فى انتخابات الرئاسة أدى الشعب المصرى دوره كأفضل ما يكون الأداء، فحضر بأعداد هائلة أمام اللجان الانتخابية، وسجل نسبة مشاركة كبيرة ربما لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعها.
وبانتهاء الانتخابات نكون قد انتهينا من الجهاد الأصغر، وبقى الجهاد الأكبر..
والجهاد الأكبر يتمثل فى تحقيق تنمية شاملة فى مصر، والبداية بتحقيق أربعة أشياء فى أسرع وقت ممكن، وهى مواجهة التضخم، ونزع فتيل انفلات الأسعار، والقضاء على السوق السوداء والمحتكرين، وضبط سعر الصرف.
وهذه الأمور الأربعة هى مسئولية الحكومة وحدها، وعليها مواجهتها بسرعة كبيرة، لأنها حولت حياة أغلب المصريين إلى جحيم..
وسأكتفى بدليل واحد يلمسه كل المصريين، وهو الأسعار، فالسلع فى مصر من الحديد وحتى السكر والأرز تباع بأعلى من سعرها العالمي!
مثلًا: السعر العالمى لطن الحديد 570 دولارًا، وهو ما يعادل حوالى 17 ألفًا و600 جنيه بالسعر الرسمى للدولار فى مصر، و28 ألفًا و500 جنيه بسعر الدولار فى السوق السوداء، ومع ذلك يباع سعر طن الحديد فى مصر بـحوالى 40 ألف جنيه!
نفس الحال فى الأرز، فالسعر العالمى لطن الأرز الباكستانى يبلغ 590 دولارًا، أى ما يعادل 17 ألفًا و700 جنيه بالسعر الرسمى للدولار و29 ألفًا و500 جنيه بسعر الدولار فى السوق السوداء، وهو ما يعنى أن سعر الكيلو عالميًا يتراوح بين 17 و29 جنيهًا، ولكن الكيلو فى مصر يباع بـ40 جنيهًا!.. رغم أن مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من الأرز وتصدر كميات كبيرة منه للخارج!
والسكر يشهد نفس المأساة، فسعر كيلو السكر عالميًا يعادل 19 جنيهًا بالسعر الرسمى للدولار، و32 جنيهًا بسعر الدولار فى السوق السوداء ومع ذلك يباع فى مصر بـ50 جنيهًا، رغم أن 90% من السكر الذى يستهلكه المصريون هو إنتاج محلى!
وفى البصل كانت المأساة أكبر، فمصر رابع دولة فى العالم إنتاجًا للبصل وسادس دولة فى تصديره، وإنتاجنا المحلى منه يتجاوز 3.5 مليون طن واستهلاكنا السنوى حوالى 2 مليون طن فقط، ومع ذلك وصل سعر الكيلو 40 جنيه!
وحل هذه الأزمات ليس مستحيلًا، لكنه فقط يحتاج إلى عقول مبدعة وأفكار جديدة، ومسئولين صرحاء مع أنفسهم ومع الشعب، ويحتاج أيضاً لأن تمارس كل أجهزة الدولة دورها بشكل حقيقى وجاد، وليس بأداء روتينى، أو حضور أشبه بالغياب.
.. والكرة الآن فى ملعب الحكومة فعليها أن تتحمل مسئولياتها، وتقوم بدورها، فتحل تلك الأزمات فى خلال أيام قليلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمات مجدي سلامة ى انتخابات الرئاسة ى الشعب المصرى اللجان الانتخابية مواجهة التضخم السوق السوداء جنیه ا فى مصر
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي يسحب فائض سيولة بـ 552.5 مليار جنيه من القطاع المصرفي
سحب البنك المركزي المصري اليوم فائض سيولة محلية بقيمة 552.5 مليار جنيه من 16 بنكا يعمل بالجهاز المصرفي.
وسيتم ربط فائض السيولة في الودائع بمعدل فائدة ثابت لدى البنك المركزي تحت سعر 24.50% لمدة أسبوع، في إطار عمليات السوق المفتوحة.
يستخدم البنك عملية سحب فائض السيولة للتحكم في معدل الفائض المسموح به داخل القطاع المصرفي، ومن جهتها تلجأ البنوك إلى المشاركة للحصول على عائد مجزي نظير أموالها على المدي القصير مقارنة بأذون وسندات الخزانة طويلة الأجل.
يعد عطاء اليوم هو الأول بعد إعلان البنك المركزي تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال اجتماعه يوم الخميس الماضي، حيث تراجع سعر الإيداع إلى 24% وسعر الفائدة على الإقراض إلى 25%
تعد عمليات السوق المفتوح للودائع بمعدل ثابت أسبوعي، احدي أدوات السياسة النقدية بالبنك المركزي للسيطرة على التضخم والذي سجل 13.9% في الشهر الماضي مقابل 13.6% في مارس.
ترقب لتخفيض أسعار الفائدة على القروض في بنكي مصر والأهلي المصري
تفاصيل تخفيض بنك مصر أسعار الفائدة على شهادات الادخار بنسبة 1% غدا
التنمية المحلية: «تنمية الصعيد» أبرز نماذج التعاون التنموي بين الحكومة والبنك الدولي