الدوحةـ  أكد مسؤولون عرب، خلال منتدى الدوحة 2023، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جزء من النسيج الفلسطيني ولا يمكن للاحتلال الإسرائيلي استئصالها. في حين لم تتوقف قيادات الاحتلال عن ترديد أطروحة القضاء على حماس والبحث عن إدارة جديدة لقطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتساءل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال جلسة بعنوان "ماذا الآن بالنسبة للشرق الأوسط؟ -اليوم الأول من منتدى الدوحة 2023- عن "من الذي أعطانا الحق في أن نتناقش في قضية فلسطينية بدون الشعب الفلسطيني؟ وهل نحن من نحدد مصيره وماذا يريد؟".

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن الضفة الغربية وقطاع غزة دولة واحدة يجب أن تحكمها سلطة منبثقة من توافق فلسطيني، مشيرا إلى أن دولة قطر ستواصل الضغط لمواصلة الهدنة في غزة رغم تضاؤل الفرص، وأن الدوحة ستظل تبذل كل جهد لمنع التصعيد ووقف الحرب لأنه الطريق الملموس والوحيد لاحتواء الأزمة.

ولم يخف رئيس الوزراء القطري تخوفه من التأثرات الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أن مخاطر تأثير هذه الحرب ستذهب إلى ما هو أبعد من غزة، وقال "إذا استمر القتل بهذه الطريقة لن نسيطر على الأوضاع في المنطقة".

رئيس وزراء قطر يؤكد أن الشعب الفلسطيني له حق اختيار من يحكمه (الجزيرة) إسرائيل صنعت الكراهية

وحول الرؤية ذاتها، دار حديث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي قال إن إسرائيل صنعت قدرا من الكراهية سيطارد المنطقة لأجيال قادمة، مؤكداً أنها لن تحصل على الأمن إلا إذا حصل عليه الفلسطينيون ولا يمكن تحقيق السلام إلا بإنهاء الاحتلال.

وأكد الصفدي أن ما يحدث في غزة لا يمكن أن يستمر، والخطر يهدد المنطقة بأكملها، موجها كلامه للحكومة الإسرائيلية بالقول "أنتم تتحَدون الأسرة الدولية بكاملها وتنتهكون القانون الدولي وترتكبون جرائم حرب وتتوقعون من العالم أن يتقبل هذا الواقع، هذا أمر غير مقبول".

وسلط الوزير الأردني الضوء على مجموعة من النقاط المحورية، وهي أن إسرائيل تعمل جاهدة لإفراغ قطاع غزة من أهله، ضاربة بعرض الحائط جميع المبادرات، ومتجاهلة جميع القوانين الإنسانية التي تمنع تهجير الناس من بيوتها بقوة السلاح.

المحور الآخر الذي ركز عليه الصفدي هو تمدد المستوطنات في الضفة الغربية، قائلا إن عدد المستوطنات في الأراضي الفلسطينية تزايد بنسبة 400% منذ اتفاقية أوسلو، معتبرا أنه دليل واضح على أن سياسة إسرائيل ممنهجة لتقويض حل الدولتين وعدم منح الفلسطينيين حقوقهم الشرعية.

وتوقع الصفدي أن تركز إسرائيل على أهداف أبعد من أهدافها المعلنة للحرب في غزة، مطالبا الإدارة الأميركية بأن تمارس ضغوطا أكبر عليها لوقف الحرب ووقف قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية.

محمد أشتية (يسار) أكد أن حماس جزء من النسيج الفلسطيني (الجزيرة) حماس جزء أساسي

بدوره، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد أشتية بفرض عقوبات على إسرائيل وعدم السماح لها بالاستمرار في انتهاك القوانين الدولية، مؤكداً أن حجم القتل في غزة غير مسبوق والسكان هناك يتعرضون للتجويع.

وأضاف "السلطة الفلسطينية لم تغادر غزة، وتوفر لها الكهرباء والماء والمعدات الصحية، ولم نتخل عن حماس" مشددا على أن تشكيل "المستقبل بحاجة إلى موافقة فلسطينية محلية".

وأكد أشتية أن حركة حماس جزء أساسي من الخارطة السياسية الفلسطينية، "وحديث إسرائيل عن القضاء على حماس لن يحدث وهو غير مقبول بالنسبة إلينا".

زلمط: نزع حماس من الملف الفلسطيني سيتسبب في شرخ كبير للقضية (الجزيرة) تحديد المصير

واتفق السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زلمط -في حديث للجزيرة نت- مع تصريحات أشتية ودعوته للوحدة، وقال إن حماس جزء أساسي من المكون والنسيج الفلسطيني، وشاركت سابقا في انتخابات وطنية وشكلت أول حكومة فلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد زلمط أن أي محاولة لنزع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من الملف الفلسطيني سيتسبب بشرخ كبير في القضية، وربما يؤدي إلى تصفيتها.

وشدد السفير على ضرورة استقلال القرار الوطني "وألا يتدخل أحد في شؤوننا وأن الشعب الفلسطيني هو الجهة الوحيدة التي تقرر بشرعية من يحكمه ومن يمثله" مشيراً إلى أن منظمة التحرير هي العنوان السياسي والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والمعترف بها دوليا.

وقال المتحدث نفسه إن ما أظهره منتدى الدوحة اليوم من دعم للقضية الفلسطينية، ووقف الحرب في غزة، يعتبر أمراً في غاية الأهمية ولكنه لا يكفي، في مقابل ما تحظى به إسرائيل من دعم غربي أميركي لا يتوقف.

المريخي: الحرب لن تحقق أي أهداف سوى القتل والدمار (الجزيرة) جهود قطرية

من جانبه، أكد الدكتور أحمد بن محمد المريخي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة -في حديثه للجزيرة نت- أن المنظمة من خلال مشاركتها في منتدى الدوحة تسعى لإيصال رسالة هامة للعالم فحواها الحصول على قرار أممي لوقف إطلاق النار في غزة، وقال "ومن خلال محادثاتنا الجانبية في المنتدى أكدنا أن الحرب لن تفضي لشيء سوى استمرار القتل والدمار".

وأضاف المريخي أن القيود التي تفرضها إسرائيل في غزة تجعل تلبية منظمات الأمم المتحدة لاحتياجات السكان أمرا في غاية الصعوبة، والظروف اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى غزة لم تعد موجودة.

وشدد على دور قطر الواضح والنوعي في السعي لوقف إطلاق النار، وأوضح أن المباحثات والجهود القطرية بالتنسيق مع الأمم المتحدة وأطراف أخرى جارية الآن لإعادة تحقق هدنة طويلة الأمد، مشيرا إلى الحاجة لدعم دولي أكبر لتحقيق ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منتدى الدوحة حماس جزء فی غزة

إقرأ أيضاً:

تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة

قدّم وزراء وأعضاء كنيست من أحزاب الائتلاف اليميني المتطرف، اليوم الخميس، طلبًا جديدًا يعكس تصعيدًا سياسيًا منظّمًا، موجَّهًا إلى وزير الأمن يسرائيل كاتس، للموافقة على إقامة فعالية استيطانية كبرى لرفع العلم الإسرائيلي شمالي قطاع غزة .

وطالب مقدّمو الطلب بتنظيم الفعالية خلال عيد "الأنوار" (حانوكا) في موقع مستوطنة "نتسانيت"، التي أُخليت عام 2005 ضمن خطة "فك الارتباط"، وذلك بالتزامن مع ما وصفوه بأنه "عودة إسرائيل إلى مستوطنات غوش قطيف". وأوضحوا أن توقيت هذا الحدث يأتي بعد عامين على هجوم السابع من أكتوبر، مؤكدين أن الحرب الطويلة "لم تصل إلى تعريف واضح للنصر"، وأن الوضع الميداني "لا يعكس استعادة الردع أو القضاء على قوة حماس ".

وجاء في الرسالة أن "حماس تخرق التفاهمات مرارًا، وأن قوتها لم تُدمَّر بل تتزايد مع مرور الوقت"، في حين تتحدث المؤسسة الأمنية – بحسب وصفهم – عن إزالة التهديد وعودة سكان الغلاف، وهي رواية اعتبرها مقدّمو العريضة غير دقيقة. وأضافوا أن الحرب أثبتت أن الحسم العسكري وحده غير كاف، وأن استمرار العمليات "لا يضمن النصر"، مؤكدين أن "عامين من القتال وسقوط مئات الجنود يثبتان أن النصر لا يتحقق بالسلاح فقط".

وانتقد الوزراء وأعضاء الكنيست ما قالوا إنه "محاولات دولية لفرض ترتيبات على قطاع غزة" ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب، معتبرين أن غزة "جزء من ميراث الآباء، النقب الغربي". وشددوا في رسالتهم على أن الطريق الوحيد لتحقيق النصر – وفق رؤيتهم – يتمثّل في السيطرة الكاملة على الأرض وضمّها إلى إسرائيل، قائلين: "النصر يتحقق فقط عندما تُؤخذ الأرض".

اقرأ أيضا/ حمـاس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية

وأضافوا أن "خطوة من هذا النوع، تقوم على أخذ الأرض وتحويلها إلى منطقة يهودية مزدهرة، ستُحدث ردعًا طويل المدى ضد جميع أعدائنا، وسترسّخ في الواقع وفي وعي العدو والعالم بأسره أن إسرائيل انتصرت في الحرب، والأهم من ذلك أنها ستُثبّت الانتماء الأبدي لأرض إسرائيل للشعب اليهودي".

وتابعوا: "لقد حان الوقت لنقول بوضوح: غزة جزء من أرض إسرائيل، وهي ملك حصري للشعب اليهودي، ويجب ضمّها فورًا إلى دولة إسرائيل"، مشددين على أن "الوضع القائم اليوم لا يستوفي تعريف النصر في الحرب".

وأوضح موقعو الرسالة أن حركة "نحالاه" الاستيطانية تعمل على تنظيم فعالية واسعة خلال "حانوكا"، تتمحور حول رفع العلم الإسرائيلي بشكل جماهيري فوق أنقاض "نتسانيت"، مطالبين الحكومة بالمصادقة على الحدث "دون تأخير".

وجاء في ختام الرسالة: "نطلب الموافقة على إقامة الفعالية في موقع نتسانيت هذا العام، باعتبارها خطوة رمزية وسيادية تعكس انتصار الشعب الإسرائيلي وتُثبّت الانتماء الأبدي لأرض إسرائيل".

ووقّع على الرسالة عدد من أبرز وزراء الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير الاقتصاد نير بركات، ووزير الرياضة ميكي زوهار، إلى جانب وزراء آخرين مثل زئيف إلكين، إيلي كوهين، ميري ريغيف، عيديت سيلمان، بالإضافة إلى رئيس الائتلاف.

وشارك أيضًا نحو 33 عضو كنيست من أحزاب اليمين واليمين المتطرف، من بينهم تالي غوتليب، دافيد بيتان، تسفيكا فوغل، ليمور سون هار ميلخ، يتسحاق غولدكنوف، غاليت ديستل، أرئيل كالينر، وأوشر شكّليم.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مكان: ضغط مصري على إسرائيل لفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين العاصفة "بيرون" تضرب إسرائيل بقوة وتحذيرات من فيضانات خطرة كشف تفاصيل عملية سرّية إسرائيلية بغزة قبل يوم من هجوم 7 أكتوبر الأكثر قراءة زيارة أم البنين كاملة PDF حماس: استشهاد 3 أسرى بسجون الاحتلال يؤكد سياسة القتل المتعمدة لجنة الانتخابات تعلن المدد القانونية للانتخابات المحلية 2026 شهيدة وإصابات برصاص الاحتلال شرق غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يلزم “إسرائيل”بإدخال المساعدات وعدم تهجير الفلسطينيين بغزة
  • "جلسة الحسم" تحسم مصير محمد صلاح في ليفربول
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • بعد أزمته الأخيرة .. ما نبوءة ليلى عبد اللطيف عن مصير محمد صلاح‎؟
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • مصدر إطاري:الحلبوسي لن يعود لرئاسة البرلمان
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • عرض سعودي مغر.. هل تتحقق نبوءة ليلى عبداللطيف عن مصير محمد صلاح؟
  • مصادر مصرية: جماعات فلسطينية موالية لإسرائيل تتوسع في غزة