مسقط- الرؤية

أعلنت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان "جيوتك" عن حصولها على الموافقة الرسمية لإطلاق برنامج ماجستير العلوم في اقتصاد وتكنولوجيا الهيدروجين، وهو ما يؤكد التزام الجامعة بتعزيز التعليم والبحث والابتكار في ميدان الطاقة المستدامة.

وأكد البروفيسور الدكتور مايكل براون رئيس الجامعة، أن هذه الموافقة تعكس تفاني الجامعة في التفوق والبقاء في طليعة التقنيات الناشئة، ملتزمة بتلبية الاحتياجات المحلية والعالمية للمحترفين في مجال الهيدروجين، مضيفا: "صُمم البرنامج لتغطية جميع جوانب سلسلة القيمة للهيدروجين، من توليد الكهرباء وإنتاج الهيدروجين إلى نقله وتوزيعه وتخزينه، وحتى إعادة التحويل والاستخدام الفعّال في تطبيقات متنوعة".

وأشار البروفيسور الدكتور أرمن إيبرلين نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، إلى أن البرنامج سيكون بمثابة برنامج ماجستير تحويلي استثنائي، وهو الأول من نوعه في المنطقة، حيث تم تصميمه بعناية ليُلبي احتياجات العاملين المحترفين، ويقدم مزيجًا فريدًا من النظرية والتطبيق العملي، وسيُمكّن البرنامج الطلبة من تخصيص دراستهم وفقًا لاهتماماتهم الشخصية أو احتياجات سوق العمل وستتيح الرحلات المحلية والدولية للطلبة فهمًا عالميًا لاقتصاد الهيدروجين.

وأكد أنَّ البرنامج يشكل خطوة هامة نحو الأمام، حيث يعمل على تزويد الطلبة بالمهارات والخبرات اللازمة لتحقيق التميز في قطاع الهيدروجين في سلطنة عمان، والمساهمة في التحول العالمي نحو أنظمة طاقة أكثر نظافة وكفاءة.

وذكر أنه على الرغم من أنَّ البرنامج لم يتم إطلاقه رسميًا، إلا أن هذه الموافقة تعتبر خطوة حيوية نحو تحقيق هذا الهدف الطموح، إذ تعمل الجامعة حاليًا على إطلاق أول دفعة من الطلبة في الربع الأول من عام 2024.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟

منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.

يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.

لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟

يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.

أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.

يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.

من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.

يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.

مقالات مشابهة

  • «إشكالات»
  • "أكبر اختراق استخباراتي".. إيران تحصل على "آلاف الوثائق الحساسة" عن "النووي الإسرائيلي"
  •  الاستخبارات الإيرانية تحصل على وثائق استراتيجية خاصة بالكيان الصهيوني
  • مليار دولار جوائز وتكنولوجيا فائقة.. مونديال الأندية يدخل المستقبل
  • اقتصاد الحرب في السودان.. قراءة في تقرير البنك الدولي وتحديات ما بعد الحرب
  • برلماني: إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصرخطوة مهمة نحو بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
  • إعتراض بعد المُوافقة.. بسبب الإنتخابات؟
  • طلب الموافقة على رحيله.. الغندور يكشف مصير نجم بيراميدز مع الفريق
  • التعليم العالي ترخص لثلاثة برامج أكاديمية جديدة بجامعة نزوى