قدم ريم كوهين، باحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، 5 توصيات يرى أنه على إسرائيل العمل بها لدعم السلطة الفلسطينية كي تصبح قادرة على تولي الحكم في قطاع غزة بعد الحرب وتحافظ على استقرار الأوضاع في الضفة الغربية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الاثنين 18 ألفا و205 شهداء و49 ألفا و645 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

وأضاف كوهين، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن "الهجوم الذي شنته (حركة) حماس على إسرائيل، والذي أدى إلى اندلاع الحرب تهدف إلى إنهاء حكم الحركة لغزة والقضاء على قدراتها العسكرية وتحرير الأسرى، يمثل تحولا استراتيجيا في السياق الإقليمي الأوسع وتحولا في المشهد الفلسطيني".

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال الهدنة الإنسانية، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

اقرأ أيضاً

تعمل على انهيارها.. إيكونوميست: حكومة المتطرفين الإسرائيلية تخنق السلطة اقتصاديا

سلطة ضعيفة

وبينما تتطلع السلطة الفلسطينية نحو (حكم) غزة، يجب عليها معالجة 5 تحديات، أولها هو "ضعف السلطة الفلسطينية لأسباب منها أنها فقدت السيطرة على أراضيها والقوة المادية المشروعة، وتآكلت سلطتها في اتخاذ القرارات الجماعية، وغير قادرة على تقديم الخدمات العامة"، كما أضاف كوهين.

وتابع أن من أسباب ضعفها أيضا "الفساد وضعف الوظيفة المؤسسية، والافتقار العام إلى الشرعية، وغياب العملية السياسية والتقدم نحو إنشاء دولة فلسطينية".

وأردف أن ثاني التحديات هو "الاضطرابات في الشارع الفلسطيني، إذ يتزايد القلق بشأن احتمال انتشار الاضطرابات بين الفلسطينيين في ظل الحرب على غزة، وتشعر قيادة السلطة بالقلق من أن حماس والفصائل الأخرى قد تُحرض على انتفاضة شعبية في الضفة الغربية ضد السلطة الفلسطينية".

و"العنف الشديد الذي يمارسه المستوطنون"، بحسب كوهين، هو ثالث التحديات أمام السلطة الفلسطينية، "فمنذ بداية الحرب، أدى هذا العنف إلى مقتل 7 فلسطينيين وتهجير 896 من 15 مجتمعا، وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات والبنية التحتية والمعدات الزراعية والماشية والأشجار والحقول. وقد انتقد المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية، الحكومة الإسرائيلية بسبب رد فعلها غير الكافي".

ومتحدثا عن ضعف إيرادات المقاصة (ضرائب تجمعها إسرائيل لصالح السلطة)، قال كوهين إن "عائدات الضرائب من العمال الفلسطينيين والسلع تمثل حوالي 65% من الميزانية السنوية للسلطة، وقد تبلغ 750-800 مليون شيكل شهريا، منها حوالي 120 مليون شيكل مخصصة لغزة".

ولفت إلى أن "السلطة رفضت قبول هذه الأموال، إثر قرار إسرائيل خصم الأموال المخصصة لغزة. وبالتالي، لم تتمكن السلطة  من دفع الرواتب منذ أكتوبر الماضي، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي 40%. ويوجد قلق  داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن الضغوط المالية قد تؤدي إلى انهيار السلطة إذا لم يتم تحويل الأموال".

أما التحدي الخامس، وفقا لكوهين، فهو "حظر دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، إذ يُسمح لنحو 160 ألف فلسطيني بالعمل في إسرائيل والمناطق الصناعية في الضفة الغربية".

وأوضح أنه "مع اندلاع الحرب، فُرض الإغلاق على الضفة الغربية، ما منع الفلسطينيين من العمل في إسرائيل. وحاليا، يُسمح فقط لحوالي 8 آلاف فلسطيني، المصنفين كعمال أساسيين في الاقتصاد الإسرائيلي، بالدخول إلى الأراضي الإسرائيلية. وأدى ذلك إلى خسائر اقتصادية كبيرة للاقتصاد الفلسطيني تقدر بمئات الملايين من الشواكل شهريا".

اقرأ أيضاً

حرب مختلفة بالضفة الغربية.. اقتحام وتعذيب وقتل وتدمير وتهجير

تنسيق أمني

ولتعزيز الاستقرار في الضفة الغربية والتمهيد لحكم قطاع غزة، توجد 5 توصيات لدعم السلطة الفلسطينية، منها حفاظ إسرائيل على التنسيق الأمني مع السلطة، والاستمرار في اعتقال النشطاء الفلسطينيين المطلوبين أمنيا، كما زاد كوهين.

وأضاف أنه "يجب زيادة عدد الفلسطينيين من الضفة الغربية المصرح لهم بالعمل في القطاعات الإسرائيلية الرئيسية. وقدت أدت الحرب إلى نقص في عدد العمال يزيد عن مئة ألف، ما تسبب بخسائر اقتصادية لإسرائيل تبلغ عشرات المليارات من الشواكل".

و"يمكن لإسرائيل أن تسهل دخول العمال الفلسطينيين إلى القطاعات الحيوية الخاضعة لإشراف جهاز الأمن (الشاباك)، مع تجنب الدخول الجماعي والاحتكاك المحتمل مع السكان الإسرائيليين"، بحسب كوهين.

كما شدد على أنه يجب أيضا "التصدي لجرائم الجماعات اليمينية المتطرفة بحق الفلسطينين، عبر تطبيق القوانين بشكل حاسم".

وأخيرا، قال كوهين إنه "يجب تحويل عائدات أموال المقاصة (...)، فالحفاظ على سلطة فلسطينية قوية ومستقرة ومزدهرة يشكل مصلحة إسرائيلية أساسية، ولذلك، لا بد من متابعة مفاوضات حازمة بشأن الأموال المخصصة لغزة".

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو مرارا رفضه تولي السلطة الفلسطينية حكم غزة، إذ يرى أنه بينما تريد "حماس" تدمير إسرائيل فورا، فإن السلطة تريد ذلك، ولكن على على مراحل.

وإثر انهيار حكومة وحدة وطنية فلسطينية، سيطرت "حماس" على غزة في صيف 2007، وفشلت جهود محلية وإقليمية عديدة في معالجة الخلافات بين "حماس" وحركة "فتح"، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (88 عاما).

اقرأ أيضاً

حماس عن سيناريوهات أمريكا لغزة بعد الحرب: وقاحة وتدخل في شؤون فلسطين

المصدر | ريم كوهين/ معهد دراسات الأمن القومي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: خدمة الاحتلال توصيات إسرائيل السلطة الفلسطينية غزة حرب السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

حماس حاولت الوصول لقاعدة الوحدة 8200 بعد 3 أشهر من بدء الحرب

#سواليف

تتكشف يوماً بعد يوم معطيات جديدة تؤكد اتساع قدرات حركة #حماس الاستخباراتية ومدى نجاحها في الوصول إلى معلومات حساسة تتعلق بجيش #الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية.

وكشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، اليوم الأحد، عن محاولة استثنائية جديدة قامت بها الحركة، استهدفت هذه المرة #قاعدة 8200 التابعة لشعبة #الاستخبارات_العسكرية في جيش الاحتلال، التي تعد الذراع التكنولوجي والاستخباري الأهم في المنظومة الأمنية للاحتلال.

وبحسب الصحيفة، فإنه بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء عملية #طوفان_الأقصى في 7 أكتوبر، رصدت حماس مناقصة علنية نُشرت على الإنترنت في ديسمبر 2023، تتعلق بخدمات التنظيف لأحد مقرات وحدة 8200.

مقالات ذات صلة الإعدام شنقا لقاتل شقيقته / تفاصيل الجريمة 2025/07/06

وتشير المعلومات إلى أن الحركة حاولت استغلال هذه المناقصة كنافذة لاختراق القاعدة ذات الحساسية الأمنية العالية. وقد دفع هذا الكشف قيادة جيش الاحتلال إلى وقف المناقصة فورًا، وإصدار تعليمات مشددة تقضي بتقييد نشر أي معلومات ذات طابع أمني حساس عبر الشبكة، بما في ذلك المناقصات المرتبطة بالمنظومة العسكرية، لتفادي تكرار مثل هذه المحاولات مستقبلاً.

ولم تكن هذه المحاولة المعزولة الدليل الوحيد على تطور أداء حماس الاستخباراتي. فقد سبق أن كشفت القناة 12 العبرية في فبراير 2025 أن تحقيقات جيش الاحتلال في اقتحام قاعدة ناحل عوز خلال هجوم 7 أكتوبر أظهرت أن مقاتلي حماس كانوا يمتلكون معرفة دقيقة بكل تفصيل داخل القاعدة.

وأوضح التقرير أن مقاتلي حماس كانوا يعرفون مواقع الغرف ونقاط الحراسة، وصولاً إلى أوقات وأماكن وجود الجنود، ما مكّنهم من تنفيذ الهجوم في توقيت تراجع فيه عدد القوات داخل الموقع، وأسفر عن مقتل 53 جنديًا وأسر 10 آخرين.

وفي تقرير آخر نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” في مارس 2024، تبين أن الاحتلال اكتشف خلال عملياته في غزة بنية تحتية استخباراتية متطورة لحماس، تمثلت في خوادم ضخمة أقامتها الحركة تحت الأرض، وأجهزة حاسوب مرتبطة بها تحتوي على كم هائل من المعلومات.

وأكد التقرير أن حماس نجحت في اختراق العديد من الكاميرات الأمنية، بينها كاميرات داخل الكيبوتسات المتاخمة للقطاع، إضافة إلى محاولات متكررة لاختراق هواتف الجنود، ما مكنها من الحصول على بيانات ثمينة وظفتها في التخطيط لعملياتها، وعلى رأسها عملية طوفان الأقصى.

وتشير التقديرات داخل جيش الاحتلال، بحسب ما أوردته التقارير، إلى أن هذه القدرات تتجاوز بكثير التصورات المسبقة لدى أجهزة الأمن التابعة للاحتلال، التي اعتادت التقليل من شأن إمكانيات الحركة في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • كاتس: نخطط لتركيز أهالي غزة في منطقة جديدة برفح الفلسطينية
  • تطورات جديدة على محادثات حماس والاحتلال في الدوحة
  • رغبة لتجنب نموذج حزب الله في غزّة.. ما هي خطة إسرائيل لـما بعد الحرب؟
  • غزة بعد هدنة الستين يوما: من يحكم القطاع في "اليوم التالي"؟
  • محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط
  • حماس حاولت الوصول لقاعدة الوحدة 8200 بعد 3 أشهر من بدء الحرب
  • إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحرب
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة
  • مجلس حكماء المسلمين يدين تصريحات إسرائيلية تدعو لفرض السيادة على الضفة الغربية
  • إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار