعد خاص بهم ، بالإضافة الى أصحاب العمل والعاملين لحسابهم الخاص بموجب مرسوم يّتّخذ في مجلس الوزراء كما يمكن أن يشارك إختياريا في هذا النظام عدّة فئات أخرى منهم اللبنانيون المقيمون في لبنان من العاملين لحسابهم الخاص واللبنانيون العاملون في الخارج" .
وأشار إلى أن "هذا المشروع يوفّر بالإضافة إلى معاش التقاعد ، معاش العجز ومعاش خلفاء المضمون في حال وفاته ضمن شروط خاصة بكلٍّ من هذه الحالات، أي أن المعاش التقاعدي ينتقل الى ورثة المضمون"، لافتاً إلى أن "هذا المشروع يأخذ عوامل عدة في الاعتبار لاحتساب المعاش التقاعدي منها عدد سنوات الإشتراك والسن الذي بلغَه المتقاعد وعامل التحويل، كما انه يأخذ في الإعتبار إمكان التقاعد المبكر ضمن شروط محددة".
كما أوضح كركي أن "المعاش يٌحتسب على أساس الأموال التي يجمعها المشترك في حسابه الإفتراضي بالإضافة الى الفائدة السنوية التي تُضاف إليها وإنّ هذا النظام يضمن، أن لا يقلّ المعاش التقاعدي عن أفضل إحدى الضمانتین:
أ- للمضمون الذي اشترك لمدة خمس عشرة (١٥) سنة كاملة، نسبة خمسة وخمسین في المئة (٪٥٥) من الحد الأدنى الرسمي للأجور، المُعتمد بتاريخ التقاعد، وتُزاد هذه النسبة واحد فاصلة خمس وسبعین في المئة ( ٪١.٧٥) عن كل سنة إشتراك إضافية، لتبلُغ في حدِّها الأقصى ثمانین في المئة (٪٨٠) من الحد الأدنى الرسمي للأجور، المعتمد في تاريخ التقاعد، من ذلك الحد .
ب- أما الضمانة الثانية، فهي عبارة عن نسبة واحد فاصلة ثلاثة وثلاثون بالمئة (٪١٬٣٣) من متوسط أجور المشترك المصرّح عنها طیلة فترة إشتراكه في هذا النظام والمُعاد تقييمها حتى تاريخ التقاعد، وذلك عن كل سنة إشتراك للمضمون ولغاية ثلاثین سنة كحد أقصى. كما يجري اعادة تقييم وفهرسة (indexation) اجور المشترك وفقا للزيادة في مؤشر متوسط أجور المشتركین، وبذلك من المفترض أن لا يقل المعاش التقاعدي لمن شارك في النظام لمدة 40 سنة مثلا عن 53.21 في المئة (53%) من متوسط رواتبه المصرّح عنها للضمان ولمن قضى 30 سنة مثلا لا يجب ان يقلّ معاشه التقاعدي عن نحو (40 %) من متوسط رواتبه المصرح عنها للضمان.
وأشاف أنه في حال بلغ المنتسب سن التقاعد القانوني، دون توافر شرط سنوات الاشتراك، فيصفّى حسابه الفردي الإفتراضي المتراكم، وتُدفع الأموال المستحقّة له دفعة واحدة. ويمكن، بناء على طلب المضمون، أن تقسّط المبالغ المذكورة أو أن تحوّل إلى معاش تقاعدي، دون حق الاستفادة من ضمانتي الحد الأدنى للمعاش المنصوص عليها اعلاه.
اما بالنسبة للتعديلات الخطيرة التي من شأنها أن تنسف مشروع التقاعد وتفرغه من جوهره، فأشار كركي إلى تعديل سن الانتساب الإلزامي إلى نظام التقاعد والحماية الاجتماعية، إذ كان يشمل المضمونين سابقاً الذين لم يبلغوا سن الـ 44 بتاريخ وضع النظام موضع التنفيذ مشيراً أنه بعد التعديل الأخير خلال الساعات الأخيرة، فبات إلزاميا للمضمونين سابقاً الذين لم يبلغوا سن الـ 49 عامًا وسائر المضمونين الذين تتراوح أعمارهم بين 49 و58 عامًا، شرط أن تكون مدة انتسابهم إلى نظام نهاية الخدمة إضافة إلى المدة المتبقية لبلوغ سن التقاعد 15 سنة على الأقل، مما يخوّلهم الحصول على المعاش التقاعدي.
وأكد ضرورة حذف هذا التعديل عند إقرار القانون في الهيئة العامة، لأنه يحرم شريحة كبيرة من المضمونين من حق الخيار ويعتبر تعدٍيا على حرّيتهم الخاصّة ويعطّل مشاريعهم المستقبلية.
أما التعديل الآخر، فيراه كركي كارثياً، وهو يتعلق بإلغاء مبالغ التسوية عن الأجراء المنتقلين إلى النظام الجديد، فقد ورد ما حرفيته "خلافاً لأي نص آخر تلغى مبالغ التسوية عن الأجراء المنتقلين إلى النظام الجديد. أما للأجراء الذين يبقون خاضعين إلى نظام تعويض نهاية الخدمة فلأصحاب العمل أن يطلبوا تقسيط هذه المبالغ لمدة لا تتجاوز عشر سنوات، على أن تُعفى أقساط السنوات الخمس الأولى من الفوائد" .
وفي هذا الإطار استغرب كركي تفخيخ المشروع وتعديله في الساعات الأخيرة، وتعمّد تضييع حقوق العمال، متخوفاً من ان يستهدف تمريره بهذا الشكل سرقة أموال التعويضات "فلقد عملنا على هذا المشروع لسنوات عديدة وبدلاً من تأجيل البتّ به أسبوعاً واحداً للتدقيق بهذه النقاط وتعديلها وفق الملاحظات التي تضمن حق العامل، لم يتم إعطاء المجال لنا للتصويب، ممّا يثير الرّيبة والشكّ حول وجود نوايا مبيّتة لهدر حقوق العمّال وتعويضاتهم".
ختم كركي : "إن المشروع الذي تم إقراره في اللجان النيابية مهم جداً من حيث الشكل، لكنه بالجوهر بات يعفي أصحاب العمل من مبالغ تسوية نهاية الخدمة المستحقة للعمال، ويضيّع حقوقهم بدلاً من حمايتها، ولذلك، فإنّنا نتمنّى على أصحاب القرار معالجة هذه الثّغرات قبل إقراره في الهيئة العامّة لمجلس النوّاب لينال رضى وثقة العمّال وأصحاب العمل وسائر اللبنانيين ويتوّج الجهود المبذولة لأكثر من 20 عاماً. وليبصر النور قبل نهاية سنة 2023".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المعاش التقاعدی هذا المشروع هذا النظام فی المئة
إقرأ أيضاً:
هل وضع “الضمان الاجتماعي” آمن؟.. الدراسة الاكتوارية تجيب
#سواليف
أعلنت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، السبت، نتائج #الدراسة_الاكتوارية الحادية عشرة، التي تُجرى كل ثلاث سنوات بموجب أحكام المادة (18) من #قانونالضمان_الاجتماعي، وتهدف إلى تقييم المركز المالي للمؤسسة واستمرار استدامتها التأمينية على المدى الطويل، باعتبارها من أهم الأدوات التحليلية لتوقّع واستشراف مستقبل الوضع المالي والاكتواري لصناديق الحماية الاجتماعية.
وأكدت المؤسسة أن نتائج الدراسة أظهرت أن صناديق التأمينات التي تديرها تتمتع بوضع مالي جيد جدًا ومستدام، ولا سيّما تأمينات إصابات العمل، والأمومة، والتعطل عن العمل، ما يعكس متانة المركز المالي للمؤسسة وقدرتها على الوفاء بجميع التزاماتها تجاه المشتركين والمتقاعدين، اعتمادًا على الإيرادات التأمينية والعوائد الاستثمارية والأصول، مع التأكيد على أهمية تعزيز الاستقرار المالي لضمان القدرة على تغطية الالتزامات المستقبلية دون الحاجة إلى استخدام الأصول أو العوائد الاستثمارية.
وبيّنت المؤسسة أن الدراسة الاكتوارية أظهرت أن نقطة التعادل الأولى ستكون في عام 2030، حيث تتساوى الإيرادات التأمينية المباشرة من الاشتراكات مع النفقات التأمينية، مشيرةً إلى أن ابتعاد نقطة التعادل الأولى زمنيًا يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على الاستقرار والاستدامة الأفضل للوضع المالي للمؤسسة.
مقالات ذات صلةكما أوضحت أن نقطة التعادل الثانية متوقعة في عام 2038، وفيها تصبح الإيرادات التأمينية والعوائد الاستثمارية السنوية غير كافية لتغطية النفقات التأمينية المطلوبة، في حال لم يتحسن العائد على الاستثمار.
وأشارت المؤسسة إلى أن تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة يتمتع بوضع مالي جيد، إلا أن الدراسة أظهرت أن موجودات المؤسسة المقدّرة تقل عن عشرة أضعاف نفقاتها التأمينية للسنة العاشرة من تاريخ التقييم، الأمر الذي يستدعي تنفيذ الإصلاحات اللازمة للحفاظ على استدامته واستقراره المالي على المدى الطويل، بما يضمن استمراره في تقديم خدماته للأجيال القادمة والوفاء بالتزاماته.
وحول أسباب ارتفاع نفقات تأمين #الشيخوخة و #العجز و #الوفاة، أوضحت المؤسسة أن من أبرز هذه الأسباب ارتفاع وتيرة #التقاعد_المبكر، والتهرب التأميني عن شمول العاملين، إضافة إلى الضغوط الديموغرافية المتمثلة بارتفاع مستويات توقع الحياة عند الولادة وتراجع معدلات الخصوبة، ما يؤدي إلى الزيادة المستمرة في متوسط الأعمار في المملكة، وانخفاض أعداد الداخلين إلى سوق العمل، وارتفاع عدد السكان الذين يبلغون سن التقاعد، وتراجع نسبة السكان في سن العمل، فضلًا عن اختلال التوازن بين المنافع التأمينية المقدمة والفترة التي يقضيها المؤمن عليهم كمشتركين، ولا سيّما في تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة.
وفيما يتعلق باعتبار التقاعد المبكر أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع نفقات تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة، أكدت المؤسسة أن ظاهرة التقاعد المبكر تُعدّ من أبرز التحديات التي تؤثر سلبًا على ديمومة النظام التأميني على المدى الطويل، حيث أصبح التقاعد المبكر هو الأصل وليس الاستثناء، لما له من أثر مباشر في زيادة الفاتورة التقاعدية نتيجة بدء صرف الرواتب التقاعدية في سن مبكرة.
وبيّنت أن نسبة المتقاعدين مبكرًا ما تزال مرتفعة وتشكل الأغلبية، ما يسهم في زيادة الضغط على الموارد التأمينية، مشيرةً إلى أن نسبة التقاعد المبكر وفق بيانات المؤسسة حتى تاريخه بلغت (64%) من إجمالي المتقاعدين.
وأضافت المؤسسة أن عددًا كبيرًا من دول العالم لا يوفر نظامًا للتقاعد المبكر، وأن الدول التي تعتمد أنظمة مشابهة لنظام الضمان الاجتماعي في الأردن تسجّل نسب تقاعد مبكر أقل بكثير من النسب المحلية، إذ لا تتجاوز في معظمها (25%)، مؤكدةً أن انخفاض نسبة التقاعد المبكر يسهم في إطالة مدد نقاط التعادل وتعزيز قدرة تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة على الاستمرار والاستدامة.
وفيما يتعلق بالتهرب التأميني، أكدت المؤسسة أن مكافحة هذه الظاهرة في القطاع المنظم، إلى جانب شمول العاملين في القطاع غير المنظم، تُعدّ أولوية وطنية، خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من العاملين خارج مظلة الحماية الاجتماعية، حيث أظهرت الدراسة التي أجرتها المؤسسة أن نسبة العاملين غير المشمولين بأحكام قانون الضمان الاجتماعي تشكّل ما نسبته (22.8%) من العاملين في سوق العمل الأردني المنظم.
وبيّنت أنها تعمل بشكل متواصل على توسيع مظلة الشمول لتغطية العاملين في القطاع غير المنظم، بما يعزز العدالة الاجتماعية ويحدّ من التهرب التأميني.
وأكدت المؤسسة أن نتائج الدراسة الحالية تُظهر الحاجة إلى إجراء تعديلات تشريعية على قانون الضمان الاجتماعي، بما يضمن ترحيل جميع نقاط التعادل إلى مدد زمنية أطول، وتعزيز ديمومة النظام التأميني وحماية حقوق الأجيال القادمة.
وحول الإصلاحات المرتقبة، أوضحت المؤسسة أنها ستعمل على تنفيذ الإصلاحات اللازمة على قانون الضمان الاجتماعي بما ينسجم مع تطور المؤشرات الديموغرافية التي شهدتها المملكة خلال الفترة الماضية، مؤكدةً التزامها بالإفصاح بكل شفافية عن مؤشراتِها الاكتوارية والمالية لجمهورها بصورة دورية، التزامًا بدورها الوطني في تحقيق الأمن الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي.
ونوهت إلى أن أي تعديلات سيتم إجراؤها على قانون الضمان الاجتماعي ستأخذ بعين الاعتبار المؤمن عليهم الذين أمضوا فترات اشتراك طويلة في الضمان الاجتماعي.
كما أكدت أن النقاشات المتعلقة بتعديلات وإصلاحات قانون الضمان الاجتماعي ستتم ضمن سلسلة من الحوارات الوطنية مع مختلف الشركاء المعنيين والخبراء، من خلال مظلة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بهدف التوصل إلى قانون عصري ومتوازن يستند إلى مبادئ رئيسية، تتمثل في استدامة الوضع المالي للمؤسسة حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة، وتحسين أوضاع المتقاعدين من ذوي الرواتب التقاعدية المنخفضة، وعدم المساس بالمزايا المقررة في القانون النافذ للمؤمن عليهم.