على غرار شينغن الأوروبية.. التأشيرة الخليجية الموحدة ترى النور
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
الدوحة – فوض المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي، وزراء الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة، مرحبا بالجهود التي تقوم بها لجنة وزراء الداخلية حيال هذا الأمر، وذلك وفق ما جاء في البيان الختامي الصادر عن اجتماع قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد بالدوحة اليوم.
ووفقا لنظام التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة، سيكون بإمكان من يحصل على تأشيرة دخول أو إقامة في إحدى دول مجلس التعاون الست، أن يدخل باقي الدول بالتأشيرة نفسها، وذلك على غرار تأشيرة شينغن التي تربط دول الاتحاد الأوروبي ببعضها البعض.
وترأس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعمال القمة الخليجية 44 التي عقدت اليوم الثلاثاء في الدوحة، والتي استعرضت تطورات ما تم إنجازه من خطوات لتحقيق التكامل بين دول المجلس وأبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي كان في مقدمتها الوضع في قطاع غزة.
وكان وزراء الداخلية دول مجلس التعاون الخليجي قد اعتمدوا مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة خلال الاجتماع الـ(40) الذي عقد في العاصمة العمانية مسقط في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على أن يتم التطبيق وفق برنامج زمني محدد، وذلك بهدف الإسهام في تسهيل وانسيابية تنقل المقيمين والسياح بين دول المجلس الست.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي قد أكد أن مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحد، إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات مجلس التعاون، في ظل توجيهات قادة دول المجلس الذين أولوا اهتمامهم لمنجزات للتعاون الأمني الخليجي.
⬅️ #قمة_الدوحة تقر التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة
⭕️ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في حوار مع الشرق
أجراه الأستاذ جابر الحرمي رئيس التحرير @jaberalharmi pic.twitter.com/A4WYfGVJjn
— صحيفة الشرق – قطر (@alsharq_portal) December 3, 2023
مواكبة التطوروقال أستاذ القانون الدولي بجامعة قطر ناصر العذبة إن التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة لا شك أنها تواكب التطور الذي تشهده دول الخليج وتعد ضرورة حتمية لمواصلة النهضة والحداثة التي تسير بها جميع دول الخليج.
وأضاف العذبة في حديث للجزيرة نت، أن وجود الكثير من الكفاءات في دول الخليج وتنقلها بين هذه الدول بأريحية يجعل هذه الكفاءات تقوي من اقتصاد الخليج كوحدة واحدة وليس كوحدات متعددة، ومن هنا تأتي أهمية تسجيل هذا التنقل الذي تساعد التأشيرة الجديدة فيه.
وأفاد المتحدث ذاته بأن الكثير من الشركات في دول الخليج تستطيع أن تتحول من شركات محلية داخل الدول التي تعمل بها إلى شركات خليجية دولية بسهولة، حيث يمكن لمدير شركة في السعودية على سبيل المثال أن ينتقل بسهولة إلى دولة أخرى لإنهاء الأعمال بنفسه وهو ما يسهل من تسريع الاستثمارات والدفع نحو التوسع في افتتاح فروع للشركات المحلية خارج إطار عملها داخل دولتها ومن ثم تتحول هذه الشركات من محلية إلى دولية وإقليمية وربما مستقبلا عربية وعالمية.
وأوضح أن التأشيرة الموحدة لها تأثير إيجابي كبير خاصة على القطاع السياحي ومن ثم الاقتصاد بشكل عام، مؤكدا أن التكامل الاقتصادي يحتاج إلى هذه الخطوة ولكن في إطار ضوابط معينة.
وحدد العذبة هذه الضوابط بحصر منح هذه التأشيرة لأصحاب رواتب محددة ووظائف معينة، وأن يرتبط إصدارها بصحيفة الحالة الجنائية لمن يريدها، بحيث تكون الصحيفة بيضاء لضمان عدم هروب أي شخص أو ارتكاب أي مخالفات قانونية خلال التنقل من دولة لأخرى.
عاجل | #قمة_الدوحة: تفويض وزراء الداخلية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ التأشيرة الخليجية الموحدة https://t.co/g5jY4YUGk8
— الراي (@AlraiMediaGroup) December 5, 2023
مزايا اقتصاديةالخبير الاقتصادي عبد الرحيم الهور يؤكد للجزيرة نت أن مزايا التأشيرة الموحدة كثيرة، لافتا إلى أن فتح المناطق الجغرافية في الإقليم الواحد يعد خطوة كبيرة ومهمة في تعزيز المحاور الرئيسية للمكون الشمولي للمنطقة.
وأوضح أن هذا الأمر يعني عدة محاور، أولها تعزيز النشاط الاقتصادي بكافة مكوناته، السياحي والتجارة البينية، وفرصة فتح أسواق للمشاريع الجديدة وتعزيز كفاءة التشغيل للقوى العاملة في المنطقة، وتوحيد التشريعات والقوانين المنظمة سواء للسياحة أو النقل أو التعليم أو الاتصالات.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أهمية أن تكون هذه الخطوة بداية لتوسيع نطاق التأشيرة المشتركة في دول مجاورة لتعزيز المفاهيم نفسها وتحقيق الفوائد ذاتها، مستشهدا بالتجربة الأوروبية التي حققت نتائج إيجابية كبيرة بعد استحداث تأشيرة الشينغن التي عادت بالنفع على كل المستويات.
ولفت الهور، في السياق ذاته، إلى أن الفائدة الاستثنائية لخصوصية دول الخليج تكمن في أنها دول متعددة الجنسيات من القوى العاملة، وبالتالي فتح باب التنقل للمقيمين سيشكل الحجم الأكبر للتنقل والاستثمار والسياحة والاستهلاك في آن واحد، فالتنقل إلى مكان جديد يفتح فرص لتشغيل الفنادق والمواصلات والأسواق التجارية، وهو بالطبع منفعة كبيرة للبلد الذي يستقبل هؤلاء الزائرين.
ولم يستبعد الهور وجود سلبيات للنظام الجديد، ولكنه أكد أنها لا تقارن بحجم المنافع والإيجابيات التي ستتحقق نتيجة للنظام الجديد، ونبه لإمكانية وجود تحديات أمنية لدول الخليج لضبط الأمور فيما يتعلق بمنع انتشار الجريمة المنظمة وغسل الاموال والمخدرات وغيرها، مشيرا لمواكبة ذلك بتشريعات وتنظيمات حاكمة لضمان نجاح النظام الجديد.
قمة الدوحة تصادق على قرارات وزراء الداخلية في اجتماعهم في 8 نوفمبر الماضي وتؤكد على أهمية تعزيز العمل الأمني المشترك
• القادة رحبوا بجهود لجنة وزراء الداخلية حيال التأشيرة الخليجية الموحدة واعتماد ما تم التوصل إليه وتفويض وزراء الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ pic.twitter.com/OJkofOos24
— كويت نيوز (@KuwaitNews) December 5, 2023
ضوابط التنفيذوأضاف الهور أن أبرز مزايا النظام الجديد هو سهولة حركة الأشخاص مما يترتب عليه زيادة محتملة في الأنشطة السياحية بجميع دول المنطقة وبالتالي توفير فوائد اقتصادية كثيرة وزيادة التعاون بين دول المجلس.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن النظام الجديد يتطلب التركيز على ضوابط التنفيذ بحيث تضمن خصوصية البيانات في جميع أنحاء دول المجلس، مؤكدا أن كيفية التنفيذ تتطلب التنسيق التام بين الدول بما يكفل حماية النظم والقوانين المحلية لكل دولة ويضمن إمكانية قيام أي دولة بوضع شروط إضافية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجلس التعاون الخلیجی التأشیرة الخلیجیة الخلیجیة الموحدة دول مجلس التعاون وزراء الداخلیة دول المجلس دول الخلیج
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: نعتز برسالة التسامح التي تتبناها مصر والسنغال ونتطلع لمزيد من التعاون
شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في الأمسية الشعرية التي نظمتها سفارة جمهورية السنغال بالقاهرة، تحت عنوان: "العمرية المصرية والبكرية السنغالية"، بمناسبة مرور ٦٥ عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والسنغال، وذلك بقاعة الفسطاط بمركز الأزهر للمؤتمرات.
أمسية شعرية احتفالًا بمرور ٦٥ عامًا على العلاقات المصرية السنغاليةحضر الأمسية الدكتور كيموكو دياكيتي، سفير السنغال؛ والأستاذ الدكتور علاء جانب، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر -نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ والسفير شريف رفعت، نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية؛ والدكتورة رانيا عبداللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الدولية بوزارة الثقافة؛ والدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف.
وتخلل الحفل تبادل الحديث الودي بين وزير الأوقاف والبعثة الدبلوماسية السنغالية، وأكد الوزير اعتزازه بالعلاقات التاريخية بين البلدين، ممتدحًا أكابر العلماء من السنغال، ومنهم فضيلة الشيخ إبراهيم عبد الله نياس، الذي ارتقى منبر الجامع الأزهر، وخطب الجمعة في سابقة فريدة، واستمع له فضيلة الشيخ محمود شلتوت (رحمه الله) شيخ الأزهر حينها، مشيرًا إلى التقارب الكبير بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفخامة الرئيس باسيرو ديوماي فاي، والتعاون المتنامي في مختلف المجالات.
وتناولت الأمسية قصيدتين: الأولى "العمرية" للشاعر حافظ إبراهيم، والثانية "البكرية" للشاعر السنغالي محمد توري "ابن حوى". وأشاد الوزير بمبادرة السنغاليين في جمع القصيدتين في كتاب "تحفة الدولتين في جمع الخليفتين"، وقد أثنى وزير الأوقاف على تقديم العمرية على البكرية تكريمًا لمصر، وكان الأولى تقديم البكرية على العمرية، وردًّا للاحترام بمثله قامت وزارة الأوقاف بإصدار كتابٍ بعنوان "تاج العلاء ومعراج الأصفياء في مدح الثلاثة الخلفاء"، ضم القصيدتين المذكورتين، وتقديم البكرية على العمرية بترتيب الخلفاء الراشدين، وقصيدة ثالثة "العلوية" للشاعر محمد بن عبد المطلب في مدح سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، داعيًا لتأليف قصيدة في مدح سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، لاستكمال مدح الخلفاء الأربعة.
وفي ختام الحفل، أهدى وزير الأوقاف نسخة من الكتاب لسفير السنغال، وتم توزيع ١٠٠ نسخة على الحضور.
من جانبه، أكد السفير السنغالي عمق العلاقات بين البلدين منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مشيدًا بالتعاون الثقافي والعلمي والديني والاستثماري بين البلدين. كما توجه بالشكر لوزارات الخارجية والثقافة والأوقاف وجامعة الأزهر ومؤسسات المجتمع المدني.
وأكد السفير شريف رفعت أن العلاقات المصرية السنغالية تجسد نموذجًا للأخوة الإفريقية، موضحًا أن الشعر جسر للتواصل الثقافي العميق بين الشعبين.
كما أثنت الدكتورة رانيا عبداللطيف على الترابط الثقافي بين مصر والسنغال، مشيدة بأداء طه محمد الأزهري ومحمد توري في إلقاء القصيدتين، ومؤكدة وحدة الرؤية بين البلدين في مواجهة التحديات.
ونقل الأستاذ الدكتور علاء جانب تحيات الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يشكل جسراً حضاريًا بين مصر والسنغال، ويحتضن طلاب العلم السنغاليين، إسهامًا في نشر رسالة التسامح والمحبة.