باحث أمريكي: نتنياهو يصر على خوض معركة مع أفضل صديق لـإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
اتهم ماكس بوت الباحث الأمريكي في مجلس العلاقات الخارجية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخوض معركة متهورة مع الرئيس الأكثر صهيونية في التاريخ الأمريكي؛ جو بايدن.
وقال بوت في مقال في صحيفة "واشنطن بوست" ترجمتها "عربي21" إنه إذا كان نتنياهو يريد الوقت لكي تستمر القوات الإسرائيلية في تدمير حماس فهو يحتاج إلى الحفاظ على دعم الولايات المتحدة.
ويشير بوت إلى أن بايدن تجاهل حتى اللحظة كل الضغوط، سواء من داخل حزبه أو ضغوط الرأي العام الأمريكي، وظل داعما وبلا حدود لـ"إسرائيل"، لكنه أشار في ذات الوقت إلى أنه يملك خيارات كثيرة لمعاقبة نتنياهو؛ حيث يمكنه أن يطلب من "إسرائيل" وقف هجومها، سواء حقق الجيش الإسرائيلي أهدافه العسكرية أم لا. ويمكنه التوقف عن استخدام حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن. ويمكنه حجب المساعدات الأمريكية. ويمكنه عدم بذل جهد كبير لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية.
وفيما يلي نص المقال:
أصبح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الأطول خدمة في "إسرائيل" منذ عام 2019. وفي العام الماضي، منذ توليه أعلى منصب في بلاده للمرة الثالثة، عزز سمعته باعتباره أسوأ رئيس وزراء لـ"إسرائيل". والآن، من خلال خوض معركة متهورة لا داعي لها مع الرئيس بايدن، الحليف الوثيق لـ"إسرائيل"، فإنه لا يؤدي إلا إلى تفاقم الضرر الذي يلحقه ببلاده.
خلاصة سريعة لأولئك الذين لم يشاهدوا عن كثب مسلسل "بيبي" الذي استمر لفترة طويلة: عاد نتنياهو إلى مكتب رئيس الوزراء في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بينما كان يواجه تهم الفساد. وفي الواقع فإن القضية المرفوعة ضده مستمرة حتى اليوم. ومن أجل الفوز بالسلطة، تحالف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة التي يقودها أمثال إيتمار بن غفير، الذي أدين في السابق بدعم منظمة إرهابية، وبتسلئيل سموتريش، الذي يصف نفسه بأنه "فاشي كاره للمثليين".
بمجرد وصوله إلى منصبه، أطلق نتنياهو على الفور جهدا لتحييد المحكمة العليا في "إسرائيل"، وهو ما كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة منه للهروب من قضيته الجنائية ومن قبل حلفائه اليمينيين المتطرفين لتوسيع مستوطنات الضفة الغربية وفرض أجندتهم الدينية على الإسرائيليين العلمانيين. وكانت النتيجة احتجاجات حاشدة ورفض العديد من جنود الاحتياط العسكريين الخدمة، مما دفع المخابرات الإسرائيلية إلى تحذير نتنياهو في الصيف الماضي من أن قدرة الردع الإسرائيلية ضد أعدائها تتآكل.
تجاهل نتنياهو تلك التحذيرات العامة، بالإضافة إلى معلومات أكثر تحديدا حصلت عليها المخابرات الإسرائيلية حول خطة حماس الطموحة لمهاجمة "إسرائيل". وبدلا من ذلك، واصل سياسته الساخرة المتمثلة في دعم المدفوعات القطرية لحماس من أجل "شراء الهدوء" وتعزيز الانقسامات بين الفلسطينيين لإحباط ظهور دولة فلسطينية.
لقد تم الكشف بشكل مؤلم عن إفلاس سياسة بيبي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، عندما تعرضت "إسرائيل" لأسوأ هجوم في يوم واحد في تاريخها. سمح نتنياهو بحدوث هذه الكارثة وكان بطيئا في الاستجابة حتى عندما كان مقاتلو حماس يقتلون 1200 إسرائيلي ويختطفون مئات آخرين. والآن يبدو أنه عازم على مضاعفة الضرر من خلال خوض معركة مع الرئيس الأمريكي المؤيد بشدة للصهيونية.
وقد قاوم بايدن الانتقادات المتزايدة لـ"إسرائيل" بين الديمقراطيين (في أحد الاستطلاعات الأخيرة، قال 18% فقط من الديمقراطيين والمستجيبين ذوي الميول الديمقراطية إن "إسرائيل" تتبع النهج الصحيح في غزة) لدعم الدولة اليهودية بقوة. وقاوم بايدن دعوات كبار الديمقراطيين لربط شروط مثل خفض الضحايا المدنيين في غزة وإنهاء توسيع مستوطنات الضفة الغربية بالمساعدات المقدمة لـ"إسرائيل". لقد تجاوزت الإدارة للتو الكونغرس لترسل إلى "إسرائيل" 14 ألف طلقة من ذخيرة الدبابات، واستخدمت للتو حق النقض ضد قرار اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (بدعم من 13 من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن) يطالب بوقف إسرائيلي فوري لإطلاق النار.
وبينما يدعم بايدن "إسرائيل" علنا، حاول العمل خلف الكواليس لإقناع نتنياهو بأن يكون أكثر تمييزا في استخدام القوة النارية في غزة، وأن يحد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية والتخطيط لتولي السلطة الفلسطينية المسؤولية عن "إسرائيل" في غزة بعد هزيمة حماس. ومع ذلك، لا يبدو أن نتنياهو يستمع.
وفي الأسبوع الماضي، ظهر إحباط بايدن إلى الرأي العام. وفي حديثه خلال حملة لجمع التبرعات لحملته الانتخابية، شدد الرئيس على أنه سيوفر "لإسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها ولإنهاء المهمة" ضد حماس، لكنه أشار أيضا، بدقة، إلى أن "إسرائيل بدأت تفقد" الدعم الدولي بسبب "عمليات القصف العشوائية". ثم قال إن نتنياهو بحاجة إلى "تقوية" السلطة الفلسطينية. "لا يمكنك القول إنه لا توجد دولة فلسطينية على الإطلاق في المستقبل".
وبدلا من قبول هذا النقد البناء من أحد الأصدقاء، اختار نتنياهو الرد علنا على بايدن. ونشر مقطع فيديو يرفض فيه دعوة بايدن للسلطة الفلسطينية للحكم في غزة. وقال: "لن أسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو"، في إشارة إلى اتفاقيات أوسلو لعام 1993 التي أدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية. وأضاف "غزة لن تكون حماستان ولا فتحستان".
وكما هو الحال مع الكثير مما يقوله نتنياهو، فإن هذا التصريح لا علاقة له بالواقع. فتح –الحزب الحاكم في السلطة الفلسطينية– لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بحماس. تعمل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية يوميا مع قوات الأمن الإسرائيلية لمنع الهجمات على "إسرائيل". والمشكلة هي أن نتنياهو، رغم اضطراره لقبول عملية أوسلو، بذل كل ما في وسعه لتقويض السلطة الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
ولا عجب أن ما يقرب من نصف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يؤيدون حماس: فقد رأوا آمالهم في إقامة دولة تتبدد مع استمرار الحكومات الإسرائيلية اليمينية في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية ومقاومة تقديم أي تنازلات للفلسطينيين. وإذا أنهت "إسرائيل" حربها ضد حماس بمجرد إعادة احتلال غزة، كما يبدو مرجحا الآن، فإنها بذلك تكون قد ولدت جيلا جديدا من المقاتلين المناهضين لـ"إسرائيل". وهذا ما يحذر منه بايدن. وكما أوضح، لا يوجد بديل واقعي لحل الدولتين.
يتجاهل نتنياهو كلمات بايدن الحكيمة لأن حلفاءه في الائتلاف حريصون على ضم الضفة الغربية ويعارضون إنشاء دولة فلسطينية. ومن الواضح أن بيبي يأمل في البقاء في منصبه من خلال الوعد بعرقلة حل الدولتين، بغض النظر عن حجم الضرر الذي يلحق بمصالح "إسرائيل" الأمنية طويلة المدى أو بتحالفها مع الولايات المتحدة.
وبحسب روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "خلال الحرب العالمية الثانية، كان تشرشل في كثير من الأحيان يتذمر بسبب الخلافات السياسية مع روزفلت ولكن لم يكن ذلك علنا أبدا. إن نتنياهو ليس تشرشل. وقد يكون بايدن الرئيس الأكثر صهيونية في التاريخ الأمريكي ويجب على نتنياهو أن يُقبّل مؤخرته، لا أن يركلها".
وقد يتعلم نتنياهو قريبا تكلفة تنفير أفضل صديق لـ"إسرائيل" في العالم. إذا كان بيبي يريد الوقت لكي تستمر القوات الإسرائيلية في تدمير حماس -وهي العملية التي من المرجح أن تستغرق أشهرا- فهو يحتاج إلى الحفاظ على دعم الولايات المتحدة. وكما فعل الرؤساء السابقون في العقود الأخيرة، يمكن لبايدن أن يطلب من "إسرائيل" وقف هجومها، سواء حقق الجيش الإسرائيلي أهدافه العسكرية أم لا. ويمكنه التوقف عن استخدام حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تنتقد "إسرائيل" أو تقديم قرار أمريكي يوازن بين انتقاد حماس وانتقاد "إسرائيل". ويمكنه حجب المساعدات الأمريكية كما فعل بالفعل مع 20 ألف بندقية هجومية، تخشى الإدارة أن يستخدمها المستوطنون العنيفون في الضفة الغربية. ويمكن لبايدن أيضا أن يعبر عن استيائه من خلال عدم بذل جهد كبير لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية، مع العلم أن ثمن الرياض للصفقة هو ضمانة أمنية أمريكية.
ومن المؤسف أن نتنياهو يواصل وضع مصالحه السياسية فوق المصالح الأمنية لـ"إسرائيل". لقد أحرقت سنته الماضية في منصبه السمعة التي حاول بناءها على مدار العقود السابقة في السياسة كزعيم قوي حافظ على أمن "إسرائيل". وهو الآن لا يحظى بشعبية كبيرة، لكنه لا يزال متمسكا بشدة بالسلطة حتى مع استمرار تكاليف سوء حكمه في التراكم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نتنياهو بايدن غزة غزة نتنياهو بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة دولة فلسطینیة مجلس الأمن من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
“ماذا قال السنوار؟”.. باحث مصري يكشف “سببا صادما” لتوقيت تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”
#سواليف
بعد مرور قرابة عامين على عملية ” #طوفان_الأقصى ” التي نفذتها #حماس في 7 أكتوبر 2023، تكشفت #تفاصيل مفاجئة حول أحداث #غزة في الأيام التي سبقت العملية.
وكشف الصحفي المصري والباحث في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي خلال استضافته في بودكاست “ماذا يحدث في الشرق الأوسط” الذي تقدمه صحيفة “الوطن” المصرية، عن تفاصيل جديدة ومهمة عن أيام حركة حماس التي سبقت العملية، ومن بين التفاصيل التي أوردها محاولة سحب العديد من صلاحيات #يحيى_السنوار والتي رفضها بشدة.
وذكر ماهر فرغلي أن مصادر وصفها بالمطلعة وقريبة من دوائر صنع القرار داخل الحركة، أفادت بأنه كان هناك تحرك لإقالة يحيى السنوار من قيادة غزة قبل هجوم 7 أكتوبر، حيث كان من المقرر استبداله بشخص آخر قادم من تركيا، على أن يترك السنوار للجناح العسكري فقط.
مقالات ذات صلة MEE: محادثات غزة يهددها رفض “إسرائيل” الانسحاب من رفح 2025/07/13وأضاف أن السنوار شعر بتلك التحركات وأبلغ المقربين منه أنه لن يسلم غزة إلا كأكوام من التراب وهو ما يفسر اتخاذه قرار تنفيذ هجوم 7 أكتوبر قبل وصول خليفته بيوم واحد فقط.
وبين الكاتب الصحفي المصري الخبير في شؤون التيارات الإسلامية السياسية، أن حركة حماس لم تنجح في التحول من تنظيم مسلح إلى إدارة سياسية قادرة على حكم قطاع غزة بشكل مؤسسي، مشيرا إلى أنها تعاني من تفكك داخلي حاد وتنقسم إلى أجنحة متعددة أحدها موال لإيران وآخر لقطر، إضافة إلى الجناح العسكري الذي يتأثر بوضوح بأفكار التيار السلفي الجهادي والذي تغلغل داخل “كتائب عز الدين القسام”.
وصرح فرغلي بأن حماس تعاني تراجعا كبيرا في قدراتها سواء على المستوى العسكري أو الشعبي أو التنظيمي، مقدّرا أنها فقدت ما لا يقل عن 70% من قوتها الإجمالية.
وأفاد بأن إصرار الحركة على البقاء في قطاع غزة بأي ثمن يعود إلى ارتباطها العضوي بالمشروع الإخواني، حيث قال: “إذا غادرت حماس قطاع غزة، فهذا يعني سقوط المشروع الإخواني نهائيا، ولن تكون له عودة”.
من جهتها، قالت صحيفة “معاريف” العبرية إن الكنز الاستخباراتي الذي استحوذت عليه إسرائيل بعد اغتيال محمد السنوار تضمن وثيقة مذهلة تصف بشكل دقيق من أفواه قادة حماس، أسباب شن هجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، والعقلية داخل حماس التي أدت إلى الهجوم، والعلاقات بين حماس وحزب الله وإيران وأعضاء آخرين في “حلقة النار”، والخطة الكاملة للحركة، التي اعتقدت أن هجوم 7 أكتوبر سيؤدي بالفعل إلى تدمير إسرائيل.