ضمن اجتماع المائدة المستديرة لتنفيذيي مؤسسة العطية.. صناع القرار يناقشون مستقبل الطاقة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
في لقاء جمع عدداً من كبار صناع القرار والخبراء الدوليين في قطاع الطاقة، تم مناقشة اتجاهات الطاقة خلال العام الحالي والقادم، وذلك ضمن أحدث لقاءات «المائدة المستديرة للرؤساء التنفيذيين» الذي عقدته مؤسسة العطية تحت عنوان «مآلات مشهد الطاقة للعام الحالي وبلورة مستقبل العمل المناخي للعام القادم».
وشارك في اللقاء الذي عقد في السادس من ديسمبر في الدوحة كل من البروفيسور بول ستيفنز، الأستاذ الفخري في جامعة دندي وزميل معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان (IEEJ)؛ والبروفيسور غراهام ويل، أستاذ اقتصاديات الطاقة في جامعة الرور في بوخوم؛ والسيد آلان جيلدر، نائب رئيس قسم التكرير والكيماويات وأسواق النفط في «وود مكنزي»؛ والسيد روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة؛ والسيد كريس جنتل، كبير مستشاري الشراكات والمشاريع الجديدة في مجلس الطاقة العالمي.
وقال سعادة عبد الله بن حمد العطية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة العطية ووزير الطاقة والصناعة السابق في قطر: «أشكر الخبراء والمشاركين على طرح هذه القضية الحيوية التي ما فتئت تؤرق قطاع الطاقة عامة».
أضاف «نجد أنفسنا أمام مفترق طرق، حيث تؤكد الأحداث التي شهدناها في عام 2023 على أن معضلة الطاقة الثلاثية تفرض علينا البحث عن مستقبل مستدام للطاقة، مع ضمان إمدادات آمنة للطاقة، وقدرة المستهلكين على تحمل التكاليف «.
وشكل ما يسمى «معضلة الطاقة الثلاثية» التي شهدها عام 2023، والتوقعات لعام 2024 أساساً للحوار بين الخبراء وصناع القرار خلال اللقاء. وتتألف المعضلة الثلاثية من ثلاث ركائز: الاستدامة التي تنطوي على إزالة الكربون من الطاقة؛ والأمن الذي يسعى إلى ضمان إمدادات الطاقة؛ وخفض تكلفة الطاقة على المستهلكين. وتعتبر معضلة الطاقة الثلاثية إطار عملٍ لصناع سياسات الطاقة لتحقيق التوازن بينها.
ومن ناحية الاستدامة، تحدث الضيوف حول ضرورة مسائلة الشركات بمدى التزامهم بالإرشادات البيئية والاجتماعية والحوكمة Environmental, Social, and Governance (ESG). كما نوقش أيضًا تأثير التوترات السياسية في العالم، وما نجم عنها من تعطل لسلاسل التوريد، والتحديات الذي تواجه الدول الأوروبية لخفض الاعتماد على الغاز الروسي، وزيادة الإمدادات وتجنب انقطاعها، وإعطاء الأولوية لكفاءة الطاقة والحفاظ عليها.
وقد ساهم ضعف سلاسل التوريد في تضخم تكلفة المشاريع، بينما عمدت البنوك المركزية الى رفع أسعار الفائدة، ما أثر بشكل سلبي على اقتصاديات المشاريع. ومع ذلك، فهناك دلائل تشير إلى أن معدلات التضخم ربما قد استقرت، مع انخفاض متوقع يصل إلى 6.6 بالمئة في عام 2023 و4.3 بالمئة في عام 2024، على الرغم من أنها لا تزال أعلى من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.
وناقش الضيوف أيضًا التأثيرات المستمرة وغير المباشرة لجائحة كوفيد-19 على المستوى العالمي، في ظل التزام الصين بإستراتيجية القضاء على فيروس كورونا، وإجراءات الاغلاق والضوابط الصارمة التي صاحبتها، ما عرقل عمليات الإنتاج والتصنيع، وتأخير إجراءات الشحن البحري خلال عام 2023.
فقد كان الاستيراد من الشركات الصينية أحد أهم مخاطر سلاسل التوريد في عام 2023، وفقًا لتقرير المخاطر السنوي الصادر عن شركة Everstream. وجاء في التقرير، أن مخاطر التأخير وإلغاء عمليات شحن البضائع المستوردة من الصين قد بلغ 90 بالمئة، مع الإشارة إلى احتمال حدوث اضطرابات محلية بسبب فيروس كوفيد-19 في البلاد.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المائدة المستديرة مستقبل الطاقة عام 2023 فی عام
إقرأ أيضاً:
صعوبات وعراقيل تواجه خطط التحوّل للطاقة النظيفة في جنوب أفريقيا
في سعيها لتحقيق خطط التحوّل إلى الطاقة النظيفة والخضراء، بدأت جنوب أفريقيا في تنفيذ المشاريع المرتبطة بالتوقّف عن حرق الفحم، والتقليل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
وبعد توقّف الدخان والتلوث في سماء بلدة كوماتي التي أنهت حرق الفحم عام 2022، فإن الشكوك والمخاوف تتزايد بين السكان بشأن فقدان الوظائف.
وفي قمة المناخ (كوب 26) التي عُقدت في عام 2021، تعهّد العديد من الدول الغربية بتقديم قروض إلى جنوب أفريقيا لدعم الانتقال إلى الطاقة الخضراء، ووصلت القروض والمِنح إلى 12.9 مليار دولار أميركي.
ورغم الدعم الكبير الذي قدّمه الممولون والمانحون لجنوب أفريقيا، فإن المبالغ لم يتم صرفها إلا في عام 2023، مما يجعل عملية الانتقال المقرّر لبعض مشاريعها في أفق سنة 2027 تواجه صعوبات كبيرة.
ومثل استخدام الفحم 82% من عمليات توليد الطاقة الكهربائية في عام 2024، وهي نسبة تراجع ضئيل مقارنة بحجمه سنة 2015 التي كان يمثل فيها 90%.
ومن المقرر أن يبدأ بناء محطة طاقة شمسية بقدرة 72 ميغاواطا، و150 ميغاواطا من تخزين الطاقة بالبطاريات في العام المقبل، وهو ما سينتج 2500 فرصة عمل، 70% منها للسكان المحليين، وذلك طيلة السنوات الثلاث التي تستغرق إنشاء المشروع.
إعلان عقباتوتواجه عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة في جنوب أفريقيا العديد من العقبات، أبرزها احتمال فقدان الوظائف، إذ قدّرت دراسة حكومية تم إعدادها عام 2023 أن حوالي 400 ألف وظيفة، منها 80 ألفا، في تعدين الفحم، معرّضة للخطر في إقليم مبومالانغا، الذي تقع فيه معظم محطات الطاقة والمناجم.
ومن العقبات التي تقف في وجه جنوب أفريقيا نحو التحول للطاقة النظيفة مشكلة البنية التحتية، إذ تحتاج إلى بناء منشآت جديدة، لنقل الكهرباء وربط مشاريع الطاقة الكبيرة التي ينفذها القطاع الخاص، في الجنوب الغربي العاصف والشمال الغربي المشمس بالشبكة الوطنية.
وقد أدّت الانقطاعات الكهربائية الشّديدة التي وصلت إلى 12 ساعة يوميا في السنوات الأخيرة، إلى تأجيل إغلاق 3 محطّات كهرباء تعمل بالفحم من عام 2027 إلى عام 2030.
وقال وزير الكهرباء والطاقة في جنوب أفريقيا كغوسينتشو راموكغوبا إنه كان ينبغي تقديم فوائد ملموسة قبل إغلاق المحطّات التقليدية، مشيرا في الوقت ذاته إلى صعوبة تنفيذ هذه المشاريع مع المحافظة على استمرار النشاط الاقتصادي في البلاد.