الأجنة تستخدم جيناً "جشعا" من الأب للحصول على المزيد من الطعام من الأمهات
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأجنة تستخدم جينا "جشعا" من الأب للتحكم عن بعد في أمهاتها لإطعامها إضافيا.
واكتشف علماء جامعة كامبريدج أن الجنين يتحكم في عملية التمثيل الغذائي لأمه، لذا فإن الاثنين في حالة شد وجذب تغذوي.
إقرأ المزيدويريد جسد الأم أن يعيش الطفل ولكنه يحتاج إلى الاحتفاظ بما يكفي من الجلوكوز والدهون المنتشرة في نظامها من أجل صحتها، حتى تتمكن من الولادة والرضاعة والتكاثر مرة أخرى.
وقالت أماندا سفروتسي بيري، أستاذة فسيولوجيا الجنين والمشيمة، وزميلة كلية سانت جون والمؤلفة الرئيسية المشاركة في البحث: "إنه أول دليل مباشر على أن الجين الموروث من الأب يشير إلى الأم لتحويل العناصر الغذائية للجنين".
وكشف الدكتور ميغيل كونستانسيا، من كلية Wellcome-MRC Institute of Metabolic Science التابعة لجامعة كامبريدج، والمؤلف المشارك الرئيسي في الورقة البحثية: "يتم تشغيل نظام التحكم عن بعد للطفل بواسطة جينات يمكن تشغيلها أو إيقاف تشغيلها اعتمادا على ما يسمى بالنسخ الجيني أو التطبع الجيني. والجينات التي يسيطر عليها الأب جشعة وأنانية وتميل إلى التلاعب بالموارد الأمومية لصالح الأجنة، لتنمو أكبر وأكثر صحة".
وتابع: "على الرغم من أن الحمل تعاوني إلى حد كبير، إلا أن هناك ساحة كبيرة للصراع المحتمل بين الأم والطفل، مع التطبيع الجيني والمشيمة التي يعتقد أنها تلعب أدوارا رئيسية".
ونظرت الدراسة الجديدة في كيفية تواصل المشيمة مع الأم من خلال إفراز الهرمونات حتى تتمكن من استيعاب نمو طفلها.
إقرأ المزيدوفي الفئران الحوامل، عدل العلماء بشكل انتقائي خلايا الإشارة في المشيمة التي تطلب من الأمهات تخصيص العناصر الغذائية لأجنتها النامية.
ويقول العلماء إن جينات الجنين التي يتحكم فيها الأب تميل إلى تعزيز نمو الجنين، وتلك التي تتحكم فيها الأم تميل إلى الحد من نمو الجنين.
وأوضحت البروفيسورة سفروزي بيري: "يُعتقد أن تلك الجينات المأخوذة من الأم والتي تحد من نمو الجنين هي طريقة الأم لضمان بقائها على قيد الحياة، لذلك ليس لديها طفل يأخذ جميع العناصر الغذائية ويكون كبيرا جدا بشكل يصعّب الولادة. ولدى الأم أيضا فرصة أن يكون لها حمل لاحق يحتمل أن يكون مع ذكور مختلفين في المستقبل لتمرير جيناتها على نطاق أوسع".
وحذف العلماء في الدراسة تعبير جين مهم يسمى Igf2، والذي يوفر تعليمات لصنع بروتين يسمى "عامل النمو الشبيه بالإنسولين 2"، وهو بروتين يقلل من مستوى العناصر الغذائية التي يمتصها الجسم من الطعام.
وعلى غرار هرمون الإنسولين، المسؤول عن تكوين مستويات الجلوكوز في الدورة الدموية والتحكم فيها، يعزز الجين نمو الجنين ويلعب دورا رئيسيا في نمو الأنسجة بما في ذلك المشيمة والكبد والدماغ.
إقرأ المزيدوقال الدكتور خورخي لوبيز تيلو، المؤلف الرئيسي للدراسة في قسم علم وظائف الأعضاء والتنمية وعلم الأعصاب في جامعة كامبريدج: "إذا تم إيقاف وظيفة Igf2 من الأب في خلايا الإشارة، فإن الأم لا تنتج كميات كافية من الجلوكوز والدهون، والدهون متوفرة في الدورة الدموية، وبالتالي، تصل هذه العناصر الغذائية إلى الجنين بكميات غير كافية ولا ينمو الجنين بشكل صحيح".
ووجد العلماء أن حذف الجين يؤثر أيضا على إنتاج الهرمونات الأخرى التي تعدل الطريقة التي ينتج بها بنكرياس الأم الإنسولين، وكيفية استجابة الكبد وأعضاء التمثيل الغذائي الأخرى.
ويمكن أن يعاني الأطفال المصابون بعيوب جين Igf2 من النمو المفرط أو توقف النمو.
ويقول العلماء إنه حتى الآن، لم يكن معروفا أن جزءا من دور الجين هو تنظيم إرسال الإشارات للأم لتخصيص العناصر الغذائية للطفل الذي لم يولد بعد.
وكانت الفئران التي خضعت للدراسة أصغر عند الولادة وظهرت على نسلها علامات مبكرة لمرض السكري والسمنة في وقت لاحق من الحياة.
نُشرت النتائج في مجلة Cell Metabolism.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اطفال اكتشافات الحمض النووي بحوث نساء
إقرأ أيضاً:
جرائم استهداف الأعيان المدنية في القانون الدولي
الأعيان أو المرافق المدنية هي كل ما ليس له علاقة بالحرب مثل المدارس والمستشفيات والمصانع ومحطات الكهرباء وتحلية المياه ومحطات الوقود وغيرها والتي لا يجوز المساس بها ولا تدميرها حتى لو تحصّن بها الخصم أو احتمى بها؛ هذا اذا كانت في ساحات المواجهة والقتال حتى لو كان تدميرها سيؤدي إلى تحقيق مكسب استراتيجي؛ إما أذا كانت بعيدة عن ساحات المواجهة فإنه لا يجوز استهدافها ويعتبر تدميرها جريمة حرب يعاقب عليها القانون .
منع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية أيضا وفرض الحصار يعد جريمة حرب وتلتزم السلطات الاستعمارية بإدخال المساعدات ولا يجوز لها بحال من الأحوال منع إدخال المساعدات أو عرقلة دخولها ويجب إدخالها حتى لو رفضت ذلك؛ وهذه المبادئ مُقرة في القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية، ولكن المسألة في ظل سياسات القطب الأوحد تخضع للقوة والسيطرة لا العدالة والقانون .
مبرارات المجرمين والداعمين لهم، كما يذيعون ذلك من خلال تصريحاتهم وأحاديثهم في فلسطين، أن حماس تستخدم الأطفال والمدنيين دروعا بشرية؛ وتستخدم المستشفيات والمدارس ومخيمات للجوء الإنساني لتحتمي بها؛ الإجرام لا يستحي فقد قتل الآلاف من الأطفال؛ ألقى على مساحة من الأرض محاصرة ما يعادل خمس قنابل ذرية ثم يقول إن المقاومة تستخدم الأطفال دروعا بشرية.
تم قصف الموانئ ومخازن النفط والمصانع والمستشفيات وصالات الأعراس والعزاء والطرقات على أنها أهداف عسكرية، لم تحتم بها القوات المسلحة اليمنية ولم تستخدم المطارات لتسليح الطائرات ولا لإطلاق الصواريخ أو تموينها؛ سواء في الحروب السابقة مع وكلاء الحلف الصهيوني الصليبي من (الصهاينة العرب) أو في المواجهة المباشرة مع صهاينة الغرب .
قادة التحالف الصهيوني الصليبي يعلمون ذلك ويتعمدون قتل الأبرياء وانتهاك القوانين والمواثيق والعهود الدولية، لأن الإجرام والاستعمار الاستيطاني تقوم استراتيجيته على الإبادة وعدم احترام القوانين إذا كانت لا تتوافق مع مصالحه وتحقيق مكاسبه، فكيان الاحتلال لم يستول على فلسطين بموجب القانون، بل بموجب القوة ومثل ذلك أمريكا وبريطانيا وكل الإمبراطوريات فعلت ذلك إلا القليل منها، وحينما طالب الرئيس الفرنسي الأسبق ماكرون إسرائيل بقبول حل الدولتين رد عليه (نتن ياهو) القانون والعدالة لا تساوي شيئا لهم إلا بمقدار ما تسمح لهم بقتل وإبادة الآخرين، والعالم يعلم ذلك أنهم يدمرون المنشآت المدنية في كل مكان على إنها أهداف عسكرية (المستشفيات والمصانع ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وخزانات الوقود والمطارات والموانئ) وغير ذلك من المنشآت التي يحميها القانون؛ فرق كبير بين مطار مدني لم يستخدم لإقلاع الطائرات الحربية ولم يستخدم كقاعدة عسكرية، بل مطار مدني للطائرات المدنية؛ وكذلك الموانئ المخصصة لاستقبال شحنات النفط وتوريدها كرأس عيسى؛ وميناء لاستقبال واردات وصادرات تموينية لا علاقة لها بالحرب كميناء الحديدة بخلاف ذلك مطارات العدو الصهيوني التي يستخدمها لشن الحروب على غزة واليمن وسوريا ولبنان وايران .
الوزير اليهودي عميحاي الياهو قال: (لا توجد مشكلة في قصف مخازن الوقود والغذاء، يجب أن يجوّع سكان غزة المدنيون الذين يمنحون حماس الدعم المعنوي)، وهو ما يؤكد علمهم بجرائمهم وعدم اكتراثهم للآخرين ولا للمجتمع الدولي.
المقاومة لم يحتم المدنيين ولا الأطفال دروعا بشرية والجيش اليمني لم يحتمى بمصانع الإسمنت ولا بميناء الحديدة حتى يتم الهجوم وعليها وتدميرها وبشهادة الجميع، فلواء الاحتياط اليهودي يستحاق بريك يعترف (ومن يقول إن المقاومة تستخدم المدنيين أو الأطفال دروعا بشرية في منطقة من أكثر مناطق العالم ازدحاما بالسكان هو ذاته من ألقى آلاف الأطنان من القنابل عليها وحولها إلى كومة من الخراب والدمار بشكل لم يسبق له مثيل في الحروب حتى الآن).
الإرهاب الأمريكي والصهيوني يريد تدمير المرافق الحيوية والتي لا علاقة لها بالأهداف العسكرية، مع انه بإمكانه إيقاف جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التهجير القسري وإيقاف حمامات الدماء، لكنه يسعى إلى استخدام الإجرام غاية ووسيلة وهدفا في كل بقاع العالم لبسط نفوذه وتعزيز هيمنته وفرض سياساته وإملاءاته.
العالم اليوم وبفضل طوفان الأقصى يعلمون حقيقة التحالف الصهيوني الصليبي الذي تقوده أمريكا أنه تحالف إجرامي يريد تدمير الأمتين العربية والإسلامية وهو ذاته من دمّر كل الأنظمة والدول التي لا تنفذ سياساته، وهو ما وثقه الخبير الفرنسي مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية باسكال بونيفاس في كتابه بقوله (لا أحد يمكنه القول نحن لا نعلم من يقولون –لا نعلم- لا يريدون أن يعلموا، نحن إذاً نعلم ما يحدث وهو غير مقبول، سيكون علينا أن نشهد أمام التاريخ كيف سمحنا بمثل هذه المأساة ومثل هذا الانتهاك للإنسانية دون رد فعل).
لم يعد هناك من يجهل حقيقة الإجرام الذي يمارسه التحالف الصهيوني الصليبي، لكن هناك أناساً بلغ بهم الانحطاط إلى مستويات قياسية، ما جعلهم يؤيدون الإجرام ويحاولون خداع الآخرين من خلال نشر الدعايات الكاذبة والمضللة، سواء من خلال منابر الإعلام أو منابر المساجد أو وسائل التواصل الاجتماعي، فلم تعد خصومتهم مع النظام كما هو حال اليمن بل تعدى ذلك إلى خصومتهم مع الوطن؛ وفي غزة لم تعد خصومتهم مع المقاومة، بل إنها خصومة مع الدين والعقيدة والإنسانية؛ لصالح دعم الإجرام والطغيان والاستكبار ومشاريعه الاستعمارية والاستيطانية .
الإجرام الصهيوني يتحدث عن إمكانياته وقدراته التي يستطيع بها تدمير الأهداف المدنية بكل وضوح وقتل وإبادة الأبرياء من السكان المدنيين، رغم أن المادة (51) من البروتوكول الأول الفقرة-2-تنص على:- “لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بصفتهم هذه؛ وكذا الأشخاص المدنيون، محلا للهجوم، وتحظر أعمال التهديد به الرامية أساسا إلى بث الذعر بين السكان المدنيين”، وتحظر المادة 56 من البروتوكول الهجمات ضد الإشغال الهندسية والمنشآت التي تحوي قوى خطرة مثل السدود والجسور والمحطات النووية، فهل احترم الإجرام الصهيوني الصليبي في حروبه بعضا من هذه المحظورات؟
لقد وصل الأمر إلى استهداف المدارس والمستشفيات ومخيمات اللجوء الإنساني، والمبررات جاهزة أن المقاومة تستخدم الأطفال دروعا بشرية؛ وتارة تستخدم المدنيين دروعا بشرية، لكن المعلوم لدى العالم أجمع أن المقاومة تستهدف الآليات والجنود والمدرعات دون المواطنين، ويستهدف الجيش اليمني سفن الإمداد للكيان المحتل التي تنقل إليه المؤن والعتاد وكذلك سفن التحالف الذي تقوده أمريكا من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنع ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التهجير القسري للأشقاء في غزة؛ ومن أجل رفع الحصار الإجرامي الذي يريد أن يبيدهم جوعا وعطشا .
اليمن اليوم يدفع فاتورة المواجهة مع التحالف الإجرامي؛ ونصرة المظلومين وهي أثمان العزة والكرامة والإنسانية، أما أثمان الخيانة والعمالة والتخاذل والانهزام فضريبتها ستكون أضعافا كثيرة، أولها عدم الإيمان بالله والثقة به والتوكل عليه قال تعالى:- ((الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ،فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ))النساء 75 .
صحيح أن العدوان اختار المعركة ووسائلها، لكن عدم مواجهته والتصدي له لا يمت إلى الإيمان بصلة خاصة وأن الجهاد اليوم فرض عين، لأنه جهاد دفع وتحرير لا جهاد طلب؛ فإذا نزل العدو بأرض إسلامية وجب على أهلها دفعه والتصدي له وإذا لم يكونوا قادرين على مواجهته إلا بمجموع الأمة، فهنا يكون الوجوب العيني على الأمة جميعا.