لجريدة عمان:
2025-05-22@09:08:47 GMT

ما قصة الشباب الذين أذهلوا أشهر العطّارين؟

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

ما قصة الشباب الذين أذهلوا أشهر العطّارين؟

جينات عطورها البيئة العمانية وتستمد فخامتها من مكتسبات النهضة والتاريخ

السناوي: منتجاتنا تنتشر في أكثر من 30 دولة وماضون في التوسع وفق خطة مدروسة

في رحلتنا اصطدمنا بكثير من المطبات وتجاوزناها بالإصرار

عمان: تذهلك التفاصيل بمجرد أن تصافح عيناك ذلك التمازج بين الأرفف والروائح الباذخة المسكونة بالألفة وكأنك تحلّق بحواسك في أرجاء عُمان بسهولها وشواطئها.

ولأن لكل عطر قصة ورمزية، فعطور «عُمان لاكجري» قصتها وطنٌ بكل تفاصيله.. تتضوّع بعبق البيئة في تداخل أنيق بين الهوية والإبداع.. لتجسد تاريخ عُمان وتراثها.. مستوحية بذخها من دار الأوبرا وأصالتها من السبلة العمانية والكتاتيب، وتستحضر أشجار ونباتات ظفار والجبل الأخضر.

وعندما تحضر عطور «عُمان لاكجري» في المعارض العالمية المتخصصة وعلى أرفف أكثر الأسواق شهرة في كل القارات، فلن يكون أمام عشاق العطور إلا الاستسلام الممزوج بالدهشة، وتتضاءل في حضرتها الماركات العريقة، رغم أن «عُمان لاكجري» حديثة العهد في عالم العطور، غير أن اتكاءها على الإرث العماني جعلها تذيب السنين بينها ومن سبقوها.

والمتأمل في عطور «عُمان لاكجري» بمظهرها وشذى رائحتها تتراءى أمامه عُمان، بدءا بالزي المتفرد ومرورا بمكونات بيئتها، وعبق تراثها، ما يجعلها سفيرة الصناعة العُمانية حيثما حلّت.

هذه القصة المبهرة لـ«عُمان لاكجري» نُسجت خيوطها على أيدي شابين عُمانيين، وهما على مقاعد الدراسة، معاذ السناوي ومعتصم الهنائي، المأخوذان بالعطور وكينونتها المعقدة، فبدايتهما كانت مجرد ممارسة هواية، كما يفعل كثيرون من أقرانهما، برأسمال كما يرويه معاذ خمسين ريالا، يبتاعان مجموعة عطور ذات أسعار منخفضة عبر المواقع الإلكترونية، ومن ثم يقومان بتسويقها بواسطة إنستجرام فوجدا إقبالا.

أعطاهما ذلك دافعًا للمشاركة في معرض استهلاكي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فكان الإقبال أكبر من توقعاتهما، إذ نفدت الكمية الأولى في ساعتين، وكلما نفدت كمية أحضرا أخرى حتى نهاية المعرض.

كبرت الفكرة وهنا انضم إليهما شريكهما الثالث أحمد العيسري فافتتحوا محلا بعد أن ضمنوا معطيات النجاح ووظفوا شابا، فيما تكفّلوا هم بتوصيل الطلبات.. يشير معاذ السناوي إلى الصعوبات التي يواجهونها مع الزبائن، فبعض الطلبات لا يتجاوز سعرها عشرة ريالات، وفي بعض الأحيان يرفض الزبون إتمام عملية الشراء.

وبعد مرور أربعة أعوام على افتتاح الفرع الأول قرروا فتح فرع آخر، والنجاح يزداد، بالفكرة ذاتها.. يأتيان بعطور ويعيدان بيعها.

لم يقف طموح الشركاء عند هذا الحد، بدأوا التفكير في علامة تجارية خاصة بهم، فجاءت «عُمان لاكجري»، وصنعوا أول عطر، ولكنهم لم يخرجوا عن طور التقليد، ليأتي برائحة موجودة في السوق..

يروي السناوي صعوبة عندما أبلغهم المصنع أن أقل كمية لا بد أن تكون 1200 عبوة، شعروا أنها كبيرة قد لا تستوعبها السوق، لم يكن أمامهم إلا الموافقة، ولأنها فترة العيد تمكنوا من بيع الكمية سريعا.. حفّزهم الأمر لصناعة العطر الثاني وهكذا إلى أن وصلوا لـ12 نوعًا.

يتعاظم ارتباط السناوي والهنائي والعيسري بعالم العطور، ويزداد حماسهم فيخطون خطوة تلو الأخرى، كان الطموح الأكبر أن يكون للفخامة عطرها المتفرد، كما هو حال الماركات العالمية الشهيرة. فكروا في تصنيع عبوة خاصة تعكس هوية الشركة فاتجهوا إلى الصين، وبعد أن اتفقوا مع أحد المصانع، واستلموا البضاعة اكتشفوا أنها غير صالحة للاستخدام ولا تتوافق مع الطموح فخسروا مبلغا ليس بالقليل.

أعادوا التفكير، في كيفية الوصول للهدف المرسوم، غيّروا خطتهم، ليبدأوا الاهتمام بمكونات العطر، وكيف يجسد البيئة العُمانية بأشجارها ونباتاتها وشواطئها، ويحكي قصصا من التراث العُماني، فاختاروا عطّارين عالميين ذوي صيت وشهرة يتعاملون مع كبريات الماركات العالمية المعروفة.

يقول السناوي: لم يكن التعامل معهم سهلا.. كنا نذهب لشركات الزيوت الخاصة بالعطور حيث يكونون، واخترنا ثلاث شركات، وكانت التحديات كثيرة فعندما نجلس مع العطارين ونحن في هذا العمر ينظرون إلينا بنظرة فيها استغراب، كيف لهؤلاء في هذا العمر أن يدخلوا في صناعة العطور؟.

ويضيف: يأتي العطارون إلينا ببعض العينات فنكتشف أنها نسخة من عطور موجودة في السوق، ونحن نريد شيئًا خاصًا بنا، وتزداد غرابة العطارين كيف لهؤلاء أن يميّزوا بين العطور؟ فنصرّ على طلبنا، فكان أول عطر نقوم بصناعته خاص بهويتنا «رويل انسنس»، وفكرة العطر مستوحاة من محافظة ظفار ولكن بطريقة مختلفة بأن يكون اللبان طاغيا على العطر مع العسل العُماني ومكونات أخرى، فعملوا لنا عينات وفق القصة التي نريدها، واشتغلنا على عدة روائح.. وعدنا لموضوع الزجاجات من جديد، فاتجهنا لشركة متخصصة في تصميم زجاجات العطور.. كانت الفكرة مأخوذة من الدشداشة العُمانية والغطاء من الكمة العُمانية مع قطعة فضية دائرية مأخوذة من المريّة، كانت الشركة إيطالية، وقمنا بصناعة الغطاء في فرنسا، ولذلك خرج المنتج بطريقة مرتبة مثل ما نطمح إليه. هنا بدأت رحلة البحث عن المعارض العالمية المتخصصة في العطور.. يقول معاذ: لم يكن الأمر سهلا، يطلبون شهادات الجودة وعينات لفحص العطور، فاجتزنا الاختبار، وكانت المشاركة الأولى في فرنسا. وحصلت عطورنا على إعجاب كبير بدءًا بقصة العطر وانتهاء بشكل الزجاجة الذي يجسد الهوية العمانية.

كان هدفنا من المشاركة

أن نتعرف طريقة الوصول للسوق الخارجية، والإجراءات المطلوبة، وبعد أن استوفينا كل شيء، كانت البداية في نقاط بيع بإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وقطر والإمارات، ومن ثم توسعنا في أوروبا بشكل عام. كنا نختار نقاط التوزيع التي تتعامل مع العطور الفاخرة.

حينها أيقنا أنه حان الوقت المناسب ليكون لنا مصنعنا الخاص فأسسناه في سلطنة عُمان، واستعنا بخبرات عالمية ذات مكانة كبيرة في الأسواق.

يتحدث معاذ السناوي عن سر النجاح بقوله: إن ذلك مردُّه إلى فريق العمل المتماسك، كل شخص متخصص في جانب معين، ولذا تمكنا من تحقيق طموحنا. رغم ما مررنا به من مطبات في كل المراحل.

واليوم أصبحت «عُمان لاكجري» معروفة في أكثر من 30 دولة و350 نقطة بيع حول العالم. وماضون في التوسع وفق خطة مدروسة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیة

إقرأ أيضاً:

"التربية" تدشن "رقمنة المناهج العُمانية" لدعم التعلُّم الإلكتروني وبناء منظومة تعليمية متكاملة

 

مسقط- الرؤية

احتفلت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة لتطوير المناهج، وبالتعاون مع شركة بي بي عُمان، بتدشين المرحلة الأولى من مشروع رقمنة المناهج العُمانية، تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وعدد من أصحاب السعادة، ومديري عموم ديوان عام الوزارة، والمديريات التعليمية بالمحافظات، والمختصين بمديريات ديوان عام الوزارة، والمديريات التعليمية.

وتهدف الوزارة من مشروع رقمنة المناهج العُمانية إلى تطوير محتوى المناهج الدراسية، وتحويلها إلى محتوى رقمي تفاعلي ضمن خدمات المنصة التعليمية، وتوفير أنواع مختلفة من المصادر، والموارد التعليمية الرقمية المتنوعة لكافة المراحل الدراسية التي تتوافق مع أنماط المتعلمين المختلفة، وتعزيز عمليات التحول الرقمي في التعليم عن بُعد من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات، والاتصال في مجال التعليم والتعلم، ومهارات التعلم الذاتي، والتعلم التعاوني لدى الطلبة، واكسابهم خبرات ومعارف متنوعة مرتبطة بمهارات المستقبل، والمساهمة في تحسين وتطوير نوعية التعليم، ورفع المستوى التحصيل الدراسي للطلبة، والحصول على محتويات تعليمية تعلمية رقمية سهلة الاستخدام تتضمن تنويع أدوات، وأساليب التدريس والتقويم.

وقال سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس أمبوسعيدي وكيل الوزارة للتعليم، إن التطورات التقنية والتحولات الرقمية تتيح لنا فرصًا غير مسبوقة لتعزيز جودة التعليم، فلم يعد التعليم حبيس الجدران الأربعة للصفوف الدراسية، بل أصبح فضاءً رحبًا يتجاوز الحدود الجغرافية، ويُتيح للطلبة والمعلمين على حد سواء الوصول إلى موارد تعليمية غنية ومتنوعة.

وأضاف: "يسهم مشروع رقمنة المناهج العُمانية بشكل مباشر في تمكين المعلم من أدوات تعليمية حديثة، تدعمه في إيصال المعلومة بطرق مبتكرة وأكثر تأثيرًا، ويمنح الطالب تجربة تعليمية مرنة وشاملة، تُمكّنه من التعلم في أي وقت ومن أي مكان، بما يتناسب مع قدراته واحتياجاته الفردية.

وأكد سعادته أن هذا المشروع جزء لا يتجزأ من رؤية شاملة نحو التحول الرقمي في التعليم، حيث يمثل البنية التحتية الأساسية لدعم التعلم الإلكتروني، ويدعم خطط وزارة التربية والتعليم في بناء منظومة تعليمية متكاملة، قائمة على التكنولوجيا، وموجهة نحو المستقبل.

من جانبه، قال يوسف بن محمد العجيلي رئيس شركة "بي بي- عُمان": "نسعى مع وزارة التربية والتعليم لدعم تطوير التعليم في سلطنة عُمان؛ وخلق تجربة تعليمية أكثر ثراءً وتفاعلًا لتمكين الطلاب، وستدعم هذه المبادرة مختلف أساليب التعلّم؛ وستساعد المعلمين على تقديم الدروس بشكل أكثر فعالية وكفاءة".

وأشار إلى أن هذا التعاون يبرز الدور المهم الذي تلعبه الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دفع عجلة الابتكار والتقدم، وتمكننا من ترك أثر مستدام على التعليم في سلطنة عُمان.

وتضمن حفل التدشين زيارة صفية إلى صف أنموذجي تفاعلي يشتمل على عدد من المعلمات والطلبة؛ لتقديم نماذج لشرح مجموعة دروس عن طريق الشاشات التفاعلية؛ وذلك لتمكين الطلبة من التفاعل مع الكتب الرقمية، وفيلم يتحدث عن المشروع، والمراحل التي مر بها، وصولا إلى التدشين. وقام معالي المهندس بتدشين الكتب الرقمية، وتكريم شركة بي بي عُمان الشركة الداعمة للمشروع.

وعلى هامش حفل التدشين كرم سعاد الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس أمبوسعيدي وكيل الوزارة للتعليم أعضاء فريق مشروع رقمنة المناهج العُمانية من مختلف المديريات التعليمية بالمحافظات.

ومرت عملية إنتاج الكتب بعدة مراحل، وهي: المرحلة التحضيرية، التي يتم فيها تحديد أهم المواصفات والاشتراطات لبناء المحتويات الرقمية للمناهج الدراسية، ومنها: اختيار نموذج التصميم التعليمي للإنتاج الرقمي، وتحديد المواصفات الفنية للكتاب الرقمي، تليها مرحلة التحليل، وتتمثل في مراجعة نوعية المحتويات الرقمية: نشاط، فيلم حي، قصة، لعبة تعليمية وغيرها، ومناقشة الأفكار وتعديلها، واقتراح البدائل التي يتم تناولها في بعض المحتويات، وتحليل المواصفات الفنية: حجم الخط ونوعه، الألوان، واجهة الأنشطة، الأيقونات، ثم بعد ذلك الانتقال إلى مرحلة السيناريو، التي تختص بالمراجعة، والتجويد، والتعديل، ووضع الملاحظات عليها، ويستغرق العمل في هذه المرحلة (60) ساعة مقسمة على مدار أسبوعين لكل كتاب، ثم مرحلة المخرج الرقمي، التي تأتي بعد استلام الوزارة الكتاب الرقمي التفاعلي يقوم الفريق بمراجعة كل التفاصيل العلمية، والفنية لكل المحتويات الرقمية، ومدى التزام الشركة المنفذة بالمواصفات والاشتراطات من حيث: صحة المادة العلمية، الشخصيات، الزي العُماني، التغذية الراجعة، التصاميم، البرمجة، والمرحلة الخامسة تتمثل في تطبيق استخدام الكتب التفاعلية، وتوظيفها في عدد من المدارس؛ كمرحلة تجريبية لرصد الملاحظات، ومتابعة الجوانب التقنية والفنية من أجل التحسين، والتطوير للوصول إلى أفضل النسخ من الكتاب الرقمي التفاعلي، والمرحلة الأخيرة تتمثل في إتاحة الكُتب التفاعلية، ونشرها للمستفيدين عن طريق نافذة الكتب الرقمية للمناهج العُمانية عبر موقع تقنيات التعليم في البوابة التعليمية، إلى جانب إتاحتها لاحقا من خلال منظومة نور في المستودع الرقمي، ضمن مشاريع التحول الرقمي، إضافة إلى متابعة توظيف الكتب، والتحسين والتطوير المستمر، مع وجود خطط إعلامية لإبراز الكتب الرقمية عبر مختلف وسائل الإعلام.

مقالات مشابهة

  • "التربية" تدشن "رقمنة المناهج العُمانية" لدعم التعلُّم الإلكتروني وبناء منظومة تعليمية متكاملة
  • الأرصاد العُمانية توضح حول آخر مستجدات الحالة الجوية في بحر العرب
  • الصادرات العُمانية تواجه تحدي الرسوم الجمركية الأمريكية
  • الداخلية تعبئ وسائل تكنولوجية لمساعدة الشباب الذين تعذر عليهم ملء استمارة إحصاء الخدمة العسكرية
  • أجمل للعطور تُطلق “أوروم إكسير”: الرحيق الذهبي الجديد – حيث يلتقي الترف بالغريزة
  • سفينة البحرية السلطانية العُمانية (شباب عمان الثانية) تعبر قناة السويس
  • برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة يناقش تحولات المشهد الإعلامي
  • سفارتنا في كوريا تحتفي بـ"شجرة اللبان العُمانية"
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • حماية الشباب تبدأ من التوعية.. أكثر من 7000 نشاط وقائي ضد الإدمان في 4 أشهر