العميد العريبي يكشف تفاصيل عن الهبة الحضرمية وأحداثها
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
(عدن الغد)صلاح مبارك:
أكد العميد محمد عوض العريبي أحد القيادات الميدانية البارزة التي ساهمت وشاركت في أحداث الهبة الشعبية الحضرمية في 20 ديسمبر 2013م , أهمية تخليد هذا الحدث الحضرمي , وتوثيق أسبابه وأحداثه ووقائعه واستجلاء نتائجه ومآلاته , وما أحدثه من تغيير , وما عاد به من خير على حضرموت وشعبها.
وقال في ندوة نظمها مكتب مؤتمر حضرموت الجامع في مديرية الديس الشرقية , وحضرها جمع غفير من الشخصيات والنخب الثقافية والاجتماعية أن لفظة "الهبة" التي أنطلقت بعد حادثة اغتيال الشيخ سعد بن حمد بن حبريش العليي مؤسس حلف قبائل حضرموت ورئيسه جاءت من قاموس البادية الحضرمية العريقة، في استدلال للتحرك والاندفاع الشعبي الجماعي الذي شمل المدن والريف والبوادي تحت مسمى جامع تتوحد تحته كل أشكال النضال السلمي والمسلح في مسمى يشعر معه كل حضرمي بنجاحه وانتصاره , لافتًا إلى أن مفهوم "الهبة" تعني "الفزعة" لدى اخوتنا الخليجيين , أي تقديم الغوث والنجدة العاجلة من كل أفراد الجماعة لصالح من طلبها.
وكشف العميد العريبي في ورقته المقدمة للندوة والتي تحت عنوان : "الهبة الحضرمية الشعبية خلفياتها وأهدافها ونتائجها" بأن الهبة لم تكن هبة قبيلة أو مدينة واحدة بل أصبحت "هبة شعبية" لكل أبناء حضرموت في كل أرض وقبيلة وكل مدينة وبادية , تبدأ ولا تنتهي الا بالبسط على الأرض والثروة، وبرفع الظلم والطغيان عن التراب الحضرمي باعتبار أن حضرموت كانت كلها معنية برفع المظالم عنها والتي استمرت لعقود وزاد طين بله بعد حرب 94م ونتائجها المدمرة والتي عانت منه حضرموت بشكل خاص من خلال عزل واقصاء العسكريين وموظفي القطاع العام والاستئثار بالوظائف القيادية إضافة إلى احتكار السلطة ونهب الثروة ومصادرة مقدرات الدولة , موضحًا بأن أبناء حضرموت وفي مقدمتهم أبناء المناطق النفطية عانوا كثيرا من صنوف الحرمان والتهميش الوظيفي ومنعهم من حق العمل في الشركات النفطية، إضافة الى الجرائم العديدة التي ارتكبها النظام وقواته بدء من التهجير القسري للسكان من مناطق التنقيب عن النفط مرورا بالتعطيل المتعمد لكل أنواع الخدمات الضرورية والاساسية عن القرى والمدن المجاورة للحقول النفطية بهدف اجبار السكان على النزوح بعيدًا عن مآويهم ومرورا كذلك بعمليات التلويث للبيئة والذي يكاد يكون متعمدًا وصولًا إلى قمع وسحق كل محاولات الاحتجاج على ذلك الوضع الشائن , وعقب ذلك الاغتيالات وملاحقة وتتبع الشخصيات الاجتماعية والمشايخ ومقادمة القبائل المناهضين لسياسة النظام آنذاك وأساليبه التعسفية بحق المواطن , وتصفية واستهداف خيرة رجالات وضباط الأمن الحضارم .
وتطرق العميد العريبي الى دور الشهيد سعد بن حبريش في توحيد الصف والكلمة خلف قيادة وراية واحدة وتحت مسمى حلف قبائل حضرموت، والتي تنص على وقوف مقادمة قبائل حضرموت مع بعضهم البعض وقفة رجل واحد لنصرة أبناء حضرموت الضعيف منهم قبل القوي، والوقوف في وجه الظلم والعسف الذي يتعرض له أبناء حضرموت، وأن يتحدوا لرد وصد كل من يعتدي على حضرموت وأهلها, مشيرًا إلى أنه تم اختيار الشيخ سعد بن حبريش بالاجماع رئيسا للحلف وكلف مع الشيخ عبد الرحمن باعباد بإكمال ما تبقى من إجراءات تشكيل الحلف وتأسيسه بما في ذلك اعداد نظام داخلي له وتشكيل هيئة موسعة لرئاسته , مستعرضًا ما تلا ذلك من تحركات حثيثة لمتابعة قضايا حضرموت ورفع الظلم عن أهلها حتى حادثة استشهاد سعد بن حبريش في 2 ديسمبر 2013م والذي أراد الاعداء اسكات صوت الحق وانطفاء جذوة الرفض والمقاومة , وهذا لم يتم والتاريخ خير شاهد على الأحداث التي أعقبت تلك الحادثة المشؤومة والتي اجترحها الأبطال في الميدان وآزرهم وناصرهم كل أبناء حضرموت .
وتخلل الندوة التي شارك فيها الاستاذ مبارك باشحري بورقة بحثية تاريخية مظالم الأنظمة السابقة لحضرموت مدخلات ومناقشات مستفيضة حول المراحل التي سبقت الهبة الحضرمية وبعدها مؤكدين على ضرورة التمسك بما تم حققته الهبة من مكتسبات وفي مقدمتها تمكين ابناء حضرموت من ادارة كافة شؤونهم والحفاظ على النخبة الحضرمية وتحصينها .
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: أبناء حضرموت بن حبریش سعد بن
إقرأ أيضاً:
حشود سيئون تؤكد حق أبناء حضرموت في إدارة شؤون محافظتهم
شهدت مدينة سيئون، الأحد، حشودًا جماهيرية كبيرة في فعالية "مليونية 30 نوفمبر" التي جاءت احتفاءً بالذكرى الـ58 للاستقلال الوطني، استجابة لدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته المحلية في حضرموت.
وامتدت الاحتفالات على شوارع وساحات المدينة الكبرى، حيث توافد آلاف المشاركين من مختلف مديريات حضرموت حاملين أعلام الجنوب وصور قيادات المجلس، رافعين شعارات تمثل تمسكهم بالهوية الجنوبية ورفض الوصاية على حضرموت، مع التأكيد على حق أبناء المحافظة في إدارة ملفي الأمن والعسكر، وإخراج القوات الشمالية من وادي حضرموت، باعتبار ذلك خطوة حاسمة نحو تحقيق الاستقرار الدائم.
وأكد الأستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أن حضرموت صمام أمان لمكتسبات المنطقة ودرع لحمايتها. مشيرًا إلى قرب انتهاء وجود القوات التي أطلقت النار على المدنيين والمنازل مؤخرًا، مؤكدًا أن جميع أبناء محافظات الجنوب سيكونون سندًا لأهل حضرموت وقت الحاجة، ومشيرًا إلى قرب تمكين أبناء الوادي من إدارة مديرياتهم.
ووجّه رسالة مباشرة لأبناء الوادي قائلاً: "عليكم الأمان، وننشد لكم الأمن والسلام"، مؤكدًا أن المجلس الانتقالي بقيادة الزُبيدي سيكون مفتاح الخير في وادي الخير، ومشدّدًا على استكمال تحرير باقي المناطق.
بدوره، أكد الأستاذ محمد صالح باتيس، القائم بأعمال رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في حضرموت، أن هذا الاحتشاد يمثل إعلانًا عن إرادة الشعب الجنوبية الراسخة، وحذر من محاولات من أسماها "قوى الاحتلال اليمني" لسلخ حضرموت عن محيطها الجنوبي، مؤكدًا أن هذه المحاولات ستتكسر أمام وعي أبنائها.
وشدد باتيس على ضرورة إخراج القوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت وتمكين أبناء المحافظة من إدارة أمنهم الذاتي عبر نشر قوات النخبة الحضرمية والقوات المسلحة الجنوبية، مؤكدًا أن هذا المطلب يمثل ضرورة وطنية لاستعادة الاستقرار وتحريك عجلة التنمية.
من جهته، أعلن عبدالملك الزُبيدي، رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون وادي وصحراء حضرموت، خلال الفعالية، أن أبناء حضرموت يفوضون القوات المسلحة الجنوبية لاستكمال تحرير المحافظة من القوات الغازية التي دخلت حضرموت عام 1994، مؤكدًا أن استعادة كامل الأراضي هو واجب شرعي وأمانة تجاه أبنائها، داعيًا الجميع للتحضير والاستعداد لأي خطوات لتحرير الوادي، ومشدّدًا على ضرورة وقوف جميع محافظات الجنوب إلى جانب حضرموت في هذه المهمة الوطنية.
كما صدر عن المليونية بيان أكدت فيه الجماهير أن حضورها الكثيف يعكس الإرادة الشعبية الثابتة لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وأن الذكرى الـ30 من نوفمبر ليست مجرد احتفال تاريخي بل محطة لتجديد ذاكرة الجنوب وإرادة التحرر. وشدد البيان على رفض أي محاولة لإعادة إنتاج الاحتلال على حد وصفه، وعلى دور القوات الجنوبية كضامن للأمن والاستقرار، مؤكدًا حق أبناء حضرموت في إدارة شؤون محافظتهم وتمكين القوات المحلية من أداء مهامها دون عوائق.