سلامة عبيد الزريعي تعددت تفسيرات”عيب الشوم”، هذا المثل الذي يتردد في مجتمعنا، تباينت تفسيراته، لكن على اختلافها،  تصب في خانة “العار”، وان اختلفت معانيها، فما قصة هذا التعبير المثل؟ إذا كان “الشوم” هو تخفيف لكلمة “الشؤم”، وهو الشر، عكس الفأل، فهو استنكار لشيء لا نحبّه، كما أن البعض يرى بأن “الشوم” هو نوع من الورد له رائحة كريهة ومزعجة إذا قمنا بتحريكه وهزّه شممناها، فيما اعتبر أحدهم أن “الشوم” مستوحى من كلمة إنجليزية، تعني العار.

ويُقال أن “الشوم” هو نوع من أنواع الورد الجميل، يعيش في الصحراء، يحكى أنه في أحد الأيام كانت سيدة بدوية، تمشي مع صديقاتها في الصحراء، فوجدت وردة جميلة جداً، فأخذت تتأملها وتداعبها بين يديها، بعد لحظات نظرت ثوبها الأبيض، فوجدت عليه ألوان تلك الوردة، فحاولت تنظيفه دون جدوى، فغضبت وقالت: “ياعيب الشوم”، فالوردة كانت جميله، لكن عيبها أنها تفرز مادةً ملونه يصعب إزالتها. “شتان بين الوردة والوردة”، الورد الذي ينفث رائحة نتنة والورد الذي تعكسه الروح الثابتة القابضة على الجمر والزناد. هكذا تنسمنا رائحة “جنين” الوردة الجميلة بعد أن رفعت رؤوسنا وشمخت عاليا، اشرأبت بعنقها وتزينت بعنفوانها وشموخها فوقفت صامدة كالصخرة تحطم عليها الخذلان والخوف إلى أن حققت انتصارها وأصبح يغنى بها “جنين” في العلالي على رأس النشتامى ومخرزا في عين الأعادي، “جنين” كيد الأعادي وعز النشامى… “ياعيب الشوم” ! إن صمود مخيم “جنين” أثار العديد من التناقضات، أدى إلى الفرز الواضح بين النهجين، المقاوم والمهادن المتخاذل الذي ركب الأمواج العاتية التي عكستها المقاومة، بصمودها البطولي أمام خزي الصهاينة ومحلليهم وإعلامهم واعترافهم بهزيمتهم، فبدا الفرز واضحا وأصبح الاحتلال يخاف بان ساعة الأجل قربت وبدأ يضرب خبط عشواء فازدادت الجريمة في الأراضي المحتلة عام 1948م وهدد الرعاة والصيادين والمزارعين وحرقت أشجارهم وهدمت بيوت، إنها لعنة المقاومة عليهم، فجرت حقدهم خوفا على مصيرهم الأتي أجل لا محالة. وما تشكيك ذوي القربى بالمقاومة، الصواريخ العبثية، التنكية، الحديدية، فتاشات، ارحمونا احمونا نحن ضعفاء ! ما هو إلا غثاء، أمام إرادة المقاومة وصمودها البطولي. فشتان بين الوردة والوردة. منع انهيار السلطة الفلسطينية: يا سلام  ! “الكابينت” يتبنى ويتبجح علنا بأنها تنوي منع انهيار السلطة، فأعلنت سلطات الاحتلال الصهيوني وعلى الملأ مقابل تنازلات سياسية وحوافز مالية، ماذا يعنى ذلك ؟ عدوك يمنع انهيارك وأنت صاحب الأرض والحق الطبيعي في مقارعته ومقاومته حتى تنتزع حقوقك الغير قابلة للتفاوض ولا للنقاش ابدا… ولا في التاريخ صارت إلا لمصلحته وخدمة أهدافه أمام تعاظم المقاومة في الضفة الغربية وآخرها الملحمة الأسطورية لمخيم “جنين”، تذكرت وآنا اكتب هذه السطور، سطى على مخيلتي، عز وعنفوان النضال والمقاومة والمواجهة لرفاقنا وأسرانا بأمعائهم الخاوية، فقد كانوا يعمدون لهذه اللحظات التي وصلت إليها مقاوماتنا الباسلة في كافة المخيمات على اختلافها وتباعدها فكل له مكانته ووسائله الخاصة وما مخيم “جنين” إلا نموذجا يبقى بوصلة حقيقية نحو النصر المبين، تذكرت “الشهيد عبد القادر أبو الفحم” عندما كنا نردد “أبو الفحم سطر أسطورة…”. أبو الفحم سطر أسطورة/ كان لشعبي شعلة/ روحه في عسقلان وردة: الأسير “أبو الفحم”، كما كتب عنه “فروانه”ـ يُعد أول شهيد للحركة الوطنية الأسيرة في الإضرابات عن الطعام،  منح الإضراب الزخم والضجيج والنجاح، أصبح لسقوط الشهيد معنى عميق في وجدان الحركة الأسيرة. ومنذ تلك اللحظة، أصبحت العلاقة التي تربط الأسرى بمصلحة السجون الإسرائيلية قائمة على الدم والثأر، فتوالت الإضرابات بعد ذلك في إطار الصراع الدائر رحاه في ساحات السجون كافة، فكان إضراب “الحرية والكرامة” الذي انطلق في السابع عشر من نيسان/ابريل الماضي واستمر لـ 41 يوما متواصلة بمشاركة أكثر من ألف وخمسمائة أسير فلسطيني آنذاك. “أبو الفحم”.. أحب شعبه وحمل سلاحه وقاوم المحتل، فاعتقل واستمر في مقاومته ليشكل نموذجا يُحتذى لمن عرفه ورافقه النضال وقاوم بجانبه المحتل وشاركه آلام السجن ومواجهة السجان، فعاش بطلاً ومات شهيدا وسيبقى رمزا ليس للحركة الوطنية الأسيرة فحسب أو للثورة الفلسطينية المعاصرة فقط وإنما لكل أبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم. “شتان بين الوردة والوردة” تنازلات سياسية وحوافز مالية: إن تبنى ما يسمى المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للاحتلال “الكابينيت” قرارًا يقضي بمنع انهيار السلطة، فالاحتلال سيعمل على منع انهيار السلطة الفلسطينية، مقابل شروط تضمن تبعيتها شبه الكاملة للاحتلال ومطالبة السلطة الوطنية بوقف: أنشطتها ضد الاحتلال في المحافل القضائية والسياسية الدولية. التحريض في وسائل الإعلام ومناهج التعليم. دفع المخصصات لعائلات المقاومين. البناء غير القانوني في المنطقة المسماة “ج”. بعيدا عن ذكر تفاصيل الإجراءات التي لم يوضحها مكتب رئيس حكومة الاحتلال، وتعتزم حكومته اتخاذها لمنع انهيار السلطة، أشارت تقارير “إسرائيلية” إلى أن الحديث يدور حول إنشاء منطقة صناعية جديدة في جنوبي الضفة الغربية وهو اقتراح قديم طرحه بالفعل وزير الاقتصاد “إيلي كوهين” عام 2020م. إضافة إلى خطة مالية تضمن: ضمان قروض، وتسوية ديون، خصم على سعر الوقود، مدفوعات ضرائب مسبقة، أي أموال المقاصة الفلسطينية، في إشارة لأموال، تمديد ساعات عمل جسر اللنبي “معبر الكرامة، “جسر الملك حسين””، إعادة تصاريح كبار الشخصيات (Vip) لكبار المسؤولين في السلطة الوطنية. أخيرا فان قرار سلطة الاحتلال الصهيوني، “الكابنيت”، اتخذ بأغلبية ثمانية وزراء، مقابل معارضة وزير واحد وامتناع آخر عن التصويت، هما ما يسمى “وزير الأمن القومي” “إيتمار بن غفير”، ووزير المالية “بتسلئيل سموتريتش”، وعليه فأن تدخل سلطات الاحتلال لنفث سموم الفرقة والعداء بين الإخوة، حتى وان استعملت سياساته واقتصادها وأموالها وأمنها لعدم انهيار السلطة المسماة بالوطنية فهم إلى زوال و”ياعيب الشوم”. عضو مجلس الجالية الفلسطينية بالجزائر

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: منع انهیار السلطة

إقرأ أيضاً:

حركة الأحرار الفلسطينية تبارك عملية الطعن البطولية في بلدة رمانة غربي جنين

 

الثورة نت/

باركت حركة الأحرار الفلسطينية اليوم الخميس عملية الطعن البطولية التي وقعت في بلدة رمانة غربي جنين، مؤكدة أنها رد طبيعي ومشروع، على جريمة الإبادة التي يرتكبها جيش العدو الصهيوني النازي وقادته الفاشيين في غزة والضفة والقدس.

ونعت الحركة في تصريح صحفي تلقته وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) الشهيد المجاهد أحمد علي عمور (55) عاماً منفذ العملية البطولية التي أكدت أن المقاومة مستمرة ومتصاعدة، وأن جذوتها لا تنطفئ، وأن شعبنا في مختلف أعماره وأماكن تواجدهم هم مشاريع شهادة، وقنابل موقوتة، في وجه العدو الصهيوني و منظومته الامنية.

ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني البطل في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، إلى المزيد من العمليات البطولية التي تؤرق وتجعل العدو وقادته ومنظومته الأمنية، في استنفار دائم يربك حساباتهم، ويقضي مضاجعهم في كل وقت، ويؤكد أن لبقائهم أثمان سيدفعونها حتى دحرهم عن أرضنا ومقدساتنا.

وفي وقت سابق صباح اليوم اعترف جيش العدو في بيان له، بإصابة جندي بجروح متوسطة في عملية طعن نفذها الشهيد أحمد العمور من قرية رمانة غرب جنين.

مقالات مشابهة

  • تقرير دولي يُحذّر: “الخطوط الجوية الإفريقية” على شفا الانهيار.. ونداءات لإنقاذها
  • “آخر ليلة أول يوم”… دراما قضايا المجتمع على خشبة مسرح الحمراء الدمشقي
  • مقـتل جندي اسرائيلي خلال انهيار مبنى على قوة عسكرية في مدينة خان يونس الفلسطينية
  • عيدروس الزبيدي يلتقي محافظ المهرة ويعلن دعمه الكامل للسلطة المحلية وللقوات الأمنية والعسكرية ويشيد بيقظتها ..عاجل
  • كثيرون حول السلطة… قليلون حول الوطن
  • حركة الأحرار الفلسطينية تبارك عملية الطعن البطولية في بلدة رمانة غربي جنين
  • الاحتلال يدرس إعادة مخيمات في الضفة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية
  • ضبط “28” متعاونا مع “الدعم السريع” في هذه المنطقة…
  • “العمل النيابية” تبحث مع سلطة العقبة توزيع الأراضي وتعزيز المشاريع التنموية في المنطقة
  • “غروندبرغ” أمام مجلس الأمن: الرواتب والتهدئة وحرية التنقل مفاتيح لإنقاذ اليمن من الانهيار