النائب الفرنسي توماس بورتس: أكثر من 4000 جندي إسرائيلي يقاتلون في غزة فرنسيون مزدوجو الجنسية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان: مستقبل إسرائيل كدولة طبيعية مهدد بين الأمم

في مقال تحليلي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وجّه الكاتب والمحلل السياسي  توماس فريدمان رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محذرا فيها من خطورة السياسات التي تتبعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي وصفها بأنها لم تعد تتصرف كحليف موثوق للولايات المتحدة. 

واستهل فريدمان رسالته بالإشارة إلى دعم بعض سياسات ترامب خلال ولايته الثانية، باستثناء مقارباته المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، معبّرا عن ارتياحه لقرار الرئيس بعدم لقاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، حيث اعتبر ذلك مؤشراً على إدراك متنامٍ لحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل ضد المصالح الحيوية لأمريكا في المنطقة.

ويؤكد فريدمان أن نتنياهو أخطأ التقدير حين ظن أنه يستطيع التلاعب بترامب كما فعل مع رؤساء أمريكيين سابقين، ويثني على الرئيس لقيامه بإشارات واضحة في مفاوضاته مع قوى إقليمية مثل حماس وإيران والحوثيين، بأنه لا يخضع لأي إملاءات من نتنياهو، ما دفع الأخير إلى حالة من الذعر السياسي.

ويضيف أن الشعبين الأمريكي والإسرائيلي يحتفظان بروابط تاريخية وثقافية عميقة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يتزعمها ائتلاف يميني متطرف ذي نزعة قومية٬ لم تعد تضع تحقيق السلام مع العرب في سلم أولوياتها، بل تركز على ضم الضفة الغربية، وطرد الفلسطينيين من غزة، وإعادة بناء المستوطنات فيها، وهي سياسات يرى فريدمان أنها تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة وتُقوّض النظام الأمني الإقليمي الذي بنته الولايات المتحدة على مدار عقود.


ويعود فريدمان إلى جذور هذا التحالف الأميركي-العربي-الإسرائيلي، فيُذكّر بأن أساسه وُضع بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 من قبل إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر، اللذين نجحا في إبعاد الاتحاد السوفيتي وتعزيز الهيمنة الأمريكية في المنطقة من خلال دبلوماسية معقدة أفضت إلى اتفاقيات فك الاشتباك ثم معاهدة كامب ديفيد، ما مهّد لاحقاً لاتفاقيات أوسلو، وترسيخ منظومة أمنية شرق أوسطية تخدم المصالح الأمريكية.

إلا أن فريدمان يرى أن هذا البناء الاستراتيجي القائم على الالتزام بحل الدولتين، مقابل اعتراف فلسطيني بدولة الاحتلال الإسرائيلي ونزع سلاح الدولة الفلسطينية المستقبلية، يتعرض الآن للانهيار بسبب سياسات حكومة نتنياهو. فمنذ عودته إلى السلطة في أواخر عام 2022، جعل نتنياهو من ضم الضفة الغربية أولوية، متجاهلاً الجهود الأمريكية الرامية إلى الحفاظ على استقرار المنطقة. 

ويشير الكاتب إلى أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن سعت على مدار عام لإقناع نتنياهو بقبول فتح حوار مع السلطة الفلسطينية حول تسوية سياسية مستقبلية، وهو شرط سعودي لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، كان من الممكن أن يفضي إلى تحالف إقليمي جديد يوازن نفوذ إيران ويحد من التغلغل الصيني، ويُترجم بمعاهدة أمنية بين واشنطن والرياض.

لكن نتنياهو رفض هذا المسار تحت ضغط حلفائه من المتطرفين اليهود في حكومته، والذين هددوا بإسقاطه في حال التنازل. كما أن نتنياهو، الغارق في قضايا فساد ومهدد بالسجن، متمسك بمنصبه لحماية نفسه من الملاحقة القضائية. 


ويقول فريدمان إن نتنياهو بهذا السلوك لا يخدم لا الاحتلال الإسرائيلي ولا الولايات المتحدة، بل يقدّم مصالحه الشخصية على المصلحة الوطنية للطرفين.

ويتابع الكاتب أن التطبيع بين السعودية والاحتلال لو تم، لفتح الأبواب أمام تعاون اقتصادي وثقافي غير مسبوق بين إسرائيل والعالم الإسلامي، ولأسهم في تخفيف التوتر الديني على المستوى الدولي، وعزز الدور الأمريكي الإقليمي لعقود قادمة. 

غير أن محاولات نتنياهو، على مدار عامين، لخداع الجميع أفشلت هذا المسار، وأجبرت الأمريكيين والسعوديين على استبعاده من أي اتفاق، ما اعتبره فريدمان خسارة مؤسفة لإسرائيل والشعب اليهودي على حد سواء.

ويستشهد فريدمان بتقرير لوكالة "رويترز" أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تشترط تطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي للمضي في اتفاقات التعاون النووي المدني مع الرياض، في دلالة على تغير المقاربة الأمريكية.

ومما يزيد الطين بلة، بحسب فريدمان، أن نتنياهو يستعد لشن هجوم عسكري واسع على قطاع غزة، في خطة ترمي إلى حشر سكان القطاع في مساحة ضيقة جداً بين البحر والحدود المصرية، بالتزامن مع تسريع ضم الضفة الغربية. 

ويحذر الكاتب من أن هذه الحملة قد تقود إلى مزيد من اتهامات جرائم الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في ظل التوقعات باستخدام الجيش الإسرائيلي لقوة مفرطة قد تدمر ما تبقى من البنية التحتية المدنية، وتؤدي إلى موجات نزوح ومجاعات، بما يعرّض قادة إسرائيل للملاحقة القانونية، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير.


ويضيف أن تداعيات هذه السياسات قد تمتد إلى خارج حدود فلسطين، مهددة استقرار دول حليفة لأميركا مثل الأردن ومصر، اللتين تخشيان من أن تؤدي سياسات نتنياهو إلى تهجير الفلسطينيين باتجاه أراضيهما، ما قد يشعل اضطرابات إقليمية خطيرة.

وينقل فريدمان عن هانز ويكسل، المستشار السياسي السابق للقيادة المركزية الأميركية، قوله إن "اليأس الفلسطيني المتزايد يُضعف الرغبة الإقليمية في المضي قدماً في مشروع التكامل الأمني بين واشنطن والعرب وإسرائيل، وهو المشروع الذي كان يمكن أن يمنح الولايات المتحدة مزايا استراتيجية طويلة الأمد دون الحاجة لوجود عسكري كبير".

ويختتم فريدمان مقاله بنداء موجه لترامب يحثه فيه على الإصغاء لحدسه المستقل، محذراً من أن مستقبل إسرائيل كدولة طبيعية بين الأمم مهدد، مشيراً إلى أن أحفاده اليهود قد ينشؤون في دولة منبوذة دولياً، إن استمرت السياسات الحالية. 

مقالات مشابهة

  • جندي إسرائيلي يكشف عن فظائع “سدي تيمان”: قتل وتعذيب معتقلين مدنيين من غزة
  • جندي احتياط إسرائيلي يروي تفاصيل مروّعة عن سجن سديه تيمان
  • توماس فريدمان: مستقبل إسرائيل كدولة طبيعية مهدد بين الأمم
  • جندي إسرائيلي يكشف تفاصيل تعذيب الأسرى الفلسطينيين في معسكر “سديه تيمان”
  • جندي إسرائيلي: فلسطينيون دخلوا معتقل سدي تيمان أحياء وخرجوا في أكياس
  • خبراء فرنسيون: رفض دعوى «سلطة بورتسودان» ضد الإمارات استند إلى أسس صلبة من القانون الدولي
  • خبراء فرنسيون: رفض دعوى سلطة بورتسودان ضد الإمارات استند على أسس صلبة من القانون الدولي
  • انفجار وانهيار مبنى في رفح ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين
  • إعلام إسرائيلي: مقتل جندي وإصابة 5 آخرين في انفجار بـ رفح الفلسطينية
  • رومانيا تحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي متهم بجرائم حرب إلى النيابة العسكرية