الأورومتوسطي: نحو 25 ألف شهيد في اليوم 70 من جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
سرايا - قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل قتلت نحو 25 ألف فلسطيني بينهم حوالي 10 آلاف طفل خلال 70 يوما من جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها بحق المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي
وذكر المرصد الأورومتوسطي على موقعه الإلكتروني اليوم الجمعة، أن إحصاءاته الأولية تفيد باستشهاد 24711 حتى مساء أمس الخميس، فيما أن 92 بالمئة من ضحايا الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية على قطاع غزة هم من المدنيين بواقع 9643 طفلا، و3109 من النساء و210 من الكوادر الطبية و83 صحفيا، وأصيب 50112 بجروح مختلفة بينهم المئات في حالة خطيرة
وأضاف المرصد، أن أرقامه تشمل آلاف الضحايا ممن تم إحصاؤهم تحت أنقاض المباني المدمرة، في وقت ما زال مئات آخرين من المفقودين تحت أنقاض المباني أو جثثهم في الطرقات ويتعذر انتشالهم ولم يستطع المرصد حتى اللحظة شملهم ضمن عدد الضحايا
وأفاد المرصد، بأن مليونا و850 ألف فلسطيني نزحوا من منازل ومناطق سكنهم في قطاع غزة دون توفر أي ملجأ آمن لهم، في وقت دمرت غارات إسرائيل 62990 وحدة سكنية كليا و172055 وحدة سكنية جزئيا
وأوضح، أن إسرائيل تعمدت ولا زالت إلحاق تدمير وأضرار جسيمة بمرافق البني التحتية في قطاع غزة، شملت استهداف 286 مدرسة و1356 منشأة صناعية و124 مرفقا صحيا بينهم 22 مستشفى و55 عيادة و142 مسجدا و3 كنائس، إضافة إلى 140 من المقار الصحفية
وقال المرصد الأورومتوسطي، إن إسرائيل تصر على تصعيد جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها بحق المدنيين الفلسطينيين بغرض دفعهم للتهجير القسري بما ينتهك القانون الدولي وقد يرتقي إلى جريمة حرب
ونبه إلى أنه فضلا عن الهجمات العشوائية المميتة التي لا تراعي مبدأ الضرورة والتناسب، فإن إسرائيل تصعد استخدام سلاح التجويع والتعطيش ومنع الإمدادات الإنسانية لإخضاع سكان غزة ودفعهم للتهجير القسري
وأبرز المرصد، أن إسرائيل استهدفت بشكل ممنهج الأعيان المدنية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا وإلحاق الدمار والخسائر المادية كشكل من أشكال الانتقام والعقاب الجماعي، الأمر الذي يعد مخالفًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف 1949 ويرقى لجرائم حرب طبقُا لميثاق روما الناظم للمحكمة الجنائية الدولية
وذكر أن إسرائيل انتهكت بشكل صارخ التزاماتها إزاء أحكام القانون الدولي الإنساني التي تقضي بحظر الإضرار بالممتلكات كوسيلة وقائية ومنع تدمير الممتلكات لتحقيق الردع حتى في حالات الضرورة العسكرية
بموازاة ذلك وثق المرصد الأورومتوسطي شن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال عشوائية طالت أكثر من 1200 من المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين
وأفاد بأنه لم يتمكن من حالات اعتقال لمسلحين فلسطينيين حتى اللحظة، إما بسبب عدم إعلان الجيش الإسرائيلي عن هويات المعتقلين أو بسبب عدم وقوع أحدهم في الأسر أصلا، أو نتيجة عدم رغبة الأهالي بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات
ولفت إلى تعمد الجيش الإسرائيلي نشر مقاطع فيديو وصور صادمة وحاطة للكرامة الإنسانية للمعتقلين الفلسطينيين وهم شبه عراة ومعصوبي العينين يجثون على الأرض بحراسة جنود إسرائيليين أو يتم اقتيادهم في حافلات عسكرية إلى أماكن مجهولة
.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الإبادة في الخطاب الصهيوني والخطر على البشرية جمعاء
هل ما نراه في غزة مجرد عدوان عسكري؟ أم إننا أمام مشروع متكامل للإبادة والتطهير العرقي على أسس عنصرية متجذرة؟
السلاح الأميركي – على اختلاف مسمياته واليد التي تحمله- الذي نفّذ جريمته ضد الإنسانية في هيروشيما وناغازاكي قبل ثمانين عامًا، ما زال مصرًا على استكمال فصول الجريمة؛ هذه المرّة ضد الشعب الفلسطيني وبيد صهيونية مجرّدة من الحسّ الإنساني.
في الحالة اليابانية كان الهدف الأميركي من الهجوم الذري اللاإنساني إجبار اليابان على الاستسلام والرضوخ الكامل دون شروط، حتى لو كان الثمن أكثر من مئتي ألف قتيل، وملايين الإصابات المتوارثة عبر الأجيال جرّاء التسمم الإشعاعي.
لسنا هنا في مقام المقارنة بين شعبَين ضحيتَين، بل لتوضيح كيف أن الأدوات ذاتها تُستعمل بأيدٍ مختلفة لخدمة نفس المنظومة الاستعمارية المتوحّشة.
من المؤكد أن التاريخ لا يرحم، والأشد تأكيدًا على الإطلاق أن سُنة الله في الطغاة الظالمين ماضية، كلما زاد الطغيان والظلم، كانت النهاية شافية لصدور المؤمنين.
بنى الاحتلال الصهيوني، الذي تعجز اللغة عن وصف وحشيته، خطابه على عدة مرتكزات، منها تجريد المواطن الفلسطيني من صفة "الإنسانية"، ليفتح الطريق أمام مئات الآلاف من الجنود الذين تجمعوا من شتات الأرض تحت ظل دولة استعمارية طارئة، وهم مجبولون على ممارسة القتل السادي والتلذذ به، مستندين إلى حبل السلاح الأميركي المدمر، وعلى الأسس النظرية الاعتقادية التي يعيد ساسة الكيان الصهيوني المارق إنتاجها على شكل تبريرات وحملات دعاية وتسويق سياسي واهٍ، ليس أوقح منه إلا من يصدّقه ويتساوق معه.
إعلانأذكركم بتصريحات وزير الحرب الصهيوني السابق يوآف غالانت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 التي قال فيها: "نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك". وسأنقل جزءًا يسيرًا فقط من رصد التصريحات المتجدّدة والكافية وحدها- لو كان هناك عدالة دولية ناجزة- أن ترمي قائليها وراء القضبان باعتبارهم خطرًا على الوجود الإنساني برمّته، فما بالكم وقد ترجمت هذه التصريحات حُممًا من الموت المحقق يرمَى على المدنيين العزل ويستهدف الأطفال في قطاع غزة!
وزير المالية الإسرائيلي المنقطع عن التاريخ، بتسلئيل سموتريتش- الأوكراني الذي يقيم في مغتصبة أدوميم غرب نابلس في الضفة الغربية، هذه الأرض التي كانت محطة قطار سبسطية العائدة بتاريخها إلى الفترة العثمانية، وكان يسكنها شعب فلسطين العربي قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبالتأكيد قبل قيام أوكرانيا نفسها كدولة- يقول في تصريحات متفرقة "لا يوجد شعب فلسطيني"، "ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعًا يمكن أن يكون أمرًا مبررًا وأخلاقيًا"، "إن فتح أبواب جهنم ليس شعارًا بل إنه سيحدث"، "نحن نفكك غزة بالكامل منذ سنة ونصف، وسنتركها ركامًا، الجيش لن يبقي فيها حجرًا على حجر".
نسيم فتوري، نائب رئيس الكنيست وأبرز المشرّعين لجرائم الإبادة الجماعية، يقول بالحَرف حسب القناة 13 العبرية: "الحل الوحيد هو إحراق كل غزة بأهلها مرة واحدة"، ويقول مخاطبًا الجيش الوحشي: "هدفنا المشترك هو محو قطاع غزة من على وجه الأرض"، "احرقوا غزة فورًا".. قلتُ مرارًا إن النازية ما هي إلا تلميذ بسيط في مدرسة الصهيونية اللاإنسانية.
أما وزير ما يسمى بالتراث الإسرائيلي (المصطنع بطبيعة الحال) عميحاي إلياهو، الذي لم يستطع إخفاء شماتته بضحايا زلزال تركيا وسوريا في فبراير/ شباط 2023، ووصفه بأنه "عدالة إلهية"، يقول بكل سادية فاقت التصور البشري: "على الجيش إيجاد طرق مؤلمة أكثر من الموت للمواطنين في قطاع غزة"، "القيام بقتلهم (قتل أهل غزة) ليس كافيًا".
إعلانأما إيتمار بن غفير، العراقي – والعراق وأهله منه براء- فقال: "لن نسمح بدخول غرام واحد من المساعدات إلى قطاع غزة حتى يركع أهلها يتوسلون"، "غزة يجب أن تسوى بالأرض، لا يوجد شيء اسمه أبرياء".
أما موشيه فيغلن زعيم حزب زيهوت المتطرف، فقال بكل وضوح: " كل طفل في غزة هو عدو"، "علينا احتلال غزة حتى لا يبقى فيها طفل واحد، لا يوجد نصر آخر".
هل كانت هذه التصريحات كلمات عابرة أم تحولت إلى جريمة إبادة جماعية هي الأكثر وحشية في التاريخ الحديث؟
إن هذه اللغة ليست انفعالية أو فردية، بل تمثل عقيدة سياسية مترسخة في بنية الدولة الصهيونية، وتُترجم يوميًا إلى سياسات إبادة ميدانية، في ظل صمتٍ دولي مشين. خلال أكثر من 600 يوم من الإبادة، تم تدمير 90% من قطاع غزة تدميرًا شاملًا، حتى منطقة المواصي التي صنفها الاحتلال "منطقة آمنة، قام بقصفها 46 مرة.
أكثر من 63 ألف شهيد ومفقود من المدنيين، بينهم أكثر من 18 ألف طفل، ونحو 12 ألفًا و400 شهيدة من النساء، بينهنّ 7.950 أمًّا شهيدة. الجيش الصهيوني أباد بشكل كامل 2.483 عائلة فلسطينية، مسحت من السجل المدني.
نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن زادت على 60%، فيما خلفت حرب الإبادة أكثر من 42 ألف طفل يتيم، قتل الجيش الصهيوني أحدَ والديهم أو كليهما. يشكل الأطفال في قطاع غزة نسبة تزيد على 47% من مجموع السكان، ما يزيد على مليون نفس بشرية، لم يترك الجيش الصهيوني منهم طفلًا واحدًا إلا واعتدى عليه؛ بالقتل المباشر أو التشويه والاختطاف والإجبار على النزوح والحرمان من الرعاية الصحية بحكم تدمير المشافي والمراكز الصحية، ومن نافلة القول أن الجيش الوحشي الذي حرم الأطفال من حق الحياة لن يراعي باقي حقوقهم كالتعليم والاستشفاء.
واكتملت الجريمة بشكلها الذي لا يوصف عندما أطبقت دولة الاحتلال حصارها على القطاع بشكل كامل، والحصار بشكل خاص لا يستهدف المقاومين بالدرجة الأولى؛ إنما يستهدف الأطفال حديثي الولادة وكبار السن والمرضى الذين ترتبط حياتهم بمستلزمات الرعاية الصحية.
إعلانويمعن الجيش الصهيوني في جريمته باستهداف كل من ينقل هذه الحقائق، أعني الإعلاميين؛ حيث وصل عدد الشهداء من الصحفيين إلى 226 شهيدًا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إن ما تمارسه دولة الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين يندرج بوضوح ضمن تعريف جريمة الإبادة الجماعية الوارد في المادة 2 من اتفاقية منع الإبادة لعام 1948، والتي تشمل: القتل الجماعي، الإضرار الجسدي والنفسي، وفرض ظروف معيشية تؤدي للفناء. وكل هذه الأركان متحققة ميدانيًا في قطاع غزة.
السلاح الأميركي الذي نفذ هجومه النووي على هيروشيما وناغازاكي كان لفرض استسلام اليابان، وفكرة الاستسلام غير موجودة في قاموس أصحاب الأرض الفلسطينية وسكانها الأصليين.
ألم حصار غزة تجاوز ما جرى في لينينغراد، ومدة حرب الإبادة عليها، ومقاومة كل مشاريع إخضاعها تجاوزت معركة ستالينغراد، ونصرها القادم، بإذن الله، سيشفي صدور قوم مؤمنين، غزَّةُ هي الشِّعْبُ الَّذي سَيَنثر بُذورَ الحرية، ويعلن نهاية المشروع الصهيوني في منطقتنا "وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون".
على العالم أن يختار: إما الوقوف إلى جانب الإنسانية والعدالة، أو أن يكون شريكًا في أكبر جريمة إبادة في القرن الحادي والعشرين.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline