مجلة «تايم»: سلطان الجابر واقعي ومختلف عن سابقيه في «كوب»
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
دبي: هشام مدخنة
نشرت مجلة تايم الأمريكية، على هامش استضافة دبي مؤتمر «كوب 28»، تقريراً بعنوان «رجل في المنتصف»، وصفت فيه الدور الوظيفي الذي يلعبه سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس المؤتمر، بـ «المهم إلى حد كبير»، وكيف اتخذ الرئيس الحالي نهجاً مختلفاً تماماً عن بقية رؤساء الحدث في دوراته السابقة، من حيث توجيه الدعوة إلى شركات النفط والغاز، وإعطاء الأولوية للحلول المناخية التي يقدمها القطاع الخاص.
ودعا رئيس «كوب28» شركات النفط العالمية الكبرى للقدوم إلى دبي مع التزامات للقضاء على تسرب غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية، وإزالة الكربون من عملياتها.
واقعية والتزام
وقالت «تايم»، إن الجابر، بصفته رئيساً للمؤتمر، ورئيساً لواحدة من أكبر شركات الوقود الأحفوري في العالم، مكلف بالتوفيق بين هذه الحقائق على اعتبار أنه يتسم بالواقعية الشديدة. وبالرغم من الطلب المرتفع على النفط، حتى في ظل السيناريوهات الأكثر تشدداً لإزالة الكربون، قال: «إن العالم سيظل في حاجة إلى بعض العرض، بحلول منتصف القرن، وبأنه من الأفضل أن يحتوي أي نوع من النفط، الذي نستخدمه على أقل محتوى متاح من الكربون».
وأضاف الجابر أثناء لقائه الصحفيين جاستن وورلاند وجوليا زورثيان، «إن الخفض التدريجي للوقود الأحفوري أمرٌ ضروري ولا مفر منه، لكن في الوقت نفسه، العالم ليس مستعداً بعد للتخلص التام من النفط والغاز. علينا أن نكون واقعيين، إذ إنه لا يمكننا فصل العالم عن نظام الطاقة الحالي قبل أن نبني نظام طاقة جديداً».
ومن وجهة نظره، فإن نجاح المؤتمر، ناهيك عن الجهود الأوسع لمكافحة هذه الظاهرة، يعتمد بقدر كبير على احتضان القطاع الخاص وتغيير ظروف السوق وإنهاء المفاوضات غير المستقرة. وقال: «سيكون هناك تحول نموذجي. تحتاج العملية السياسية إلى أن تكتمل بشكل جيد برأس المال الخاص وعقلية الأعمال، نحن في وضع فريد للتوفيق بين المصالح العديدة في مكافحة المناخ».
أكبر حديقة شمسية
بدورها، أشادت المجلة في تقريرها بمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر حديقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم، تعرض ثمار العمل المناخي في دولة الإمارات، لكنها لفتت في المقابل إلى أن مستويات إزالة الكربون من النفط والغاز عالمياً ليست كافية، وتمثل عمليات هذا القطاع 15% من الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة، وفي سبتمبر/أيلول، ذكر تقييم للأمم المتحدة أن التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري سيكون «لا غنى عنه» لإبقاء أهداف اتفاق باريس في متناول اليد.
إلى ذلك، يبدو أن مفاوضي المؤتمر، وجدوا أرضية مشتركة تحمل التزاماً أكبر بزيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعافها، لكن المحادثات حول التوصل إلى اتفاق نهائي، تقضي بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لم يجد إجماعاً مماثلاً بعد.
والجابر، بحسب تقرير «تايم»، يدرك الفجوة تماماً. لذلك، ركزت استراتيجيته في التعاطي مع هذه المشكلة بشكل لافت على تغيير الرياضيات الاقتصادية لجعل الطاقة النظيفة استثماراً أفضل، إذ عمل على تحفيز الجميع، من صناعة المرافق إلى التمويل الخاص، والضغط من أجل تدفق الأموال. كما أعطى شركات الطاقة المتجددة دوراً مركزياً إضافياً، كالسماح بالإصلاح وإعادة تصميم أسواق الطاقة.
نهج الآباء المؤسسين
وتحدثت «تايم» عن زيارة رئيس المؤتمر سلطان الجابر مدينة نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، وكيف قرع بعد ذلك جرس التداولات في «وول ستريت»، مستحضراً كلمات الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أحد الآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة حين قال: «ما هو جيد للتجار جيد لدبي». ويبدو أن الجابر يتبع نفس النهج في التعامل مع المناخ.
وعلى طريق «كوب 28»، نوهت المجلة باللقاءات التي أجراها الجابر العام الماضي، سواء مع قادة الأعمال مثل مايكل بلومبيرغ، أو الزعماء السياسيين مثل المستشار الألماني أولاف شولتز، أو المرجعيات الدينية مثل البابا فرانسيس.
دور الإمارات الإيجابي
ينظر المسؤولون الأقرب إلى المحادثات إلى الجابر بوصفه جهة فاعلة حسنة النية. وقال ماروس سيفكوفيتش، المسؤول المشرف على سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي: «أعتقد أنه ملتزم تماماً». أما تينا ستيج، مبعوثة المناخ لجزر مارشال، فقالت: «إن أمام كوب تحديات كبيرة، لكن توقعاتنا عالية».
تاريخياً، قاومت الولايات المتحدة وأوروبا تاريخياً التدابير، التي قد تحملهما المسؤولية عن تكاليف الانبعاثات الصادرة عنهما، كما قاومت الهند والصين المطالبات بالتخلص التدريجي من الفحم، لكن من الناحية النظرية، بحسب «تايم»، فإن دولة الإمارات في وضع جيد لسد بعض هذه الفجوات، وذلك بفضل علاقاتها المميزة مع جميع اللاعبين تقريباً. وبخصوص ذلك قال الجابر: «لقد حان الوقت بالنسبة لنا للاستفادة من خبرتنا المكتسبة على مر السنين، والعلاقات التي أنشأناها».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الاستدامة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الدولية للهجرة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم
قالت المنظمة الدولية للهجرة إن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.
ويأتي ذلك على خلفية تصاعد الحرب بين الجيش الوطني السوداني وميليشيات الدعم السريع.
أشارت مصادر سودانية إلى أن مُسيرة لميليشيات الدعم السريع استهدفت حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية.
ويأتي ذلك في إطار المعارك المُستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
جيش الاحتلال يُخطط لعملية عسكرية ضد حزب الله موسكو تدعو برلين إلى تخفيف حدة الخطاب "المناهض" لروسياوأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.
وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.
وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.
وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".
وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.
وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.
ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.
وذكرت المصادر أن الجيش السوداني يبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه لا نهاية للحرب إلا بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع.
وأضاف قائلاً: "سنواصل القتال ضد ميليشيا الدعم السريع".
وأعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة.
وطالب مجلس حقوق الإنسان بتحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن الانتهاكات في الفاشر.
وأصدر مجلس حقوق الإنسان مشروع قانون يهدف إلى إدانة انتهاكات الدعم السريع في الفاشر,
وأكد مجلس حقوق الإنسان الدولي ارتفاع مخاطر الجوع والمرض في السودان.
وقال فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان إن أجزاء كثيرة في الفاشر أصبحت ساحة جريمة.
قالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنها تُحذر من تفاقم كارثة نزوح آلاف الأسر من دارفور وكردفان في السودان.
وأضافت: "النازحون من دارفور وكردفان في السودان يواجهون انتهاكات خطيرة".
وأكملت قائلةً: "الأوضاع في الفاشر غربي السودان تتجه إلى الانهيار السريع".