أهداف دون جداول زمنية محددة.. متى تنتهي الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الثالث، تواجه حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ضغوطا دولية متزايدة لإنهاء عملياتها العسكرية بغزة، في ظل تواصل سقوط القتلى المدنيين، وأيضا غياب استراتيجية واضحة للخروج من هذه الحرب، حسبما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".
وكشف نتانياهو، الأحد، أنه تحدث مؤخرا مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء آخرين، وحثهم على مواصلة دعم حرب إسرائيل في غزة حتى يتم طرد حماس من القطاع.
وقال نتانياهو لأعضاء حكومته، إنه أخبر هؤلاء الزعماء، أنه "لا يمكنهم تأييد القضاء على حماس من جانب، ومن جانب آخر ممارسة الضغط علينا لننهي الحرب، مما سيمنع القضاء عليها".
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا داخلية أيضا من طرف عائلات حوالي 137 من الرهائن الذين لا يزالون مختطفين في غزة، حيث تتصاعد المطالبات بوقف إطلاق النار، والعمل على تحريرهم، بعد أن أفضى اتفاق الهدنة الأخير إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا.
ويُعتقد أن ما لا يقل عن 20 رهينة قد قتلوا بعد اختطافهم، بحسب المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، مما يزيد المخاوف بشأن مصير البقية.
ووفقا لنيويورك تايمز، فإن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تواصل دعم الحكومة الإسرائيلية بشكل علني، في الوقت الحالي، على الرغم من تلقيها انتقادات داخلية.
واستخدمت الولايات المتحدة، الجمعة، حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي نفس السياق، ينفي مسؤولون أميركيون، تحديد واشنطن لجدول زمني لإسرائيل لإنهاء الحرب. وأكد نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون فينر، لمنتدى "آسبن" الأمني في واشنطن، الخميس، بأن الولايات المتحدة "لم تحدد موعدا نهائيا لإسرائيل" من أجل إنهاء الحرب.
وقال فاينر: "هذا صراعهم. ومع ذلك، لدينا نفوذ، حتى لو لم تكن لدينا سيطرة مطلقة على ما يحدث على الأرض في غزة".
من جهته، قال ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، للصحفيين، الأحد: "لقد حددنا أهدافا، وليس مواعيد نهائية"، مضيفا: "ستستمر هذه الحرب طالما كانت هناك حاجة إليها. هذه الحرب ستنتهي بانتهاء حماس".
وقُتل أكثر من 17 ألف فلسطيني في غارات جوية إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة منذ هجوم حماس الدامي في 7 أكتوبر على إسرائيل، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وكشف يوسي كوبرفاسر، العميد الإسرائيلي المتقاعد، إنه يعتقد أن القوات الإسرائيلية ستحتاج إلى عدة أسابيع أخرى، أو على الأقل، استكمال السيطرة على قطاع غزة من حماس.
وتابع المحلل العسكري، إن "الضغط الأميركي لإنهاء القتال لن يؤدي إلا إلى تشجيع حماس"، التي قال إنها "تأمل في وقف إطلاق النار الذي سيمكنها من إعادة بناء قدراتها".
وكشف مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "أكسيوس"، السبت، أن الولايات المتحدة "لم تمنح إسرائيل موعدا نهائيا محددا لوقف العملية"، ولكنها تشير إلى "حقيقة أن الوقت ينفد".
وقال المسؤول، إن الفجوة بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية حاصلة فيما يتعلق بالجدول الزمني الذي تصل لمدته شهر واحد وتقدمه إسرائيل لـ"إنهاء المرحلة عالية الكثافة" من حرب غزة.
وأوضح المسؤول الدفاعي، أن الولايات المتحدة، "ستكون راضية إذا أنهت إسرائيل المرحلة عالية الكثافة من العملية بحلول نهاية ديسمبر، بينما تستهدف إسرائيل نهاية يناير".
وتابع: "رسالة الولايات المتحدة هي أنهم يريدون أن ننتهي بشكل أسرع، مع خسائر أقل في صفوف المدنيين ومزيد من المساعدات الإنسانية لغزة. نريد نفس الشيء، لكن هناك لاعبا آخر هنا، وهو العدو الذي لا يوافق".
وأضاف: "الولايات المتحدة تتفهم ذلك. نحن نعمل معا. نحن بحاجة إليهم وهم بحاجة إلينا".
تعليقا على التقرير، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: "هذه عمليات عسكرية إسرائيلية، والإسرائيليون هم من سيقررون مسارها. وسنواصل دعم جهود البلد للدفاع عن نفسه من إرهابيي حماس".
ويشكك محللون آخرون في قدرة إسرائيل على إنهاء حكم حماس في غزة، ويشيرون إلى أن رؤية إسرائيل للقطاع ما بعد حماس لا تزال غامضة.
واستبعد نتانياهو احتمال قيام السلطة الفلسطينية المدعومة دوليا، والتي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لتولي المسؤولية في غزة، مما وضعه، وفقا للصحيفة "على خلاف مع المسؤولين الأميركيين حول هذه النقطة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحکومة الإسرائیلیة الولایات المتحدة إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف قصفها على مدينة غزة بعد توعد نتنياهو بتوسيع الهجوم
غزة - الوكالات
أفاد فلسطينيون بتعرض مناطق شرق مدينة غزة اليوم الاثنين لأعنف قصف منذ أسابيع، بعد ساعات فقط من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يتوقع استكمال هجوم موسع جديد في القطاع "بسرعة معقولة".
وأدت غارة جوية على خيمة بمجمع مستشفى الشفاء إلى مقتل ستة صحفيين من بينهم المراسل البارز لقناة الجزيرة أنس الشريف.
وقال شهود إن دبابات وطائرات إسرائيلية قصفت أحياء الصبرة والزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة شمال القطاع اليوم الاثنين، مما دفع عددا من العائلات إلى النزوح غربا.
ووصف بعض سكان مدينة غزة الليلة الماضية بأنها كانت إحدى أسوأ الليالي منذ أسابيع، مما أثار مخاوف من استعدادات عسكرية لشن هجوم أعمق على مدينتهم التي تقول حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إنها تؤوي حاليا نحو مليون شخص بعد نزوح السكان من الأطراف الشمالية للقطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت نيران المدفعية على مسلحين من حماس في المنطقة. ولم تظهر على الأرض أي مؤشرات على توغل القوات في عمق مدينة غزة ضمن الهجوم الإسرائيلي الذي تمت الموافقة عليه في الآونة الأخيرة والذي من غير المتوقع أن يبدأ خلال الأسابيع المقبلة.
وقال عمرو صلاح (25 عاما) "الوضع كان وكأنه الحرب بتبلش من جديد". وأضاف لرويترز عبر تطبيق دردشة " قذايف من الدبابات على الدور، كذا دار انضربت والطيارات كمان عملت أحزمة نارية، صواريخ كتيرة على أماكن وطرق شرق غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قامت أمس الأحد بتفكيك موقع إطلاق صواريخ شرق مدينة غزة استخدمته حماس لإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية عبر الحدود.
وقال نتنياهو أمس الأحد إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بتسريع خططه للهجوم الجديد.
وأضاف "أريد أن أنهي الحرب في أسرع وقت ممكن، ولهذا السبب أصدرت تعليماتي لقوات الدفاع الإسرائيلية باختصار الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة".
وذكر أمس الأحد أن الهجوم الجديد سيركز على مدينة غزة، التي وصفها بأنها "عاصمة إرهاب حماس". وأشار إلى خريطة ملوحا إلى أن المنطقة الساحلية في وسط غزة قد تكون الهدف التالي، قائلا إن مسلحي حماس قد تم دفعهم إلى هناك أيضا.
وأثارت الخطط الجديدة القلق في الخارج. وأعلنت ألمانيا يوم الجمعة أنها ستوقف صادرات العتاد العسكري لإسرائيل الذي يمكن استخدامه في قطاع غزة، رغم أنها حليف أوروبي أساسي لإسرائيل. وحثت بريطانيا ودول أوروبية حليفة أخرى إسرائيل على إعادة النظر في قرارها الخاص بتصعيد الحملة العسكرية على القطاع.
وقال مايك هاكابي سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل لرويترز إن بعض الدول تضغط فيما يبدو على إسرائيل بدلا من أن تضغط على حماس. واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
* مقتل صحفيين
كان الهجوم الذي أودى بحياة أنس الشريف الصحفي بقناة الجزيرة وأربعة من زملائه عند مستشفى الشفاء، الأكثر دمية بالنسبة للصحفيين منذ بدء الحرب وأثار تنديدا من صحفيين ومنظمات حقوقية.
وقال مسعفون في المستشفى اليوم الاثنين إن الهجوم تسبب أيضا في مقتل الصحفي المحلي المستقل محمد الخالدي، مما يرفع عدد القتلى من الصحفيين في ضربة واحدة إلى ستة.
وتلقى الشريف في السابق تهديدات من إسرائيل التي أكدت أنها استهدفته وقتلته، قائلة إنه كان يقود خلية من حماس وشارك في هجمات صاروخية على إسرائيل.
ورفضت الجزيرة هذا الاتهام كما رفض الشريف قبل مقتله أيضا الاتهامات الإسرائيلية بأن له صلات بحركة حماس.
وربطت حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، بين قتل الصحفيين وخطط الهجوم الموسع الجديد.
وقالت حماس إن عملية القتل قد تكون مؤشرا على بدء الهجوم الإسرائيلي الجديد. وأضافت في بيان "اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقى منهم يمهد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة".
وقال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حماس إن 238 صحفيا قتلوا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وقالت لجنة حماية الصحفيين إن 186 صحفيا على الأقل قتلوا خلال الحرب الدائرة في غزة.
وأدى هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 إلى إشعال فتيل الحرب. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
ولا يزال هناك نحو 50 رهينة رهن الاحتجاز في قطاع غزة لكن يعتقد أن نحو 20 فقط منهم لا يزالون على قيد الحياة.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن أكثر من 61 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع. ونزح أغلب السكان عدة مرات وسط أزمة إنسانية متفاقمة بعد تحول مساحات شاسعة من القطاع إلى أنقاض.