كثيرون حول السلطة… قليلون حول الوطن
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
المعركة التي يخوضها خالد الأعيسر وآخرون للعودة إلى الوزارة خطيرة ومُدمّرة، وسوف تُلحق الضرر بهم وبالمصلحة الوطنية.
لا يمكن، من أجل الانتصار للنفس، أن يصل بنا الأمر إلى تحريك “مسرح عرائس” مكشوف من الكتبة، وحملات مُنظَّمة للهجوم على رئيس الوزراء، أو من يعاونه من “داخل الصندوق”.
لا شك أنك تعلم، وكذلك بعض الدُمى، أن قرار عودتك لا علاقة له بالدكتور كامل إدريس.
الأهم من ذلك، أن فكرة منصب وزير أو حتى مستشار إعلامي لم تعد مغرية لدرجة الاقتتال، ولا تستحق إهراق كل هذا الحبر، ولا حتى عناء المحاولة. ولا يمكن أيضًا تفضيل شخص ساند الجيش والدولة بصوته على شخص ساندها بماله، أو بالكتابة، أو بالدعاء، فجميعهم سواء.
أعظم الأبطال هم الشهداء والجرحى والمرابطون في الثغور، فلو كانت المناصب تُمنح للتكريم، فهم وأسرهم أولى بها؛ هم أكرم منا جميعًا. فقائد المقاتلة السوخوي، الذي أوقف الهجوم على الفاشر وبابنوسة وأحرق مركبات الجنـ.جويد، وجعل قائد التمرد يهرب من الميدان، لا يمكن استنساخه. ولا يمكن أبدًا مقارنة اقتحام الفضاء الملتهب بالظهور في الفضائيات، ومن يردد ذلك فهو مجرد منافق ومدلّس.
الأهم من ذلك، وربما لا يحتاج إلى تأكيد، هو أن مصلحتنا جميعًا، دون أي تمييز، تقتضي تهيئة الظروف بالكامل لنجاح حكومة كامل إدريس. وهى ربما تكون الفرصة الأخيرة لنهضة بلادنا؛ هذا أو الطوفان والوصاية الأممية.
إلى جانب ذلك، فإن زرع الألغام أمام حكومة الأمل، والتعامل مع المناصب بأنانية مفرطة، هو ثغرة سينفذ منها العدو. وبتلك المعارك الصغيرة ستتفاقم الأزمة، ويبتهج الأعداء. لذا، أفسحوا الطريق لرئيس الوزراء، اتركوه يعمل دون تسريبات، وليختر حكومته وفقًا للمعايير التي يراها مناسبة.
اليوم، لا توجد معركة أهم من معركة البناء والإعمار؛ هي وحدها كفيلة بهزيمة مشروع الحرب. وهنا، المعلم والمزارع والطبيب والعامل الذي انخرط في دوامة الإنتاج جديرون بالاحترام، فقد فهموا ووعوا الدرس أكثر من الساسة والكُتَّاب والقبائل الساعية للمجد. أو كما قال المهاتما غاندي: “كثيرون حول السُلطة… قليلون حول الوطن”.
عزمي عبد الرازق
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لا یمکن
إقرأ أيضاً:
معركة المليارات على العقول العبقرية: زوكربيرغ يهاجم وآبل تنزف!
مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، فتح النار معلناً هيكلة جديدة لفرق الذكاء الاصطناعي بهدف بناء ما يسميه "الذكاء الخارق" الذي يفوق قدرات البشر، وبدأ بنفسه باستقبال أبرز المواهب في منزله، مقدّماً عروضاً مذهلة تصل إلى 100 مليون دولار سنوياً.
ألتمان يكشف السر مفاجأة مدوية فجّرها الرئيس التنفيذي لـ"أوبن أي آي"، سام ألتمان، بكشفه أن "ميتا" تحاول اقتناص موظفيه بالعروض الخيالية، مما أكد وجود حرب استقطاب شرسة في الخفاء.
آبل في موقف حرج في المقابل، تلقّت "آبل" ضربة قوية بعد مغادرة روومينغ بانغ، قائد فريق الذكاء الاصطناعي لديها، لينضم إلى "ميتا"، ما اعتبره مراقبون انقلاباً كبيراً يضع مستقبل الذكاء الاصطناعي في "آبل" على المحك.
بانغ كان يقود فريقاً يضم نحو 100 مهندس يعملون على تطوير نماذج "أبل إنتليجنس"، وهي التقنية التي تراهن عليها الشركة لتثبيت وجودها في سوق الذكاء الاصطناعي، لكنها باتت اليوم مهددة بتفكك داخلي وتسرب جماعي محتمل.
حرب باردة تشتعل التقارير تؤكد أن المعركة ليست فقط بين "ميتا" و"آبل"، بل تشمل أيضاً "غوغل" و"أوبن أي آي"، في سباق محموم لبناء الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يغير وجه العالم.
وتشير تحليلات إلى أن "آبل" تدفع ثمن ترددها في دخول ميدان الذكاء الاصطناعي التوليدي مبكراً، وبدأت تعوّض ذلك بالتعاون مع "أوبن أي آي" و"غوغل"، ما يكشف عن ارتباك استراتيجي واضح في قيادة الشركة.
ختاماً... المشهد التكنولوجي العالمي يشهد اليوم تحولات جذرية تقودها معركة غير تقليدية، لا بالسلاح ولا بالمنتجات، بل بالعقول. من سيفوز في حرب السيطرة على الذكاء الاصطناعي؟ وهل تملك "آبل" خطة مضادة... أم أن زوكربيرغ حسم الجولة الأولى؟