رويترز: حماس تحول شوارع غزة إلى متاهة مميتة للجنود الإسرائيليين
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة إلى ما يقرب من المثلين مقارنة بالخسائر التي تكبدها في هجومه البري في عام 2014، وهو ما يعكس حجم توغله في القطاع ومدى نجاح مسلحي حماس في استخدام أسلوب حرب العصابات وترسانتها الكبيرة من الأسلحة.
وكشف خبراء عسكريون إسرائيليون وقائد إسرائيلي ومصدر من حماس كيف أن الحركة الفلسطينية تستخدم مخزونها من الأسلحة وتستفيد من معرفتها بالتضاريس وشبكة الأنفاق الكبيرة لتحويل شوارع غزة إلى متاهة مميتة.
وتستخدم الحركة أسلحة مثل الطائرات المسيرة المزودة بالقنابل اليدوية وأسلحة مضادة للدبابات بعبوات متفجرة مزدوجة تنفجر على مرحلتين في تتابع سريع.
ومنذ بدء الحملة البرية الإسرائيلية في أواخر أكتوبر، قُتل نحو 110 من الجنود الإسرائيليين عندما توغلت الدبابات وجنود المشاة في المدن ومخيمات اللاجئين، بحسب أرقام إسرائيلية رسمية. وكان ربع هذا العدد تقريبا من أطقم الدبابات.
ويقارن هذا العدد بنحو 66 جنديا لقوا حتفهم في صراع عام 2014 عندما شنت إسرائيل توغلا بريا محدودا دام ثلاثة أسابيع لكن الهدف حينها لم يكن القضاء على حماس.
وقال يعقوب عميدرور، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي ويعمل حاليا في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي "لا يمكن مقارنة نطاق هذه الحرب بعام 2014، عندما كانت عمليات قواتنا لا تتجاوز في الغالب كيلومترا واحدا داخل غزة".
وأضاف أن الجيش "لم يجد بعد حلا جيدا للأنفاق"، وهي شبكة توسعت بصورة كبيرة في العقد الماضي.
وبدأ الهجوم الإسرائيلي بعدما توغل مسلحون من حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال واحتجاز أكثر من 200 رهينة أُطلق سراح بعضهم في وقت لاحق.
ومنذ اندلاع الحرب قُتل ما يقرب من 19 ألف فلسطيني في غزة حسب السلطات الصحية التابعة لحماس، مما أثار مطالب دولية بوقف إطلاق النار ودعوات من جانب الولايات المتحدة لتغيير الاستراتيجية الإسرائيلية في الحرب وتوجيه ضربات أكثر دقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الخميس إن إسرائيل ستشن حربا "حتى النصر المبين". وقال مسؤولون إسرائيليون إن الأمر قد يستغرق أشهرا قبل الانتهاء من الحرب.
وقال أوفير فولك، مستشار نتانياهو للسياسة الخارجية، في تصريحات لرويترز "لقد كان تحديا منذ اليوم الأول"، مضيفا أن الهجوم كان له "ثمن باهظ" في صفوف القوات الإسرائيلية.
ومضى قائلا "نعلم أنه سيتعين علينا على الأرجح دفع ثمن إضافي لإكمال المهمة".
قتال عنيفنشرت حركة حماس مقاطع مصورة على قناتها على تطبيق تيليغرام هذا الشهر تظهر فيها مسلحين يحملون كاميرات ويتحركون وسط المباني لإطلاق صواريخ محمولة على الكتف على مركبات مدرعة. ونُشر أحد هذه المقاطع في السابع من ديسمبر من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وهي منطقة ذكر الجانبان أنها شهدت قتالا عنيفا.
وفي منشور آخر بتاريخ الخامس من ديسمبر، تظهر كاميرا تخرج من نفق في ما يشبه المنظار لمسح معسكر إسرائيلي تستريح فيه القوات. وجاء في المنشور أن هذا الموقع تعرض لاحقا لتفجير من تحت الأرض.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقطعين.
وقال مصدر من حماس تحدث لرويترز من داخل غزة لكنه رفض الكشف عن هويته إن عناصر الحركة يقتربون قدر الإمكان لنصب كمائن "مستفيدين من خبرتهم بالميدان والأرض التي يعرفونها كما لا يعرفها أحد غيرهم".
وأضاف "هناك فجوة بين ما نملكه من وسائل قوة وبين ترسانتهم، نحن لا نضحك على أنفسنا".
ولم تذكر حركة حماس عدد القتلى في صفوف مسلحيها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل سبعة آلاف مسلح على الأقل. ورفضت الحركة في السابق الرقم الذي أعلنته إسرائيل قائلة إنه يضم مدنيين.
ولم يرد متحدثون باسم حماس خارج غزة على طلبات من رويترز للتعليق.
وقال قائد إسرائيلي قاتل في عام 2014 إن اتساع نطاق هذه العملية يشير إلى وجود المزيد من القوات على الأرض، مما يمنح حماس "مزايا الطرف المدافع"، لذلك كان من المتوقع وقوع خسائر أكبر في صفوف القوات. وطلب القائد عدم ذكر اسمه لأنه لا يزال ضمن قوات الاحتياط في هذه الحرب.
ولا يعلن الجيش الإسرائيلي عن أعداد القوات المشاركة أو أي تفاصيل أخرى خاصة بالعمليات.
وأظهرت لقطات بثتها القناة 12 الإسرائيلية وحدة احتياط تابعة للجيش وهي تطلق النار بحذر على جدار أحد المباني لتدخل غرفة لتكتشف مخبأ للذخيرة.
وفي تقليد لأساليبه التي استخدمها في عام 2014، ينشر الجيش الإسرائيلي صورا على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر طرقا صنعتها الجرافات حتى تتمكن القوات من تجنب الطرق الحالية التي قد تكون بها ألغام أرضية.
ولا يزال القتال العنيف مستمرا في بعض المناطق في شمال غزة، حيث تحولت العديد من المباني إلى أنقاض.
زيادة القواتقال إيال بينكو، وهو مسؤول كبير سابق في أجهزة الأمن الإسرائيلية ويعمل حاليا في مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار إيلان "اتخذت حماس بعض الخطوات الكبيرة لبناء قوتها منذ عام 2014".
وأضاف أن إيران، حليفة حماس، ساعدت في تهريب بعض الأسلحة المتطورة، مثل صواريخ كورنيت الروسية الصنع المضادة للدبابات، إلى الحركة.
لكنه أشار إلى أن حماس أتقنت صنع أسلحة أخرى في غزة، مثل القذائف الصاروخية من طراز آر.بي.جي-7، وأن المسلحين أصبح لديهم الآن احتياطي أكبر من الذخائر.
وقالت الحركة في منشورات لها إن أسلحتها تتضمن قذائف مضادة للدبابات تحتوي على حشوتين متفجرتين لاختراق الدروع، والتي قال بينكو أيضا إنها موجودة في ترسانة حماس.
وكثيرا ما تظهر مقاطع مصورة تنشرها حماس وقوع انفجارات كبيرة عند ضرب المدرعات. وقال خبراء عسكريون إسرائيليون إن الانفجار لا يعني تدمير المركبة لأنه يمكن أن يكون ناجما عن أنظمة دفاعية انفجرت لوقف القذائف القادمة.
وقال أشرف أبو الهول، مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية والذي عمل سابقا في غزة وهو متخصص في الشؤون الفلسطينية، إن المسلحين يقتربون قدر الإمكان لإطلاق الصواريخ والمقذوفات محلية الصنع.
لكنه أضاف أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية وغيرها من الوسائل تضعف قدرة الحركة على مباغتة القوات حتى في المناطق الحضرية.
وأشار إلى أن القتال في المدن أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للمقاتلين.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا هذا الشهر قال إنه يظهر مسلحين يخرجون من نفق أسفل مبنى تعرض للقصف قبل استهدافهم بصواريخ.
وقال ألكسندر جرينبيرج، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية ويعمل في معهد القدس للاستراتيجية والأمن "قد تنشر حماس أسلحتها وأساليبها الجديدة، (لكن) في الأساس، تظل حركة مقاومة بأسلوب العصابات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی صفوف عام 2014
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: مستمرون في موقفنا ثابتون عليه نتصدى للعدو الإسرائيلي في أي عدوان ومواجهة
الثورة نت /..
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، استمرار الشعب اليمني في موقفه الثابت في التصدي للعدو الإسرائيلي في أي عدوان أو مواجهة.
وقال قائد الثورة في كلمته اليوم حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية “مستمرون في موقفنا ثابتون عليه نتصدى للعدو الإسرائيلي في أي عدوان وفي أي مواجهة، ونحن على قناعة تامة بعدالة قضيتنا وصحة موقفنا وضرورة استمرارنا فيه”.
وتطرق إلى تهديدات العدو الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع بأنه سيعتدي على اليمن.. مؤكدا أن “تهديدات العدو الإسرائيلي واعتداءاته لا تثنينا أبداً عن موقفنا بل تزيدنا تصميماً وعزماً”.
وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي نفذ فيما سبق خمس عمليات اعتدى فيها على بلدنا وشن فيها 107 غارات جوية وقصف بحري ولم تؤثر على موقفنا وزادتنا تصميما”.
وأوضح السيد القائد أن “الأمريكي فشل في التأثير على موقفنا في الجولة الثانية من التصعيد رغم تنفيذ أكثر من 1700 غارة جوية وقصف بحري استخدم فيها طائرات الشبح وقاذفات القنابل”.
وأضاف” التضحيات التي نقدمها في سبيل الله هي محل اعتزاز وفخر وشرف وهي تضحيات مثمرة مقبولة عند الله ولها نتائجها العظيمة”.. مشيرا إلى أن استمرار وثبات الموقف بالصبر والصمود هو من أساسيات الموقف وله نتائجه في وعد الله الحق.
وقال” علينا كأمة مسلمة أن نكون أحراراً أعزاء كرماء، مهما كانت التضحيات ومهما كان حجم التحديات ومهما واجهنا من صعوبات”.
العدوان على غزة
وأشار قائد الثورة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائمه في غزة منذ أكثر من 21 شهراً، في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي مريب.. مبينا أن العدو الصهيوني يستهدف بشكل مكثف مراكز ومخيمات إيواء النازحين والأماكن التي يستقرون فيها من المدارس ونحوها.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية ووحشية وإجرام إلى درجة عجيبة تكشف حقيقته الإجرامية.. وقال” لو كان الصهاينة وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون عبارةً عن وحوش من وحوش الغاب أو كلاب مسعورة لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزة”.
وأوضح أنه كلما أوغل العدو الإسرائيلي في دماء الأطفال والنساء افتتحت شهيته أكثر وابتكر وسائل وطرقاً جديدة للقتل والإبادة.. مبينا أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة يكشف حقيقة العدو الإسرائيلي فيما هو عليه من حقد وعدوانية وتوحش وإجرام، كما يكشف حقيقة الغرب الداعم للكيان المجرم.
وأفاد السيد القائد بأن العدو منذ تشكيله كعصابات والغرب يدعمه ليؤدي دوراً وظيفيا هو نفس الدور الإجرامي الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني وضد أمتنا.
وذكر أن الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي هو السعي للسيطرة على الأمة واحتلال الأوطان وفرض معادلة الاستباحة.. مبينا أن هذا الدور الوظيفي يأتي في إطار المخطط الصهيوني وما يشكله من خطورة على الأمة الإسلامية.
وأكد أن توحش العدو الإسرائيلي دليل واضح وكاف على أن ما تسمى بالمؤسسات الدولية لا يمكن أن تمثل أبداً سنداً لأي شعب مظلوم ومستضعف.. وقال” لأكثر من قرن من الزمان منذ الاحتلال البريطاني ولأكثر من سبعة عقود منذ الاحتلال والسيطرة اليهودية الصهيونية فما الذي أمكن أن تقدمه المؤسسات الدولية؟!”.
ولفت إلى أن الرهان على المؤسسات الدولية في أي تقديرات أو حسابات أو سياسات هو الخطأ الفادح الذي يتيه بالأمة دون أن تحقق أي نتيجة، في حين باستطاعة الأمة أن يكون لها موقف حاسم لكن الكثير منهم في حالة التفرج والتخاذل والبعض في مستوى التواطؤ مع العدو والتعاون.
وأكد السيد القائد أن حجم الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وطول أمده يكشف جلياً الحقائق الثلاث عن العدو وعن داعميه وعن المؤسسات الدولية.. مبينا أن “واقع أمتنا يشكل خطورة حقيقية عليها في تفريطها بمسؤولية عظيمة مقدسة، والخطورة عليها أيضا في طمع الأعداء.
وقال” اليهود الصهاينة يسيئون لخاتم أنبياء الله رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأسوأ الإساءات وينتهكون حرمة المقدسات، وتفننون بأنواع بشعة للغاية من الإجرام وبطريقة وقحة جداً واستفزازية للغاية ضد الشعب الفلسطيني”.
وذكر أن الكثير من أبناء الأمة هم بدون أي موقف معتبر وهذا يكشف الحقيقة السلبية لواقع الأمة وانحدارها الكبير على مستوى القيم الإنسانية.. مؤكدا أن استمرار الأمة في تجاهل مسؤوليتها ليس حلاً بل ستصل إلى نتائج خطيرة جداً عليها ولو استفادت بعد حين فستكون قد تحملت تكاليف باهظة جداً.
وأشار قائد الثورة إلى أن الأعداء الصهاينة اليهود يتنافسون ويتباهون بجرائمهم في قتل الأطفال والنساء في قطاع غزة.. مبينا أن أحد الجنود الصهاينة يتفاخر بأنه قتل 600 فلسطيني في قطاع غزة في صورة فجة تكشف عمق الانحطاط الأخلاقي لدى هذا الكيان.
وأوضح أن اليهود الصهاينة جبناء في القتال ومن الواضح كيف حالهم عندما يدخلون في مواجهة مباشرة مع الأخوة المجاهدين في قطاع غزة.. مبينا أن الجنود الصهاينة يختبئون ويتجمدون من الذعر والرعب حتى في داخل آلياتهم العسكرية عندما يتقدم إليهم المقاتلون.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يعمل على التدمير الشامل في قطاع غزة وأصبح يستدعي مقاولين لأداء مهمة تدمير بقية المنازل، مقابل ما يعادل ألف وخمسمائة دولار عن كل منزل يقومون بهدمه.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي يواصل إبادته بالتجويع وبمصائد الموت ومجازر المساعدات.
وقال” مصائد الموت هي هندسة أمريكية إسرائيلية للتحكم بالمساعدات الإنسانية ومن يأتي إليها فهو مهدد بالقتل، ويضطر الكثير من الناس في غزة للذهاب بهدف الحصول على المساعدات ولكنهم يعيشون حالة الخطر بالاستهداف والإبادة أثناء استلام المساعدات”.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي يقتل البعض أثناء ذهابهم من أجل تلك المساعدات، والبعض أثناء التجمع، والبعض أثناء الاستلام، والبعض أثناء العودة.
ولفت السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي يراقب من عادوا بأكياس الطحين وما إن يصلوا إلى أهليهم وأسرهم حتى يستهدفهم.. مؤكدا أن مسألة مصيدة الموت ومجازر المساعدات هي من أبشع أنواع الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وقال” من العار على المؤسسات الدولية وعلى الدول والبلدان والأنظمة والحكومات أن تسكت تجاه جرائم العدو بحق منتظري المساعدات ولا تتحرك لاتخاذ عملية ضد العدو الإسرائيلي”.. موضحا أن العدو الإسرائيلي يتشجع في الاستمرار في أبشع الجرائم لأن الكثير من الأنظمة والحكام لم يصل إلى مستوى اتخاذ الإجراءات العادية.
كما أكد أن من الفضائح الكبرى للعدو الإسرائيلي التي تبين مدى إجرامه ومعه الأمريكي دس حبوب المخدرات في بعض أكياس الطحين.. مبينا أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي هما من أكبر من يروج للمخدرات في العالم ويستهدفون بها الشعوب واقتصاد البلدان ومجتمعاتها.
وذكر أن العدو الإسرائيلي أفرغ شمال القطاع بالكامل من المستشفيات بعد أن دمرها أو جعل بعضها في حالة محاصرة بشكل تام وشبه مغلقة.. مشيرا إلى أن الأمريكي يواصل الدعم بالآلاف من القنابل في شحنات إضافية للعدو الإسرائيلي ليستمر في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وضد شعوب أمتنا.
وأضاف” الأمريكي أعلن عن صفقة أسلحة ضخمة جديدة للعدو الإسرائيلي تشمل 3845 مجموعة توجيه قنابل تزن الواحدة منها 900 كيلوغرام”.. موضحا أن الأمريكي ومعه البريطاني والألماني والفرنسي، الكل يدعمون العدو الإسرائيلي ليس فقط بالأسلحة بل حتى بالكلاب المدربة لنهش لحوم البشر.
اقتحامات للمسجد الأقصى
وأشار السيد القائد إلى أن الاقتحامات الصهيونية اليهودية للمسجد الأقصى شبه يومية مع دعوات من الصهاينة لهدم المسجد.. مبينا أن العدو الإسرائيلي يستخدم سياسة الترويض، ومسألة الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى قضية خطيرة مستفزة جداً للمسلمين.
وأكد أن العدو الإسرائيلي وصل إلى أن يطلق التهديدات بهدم المسجد الأقصى والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم.. مبينا أن الترويض المستمر يشكل خطورة حقيقية على المسجد الأقصى وهدمه هدف معلن مرسوم في المخطط الصهيوني ومن مرتكزاته.
وأوضح أن الكثير من الخطوات والإجراءات في القدس والضفة هي بهدف الوصول في نهاية المطاف إلى تحقيق هدفهم العدواني الإجرامي في هدم المسجد الأقصى.. مؤكدا أن الحالة التي تحصل في الأقصى خطيرة جداً، وردود الفعل الرسمية باردة وهي مؤشر خطير على حالة التراجع تجاه هذه القضية.
وقال” الخطر على الأقصى يمتد إلى بقية المقدسات، المسجد الحرام، الكعبة أيضاً، مكة والمدينة ضمن المخطط الصهيوني”.. مؤكدا أن العدو سيطمع إذا نجح في أن يصل إلى هدفه فيما يتعلق بالمسجد الأقصى إلى أن يصل إلى تحقيق أهدافه العدوانية ضد بقية مقدسات المسلمين.
وأضاف” إذا وصل المسلمون إلى حالة من اللامبالاة تجاه أي شيء مقدس وعظيم وعزيز عليهم فهذا هو خطر فظيع جداً على الأمة”.. لافتا إلى أنه إذا وصلت الأمة إلى درجة لا تتفاعل مع أي شيء مهما كان عظيماً ومهماً فالخطورة البالغة عليها، فيطمئن أعداؤها وتفقد رعاية الله وتأييده.
تدمير واسع في الضفة الغربية
وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن الوضع في الضفة الغربية في تصاعد وخمسة أشهر من بدء التصعيد هناك تدمير واسع لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.. مبينا أن أكثر من 40 ألف فلسطيني هجروا قسريا من أبناء الضفة الغربية ويعانون معاناة كبيرة.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى منع مهجري الضفة من العودة إلى المخيمات.. مبينا أن البؤر الاستيطانية يخطط لها أن تكون بالشكل الذي يحقق له السيطرة التامة على الضفة الغربية.
وذكر أن العدو الإسرائيلي أعلن مؤخرا عن عدد من البؤر الاستيطانية التي يغتصب فيها مواقع جديدة في إطار السيطرة التامة على الضفة الغربية.. موضحا أن من الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية هو تقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية بالحواجز والجدران.
وتساءل السيد القائد” مع الروح المعنوية العالية والصمود والثبات، ماذا لو امتلك المجاهدون في قطاع غزة من الأسلحة بمثل ما بحوزة الجيوش العربية؟.. مشيرا إلى أن الجيوش العربية انهزمت في ستة أيام، بينما المجاهدون في قطاع غزة ثابتون وصامدون على مدى 21 شهراً.
وذكر أن الاعتداءات الصهيونية متواصلة على لبنان، والتوغلات داخل الأراضي اللبنانية من أخطر أنواع الانتهاكات للاتفاق.. مبينا أن ما يفعله العدو في سوريا يأتي في إطار أطماعه ومخططاته الإجرامية دون أي مبرر، لأن سوريا ليست ضمن الجبهات المعادية له.
ولفت إلى أن موافقة الحكومة الإيرلندية على مشروع قانون يحظر استيراد السلع من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس خطوة مهمة وإيجابية، ولو أنها جزئية لكنها في سياق عملي.
وقال” يفترض بالأنظمة العربية والإسلامية أن تتقدم بخطوات عملية كبيرة في المقاطعة الكاملة للعدو سياسيا واقتصاديا، كما يفترض بالأنظمة العربية والإسلامية أن تسعى مع بقية البلدان لمحاصرة وعزل العدو الإسرائيلي”.
جبهة الإسناد في يمن الإيمان
وتطرق السيد القائد في كلمته إلى دور جبهة الإسناد في يمن الإيمان والجهاد.. وقال” نفذنا خلال أسبوع عمليات بـ10 صواريخ وطائرات مسيرة ضد أهداف للعدو في يافا وبئر السبع وعسقلان وأم الرشراش”.
وأكد أن الحظر مستمر على الملاحة الإسرائيلية في مسرح العمليات في البحر الأحمر تجاه باب المندب وخليج عدن وبحر العرب.. مشيرا إلى أن الحظر على الملاحة الإسرائيلية مستمر وناجح بشكل تام.
كما أكد قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي لو تمكن من حسم معركته في غزة ومن التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية لكانت الخطوة التالية على البلدان الأخرى.. مبينا أن اليهود الصهاينة يهتفون بالموت للعرب منذ بداية اغتصابهم لفلسطين المحتلة وتربيتهم تقوم على الإجرام والحقد.
وأفاد بأن عنوان تغيير الشرق الأوسط يتكرر في المنطق الأمريكي والإسرائيلي وبالأمس وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد على ذلك.. مؤكدا أن عنوان تغيير الشرق الأوسط هو لصالح العدو الإسرائيلي لفرض سيطرته على المنطقة وتثبيت معادلة الاستباحة على شعوب الأمة.
ولفت إلى أن الأمريكي والإسرائيلي يسعون لمصادرة الحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية والعزة الإيمانية على شعوب الأمة، وهدف الأمريكي والإسرائيلي هو تثبيت معادلة الاستباحة والسيطرة لصالح العدو الإسرائيلي وفرض الاستسلام على بقية أبناء الأمة.
وتابع” لا ينبغي القبول بالذل والاستعباد وهذا من المعيب على أمتنا”.. موضحا أن “الشعب العربي كبير جدا، ما الذي يدفعه لأن يقبل بالذل والاستسلام والاستعباد لعدوه السيئ اليهود الصهاينة؟”.
وذكر السيد القائد أن “كوبا بفطرتها الإنسانية ولأكثر من 60 عاماً ثابتة في نهجها التحرري الرافض للهيمنة الأمريكية، فكيف بالعرب والمسلمين؟”.. مبينا أن كوبا قريبة جدا من أمريكا وهي بهذا المستوى من الثبات، لم تخضع للأمريكي وهو يحاصرها على مدى أكثر من 60 عاماً”.
وقال” لن تنعم شعوبنا بالسلام إطلاقاً من خلال الخنوع والقبول بالاستباحة والتفريط في مبادئها وقيمها الإسلامية، وإذا اتجهت شعوبنا إلى الخنوع هي تتيح الفرصة لعدوها لاستكمال مخططاته في السيطرة التامة عليها”
وأكد السيد القائد أن التضحية في إطار الموقف الحق هي في سبيل الله ولها ثمرتها عزة وانتصار وصمود وحرية وكرامة.. مشيرا إلى أن الثمن الذي تدفعه أمتنا تعاظم نتيجة لتفريطها في مواجهة العدو.
وأضاف “لم تكن أمتنا لتصل إلى هذا الواقع لو استمرت وثبتت على نهجها الحق وعلى إيمانها”.. مؤكدا أن حالة التدني على مدى زمن طويل أوصل الأمة إلى ما وصلت إليه.
وتابع” إذا كان الهدف من الاستسلام كي لا نقدم التضحيات في إطار الموقف، فالخسارة أكبر بكثير وبما لا يقارن إطلاقاً مع تضحية الموقف”.
وجدد التأكيد على أن تضحية الموقف الحق تبقى محدودة ولها ثمرة، أما الخسائر الكبرى في الدنيا والآخرة فهي ستكون نتيجة الخنوع والقبول بالاستسلام.. وقال” الردع أن تكون الأمة قوية في الموقف وأن تتجه للأخذ بأسباب النصر والعزة والقوة والمنعة”
النموذج الإيراني
وأشار السيد القائد إلى أن “النموذج الإيراني الذي شهدناه على مدى 12 يوماً هو نموذج يبين ثمرة التوجه الصحيح وفق هداية الله في إعداد القوة وتفعيلها”.. مبينا أن من عناصر القوة في الموقف الإيراني هو الثبات على الموقف، لم يتجهوا للخضوع وتقديم التنازلات، بل اتجهوا إلى الرد على العدوان.
وأكد أن من عناصر القوة في الموقف الإيراني هو القرار بالرد بفاعلية عالية.. موضحا أن فاعلية الرد الإيراني كانت نتيجة إعداد القوة والعدو الإسرائيلي أجبر رغم الدعم الأمريكي والغربي على التوقف عن الاستمرار في العدوان.
وقال” لم يستطع العدو الإسرائيلي أن يستمر في العدوان على إيران لأنه يدفع ثمن عدوانه كلفة باهظة”.. مشيرا إلى أن النموذج الإيراني يبين للأمة ثمرة الإعداد للقوة وتفعيلها ضد العدو رغم الحرب النفسية الهائلة جداً التي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي.
وذكر السيد القائد أن الرد القوي من الجمهورية الإسلامية أرغم العدو الإسرائيلي على وقف عدوانه وهذا يبين المعادلات الصحيحة التي تشكل حماية للأمة.. مبينا أن معادلة الرد وبناء القوة والالتفاف الشعبي الواسع حول القوات المسلحة والقيادة كانت ثمرته منع العدو وإرغامه على وقف عدوانه.
كما أكد أن هناك جهوزية تامة في إيران للرد القوي بأقوى مما مضى على العدو الإسرائيلي إذا عاد مجدداً إلى الاعتداء من جديد.
وقال” نجد فاعلية الموقف في جهاد الإخوة المجاهدين في قطاع غزة بالرغم من إمكانات محدودة جداً”.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي فاشل في معركته مع المجاهدين في غزة وما يفعله ضد الأهالي ليس نصراً له.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي في المواجهة العسكرية والقتال -بحجم ما يمتلكه ويحشده- ظهر عاجزا عن القضاء على المقاومة في قطاع غزة
ولفت إلى أن “العدو الإسرائيلي لا هو تمكن من القضاء على المقاومة في قطاع غزة ولا هو تمكن من استعادة أسراه دون صفقة تبادل”.. وقال” نأمل أن تصل المفاوضات إن شاء الله إلى نتيجة”.
الموقف الصحيح للأمة
وأكد قائد الثورة أن الموقف الصحيح للأمة هو أن تتجه الاتجاه الذي رسمه الله لها في تحمل مسؤولياتها المقدسة في الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار إلى أن المسؤوليات المقدسة ليست عبئاً على الأمة بل تبنيها وتحميها، إن تحركت فيها الأمة كانت عزا وقوة لها وإذا فرطت فيها تحولت مثلما يعاملها أعداؤها الآن.. وقال ” رغم ما يفعله العدو الإسرائيلي بحق أوطاننا ومقدساتنا، فهو يستكثر على أبناء أمتنا أن تتخذ أي موقف ضده”.
وأفاد بأن “أمريكا ودول غربية تحاول أن تصادر علينا كأمة مسلمة كل الحقوق وتنهانا عن أي موقف للدفاع عن حقوقنا المشروعة”.. مبينا أن الدول الغربية تقدم العدوان الإسرائيلي في إطار الدفاع عن النفس، وكأن العرب ذهبوا إليهم في أقصى الأرض ليهاجموهم ويفتكوا بهم!.
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي وداعموه يضعون أمتنا بين خيار الاستسلام والذل والقبول بمعادلة الاستباحة أو المواجهة.. وقال” ليس هناك خيار للسلام مع العدو الإسرائيلي بل هو استسلام”.
دعوة للخروج
ودعا قائد الثورة الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني يوم غد إن شاء الله في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.. وقال” أدعو شعبنا للخروج المليوني غدا جهادا في سبيل الله ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وتأكيداً على الاستمرار والثبات على الموقف”.
ولفت إلى أن المظاهرات المليونية في افتتاح العام الهجري الجديد الجمعة الماضية كانت بزخم عظيم وحضور شعبي متميز.
وقال” من النعمة والتوفيق الإلهي لشعبنا العزيز أن يكون بلدنا رسميا وشعبيا في إطار هذا الموقف الواعي الجهادي والضروري، وكل شعوب أمتنا بحاجة أن تصل إلى موقف شعبنا لأنه ضرورة لها ولأن المعركة هي معركة الجميع”.