خرائط تكشف حجم الدمار في قطاع غزة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية، المستمرة منذ أكثر من شهرين، في أضرار جسيمة في قطاع غزة، وخاصة في المنطقة الشمالية، وفق صحيفة واشنطن بوست، التي استندت لدراسة قدمها باحثان أميركيان.
وأدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 18787 فلسطينيا وإصابة أكثر من 50 ألفا آخرين، بحسب السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة، وتسبب في تدمير عدد كبير من المباني في كل أرجاء القطاع.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف قادة حماس ومسلحيها ردا على هجومهم المفاجئ على إسرائيل "لكن تحليل صور الأقمار الاصطناعية يظهر أن أماكن العبادة والمستشفيات والمدارس والمناطق السكنية قد تضررت أو دمرت أيضا" وفق الصحيفة الأميركية.
ويتعرض القطاع الخاضع لحصار مطبق وتسيطر عليه حركة حماس لقصف إسرائيلي عنيف متواصل منذ أن نفذت الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق في 7 أكتوبر خلف في ذلك اليوم أكثر من 1200 قتيل، بحسب إسرائيل.
وبعد هدنة قصيرة، تم خلالها تبادل رهائن لدى حماس، بمعتقلين في السجون الإسرائيلية، استأنف الطرفان القتال في الأول من ديسمبر.
"ومنذ 4 ديسمبر، تضررت مساحة إضافية تفوق 5 كيلومترا مربعا بسبب القتال" حسبما تقول "واشنطن بوست".
ومنذ انتهاء وقف إطلاق النار، صعّدت القوات الإسرائيلية هجماتها على خان يونس، وهي مدينة تقع في جنوب قطاع غزة وكان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ 242,700 نسمة.
ويواجه الآن أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى الجنوب قصفًا متكررًا في خان يونس والبلدات الجنوبية الأخرى.
ودمرت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 20 بالمئة من المباني في خان يونس، وفقً ما نقلت الصحيفة عن الباحثين كوري شير وغامون فان دن هوك.
ولا تزال البنية التحتية في شمال غزة هي الأكثر تضررا، حيث تضرر ما لا يقل عن 60 بالمائة من المباني بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.
ولحقت أضرار بما لا يقل عن 51 كيلومتر مربع في قطاع غزة حتى يوم الاثنين.
وقدم تحليل للأضرار المعتمد على بيانات القمر الاصطناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1" بواسطة كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وغامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون، صورة أوضح عن حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع.
واعتمد هذا الثنائي على بيانات الأضرار حتى يوم 11 ديسمبر التي حصلا عليها من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتوضح خريطة الأضرار بالقطاع بين 10 نوفمبر و11 ديسمبر، كيف سوت إسرائيل مساحة من المباني بالأرض.
وكشفت تقديرات للأمم المتحدة الثلاثاء أن نحو 40 ألفا من مباني قطاع غزة، أو تقريبا خمس التي كانت موجودة قبل الصراع، تضررت كليا أو جزئيا منذ اندلاعه في السابع من أكتوبر.
واستندت أحدث التقديرات إلى صور بتاريخ 26 نوفمبر لمركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية، حيث فحص محللون صور أقمار اصطناعية عالية الوضوح لرصد المباني المتضررة ونشر خرائط قد توجه أعمال الإغاثة وخطط إعادة البناء أثناء الكوارث الطبيعية والصراعات.
ومثل هذه التقديرات ربما تقلل من حجم الدمار الفعلي لأنها لا تظهر جميع الأضرار التي لحقت بالمباني، وعلى سبيل المثال، قد يظهر المبنى المنهار لكن سقفه سليم وكأنه غير متضرر.
وقال مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية في بيان "هناك زيادة 49 بالمئة في العدد الإجمالي للمباني المتضررة، مما يسلط الضوء على التأثير المتصاعد للصراع على البنى التحتية المدنية".
وأظهر التقييم أن المناطق الأكثر تضررا تتركز في محافظتي غزة وشمال غزة في شمال القطاع واللتين كان بهما 29732 من أصل 37379 مبنى تضرر كليا أو جزئيا أو نحو 80 بالمئة من المجموع.
وجاء في تقييم سابق للأمم المتحدة صدر في السابع من نوفمبر أن 25050 مبنى قد تضرر أو أصابه الدمار أو نحو 10 بالمئة من إجمالي المباني في غزة.
ولم يقدر مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية الأضرار بحسب نوع المبنى.
وأشارت بعض الأرقام الصادرة عن السلطات في غزة في وقت سابق من الصراع إلى حدوث أضرار واسعة النطاق في المساكن.
وتشير تقديرات وردت في تقرير للأمم المتحدة صدر في 21 أكتوبر إلى أن 42 بالمئة على الأقل من جميع الوحدات السكنية قد دمرت أو تضررت.
وفي نوفمبر الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تحليلا محدثا لصور الأقمار الاصطناعية أظهر أن نصف مباني شمال قطاع غزة تعرض للتدمير أو لأضرار خلال الشهر ونصف بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن "تدمير المباني وغيرها من المنشآت في شمال غزة استمر حتى مع تعزيز الجيش الإسرائيلي وجوده هناك ومواصلة تقدمه داخل مدينة غزة.
وقدرت بأن التدمير طال 56 ألف مبنى في قطاع غزة بأكمله أو ما تقدر نسبته بنحو 20 إلى 26 بالمئة من جميع المباني.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی قطاع غزة من المبانی بالمئة من أکثر من
إقرأ أيضاً:
هدنة تحت النار.. والمساعدات تكشف زيف الاحتلال
في ظل تصاعد الضغوط الدولية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، شدد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على أن وصول هذه المساعدات جاء بعد فشل محاولات التعتيم على صور المجاعة.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الادعاءات الإسرائيلية والأمريكية بأن الصور المتداولة "مصنّعة بالذكاء الاصطناعي" لم تصمد، خاصة بعد أن نقلت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية نفس المشاهد، مما دفع أكثر من 25 دولة، بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، لمطالبة الاحتلال بفتح الممرات الإنسانية.
وبشأن المفاوضات، أشار الرقب إلى أن جهودًا تقودها القاهرة والدوحة وواشنطن لا تزال جارية، لكنه اتهم الإدارة الأمريكية بالانقلاب على تفاهمات سابقة، بعد قبولها خرائط إسرائيلية جديدة تختلف عن المقترحات المطروحة سابقًا. كما حذّر من أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات قد تُستغل كغطاء لعمليات استخباراتية داخل غزة، في ظل انعدام الثقة الكامل بالجانب الإسرائيلي.
وأكد الرقب أن الاحتلال يحاول تبييض صورته دوليًا من خلال الإعلان عن المساعدات الجوية، رغم استمرار الانتهاكات وآخرها اعتقال طاقم سفينة "حنظلة" ومصادرة محتوياتها. ورجّح أن تشهد الأيام القادمة تطورات دراماتيكية قد تفضي إلى هدنة مؤقتة، لكنه شدد على أن الحديث لا يزال يدور عن هدنة وليس عن وقف شامل للعدوان.