مشهد نادر.. لماذا بكى زعيم كوريا الشمالية؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
في موقف نادر الحدوث، لم يستطع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، اخفاء تأثره خلال استماعه لتقرير المؤتمر الخامس للأمهات، عندما أبدى عواطف جياشة، وذرفت عيناه بالدموع، في اللحظة التي تناول فيها التقرير تضحيات الأمهات من أجل مستقبل أطفالهن.
وانتشر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الإجتماعي، للموقف الذي مر به زعيم كوريا الشمالية، مع العلم أن هذه ليست المرة الأولى التي يُظهر فيها كيم جونغ أون عواطفه علناً، حيث سبق وأن بكى خلال خطاب في شهر أكتوبر الماضي.
وفي تلك المناسبة، توقف الزعيم الكوري عن الكلام للحظات بينما كان يتحدث عن التحديات التي واجهت البلاد، حيث خلع نظاراته أمام حشد من الناس.
يشار إلى أن كيم جونغ أون، تحدث في خطابه الأخير بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ75 لـ"حزب العمال الحاكم"، منوها إلى التحديات التي تواجه بلاده.
كما أعلن في ذلك الوقت أن البلاد لم تُسجل أي إصابات بفيروس كورونا، متمنياً الصحة للشعب الكوري.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الرسمية يوم الأربعاء، أقامت كوريا الشمالية اجتماعًا لتوزيع الهدايا على المشاركات في المؤتمر الوطني الأخير للأمهات.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار جهود واضحة لضمان ولاء المشاركات، خاصة في ظل انخفاض معدل المواليد في كوريا الشمالية.
وكان آخر مؤتمر وطني للأمهات في كوريا الشمالية قد عقد في عام 2012، بينما تم عقد أول مؤتمر في نوفمبر 1961.
وقُدمت للمشاركات في المؤتمر الحالي هدايا كبيرة "تعبيرًا عن المودة الأبوية الشديدة" ترتبط بشكل خاص بزعيم البلاد كيم جونغ أون.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف کوریا الشمالیة کیم جونغ أون
إقرأ أيضاً:
قمة شرم الشيخ… من تجاهل المأساة إلى تبييض الجريمة
يمانيون| بقلم أ. محمد الفرح
منذ الأمس وأنا أتذكّر مشهد قمة شرم الشيخ، ولم أستطع فهم واستيعاب ما جرى فيها؛ وربما الحاضرون لا يعلمون سبب مجيئهم، كانت غريبة إلى حدٍّ يصعب تفسيره.
بدت وكأنها مشهد مقتطع من فيلم الزعيم لعادل إمام، حيث تتداخل المجاملات الزائفة مع المواقف الهزلية في إطارٍ يُفترض أنه جاد ورسمي.
الأغرب هو وقوف ترامب بمفرده بينما يتوالى القادة للسلام عليه واحدًا تلو الآخر، مع أنه ضيف مثل سائر الحضور.
في المقابل، بدا المضيف الرسمي في حالة من التواضع المفرط حد الارتباك، تاركاً الحضور الأمريكي ليطغى على المشهد.
ظهر المجرم ترامب يوزّع الابتسامات والمديح على الحاضرين، ويتلوا أسماءهم من ورقة، ويسخر من بعض الزعماء بأسلوب يجمع بين المزاح والتعالي.
أسلوب ترامب الاستعراضي والشخصي كسر القواعد المتعارف عليها، مما أربك الحضور وفرض إسهابه وثرثرته على الحدث.
أما مديحه المتكرر لعائلته ووزرائه في كلماته فيعكس طبيعته التي تميل إلى الاستعراض الذاتي، وكأنه يعيش في حملة انتخابية دائمة حتى وهو في مؤتمرات القمم.
لكن ما هو أخطر من المظهر البروتوكولي هو ما غاب عن القمة من مضمون مهم للغاية.
فقد غاب الحديث الجاد عن إعمار غزة وضرورة التعجيل به، باستثناء كلمات مقتضبة من الرئيس المصري. كما غاب النقاش حول المأساة الإنسانية الكبرى التي عاشها أبناء غزة، وهي مأساة لن تزول آثارها في عشرات السنين.
لم يُطرح أيضًا ملف الأسرى الفلسطينيين المتبقين في سجون العدو، والذين كانوا أحد أبرز أسباب انفجار السابع من أكتوبر، ولم يُناقش موقعهم في أي تسوية قادمة رغم أهميته المحورية.
والأسوأ من ذلك هو عودة الحديث عن اتفاقيات أبراهام، وتنميق تجربة التطبيع والتسويق لها، وكأن ما جرى في غزة لم يكن جريمة إبادة جماعية لم تجف دماء شهدائها ولم ينتشلوهم من تحت الأنقاض.
فإعادة تفعيل تلك الاتفاقيات بعد كل ما حدث لا تعني سوى طمس جرائم العدو الإسرائيلي وشرعنتها، وتبييض الجريمة، وتجميل الفعل الوحشي، وتحويل صفحة الدم إلى وثيقة «سلام»، يكافأ فيها المجرم بدل أن يحاسب.
بهذا الشكل، خرجت القمة – في نظر كثيرين- عن طابعها الرسمي، لتبدو أقرب إلى استعراض سياسي منها إلى لقاء دولي جاد.
غير أن ما وراء هذا المشهد أعمق من مجرد خلل في البروتوكول؛ إنه اختلال ميزان العلاقات الدولية في المنطقة، حيث باتت دول منطقتنا تتعامل مع أمريكا من موقع التبعية لا الندية.
أما الحضور العربي في مثل هذه المحافل فقد تحوّل إلى دور رمزي لا فاعل، بينما تُدار خيوط اللعبة من إسرائيل، في تداخل بين النفوذ السياسي والاستعراض الإعلامي.
وفي النهاية، لم يكن مشهد شرم الشيخ مجرد لقطة عابرة، بل صورة مكثفة لواقع السياسة في عالمٍ يميل فيه الضوء نحو الأقوى لا نحو الأجدر، ويُكرَّم فيه المعتدي بينما يُترك الضحية وحيدًا في العراء.
#قمة_شرم_الشيخ