تأخرت الكويت عن اللحاق بجاراتها الخليجيات بسبب تباطؤ اقتصادها والمشاحنات السياسية التي تشهدها وتعثر الإصلاحات، وهو واقع سيتعين على أميرها الجديد الشيخ مشعل الأحمد، أن يتصدى له بعد أن يؤدي القسم الأربعاء أمام البرلمان.

الشيخ مشعل الذي يتولى السلطة عن عمر يناهز 83 عاماً شغل مناصب رفيعة في أجهزة الأمن والدفاع الكويتية، واعتاد على تسيير شؤون الحكم نظرًا لتوليه على مدى العامين الماضيين المهام الرئيسية للأمير الراحل الشيخ نواف الذي توفي السبت.

وقال عصام الطواري المحلل الكويتي، إن الأمير الراحل ترك له "إرثا مليئا بالتحديات"، يتطلب إصلاحات جادة وتغييرات في البنى والهيكليات.

ورأى الخبير الاقتصادي وفي شؤون الخليج جاستن ألكسندر، إن "القرارات التي سيتم اتخاذها خلال السنوات القليلة المقبلة لها أهمية حاسمة في تحديد ما إذا كانت الكويت ستسير على درب الازدهار على المدى الطويل".

وقال ألكسندر: "يشمل ذلك اعتماد سياسات مالية واقتصادية تضع البلاد على المسار الصحيح.. وتجاوز الخلافات السياسية التي جعلت الكويت غير قادرة على النهل من إمكاناتها في العقود الأخيرة".

وتمتلك الكويت، المتاخمة للسعودية والعراق، 7% من احتياطيات النفط الخام في العالم. وليس لديها سوى القليل من الديون كما تدير أحد أقوى صناديق الثروة السيادية في العالم.

ومع ذلك، فهي تعاني من المواجهات المستمرة بين النواب المنتخبين ووزراء الحكومة التي يعين الأمير رئيس وزرائها. ومن ثم فإن أسرة الصباح تمسك بزمام الحياة السياسية، على الرغم من النظام البرلماني المعمول به منذ عام 1962.

حال التعثر السياسي دون إقرار الإصلاحات الضرورية لتنويع الاقتصاد وازداد الوضع قتامة بسبب العجز المتكرر في الميزانية وتدني الاستثمار الأجنبي.

اقرأ أيضاً

بمراسم حزينة.. الكويت تودع "أمير العفو" الشيخ نواف الأحمد

يقول ألكسندر إن “الاختبار الأول للشيخ مشعل سيكون اختيار ولي العهد” وسط تكهنات حول ما إذا كانت هذه المهمة ستنتقل إلى الجيل الجديد. وهو وفق الدستور الكويتي، أمامه عام واحد ليقرر، علمًا أن الأمير الراحل فعل ذلك في خلال سبعة أيام.

وسيتعين عليه أيضًا اختيار رئيس وزراء جديد لتشكيل حكومة جديدة، وهي خطوة ستحدد طبيعة العلاقات مع مجلس الأمة الذي يضم في صفوفه ممثلين عن المعارضة.

وقال بدر السيف الأستاذ في جامعة الكويت إن سلاسة الحكم ستتوقف إلى حد كبير على “التعاون بين الحكومة والبرلمان”.

في خطابه في مستهل الدورة الجديدة للمجلس في تشرين الأول/أكتوبر، انتقد الشيخ مشعل النواب والحكومة لفشلهم في الارتقاء إلى مستوى ما هو مناط بهم.

وعلى الصعيد الداخلي، قال الطواري إن “إصلاح القطاع العام… هو أولوية واضحة (أخرى)”، في حين تعاني الكويت من الإنفاق الحكومي المتضخم والبيروقراطية المفرطة.

فقد خصصت مسودة ميزانية 2023-2024 التي نشرت هذا العام أكثر من 86 مليار دولار للإنفاق الحكومي، منها 80 بالمئة لأجور الخدمة المدنية والدعم العام.

لكن في الخامس من كانون الأول/ديسمبر، أمر الشيخ مشعل بإيقاف التوظيف في قطاعات الدولة لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، في ما يعد إشارة إلى التحرك لمعالجة المشكلة.

وقالت هيلة المكيمي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت، إن إعادة هيكلة مؤسسات الدولة ستكون على رأس أولويات الشيخ مشعل.

وأضافت "من بين أهم أولويات أمير البلاد هو ضخ دماء شبابية في المناصب القيادية وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة بدمج البعض وإنشاء أخرى جديدة علاوة على تنويع مصادر الدخل".

اقرأ أيضاً

بن سلمان وأمير قطر والسيسي أبرز المعزيين في وفاة أمير الكويت الراحل

أمضى الشيخ مشعل سنوات عديدة في وزارة الداخلية وكان نائبا لرئيس الحرس الوطني الكويتي من 2004 إلى 2020. وقضى معظم سنواته العملية في جهاز الأمن والمخابرات الكويتي، ونأى بنفسه عن الخلافات المريرة داخل الأسرة الحاكمة.

وهو يتولى مقاليد الحكم في فترة حرجة بالنسبة لدول الخليج المنتجة للنفط وسط دعوات متزايدة للتحول في مجال الطاقة.

فالكويت، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، واحدة من أكثر المناطق التي تعاني من ارتفاع الحرارة على وجه الأرض، ولكنها ما زالت تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للعائدات.

وفي حين خطت جارتاها، السعودية والإمارات، خطوات واسعة نحو تنويع اقتصاداتهما، ما زالت الكويت بعيدة عن ذلك.

قال السيف إن "المشروع الرئيسي للبلاد يجب أن يكون إدارة انتقالها بأمان إلى عصر ما بعد النفط". وهي خطوة ضرورية بعد أن وافقت أكثر من 190 دولة على أول دعوة على الإطلاق للتحول نحو التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري في ختام مفاوضات المؤتمر الثامن والعشرين للأمم المتحدة للمناخ في دبي الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، قال السيف إنه من غير المتوقع أن يشهد تغييرًا كبيرًا بالنسبة للكويت، حليفة الولايات المتحدة وتحافظ مع ذلك على علاقات جيدة مع إيران وجاراتها في الخليج العربي.

وقال السيف إن الأمير مشعل “يكن احتراماً كبيراً للسعودية ولتحولها”.

ووصف المحلل السعودي سليمان العكيلي الرياض بأنها “صمام أمان للكويت” المتاخمة للعراق وإيران.

وأضاف أن "كل حكام الكويت كانوا يدركون أهمية العمق الاستراتيجي للعلاقات السعودية الكويتية والشيخ مشعل بلا شك سيسير على ذلك النهج السياسي".
اقرأ أيضاً

إعادة ضبط الكويت.. لماذا سيستمر إرث الشيخ نواف رغم فترة حكمه القصيرة؟

المصدر | فرانس برس

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الكويت أمير الكويت أوبك الأمير مشعل الشیخ مشعل

إقرأ أيضاً:

البرتغالي هيليو سوزا مدربا جديدا للمنتخب الكويتي.. من يكون؟

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم اليوم الدمعة عن تعيينَ البرتغالي هيليو سوزا  (55 عاما) مدربا جديدا للمنتخب الوطني الأول.

ونشر حساب الاتحاد الكويتي  لكرة القدم على موقع "إكس" صورة للمدرب البرتغالي مرفقا إياها بـ"هيليو سوزا أهلا بك في الكويت" باللغة الإنجليزية.

البرتغالي هيليو سوزا مدرباً لمنتخب الكويت الوطني الأول لكرة القدم#KuwaitFA pic.twitter.com/EAXwVpoi8B

— KuwaitFA (@KuwaitFA) July 31, 2025
وأضاف في منشور ثان:"أعلن رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح التعاقد مع المدرب البرتغالي هيليو دي سوزا لقيادة منتخب الكويت الوطني الأول لمدة عامين".

أعلن رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح التعاقد مع المدرب البرتغالي هيليو دي سوزا لقيادة منتخب الكويت الوطني الأول لمدة عامين.

جاء ذلك قبل البدء باجراءات قرعة دوري زﻳﻦ اﻟﻤﻤﺘﺎز ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ اﻟﺮﻳﺎضي 2025-2026، ﻓﻲ ﻗﺎعة الدانة ﺑﻔﻨﺪق… pic.twitter.com/e96XjN46DI

— KuwaitFA (@KuwaitFA) July 31, 2025

المدرب الذي سيتولى قيادة الأزرق لمدة عامين، سبق له أن أشرف على المنتخب البحريني في الفترة بين 2019 -2023 قبل أن يتولى تدريب نادي قطر في موسم 2023-2024.

وسيحل  هيليو سوزا خلفا للأرجنتيني خوان أنتونيو بيتسي الذي استلم المهمة في تموز / يوليو 2024 بعد تأهل المنتخب إلى الدور الثالث الحاسم من تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2026 بقيادة البرتغالي روي بينتو، قبل أن يغادر من دون أن يعلم الاتحاد الكويتي بذلك، لكنه عاد واعتذر عما حصل وأكمل مشواره حتى نهاية التصفيات المونديالية التي انتهى فيها مشوار الكويت في المركز الأخير لمنافسات المجموعة الثانية.

ووُلد البرتغالي هيليو سوزا في 12 يوليو عام 1969، وارتبط اسمه طيلة مسيرته كلاعب بنادي فيتوريا دي سيتوبال، حيث أمضى كامل مشواره الكروي بين صفوفه، وكان أحد العناصر البارزة في المنتخب البرتغالي الذي توّج بلقب كأس العالم للشباب عام 1989، والتي أُقيمت منافساتها في المملكة العربية السعودية.

امتدت مسيرته مع فيتوريا دي سيتوبال إلى 18 موسمًا، كان خلالها من الركائز الأساسية للفريق، وتميز بحضوره القوي على مدار 10 مواسم متتالية، منها 3 مواسم في دوري الدرجة الثانية.

وتميز بقيادته للفريق داخل الملعب، حيث ارتدى شارة القيادة، وكان رمزًا للوفاء والانتماء حتى لحظة اعتزاله عام 2005، عن عمر ناهز 36 عامًا، بعد أن ساهم في تتويج ناديه بلقب كأس البرتغال، إثر الفوز على بنفيكا بنتيجة 2-1 في المباراة النهائية.

وخلال مسيرته، خاض سوزا 423 مباراة رسمية، سجل خلالها 21 هدفًا، وتُوّج بلقبين بارزين: كأس العالم للشباب 1989، وكأس البرتغال 2005، ليضع بصمة واضحة في تاريخ الكرة البرتغالية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات السنية.

بدأ هيليو سوزا مسيرته التدريبية من حيث أنهى مشواره كلاعب، حيث تولى تدريب نادي فيتوريا دي سيتوبال، قبل أن ينتقل لقيادة فريق كوفيليا البرتغالي.

ورغم تقدمه في السلك التدريبي، قرر عام 2009 التراجع خطوة إلى الخلف، ليشغل منصب مساعد مدرب في المنتخب البرتغالي تحت 19 عامًا، تمهيدًا لانطلاق رحلة طويلة مع المنتخبات السنية.

تنقل سوزا بعدها بين عدة منتخبات للفئات العمرية في البرتغال، حيث تولى تدريب منتخبات تحت 17، 18، 16، 19، و20 عامًا.

وفي عام 2011، عاد مجددًا كمساعد مدرب للمنتخب البرتغالي تحت 18 عامًا، قبل أن يُمنح مسؤولية قيادة عدد من المنتخبات الشابة.

ورغم أن معظم تجاربه كانت لفترات قصيرة، إلا أن أبرز محطاته تمثلت في قيادته منتخب البرتغال تحت 17 عامًا للتتويج بلقب كأس أمم أوروبا عام 2017، بينما كان أكثر ظهور له من حيث عدد المباريات مع منتخب تحت 19 عامًا، الذي قاده في 35 مباراة دولية منذ عام 2016.

في 1 آب / أغسطس 2019، بدأ هيليو سوزا مرحلة جديدة خارج بلاده، عندما عُيّن مديرًا فنيًا للمنتخب البحريني. خلال فترته التي امتدت حتى 2023، قاد المنتخب في 45 مباراة، حقق خلالها 26 انتصارًا، مقابل 7 تعادلات و12 خسارة، وتمكن من قيادة البحرين لتحقيق لقبين تاريخيين: كأس الخليج 2019 وبطولة غرب آسيا في العام ذاته.

وفي عام 2023، خاض تجربة جديدة مع نادي قطر القطري، لكنها لم تكن موفقة، حيث قاد الفريق في 19 مباراة، حقق خلالها 7 انتصارات فقط، وتعادل مرة واحدة، وتلقى 10 هزائم، مما أدى إلى تراجع الفريق واقترابه من منطقة الهبوط، لينتهي مشواره مع النادي بالإقالة قبل جولتين من نهاية الدوري.


مقالات مشابهة

  • الزمالك يبدأ موسمه الجديد أمام سيراميكا.. واستقرار مبدئي على ملامح التشكيل بقيادة فيريرا
  • الدرة يلتقي قيادات اللجان الدستورية والسياسية والاقتصادية
  •  الدرة يلتقي قيادات اللجان الدستورية والسياسية والاقتصادية
  • خالد الغندور يزف بشرى لجمهور الزمالك حول فرع 6 أكتوبر الجديد
  • البرتغالي هيليو سوزا مدربا جديدا للمنتخب الكويتي.. من يكون؟
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يُجدد تكليفات قيادية بعدد من الكليات للعام الجامعي الجديد 2025/2026
  • الزمالك يخسر بثلاثية أمام بروكسي استعدادًا للموسم الجديد
  • بني ياس يواجه العربي الكويتي 6 أغسطس
  • مجدي أبوزيد يكتب: الجامعات الأهلية.. إحدى ركائز النهضة العلمية والاقتصادية في مصر
  • رحيل الكاتب الكويتي صلاح الهاشم