نشرت صحيفة "لكسبرس" الفرنسية، تقريرا، تحدثت فيه عن الصراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، وكافة السيناريوهات المحتملة له.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بنيامين نتنياهو، صرح في حزيران/ يونيو 2009 في جامعة بار إيلان، في تل أبيب، عن رؤيته للسلام حيث "يعيش شعبان بحرية جنبا إلى جنب في صداقة واحترام متبادل؛ سيكون لكل فرد علمه الخاص، ونشيده الوطني، وحكومته الخاصة.

ولن يهدد أي منهما أمن الآخر وبقاءه". 

وعلّقت الصحيفة بالقول، إن "الشخص الذي قال هذه الكلمات (حتى لو كانت الشروط المحددة في ذلك الوقت غير مقبولة من قبل الفلسطينيين)، لن يفعل ذلك اليوم مهما كلف الأمر".

وفي عام 2015، أكد نتنياهو، في منتصف الحملة التشريعية، أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية طالما هو في منصبه، ولم يؤد دخول اليمين المتطرف إلى حكومته في نهاية عام 2022 إلا إلى مزيد من التطرف في موقفه.

"تجنب خلق أجيال جديدة من الإرهابيين"
أشارت الصحيفة إلى أنه منذ عملية "طوفان الأقصى" التي تمّت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، أصبح الوضع أكثر تعقيدا من أي وقت مضى. تحتدم الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، متسببة في سقوط آلاف الشهداء من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى جانب الدمار الهائل. 

وقد نزح أكثر من 80 بالمئة من السكان، معظمهم إلى جنوب القطاع، حيث الوضع الإنساني مروع، بينما يتضاءل الأمل في إطلاق سراح أسرى جدد يوما بعد يوم.

وفي ظل سقوط القنابل وارتفاع حدّة المعاناة، لا يستطيع أحد التنبؤ بنتيجة هذا الصراع الرهيب. في هذا السياق، هناك بعض السيناريوهات الممكنة، من الأسوأ-الحرب المتعثرة- إلى الحل الذي ظل حلما بعيد المنال لفترة طويلة، والذي يعتبر الآن السبيل الوحيد الممكن لضمان السلام: وهو التعايش بين دولتين، إسرائيلية وأخرى فلسطينية بين الأردن والبحر الأبيض المتوسط.


وأوضحت الصحيفة، أنه قبل أي نقاش، يجب أن يتوقف القتال بطبيعة الحال. لكن يبدو أننا بعيدون كل البعد عن ذلك: ففي التاسع من كانون الأول/ ديسمبر، أي بعد يوم من استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة لـ"وقف فوري إنساني لإطلاق النار".

إلى ذلك، استرسلت الصحيفة على أن "بنيامين نتنياهو، أصرّ على أن إسرائيل سوف تواصل حربها للقضاء على حماس. وذلك دون أن يحدد متى ستتحقق أهدافه الحربية؛ ومن شأن تصفية مقاتلي حماس، إذا نجحت القوات الإسرائيلية في ذلك؛ أن تنهي القتال، ولكنها لن تمحو أيديولوجيتهم".

إنشاء قادة جدد في كلا المعسكرين
حسب المفاوض الفلسطيني السابق، غيث العمري، وهو الآن باحث في معهد واشنطن: "إذا هُزمت حماس، فستكون هناك فترة يظل فيها الناس في غزة ذوي أفكار متطرفة، ولكن دون أن يكونوا قادرين على تنفيذها. يجب أن نستخدم هذه الفترة لاقتراح بديل سياسي أكثر جاذبية وبدء عملية السلام. ولكن إذا لم يتم إعادة بناء غزة، فإن السلطة الفلسطينية ستظل ضعيفة وفاقدة للمصداقية وفاسدة، ولن يجد الإسرائيليون مكانا للتعاون الحقيقي".

ونقلت الصحيفة عن مدير مركز "بال ثينك" للدراسات ومقره غزة، عمر شعبان: "سيكون من الضروري تنظيم انتخابات في فلسطين، ولكن أيضا في إسرائيل، من أجل توفير قادة جدد قادرين على مواصلة الطريق نحو السلام".

وفي دولة الاحتلال الإسرائيلي، ينتظر الكثيرون أن تسكت الأسلحة للمطالبة بالمحاسبة؛ ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن لرئيس الحكومة أن ينجو من لجنة تحقيق مكلفة بتحديد مسئوليته عن عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. لكن نتنياهو أثبت في كثير من الأحيان قدرته على الارتداد. وعلى المدى الطويل، فإن اتفاقا تاريخيا مع المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، يمكن أن يكون لصالحه.

في المقابل، هناك خطر أعظم ينتظر المنطقة والمتمثل في امتداد الصراع. مع استمرار الحرب في غزة، يواصل حزب الله المدعوم من إيران تهديد إسرائيل على حدودها الشمالية. 

وقال خبير العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس، يوناتان فريمان، إنه "إذا كانت حماس حقا على وشك التدمير، فقد يصبح حزب الله أكثر تورطًا، وربما إيران أيضا".

ومن الممكن أن يتفاقم الوضع أيضا في الضفة الغربية، حيث استشهد أكثر من 260 فلسطينيا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وفقا للسلطة الفلسطينية. وتابع فريمان: "من الممكن أن تسعى حماس إلى فتح جبهة أخرى ضد الجيش الإسرائيلي".


في الأثناء، يتصاعد التوتر أيضا في بعض الدول العربية، مثل الأردن، حيث تتزايد المظاهرات. من جهته، أوضح عمر شعبان، أن "السكان في المملكة العربية السعودية ومصر والأردن غاضبون. ويطالب قادتهم بوقف إطلاق النار لأنهم يعرفون أن الحرب في غزة يمكن أن تهدد استقرار المنطقة". 

مع ذلك، فإن دورهم يمكن أن يكون حاسما في تأمين عملية السلام. وحسب غيث العمري: "في حال هزيمة حماس، يمكن لتحالف دولي بمشاركة الدول العربية أن يحكم غزة حتى يتم إعادة بنائها وإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حماس غزة الشرق الأوسط حماس غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو

تظهر قيمة تحليل أو مقال رأي عندما يتمكن الكاتب من أن ينفع نفسه أولًا وينفع القارئ ثانيا في تبديد الضباب الكثيف الذي تطلقه أوهام أو حملات إعلامية تحتوي على نصف الحقيقة وتستهدف منع الجمهور من أن يفهم حدثا سياسيا على حقيقته.

ينطبق هذا على زيارة ترامب للمنطقة واختياره للدول الثلاث الأغنى فيها وهم السعودية وقطر والإمارات ليزورها ويحصل منها بتعبيره هو على أربعة تريليونات دولار.

من أولى هذه الأوهام أو أنصاف الحقائق هو الادعاء بأن رحلة ترامب كانت مجرد رحلة تجارية وإجراء الصفقات لرئيس يأتي من عالم البيزنس ولم تتضمن تغيرات جيو-استراتيجية كارثية على المنطقة. وثانيها: إن دول الخليج التي زارها ترامب قدمت تريليونات الدولارات مجانا.. تماما كما كانت تقدم عواصم العالم جزية لإمبراطور روما ولم تحصل في مقابلها -من وجهة نظر نخبتها الحاكمة- على مكاسب مهمة.ثالثها: هذه الأوهام إن ما حدث في الجولة كان تعبيرا عن شرخ في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية وأن واشنطن باتت تنظر لإسرائيل كعبء وليس كشريك استراتيجي وأنها استبدلت بها أطرافا عربية وإقليمية.

رابعها: وأكثرها مرارة في الحلق ووجعا في القلب هي ما بشر به إعلام عربي قبيل زيارة ترامب من أنه سيقدم حلًا شاملًا للصراع العربي-الإسرائيلي وليس فقط إنهاء الحرب في غزة وإنهاء حصار التجويع ثم أصابت هذه الحملة الخرس المفاجئ عندما أعاد ترامب «اللامعقول» السياسي متحدثا في عقر دار العرب وفي وقت توقيع عقود تريليونات الدولارات من هؤلاء العرب! عن تملك أمريكي لقطاع غزة وتحويله «منطقة حرية»!!

إقامة الحلف السني العربي-التركي مع إسرائيل ضد إيران: هذا في الرد على نصف الحقيقة الأول فليس صحيحًا أن كل ما حققه ترامب هو تجاري فحسب متضمنا بتعبيرات عقد أكبر صفقات في التاريخ. فلقد حقق ترامب في جبهة السياسة أكبر مما حققه في جبهة التجارة. أنجز ترامب ما فشل فيه في ولايته الأولى من إقامة التحالف الاستراتيجي السني «العربي-التركي» مع إسرائيل تحت القيادة الأمريكية وهو المخطط له أن يواجه الخطر الإيراني ويقلّص النفوذ الصيني في هذه المنطقة الحيوية.

صحيح أن هذا التحالف موجود «عمليا» من خلال صيغتين: الأولى دمج إسرائيل في مقر وخطط القيادة المركزية الأمريكية في البحرين التي تنسق بينها وبين الدول العربية الحليفة لواشنطن وكذلك من خلال منظمة «النقب» التي أثبتت وجودها العملي بمساعدة أطراف عربية لإسرائيل في التصدي للهجمات الإيرانية والحوثية، إلا أن الأمر بات بعد جولة ترامب أكثر أهمية وأوسع نطاقا.

بلقائه الرئيس السوري أحمد الشرع ورفع العقوبات انضمت سوريا إلى المعسكر الأمريكي وانتقلت مع إسرائيل إلى مرحلة انتقالية مشابهة لمرحلة مصر السادات بين (١٩٧٥ و١٩٧٧) ستقودها -كما قادت القاهرة- تلقائيًا إلى مرحلة الصلح والتطبيع. هذا الانقلاب الجيو-استراتيجي هو انتصار لتركيا صاحبة النفوذ السياسي الأعظم على دمشق منذ ٨ ديسمبر ويوقف التنافس القائم بينها في سوريا مع إسرائيل ويوجهه أكثر نحو تعاون وتقسيم نفوذ. ثم فمن وجهة نظر التحليل السياسي يصبح التحالف الإقليمي التابع لواشنطن المعادي لإيران تحالفا سنيًا-إسرائيليًا يشمل العرب وتركيا عضو الناتو وليس تحالفا عربيًا-إسرائيليًا فحسب. واقعية ترامب لم تجعل الإعلان «غير الرسمي» بالطبع عن قيام هذا التحالف مشروطا كما في السابق بانضمام أطراف فيه إلى اتفاقات التطبيع الإبراهيمي تاركا هذه المهمة لعامل الوقت. ما فعله ترامب في جولته من ضم سوريا وتركيا عمليًا للتحالف الإقليمي الذي سعت واشنطن إليه هو زلزال تكتوني هائل.حققت الدول التي جرت فيها الزيارة مكاسب ولو نسبية حتى لو كانت في نظر البعض مؤقتة، فدول الخليج اتفقت على تباينات مواقفها أن هجومًا عسكريًا إسرائيليًا أو أمريكيًا على إيران في هذه المرحلة سيؤدي إلى تفجير المنطقة بحرب قد تستمر لسنوات كحرب الخليج الأولى. حرب قد تدمر فيها منشآت النفط في كامل المنطقة وتغلق مضائق حيوية مثل هرمز وتعرض الوحدة الوطنية في بعض البلدان لهزات وتتعثر خطط التنمية الطموحة بالمنطقة. وكانت رسالتها واضحة قبل ربما أكثر من شهرين لترامب: الحصول على هذه التريليونات الهائلة مشروط بمنع خطة أعدها نتنياهو لضرب إيران ودفع ترامب عن خيار الحرب لخيار التفاوض مع طهران. في جولته ولكي يثبت أنه حقق هذا المكسب أو المقابل لدول الخليج تحدث صراحة عن أن إيران وأمريكا توصلتا إلى مشروع اتفاق. تقدير متفائل أكده الجنرال شمخاني من طهران عندما أكد أن إيران مستعدة للتخلي عن عمليات التخصيب العالية التي تجعلها قريبة من السلاح النووي وهو صلب موقف ترامب التفاوضي الذي بات يطالب بعدم امتلاك طهران لسلاح نووي وليس تفكيك برنامجها النووي كله.مكسب ثاني حققته بعض دول الخليج على الأقل، من وجهة نظر ترامب، ألا وهو عدم تردده في الإفصاح بأنه لا يعطي الدول العربية التي تعاني من ضائقة اقتصادية مهما كانت أهميتها الجيو-استراتيجية الوزن الذي يعطيه للدول الغنية.. وإنه ينقل عصا القيادة العربية في التصور الاستراتيجي الأمريكي إلى السعودية.

ليس صحيحًا أيضًا أن استبعاد إسرائيل من هذه الجولة أو لقائه الشرع ورفع العقوبات وتوسيع الحلف المناوئ لإيران ليشمل تركيا كان شرخًا في علاقات واشنطن-تل أبيب. قد يكون موجهًا لنتنياهو كشخص تجاسر على تخطي ترامب في الادعاء بأنه هو القائد الذي سيغير خرائط الشرق الأوسط ولكنه ليس موجهًا ضد إسرائيل. التوصيف الصحيح لإنجاز ترامب بضم سوريا لمعسكر واشنطن وتعهد الشرع له بعدم العداء مع إسرائيل يصب في صالحها ويحقق لإسرائيل ما يعجز قصر نظر نتنياهو وخضوعه لابتزاز ائتلافه الحكومي المتطرف عن استثماره. نصر تاريخي حققه ترامب كانت تحلم به وتسعى إليه إسرائيل منذ منتصف الخمسينيات عبر التحالفات مع تركيا والعراق وباكستان آنذاك في مشروعات حلف بغداد والحلف الإسلامي لكنها أخفقت فيه بسبب قوة مصر الناصرية آنذاك ومع غياب هذا الدور المحوري للقاهرة الآن فإن ترامب يحقق لإسرائيل ودون أن تقدم تنازلًا واحدا في احتلالها للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية.

الوهم الرابع الذي يحقق تفكيكه فهما أفضل لزيارة ترامب ومكاسب واشنطن وتل أبيب الجيو-استراتيجية منها هو المكانة الهامشية التي احتلتها فلسطين في جولته. ترامب الذي ضغط على نتنياهو ليقبل وصاغرا خيار المفاوضات مع إيران بدلا من الحرب كان بوسعه ومقدوره ممارسة الضغط نفسه عليه في مفاوضات ويتكوف بالدوحة لكي يقبل بإنهاء الحرب ودخول المساعدات. لكنه امتنع عن ذلك أولًا: لأن ترامب كرجل أعمال فهم جيدًا أن القضية الفلسطينية ليست أولوية لدى العرب وأنها ليست شرطًا لإتمام الصفقات المربحة. وثانيًا: وهذا هو الأهم لأن العرف غير المعلن للعلاقة منذ هاري ترومان هي طاعة إسرائيلية لواشنطن في الشؤون الدولية والإقليمية مقابل إطلاق العنان لإسرائيل في القضية الفلسطينية. ثالثًا: لأن ترامب متفق كلية مع أهداف ترامب في فلسطين وهي إزالة المقاومة المسلحة ورمزها الحالي حماس من غزة ومن الوجود إن أمكن. لهذا في الوقت الذي كانت تنهال فيه مئات المليارات العربية على ترامب في أيام زيارته الأربعة للمنطقة كانت تنهال مئات القنابل الأمريكية على غزة في المجزرة الأسوأ منذ شهور.

حسين عبدالغني إعلامي وكاتب

مقالات مشابهة

  • ترامب يعيد رسم تحالفات الشرق الأوسط ورسالة صامتة تضع العراق في الظل
  • غارات إسرائيلية عنيفة على غزة توقع أكثر من 100 قتيل.. ونتنياهو يتحدث عن صيغتين للمفاوضات مع حماس
  • الذكاء الاصطناعي يكشف مستقبلا مناخيا أكثر قسوة في الشرق الأوسط
  • ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • عاجل- الوفد الإسرائيلي يواصل مفاوضات الدوحة وسط تعثر التقدم ومقترحات لإنهاء الحرب وتجريد غزة من السلاح
  • متخصص: يجب فهم الكتالوج الخاص بك لمعرفة الأشياء التي يمكن التحدث عنها ..فيديو
  • "عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
  • ترحيل مليون فلسطيني إلى ليبيا؟ خطة من إدارة ترامب وحماس ترد بغضب
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب