سرايا - تواجه الأسواق التونسية منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي، نقصا في مادة الحليب، وهو ما أثار استياء وقلق المستهلكين الذين يعانون يوميا للحصول على علبة حليب، بينما تواجه الحكومة أزمة مالية خانقة.

ومشهد الصفوف الطويلة أمام المحال التجارية والمتاجر الصغرى بحثا عن الحليب، أصبح مألوفا، حيث يتزاحم التونسيون يوميا للحصول على هذه المادة، مع تسجيل نقص في الإمدادات وتراجع الإنتاج بمعدل 400 ألف لتر يوميا، في الوقت الذي يتراوح فيه الاستهلاك اليومي من الحليب بين مليون و800 ألف ومليوني لتر، حسب إحصائيات الإدارة المركزية لتصنيع الحليب.



وتقول جنّات العجيمي وهي ربّة منزل، إنها تقضي يوميا وقتا طويلا في عملية البحث عن الحليب بين المتاجر والمساحات التجارية الكبرى، وحتى عندما تجد هذه المادة فإنها لا تستطيع شراء أكثر من علبة بسبب تقييد البيع للمستهلكين، وهو ما لا يكفي حاجيات عائلتها المتكونة من 6 أفراد.

*"موجة جفاف"

ويرجع المحلل الاقتصادي عبد الجليل بدري، أزمة الحليب إلى انهيار الإنتاج بسبب استمرار موجة الجفاف التي أدّت إلى تقلّص مراعي الأبقار مقابل ارتفاع أسعار الأعلاف ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة.

وأشار، إلى أن هذا الوضع دفع مربّي الأبقار خاصة الصغار منهم إلى التفريط في قطيعهم أو التقليص في أعداده من أجل تغطية مصاريفهم وتحمل التكلفة المرتفعة للإنتاج، داعيا إلى ضرورة تدخل الدولة وتوجيه اهتمامها نحو الفلاّحين بتوفير الأعلاف بأسعار معقولة من أجل إنقاذ هذا القطاع وضمان توفر الحليب وتحقيق احتياجيات السوق المحلية، لتفادي اللجوء لاستيراده من الخارج بالعملة الصعبة.

وفي السياق ذاته، قالت نقابة الفلاحين التونسية، إن من بين الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة مراجعة سعر الحليب وعلاقته بزيادة كلفة الإنتاج، وتعزيز إنتاج الأعلاف وعلف الماشية على المستوى المحلى، بالإضافة إلى ضرورة تشديد الرقابة للحد من الاستغلال، محذّرة من استمرار هذه الأزمة خلال الـ3 أشهر القادمة.

وإلى جانب الحليب، تعيش الأسواق التونسية على وقع شحّ في بعض المواد الأساسية الغذائية الأخرى، على غرار السكر والزيت النباتي والأرز والقهوة والسميد.

وتعتبر السلطات التونسية أن أحد أسباب فقدان بعض المواد الأساسية من الأسواق يعود إلى الاحتكار والمضاربة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

راشد عبد الرحيم يكتب: رئيس الوزراء ملاحظات ومخاوف

ظهر السيد رئيس الوزاء الجديد الدكتور كامل إدريس في اول ايامه بما يليق برئيس وزراء و ما يتطلبه من ( كاريزما ) مهمة بعد مظهر مهتز لمن سبقه في الموقع .

وصل سيادته علي متن خطوط سوادنية مستقبلا من قبل الطاقم بالورود و بعد ان بدات الرحلة نهض من مقعده و صافح كل ركاب الطائرة بيده ثم اهدي الورود لأطفال من الركاب .

لدي هبوطه خر ساجدا معبرا عن حبه للارض التي حل بها و هو في موقع مسؤولية رفيع .
في اداء القسم نسي واحدة من الكلمات المهمة و هو يردده بعد تلاوته من امين عام مجلس السيادة و هي ( مسؤليات) و النص قرن الواجبات بالمسؤليات كما وردت في القسم كلمة ب ( شفافية ) و هي كلمة قد تناسب لغة المقالات و ليس لغة القانون القاطعة و المحددة و تلاحظ انها كلمة ترد كثيرا في احاديثه .

وردت تاكيدات في القسم تشير إلي الميثاق الموقع قبل تغييرات اكتوبر و نهاية عهد حمدوك و نحن نعيش مرحلة تحولت فيها قوي الحرية و التغيير إلي موقف غير متوافق مع تطلعات الشعب السوداني بل هو اقرب لمليشيا الدعم السريع و نحن في حرب كرامة لا بد معها من موقف قوي من هذه القوي و هو ما عبر عنه مرارا السيد رئيس مجلس السيادة .
اول نشاطاته إلتقي المبعوث السويسري للقرن الافريقي و من هنا تبرز بعضا من المخاوف حول توقعات ادائه لعمله .

معلوم ان السيد كامل إدريس كان غالب عمله و وجوده في سويسرا و مطلوب من الرجل في عمله ان تتسع دائرة نظره و الا ترتبط بسيرته و علاقاته الشخصية .

شاهدت مقطعا له يتحدث بالإنجليزية و ينطق اسمه ( كميل ) و كانما يتوسل به لتحسين علاقاته بالخارج و نحن في مرحلة علي المسؤولين فيها ان يكون تعاملهم الخارجي و خاصة مع الغرب بقدر كبير من الإعتداد و ليس التودد الذي يبلغ حد تغيير منطوق الاسم .
السيد رئيس الوزراء ظل مرتبطا بالسودان إبان عمله الطويل في الخارج و لم ينقطع عن التواصل مع اهله و القوي السياسية المختلفة و التي يسجل له فيها سعيه لمصالحات بين قواها المختلفة .

وجد تعيين رئيس الوزراء ترحيبا دوليا و إقليما سيساعده كثيرا في مهامه و ذات الترحاب وجده من قوي داخلية .

من تاريخه و اول يومين منه يمكن ان تحدد سمات المرحلة القادمة التي يرجي منه فيها ان ينجزها و هي تاكيد الرابط القوي مع عامة الناس و السعي في شانهم بمعالجة مخلفات الحرب و المساهمة في تخفيف ما وجدوه من عنت و مشقة في المعيشة و إنفلات الامن و ضعف الخدمات خاصة المياه و الكهرباء خاصة في الخرطوم صاحبة النصيب الاكبر من الخراب الذي احدثه التمرد .

معركة الكرامة من حقها علاقات خارجية بكرامة و إعتداد و احلاف مع القوي الدولية التي تحقق اهدافنا بما تحدده الدولة من اطر علاقات خارجية .

امل جديد نامل ان يوافيه السيد رئيس الوزراء و الذي سعي للمنصب من قبل كثيرا و ذاك من حقه و حقنا عليه ان يكون عالم تماما بمطلوبات الشعب السوداني من رئيس الوزراء الجديد .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لغز باخرة أرماس.. مطالب بـ”تدويل” قضية مروان المقدم والغموض يكتنف اختفائه في عرض البحر
  • "الزراعة تطلق خطة شاملة لتحسين سلالات الماشية ورفع كفاءة الإنتاج الحيواني
  • النعيمي يتصدر.. غلاء الأعلاف يشعل أسعار الأضاحي في أسواق الدمام-عاجل
  • هجمات سيبرانية من قراصنة مغاربة يدعمون غزة على الحكومة التونسية
  • راشد عبد الرحيم يكتب: رئيس الوزراء ملاحظات ومخاوف
  • مع استمرار الفراغ الإداري والأزمات المالية.. شبح الإفلاس يهدد الأندية التونسية
  • أوبك بلس تدفع أسعار النفط للصعود والمخاوف الجيوسياسية تُربك الأسواق
  • ارتياح في الأسواق.. النفط يقفز بعد قرار “أوبك+”
  • أوبك+ تقر زيادة جديدة في الإنتاج بـ411 ألف برميل يوميا خلال يوليو
  • إدارة مستودعات الأعلاف دورة تدريبية لـ أكساد.. الوزير بدر: نسعى إلى تطوير كوادر قادرة على إدارة الموارد