أطياف -
ثلاثة أيام للحرب في شهرها التاسع والشعب السوداني ضحية لجماعات مهووسة دخلت في حالة من الإضطراب النفسي بسبب ضغوط النتائج الخاسرة ذلك الشعور الذي يدفعها لمواصلة القتال الذي لايخلف إلا الدمار وإلحاق الأذى بالمواطنين
ولم يستطع أحد الطرفين أن يصل هدفه ومبتغاه طوال هذه المدة في وقت يجد فيه المواطن انه مازال يقف على صفوف التبرع بالأرواح والممتلكات لعبث يتمدد شره كل يوم للحد الذي يجعل المواطن يبدأ رحلة النزوح الثانية
والحرب تصبح أشد خطرا عندما تخرج من ميادين المعارك وتدخل إلى براحات النزوح
و قوات الدعم السريع تمارس بطشها وتعديها على المواطنين الأبرياء تأكيدا لإصرارها على إتساع رقعة الصراع ليصل إلى الولايات الآمنة
والتعجب في أن إتساع دائرة الحرب لا مسوغ له لطالما أن الذين يعرقلون الحوار مازالوا يمارسون لعبة الخديعة الزائفة على المواطن الذي كلما منحهم الدعاء بالنصر منحوه كذبة جديدة ليصبح المواطن أسير خدعة والبرهان أسير تنظيم يخنقه بالمسد كلما إشتد عليه الخناق، مات الشعب وخرج البرهان بكامل زيفه من جديد رجل ينتظر حتى يموت كل شعبه الذي أصبح لاحول له ولاقوة أمام طغيان وجبروت وفوضى الدعم السريع التي تجلت في غدرها على ولاية الجزيرة،
هذا الاعتداء الذي تسبب فيه البرهان عندما خرج يتباهى بتخريج ٤٠ الف مستنفر من ولاية الجزيرة جاهزين ليحاربوا بجانبه وقال إنه سيوفر إمكانيات ضخمة لقيادة الفرقة لتصبح نقطة انطلاق لتحرير الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع، وأضاف أن المتحركات التي جاءت لإسناد الجيش في معركة (الكرامة) كانت من الجزيرة التي ستكون النواة للتحرك الى الخرطوم باعتبارها الولاية الأولى في تخريج أكبر عدد من المستنفرين.
بهذا التصريح كشف البرهان خطته العسكرية الأمر الذي جعل قوات الدعم السريع تباغت قواته قبل أن تتحرك لنصرة الخرطوم
وهذه التصريحات تؤكد جليا أن البرهان مشغول بالخطاب السياسي و (الشو) أكثر من أموره العسكرية حتى لو جاء هذا على حساب اراوح المواطنين العُزل معلومات لايمكن التباهي بها أثناء الحرب وكذلك كرنفالات التخرج للمستنفرين تحت الأضواء لاتتم إلا في حالة السلم ، فربما يكون المستنفر خريجاً ولايكون جاهزا للقتال الذي تسبقه عدة مراحل إعدادية لخوض المعركة ولكن يبدو أنها دعوة للموت قبل أن تكون دعوة للحياة التي يتحقق بها الحسم والنصر !!
طيف أخير:
#لا_للحرب
غدًا في عيد ميلادها الخامس نوقد معها شمعة السلمية ونرفع شعارها من جديد (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل)
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة مابترحم
●بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة مابترحم ..
وطوف بجناحك الوادي تلقى الخضرة تنسى الهم ..
????⚘️????
●كثيرة هى تلك الكتابات التى تهدف الى تخويف المواطن من عدم العودة الى العاصمة الخرطوم ، مشيرة الى أنها أصبحت مدينة أشباح ، وأن الأمن فيها غير مستتب ، وأنها تفتقر الى الخدمات التى من شأنها مساعدة المواطن وتشجيعه الى العودة ..
●هذه الكتابات لا تصدر من فراغ ، ولا تُكتب هكذا بعفوية ، بل تنطلق من خطة موضوعة ومرسومة ، في السعي الجاد لوضع العقبات الكؤود ، لعدم عودة إنسان الخرطوم الى وطنه ودياره ، ومن ثم عودة الحياة الطبيعية لإنسان العاصمة وممارسة حياته بشكلٍ طبيعي ..
●السؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا كل ذلك؟!!!
وللإجابة على ذلك نقول ، الخرطوم هى عاصمة الدولة السودانية ، ومركز ثقلها ، ومركز القرار السياسي والعسكري ، وهى التى تشكل الرأى العام السوداني الذى تتأثر به به باقي أقاليم السودان ..
●ظلت الخرطوم على مر تاريخ الدولة السودانية الحديث ، هى من تُقرر في كيفية صناعة وصياغة القرارات المصيرية ، وأن إنسان الخرطوم بوعيه ونضوجه الفكري والسياسي هو صاحب هذا التغيير فى كل تقلبات الحياة السياسية والعسكرية في السودان مستشهدين في ذلك بالتغيير الذي تم في أكتوبر ١٩٦٤م ، وأبريل ١٩٨٦م ، وأبريل ٢٠١٩م ..
● حرب الكرامة التى إندلعت فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣م ، وكانت وبالاً على المواطن السوداني بشكل عام ، وإنسان الخرطوم على وجه الخصوص ، قد كشفت النقاب عن حقائق كانت غائبة ومغيبة عن الشعب السوداني ، وجعلت الجميع(سياسيين/عسكريين/مؤسسات مجتمع مدني ومنظمات/رجال اعمال/أهل الصحافة والإعلام/أهل الرياضة والفن …الخ) أمام إمتحانٍ عسيرٍ وصعب ، أمام الشعب السوداني الذى بات أكثر وعياً وإدراكاً ، بالذات شريحة الشباب التى يعول عليها الجميع في زيادة رصيدهم الجماهيري منها ..
●الشعب السوداني تعلم من هذه الحرب الكثير جداً ، وأصبح يُفرِق بين من يُريد له الخير ومن يُريد به شراً ، بين من وقف معه في محنته ، وبين من تركه يُعاني الأمرين في رحلة النزوح واللجوء التى فقد فيها كل شئ عدا كرامته وعزته وشموخه…
● لا يحتاج الشعب السوداني بعد كل الذى حدث له ، أن يأتى إليه أصحاب المصالح وعملاء الخارج ليحدثوه عن الخرطوم بعد أن تعافت من دنس أوباش وملاقيط عربان الشتات ومرتزقتهم ، وقد تزينت كعروسٍ جميلةٍ ليلة زفافها ، بفضل ابناء هذا الشعب ، لا يحتاج أن يحدثوه عن خطورة عودته الى الخرطوم وما يكتنفها من مصاعب ومشاكل ، لأنه حديث العاجز الذى فقد كل شئ وأصبح من الماضي ..
●عادت الحياة الى الخرطوم وعادت إليها الروح بفضل جهد القائمين على أمر الخدمات من كهرباء ومياه وشبكة إتصالات ومستشفيات …الخ ..
● تبزل حكومة الولاية بقيادة واليها الهمام احمد عثمان حمزة ، والأجهزة الأمنية ، ومنظمات المجتمع المدني والشباب المتطوعين بكل أحياء العاصمة المثلثة جهوداً جبارة في إعادة الخرطوم الى عهدها الأول وسيرتها الأولى في تفانٍ وروح يغلب عليها حب الأرض والوطن ..
●لذلك فإن الدعوة لعودة إنسان الخرطوم الى دياره ، هى دعوة لعودة عاصمة الدولة السودانية ، وعودة السيادة للدولة ، وعودة الإذاعة السودانية و(هنا أمدرمان) والتلفزيون القومي ، والصحافة السودانية ، والمسرح القومي ، وقاعة الصداقة ، هى عودة للدوري السوداني وفريقي هلال مريخ ، هى عودة لأهل الفن ، هى عودة كل شئ كان وما يزال موجوداً بالدواخل ، لم يتغير رغم مرارة الأيام وفقد الاعزاء والأحباب الذين رحلوا عنا ..
●فالتعد تلك الطيور المهاجرة الى ديارها وموطنها الأصلي المترع بالجمال وخضرة النيل وكل شئ جميل فيها ..
وقد صدق الراحل حمد الريح حينما تغنى ..
بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة ما بترحم ..
عبد الباقي الحسن بكراوي