ستتمكن من المشي إليه وببساطة.. هذا الفندق يوفر إمكانية وصول فريدة من نوعها إلى سور الصين العظيم الأيقوني
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كل يوم، يخطط آلاف السياح من جميع أنحاء العالم لرحلاتهم إلى سور الصين العظيم.
ورُغم معالم الجدار الممتدة لحوالي 5،500 ميل (8850 كيلومترا) من الشرق إلى الغرب عبر البلاد، إلا أنّ معظم المسافرين يجدون أنفسهم إمّا في قسم بادالينغ أو موتيانيو، وهما المنطقتان الأقرب إلى بكين.
ويستيقظ هؤلاء الزوار مبكرًا من فنادقهم وسط المدينة، ويتزاحمون في شاحنات صغيرة، وينتظرون في طوابير لعدة ساعات لرؤية الهياكل الرائعة التي يتألف منها سور الصين العظيم، ويتنقلون حول مجموعات من السياح الذين يحملون الكاميرات، على أمل التقاط صورهم الخاصة التي تستحق النشر على منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام".
ولكن ماذا لو كانت هناك طريقة أخرى؟
وعلى بُعد ساعة بالسيارة شمال العاصمة المزدحمة يقع فندق Commune by the Great Wall، وهو ملاذ شهير لعطلات نهاية الأسبوع لسكان بكين، حيث تشكل سلسلة من المباني الحديثة فندقًا فخمًا، مع تصميم حائز على حوائز، وسط أشجار الجنكة ذات الأوراق الصفراء.
وإلى جانب وسائل الراحة المعيارية، من "بوفيه" إفطار شامل، وأسرّة مريحة، يوفر فندق Commune by the Great Wall فرصة نادرة للمشي إلى السور وببساطة.
وعلى بُعد 20 دقيقة فقط سيرًا على الأقدام من مكتب الاستقبال، يتواجد قسم Shuiguan من الجدار.
هنا، لا توجد طوابير طويلة، ولا يوجد مرشدون سياحيون يصرخون عبر الميكروفونات، ولا يوجد بحر من الحافلات في مواقف السيارات.
والمكان يقع وسط الجبال، وتخطف المناظر من أعلى أبراج الجدار الأنفاس.
فندق يمثل وجهة بحد ذاتهاوليست المناطق الريفية المحيطة ما يجذب المسافرين إلى مدينة يانغتشينغ فحسب.
ويُعد Commune by the Great Wall فندقا منتشرًا، إذ يقيم الضيوف في مجموعة من المباني بدلاً من مبنى مركزي واحد.
وقد يكون هذا مربكًا لسائقي سيارة الأجرة، أو الزائر لأول مرة، فهم يشعرون أنّهم انتقلوا من الريف الصيني إلى أحد الأحياء الفاخرة مباشرةً.
ومع ذلك، يُوجد مبنى مركزي واحد يُستخدم كمنطقة استقبال بالإضافة إلى كونه حاضنًا لمطاعم الفندق.
وسيقوم الموظفون بنقل الضيوف من مكان تسجيل الوصول إلى أماكن إقامتهم عبر عربات الغولف في هذا المكان مترامي الأطراف.
وكان الفندق من بنات أفكار الزوجين بان شيي وزانغ شين، اللذين شاركا في تأسيس شركة العقارات الصينية Soho.
وكان الهدف في الأصل استخدام العقار كمجموعة من المنازل الريفية الراقية لنخبة بكين، ولكن تطور المشروع إلى فندق.
واستأجر الثنائي أفضل مجموعة من المهندسين المعماريين والمصممين لترك بصمتهم في يانغتشينغ، مع إحضار عشرات الأسماء البارزة من جميع أنحاء آسيا لتصميم أماكن الإقامة.
وحث الثنائي المهندسين المعماريين على استخدام المواد المحلية وجعل الفِلل تمتزج مع البيئة قدر الإمكان.
وصمم شيجيرو بان، الحائز على جائزة "بريتزكر"، Furniture House، حيث تم دمج الكراسي والطاولات في هيكل المنزل، كأول مشروع له على الإطلاق في الصين.
واسُتوحي المنزل ممّا شهده بان في موطنه اليابان في أعقاب زلزال.
وابتكر غاري تشانغ من هونغ كونغ Suitcase House المستوحى من الشقق الصغيرة في مسقط رأسه.
وحاز فندق Commune by the Great Wall على إشادة خاصة في بينالي البندقية للهندسة المعمارية في عام 2002، وهو العام الذي تم فيه الانتهاء من المباني الأساسية الـ12.
وتمت إضافة هياكل إضافية خلال الأعوام التي تلت ذلك.
ونُسِخ منزل كينجو كوما الشهير المصنوع من الخيزران.
هناك أيضًا مباني مشتركة بها غرف فردية للمسافرين الأفراد الذين لا يستطيعون استئجار فيلا بأكملها.
ويمكن للضيوف أن يطلبوا رؤية أي مبنى غير مأهول، مع توفر موظف يتحدث الإنجليزية لتقديم جولات الهندسة المعمارية في الموقع.
وأصبح فندق Commune by the Great Wall جزءًا من مجموعة Hyatt's Unbound Collection في عام 2021.
وفي عام 2024، ستبدأ أعمال التطوير والتجديد في المباني الـ12 الأصلية.
وعانت بعض المساكن ببساطة بسبب الضيوف وأمتعتهم ذات العجلات على مدار الأعوام.
وتعرضت مساكن أخرى لأضرار أثناء الفيضانات التي اجتاحت منطقة بكين في صيف عام 2023، وهي غير صالحة للسكن حاليًا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: من المبانی مجموعة من
إقرأ أيضاً:
يمتد عبر 11 دولة وأكثر من 6 آلاف كيلومتر.. إليك مشاهد مذهلة من الأخدود الإفريقي العظيم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتذكر المصور الجنوب إفريقي شيم كومبيون اللحظة التي اشعلت شغفه بالوادي المتصدع الكبير.
في العام 2002، أثناء البحث عن مغامرةٍ عندما كان في العشرينيات من عمره، ادّخر كومبيون ما استطاع من المال، وباع ما لم يكن بحاجة إليه، واشترى سيارة "لاند روفر".. ومن ثمّ انطلق في رحلة شمالاً مع صديق، ولم يَعُد الثنائي إلى ديارهما إلا بعد 7 أشهر.
كانت الرحلة أول تجربة لكومبيون مع الصدع، المعروف أيضًا باسم نظام صدع شرق إفريقيا، الذي يمتد لمسافة تتجاوز 6،400 كيلومتر من بوتسوانا وموزمبيق جنوبًا إلى جيبوتي والبحر الأحمر شمالاً، وصولاً إلى الأردن.
تشكّلت وديان هذا المعلم، الممتد عبر 11 دولة، من خلال تمزق الصفائح التكتونية ببطء.
وينمو الشق شيئًا فشيئًا حتى يأتي يوم سيغمر خلاله البحر اليابسة بعد ملايين السنين، وسيشكّل ذلك تذكيرًا صارخًا وجميلاً بأنّ لا شيء يدوم.
خلال الرحلة، زار كومبيون مدينة ناكورو في كينيا، حيث تنحدر الأرض وتمتد بحيرة "ناكورو" الحاضنة لأسراب هائلة من طيور الفلامينغو الوردية. وقال المصور: "كانت تلك لحظة مؤثِّرة. اتّضح كل شيء لي في تلك اللحظة".
تدرَّب كومبيون في مجال الحفاظ على الحياة البرية وإدارتها، كما نظَّم رحلات سفاري على طول الصدع، أثناء توثيق مناظره الطبيعية، وحياته البرية، وسكانه لأكثر من 20 عاماً.
وقد جُمعت أعماله الآن في كتابه السابع وأول كتاب فني له بعنوان "الصدع: ندبة إفريقيا" (The Rift: Scar of Africa)، وهو مشروع ضخم يسعى إلى تصوير روعة الصدع.
يتوزع الكتاب على خمسة فصول تستكشف الأصول الجيولوجية للصدع، وتطور أسلاف البشر، وسكانه من البشر اليوم، والتنوع البيولوجي، وتأثير عصر " الأنثروبوسين"، أي الفترة التي أصبح خلالها النشاط البشري يؤثر بشكلٍ كبير على الكوكب.
سكان الصدعسعى كومبيون للتواصل مع العديد من الشعوب والقبائل التي تعيش على امتداد الصدع، وتوطيد العلاقات مع المجتمعات المحلية خلال زياراته سواءً كمرشد سفاري أو كمصور.
يُعد وادي أومو في إثيوبيا من أكثر المواقع تنوعًا، حيث تقطنه قبائل عديدة، منها "بودي"، و"سوري"، و"كارو"، و"كويغو".
وبما أنّ السياحة غير خاضعة للرقابة في تلك المناطق، أكّد كومبيون: "نذهب إلى هناك في مجموعات صغيرة لنحافظ على علاقتنا بأفراد القبائل الذين نعيش معهم. نأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد، لأننا نريد علاقة طيبة ومُتبادلة بين الجميع".
كما كوّن المصور صداقات مع دعاة حماية البيئة، بمن فيهم الراحل مارك ستالمانز، الذي ترك إرثًا رائعًا في إعادة تأهيل منتزه "غورونغوسا" الوطني في موزمبيق، ليتحوّل من مساحة صيد مُدمّرة خلال سنوات الحرب الأهلية إلى بؤرة مزدهرة للتنوع البيولوجي.
مستقبل الصدعيشهد الصدع توسّعًا حضريًا متزايدًا، فتقع نيروبي وأديس أبابا على حدوده مباشرةً، وتُعدّان أبرز رموز الحداثة.
ولكن تزخر علامات التطور في كتاب كومبيون.
بعضها مهيب ومسالم، كحقول توربينات الرياح على سفح تل على سبيل المثال. لكن تدل أمثلة أخرى إلى المشاكل التي أثارها عصر "الأنثروبوسين"، مثل صورة وثّقها لصياد يسحب شبكته خلال الغسق.