رأي الوطن : زيارتان ساميتان تعززان العلاقات الاقتصادية وتستشرفان المستقبل
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
تدخل العلاقات العُمانيَّة السنغافوريَّة إلى آفاقٍ أرحب، على واقع زيارة الدَّولة الَّتي قام بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ. فبجانب ما شهدته الزِّيارة من توقيع مذكّرات تفاهم، وما شهدته من مباحثات ثنائيَّة بَيْنَ عاهل البلاد المُفدَّى وفخامة الرئيس ثارمان شانموجاراتنام رئيس جمهوريَّة سنغافورة، وما شملته من لقاءات مع دَولة لي هسين لونج رئيس وزراء جمهوريَّة سنغافورة، بالإضافة إلى تفضُّل جلالة السُّلطان المُعظَّم بلقاء عددٍ من الرؤساء التنفيذيِّين للشركات السنغافوريَّة، سَعَتِ الزِّيارة السَّامية إلى التركيز على تكثيف التعاون بما يُحقق الأهداف الاقتصادية للبَلدَيْنِ، وذلك تأمينًا للازدهار المستدام خلال القرن الحادي والعشرين.
لقَدْ أطلقت الزِّيارة السَّامية مرحلةً جديدة من التعاون بَيْنَ البَلدَيْنِ والشَّعبَيْنِ والعلاقات الَّتي ستُسهم بقوَّة في التطوُّر الاقتصاديِّ والاستثماريِّ بَيْنَ البَلدَيْنِ إلى جانب العلاقات الدبلوماسيَّة والثقافيَّة، حيث شهدت الزِّيارة توقيع مذكّرتَيْ تفاهم؛ الأولى تُعنى بتعزيز التعاون في عددٍ من الجوانب الثقافيَّة، مِنْها تيسير تبادل المعلومات المُتعلِّقة بحماية التراث الثقافيِّ والهُوِيَّة الثقافيَّة وحماية حقوق المؤلِّف والحقوق المجاورة، فيما اتَّصلت المذكّرة الثَّانية بتعزيز وتشجيع التعاون في ترويج الاستثمار وتسهيل إجراءات التجارة والتصدير وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسِّطة والصناعيَّة، وتعزيز هُوِيَّة العلامة التجاريَّة للدَّولة دوليًّا، لِتطوّرَ العلاقات العُمانيَّة السنغافوريَّة من الاعتماد على الصَّداقة الرَّاسخة والعلاقات الوطيدة بَيْنَ السَّلطنة وسنغافورة، نَحْوَ التعاون على دفع نُموِّ التعاون التجاريِّ والاستثماريِّ، بما يتناسب مع طموحات وتطلُّعات الشَّعبَيْنِ العُمانيِّ والسنغافوريِّ في إحداث التنمية الشَّاملة المستدامة المنشودة.
ويأتي البيان المشترك الَّذي صدر بمناسبة الزِّيارة السَّامية لجلالته ـ أبقاه الله ـ لِيؤكِّدَ على تلك الأهداف ويُرسِّخَها، ويعملَ على تعزيز العلاقات الثنائيَّة بشكلٍ ملموس، وخصوصًا في المجالات الاقتصاديَّة والتكنولوجيَّة، حيث اتَّفق البَلدانِ على تعزيز التعاون التجاريِّ والاقتصاديِّ في عدَّة مجالات، مِثل الاستزراع السمكيِّ، والأمن الغذائيِّ، والنقل واللوجستيَّات، وتنمية الرَّبط بَيْنَ الشركات النَّاشئة والشركات الصغيرة والمتوسِّطة مع الأسواق العالَميَّة، حيث أكَّدت المباحثات الَّتي عقدَها جلالة السُّلطان مع المسؤولين السنغافوريِّين أهمِّية التعاون لتنمية وتنويع التجارة البَيْنيَّة من خلال الاستفادة من اتفاقيَّة التجارة الحُرَّة بَيْنَ مجلس التعاون لدوَل الخليج العربيَّة وسنغافورة (GSFTA) وتطويرها، بالإضافة إلى التعاون في قِطاعات التعليم والرعاية الصحيَّة والسِّياحة والاستزراع السمكيِّ، والاقتصاد الأزرق ومصادر الطَّاقة الخضراء وإدارة المياه والتكنولوجيا.
ولعلَّ زيارة جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ لجمهوريَّة الهند الَّتي أعقبت زيارة سنغافورة، تؤكِّد مساعيَ عاهل البلاد المُفدَّى إلى استثمار العلاقات التاريخيَّة الَّتي تربط سلطنة عُمان بالدوَل التجاريَّة، حيث تُشكِّل الزيارتان وما شملهما من لقاءات ومباحثات على كافَّة المستويات فرصة لتطوير العلاقات على الصعيد التجاريِّ والاستثماريِّ، حيث تشهدُ العلاقات الثنائيَّة بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة الهند الصَّديقة تطوُّرًا ملحوظًا وتعاونًا وثيقًا أسهم في إيجاد شراكات استراتيجيَّة مبنيَّة على الثِّقة والاحترام المتبادل عزَّزتها علاقات حضاريَّة وتاريخيَّة ضاربة في أعماق التاريخ، وسيكُونُ للمباحثات الَّتي أجراها ويُجريها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ مع القيادة الهنديَّة خلال زيارة الدَّولة الحاليَّة دَوْرٌ فعَّال في تعظيم الشراكة الاستراتيجيَّة القائمة بَيْنَ البَلدَيْنِ وتطويرها إلى مستويات أعلى وآفاقٍ أرحب وأوسع عَبْرَ تعزيز التجارة والاستثمار والتعاون، وتحقيق التكامل بَيْنَ الجانبَيْنِ في مختلف المجالات.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
استخدام العملات المحلية في التجارة والاستثمارات بين مصر والصين | تفاصيل
في خطوة هامة لتعزيز العلاقات المصرفية والمالية بين مصر والصين، وقع حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، مذكرة تفاهم مع بان قونغ شنغ، محافظ البنك المركزي الصيني، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البنكين المركزيين، وذلك بمقر مجلس الوزراء، حيث شهد مراسم التوقيع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، ولي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، ولفيف من كبار المسؤولين بكلا البلدين.
تتضمن مذكرة التفاهم إطارا ًللتعاون يشمل تبادل الخبرات الفنية والمعلومات، بالإضافة إلى تدريب وتطوير الكوادر البشرية بالبنكين المركزيين في مجال السياسة النقدية، والأسواق المالية، ونظم وخدمات الدفع الإلكترونية، واستخدام أحدث التقنيات في مجال الرقابة والإشراف المالي، كذلك التعاون في مجال إصدار الأوراق النقدية.
هذا وتهدف مذكرة التفاهم إلى تشجيع استخدام العملات المحلية في تسوية المعاملات المالية والتجارية، وكذلك تسهيل الاستثمارات المباشرة بين الجانبين، بما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي، كما تتضمن تعزيز التعاون في مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية، إلى جانب دعم الابتكارات المالية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، من خلال إجراء بحوث ودراسات مشتركة وتبادل المعلومات والخبرات الفنية في هذا الشأن.
وبهذه المناسبة، صرح حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، أن مذكرة التفاهم تعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع الشعبين المصري والصيني، وتؤكد حرص الطرفين على تعزيز الشراكة بين مؤسساتهما المالية في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية، معبرًا عن تفاؤله بهذه الخطوة التي من شأنها أن تسهم في دفع التعاون الاقتصادي إلى مستويات أكثر تقدمًا وفاعلية.
من جانبه، أكد بان قونغ شنغ، محافظ البنك المركزي الصيني، أن توقيع مذكرة التفاهم يمثل خطوة مهمة وأساسية في مسيرة تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقية ستعزز بشكل كبير تبادل أفضل الممارسات والتنسيق بين البلدين، مع خلق بيئة تسمح بالتعاون المالي الثنائي بين الجانبين.