غزة: "هدنة ترامب" تُحاصر حماس.. ما هي الخيارات المتبقية أمام الحركة؟
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
تبدو خيارات حماس محدودة في ظل تصاعد الخسائر البشرية، وانهيار الخدمات، وتراجع الدعم الإقليمي، إلى جانب الضغوط الداخلية التي تهدّد بانفلات أمني واسع اعلان
في تحول لافت على الساحة الدبلوماسية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، أن إسرائيل وافقت على هدنة لمدة 60 يومًا في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة والدوحة ستتوليان إعداد الصيغة النهائية لهذا الاتفاق، في إطار مساعٍ مكثفة لإنهاء الحرب.
وقال ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشال": "آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً".
الطرح الأميركي الجديد يعيد إحياء الآمال باتفاق لإيقاف القتال، خصوصًا في ظل جهود وساطة تقودها كل من مصر وقطر، بالتنسيق مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يعمل منذ أشهر على صيغة تتضمن صفقة تبادل أسرى بالتوازي مع وقف لإطلاق النار.
ووفق ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول مصري، فإن وفدًا من حركة حماس سيصل إلى القاهرة الأربعاء للقاء الوسطاء، في إطار جولة جديدة من المفاوضات التي ستُبنى على نسخة معدّلة من مقترح ويتكوف، تقضي بالإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية، أقل من نصفهم ما زالوا أحياء، بعد أن قضوا أكثر من 600 يوم في الأسر.
وفي تصريحات صحفية، قال طاهر النونو، المسؤول في حماس، إن "الحركة جادة ومستعدة للوصول إلى اتفاق"، لكنه شدد على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفًا شاملاً للحرب، في موقف يعكس إصرار الحركة على ربط أي صفقة بإعلان نهاية القتال، لا مجرد هدنة مؤقتة.
خيارات حماسلكن رغم هذا التصريح الإيجابي، تبدو خيارات حماس محدودة ومعقّدة، في ظل واقع ميداني وإنساني صعب.
فمن جهة، تتعرض الحركة لضغوط هائلة من الشارع الغزي، بعد أشهر من القصف المكثف والدمار الشامل، الذي خلّف عشرات آلاف القتلى والجرحى، وأدى إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية والخدمات.
كما خسرت حماس عددًا كبيرًا من قياداتها الميدانية والعسكرية، في ضربات دقيقة ومتواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي، ما أحدث إرباكًا في سلسلتها القيادية وعملياتها الداخلية، في وقت تعاني فيه من تضييق إقليمي متزايد.
تجد الحركة نفسها أيضًا محاصرة سياسيًا؛ فالعداء بينها وبين السلطة الفلسطينية لا يزال قائمًا، والعلاقات مع عدد من الدول العربية الكبرى ما زالت باردة أو متوترة.
وأعلنت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أنها تلقت مقترحات جديدة من الوسطاء بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أنها تتعامل مع هذه المقترحات بـ"مسؤولية عالية" بهدف التوصل إلى هدنة.
وقالت الحركة في بيان صحافي إنها "تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان الإسرائيلي، وتحقيق الانسحاب من القطاع، إضافة إلى تأمين الإغاثة العاجلة لشعبنا الفلسطيني".
وأشادت حماس بـ"الجهود المكثفة التي يبذلها الوسطاء في محاولة لجسر الهوة بين الأطراف"، مشيرة إلى أن هذه التحركات تسعى إلى "التوصل إلى اتفاق إطار يمهّد لانطلاق جولة مفاوضات جادة".
خطوط الدعم تتآكلازدادت عزلة حماس تعقيدًا بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، والتي ألقت بظلالها على الحلفاء التقليديين للحركة. الضربات التي استهدفت مواقع إيرانية، أثرت بشكل غير مباشر على خطوط الإمداد والتمويل والدعم اللوجستي، التي كانت تعتمد عليها حماس، ما يُضعف موقفها التفاوضي ويقوّض قدراتها الميدانية في المدى المنظور.
ويؤكد مراقبون أن القدرة العسكرية لحماس أصبحت محدودة، لا سيما في ما يتعلق بالذخائر المتطورة، وأن الحركة تواجه صعوبات في تعويض الفاقد تحت الحصار الخانق المفروض على القطاع منذ بدء الحرب.
في موازاة ذلك، تواجه حماس تهديدًا من نوع آخر، هذه المرة من الداخل. فقد ظهرت في الأشهر الأخيرة مجموعة مسلّحة تُعرف باسم "مجموعة ياسر أبو شباب"، بدأت بأنشطة إجرامية شملت السطو وسرقة المساعدات الإنسانية، قبل أن تتحوّل لاحقًا إلى جهة مسلحة تشارك في عمليات ميدانية، يُقال إنها تتم تحت إشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي، بحسب تقارير استخبارية وتسريبات صحفية.
تمثّل هذه المجموعة تحديًا مزدوجًا لحماس: فهي تضرب هيبة الأجهزة الأمنية في القطاع، وتطرح خطابًا مناهضًا لقيادة الحركة، ما يثير مخاوف من اندلاع صراع داخلي مسلح في حال انهيار السلطة الميدانية المركزية.
ويتخوّف مراقبون من أن استمرار الضغط العسكري والانقسام السياسي، بالتوازي مع غياب آفاق واضحة للحل، قد يدفع غزة نحو حالة من الفوضى والانفلات الأمني، على غرار ما شهدته مناطق أخرى في العالم العربي بعد فترات حروب وحصار وانهيار اقتصادي.
Related"الوحدة الشبح": شكوى دولية تتهم قنّاصيْن فرنسييْن-إسرائيلييْن بارتكاب جرائم حرب في غزةواشنطن تطالب بإقالة مقررة أممية اتهمت شركات أمريكية بدعم "الإبادة الجماعية" في غزةمنزل "العماوي" يتحوّل إلى مقبرة: ثمانية أشخاص من عائلة واحدة قضوا بغارة إسرائيلية في غزةبين الهدنة والهاوية: إلى أين تتجه الأمور؟أمام هذا المشهد المعقد، لا تبدو حركة حماس في موقع قوة. فالقبول بمقترح ترامب قد يُعتبر مخرجًا مؤقتًا، لكنه يحمل كلفة سياسية عالية، خاصة إذا لم يقترن بضمانات واضحة لوقف الحرب بشكل نهائي، ورفع الحصار، وضمان إعادة إعمار القطاع.
في المقابل، فإن رفض المقترح أو إطالة أمد المفاوضات في ظل الظروف الميدانية الراهنة، قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد العسكري وتدهور الوضع الإنساني والسياسي في القطاع.
ولذلك، فإن المفاوضات المقبلة لا تتعلق فقط بترتيب صفقة تبادل أو هدنة مؤقتة، بل بتحديد مسار غزة بالكامل: نحو التهدئة وإعادة الإعمار، أم نحو انفجار داخلي وحرب استنزاف مفتوحة.
إعلان ترامب بشأن موافقة إسرائيل على هدنة الستين يوماً وضع حماس أمام لحظة حاسمة من الخيارات الصعبة. فبين الضغوط الإقليمية، والانهاك الميداني، وتصاعد التهديدات الداخلية، لا يبدو أن الحركة تملك ترف المناورة الطويلة.
قد لا تكون الهدنة سلامًا دائمًا، لكنها قد تشكّل فرصة نادرة لإعادة ترتيب الأوراق، وتفادي الأسوأ. أما إذا ضاعت هذه الفرصة، فقد تجد غزة نفسها أمام سيناريوهات أكثر قتامة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إيران دونالد ترامب إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا سوريا مجاعة تركيا الأمم المتحدة فرنسا التوصل إلى إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
تفاصيل خطة أمريكية - تبادل أسرى وجثامين على خمس مراحل خلال هدنة 60 يوما
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، اليوم الخميس 3 يوليو 2025، تفاصيل خطة أميركية جديدة لوقف إطلاق النار في غزة ، تتضمن اتفاقا لإطلاق سراح رهائن وقتلى على مراحل مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
ووفقا لتقارير نشرت في "نيويورك تايمز" نقلا عن مصادر، تنص الخطة الأميركية على إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء وإعادة جثامين 18 رهينة إسرائيليا على خمس مراحل موزعة خلال فترة وقف إطلاق نار تستمر 60 يوما.
وتعد هذه الصيغة الجديدة تحولا كبيرا مقارنة بما عرف سابقا بـ"خطة ويتكوف"، التي كانت تقترح إطلاق سراح الرهائن على مرحلتين خلال الأسبوع الأول من الهدنة.
كما نصت الخطة على التزام حماس بعدم إقامة "مراسم إطلاق سراح" علنية أو مصورة عند تسليم الرهائن، وهو بند جديد يهدف إلى تجنب المشاهد الدعائية التي حدثت في اتفاقات تبادل سابقة.
في المقابل، ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين خلال المراحل المتفق عليها. وتقول المصادر إن هذه الترتيبات ستتم برعاية وضمانات من وسطاء دوليين، خاصة قطر ومصر، لضمان الالتزام بالاتفاق وتسهيل تنفيذه.
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، داعيا حماس إلى قبول الاقتراح ووصفه بأنه "أفضل فرصة ممكنة".
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن الولايات المتحدة ستعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب خلال فترة الهدنة، وأشاد بدور قطر ومصر في الوساطة.
في المقابل، أصدرت حماس بيانا قالت فيه إنها تناقش المقترحات المقدمة من الوسطاء، مؤكدة أنها تجري مشاورات لصياغة اتفاق يضمن وقف العدوان، انسحاب القوات، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
وأشارت مصادر إسرائيلية لصحيفة هآرتس إلى أن الإعلان الأميركي جاء عقب اجتماع في البيت الأبيض ضم كبار المسؤولين الأميركيين ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وذكر مصدر إسرائيلي أن إعلان ترامب يعكس ردا إيجابيا من ديرمر على مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بخصوص الوثيقة التي أعدها الوسطاء، والتي كانت قطر طرفا رئيسيا في صياغتها.
وبحسب المصدر، لا تتضمن الوثيقة وعدا قاطعا بإنهاء الحرب فورا، لكنها تحمل ضمانات قوية بهذا الاتجاه. فهي تنص على أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم خلال فترة الهدنة، فسيواصل الوسطاء العمل لضمان استمرار المفاوضات "ضمن شروط معينة" بعد 60 يوما.
ولفت مصدر إسرائيلي إلى أن هذه الصيغة تمنح حماس الخارجية مبررا لقبول المقترح، في ظل أجواء عامة توحي بالجدية الأميركية في الضغط على إسرائيل للوصول إلى تسوية.
مع ذلك، نقلت هآرتس عن مسؤول قطري قوله إن التغييرات الأخيرة قد ترضي قيادة حماس الخارجية، لكنه أشار إلى صعوبة إقناع قيادة الحركة في غزة بالخطة الحالية، لكونها لا تضمن التزاما صريحا بإنهاء الحرب، رغم تعهد الوسطاء بالعمل على استمرار المفاوضات حتى بعد انتهاء الهدنة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 114 شهيدا في غزة منذ فجر الأربعاء 2 يوليو 2025 - أسماء أوقاف غزة تصدر بيانا بشأن نفاد القبور في القطاع الأردن يجلي 23 طفلا من مرضى غزة الأكثر قراءة محدث: بالأسماء: قوات الاحتلال تواصل حملات الاعتقال اليومية في الضفة صحيفة تكشف آخر تطوّرات وجهود مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة "ميرسك العالمية" تقطع التعامل مع شركات مرتبطة بالمستوطنات 39 مفقودا قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025