الدفاع الإسبانية: لن نشارك في "حارس الازدهار" دون تفويض من الاتحاد الأوروبي أو "الناتو"
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية أن مدريد لن تشارك في عملية "حارس الازدهار" الأمريكية لضمان سلامة حركة الملاحة في البحر الأحمر خوفا من تكرار الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون.
وأوضحت الوزارة التي ترأسها مارغريتا روبليس، يوم الثلاثاء، أن المشاركة في المهمة تخضع لقرارات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وبالتالي فإن إسبانيا، "من جانب واحد"، لن تشارك في هذا الأمر.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعلن يوم الاثنين، إطلاق العملية التي شملت إسبانيا إلى جانب تسع دول أخرى هي: بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل.
وزعم أوستن أن "التصعيد الأخير في هجمات الحوثيين المتهورة من اليمن يهدد التدفق الحر للتجارة ويعرض حياة البحارة الأبرياء للخطر ويشكل انتهاكا للقانون الدولي".
وقد دفع إدراج إسبانيا، زعيم حزب الشعب ألبرتو نونيز فيجو، إلى توبيخ رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، لإرساله قوات إسبانية إلى البحر الأحمر دون إبلاغ البرلمان، وهو ما يعني في رأيه، "تجاهل المؤسسات" و"تجاهل الإجراءات الديمقراطية".
وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، يوم الاثنين، وقوع هجومين استهدفا سفينتين يعتبرهما مرتبطتين بإسرائيل وأكدتهما القيادة المركزية الأمريكية.
من جهتها، شكرت إسرائيل الدول المشاركة في "حارس الازدهار" على دعمها في "الحرب ضد المحور الإرهابي الإيراني"، في حين "نصح" المكتب السياسي لحركة "أنصار الله"، الدول بعدم المشاركة في المهمة محذرا من استهداف السفن التابعة لهذه الدول.
المصدر: RT + La Vanguardia
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الحوثيون تل أبيب حارس الازدهار حركة حماس صنعاء طوفان الأقصى قطاع غزة مدريد واشنطن
إقرأ أيضاً:
محللون: على العرب تلقف الموقف الأوروبي وتحويله إلى رؤية سياسية
دعا محللون تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث" إلى ضرورة أن تستثمر الدول العربية في الموقف الأوروبي الحالي المساند لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن تتواصل مع الأوروبيين لتحويل موقفهم إلى رؤية سياسية وليس إنسانية فقط، لخدمة القضية الفلسطينية.
وفي خطوة متقدمة وغير مسبوقة، أقدمت الحكومة البريطانية على اتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الحكومة الإسرائيلية للضغط عليها لوقف الحرب على قطاع غزة ووقف المجاعة التي تفرضها على السكان.
كما صدّق البرلمان الإسباني على النظر في مقترح حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل. وقبل هذا القرار، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية بسبب عدوانها المستمر على قطاع غزة، مثلما جرى استبعاد روسيا بعد حربها على أوكرانيا.
ودعت هولندا، إلى جانب فرنسا ودول أخرى، إلى فرض عقوبات جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي على المستوطنين الإسرائيليين العنيفين ومنظماتهم في الضفة الغربية. بينما دعت باريس المفوضية الأوروبية إلى النظر فيما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن بلاده تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
إعلانووصف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي التغير في الموقف الأوروبي بأنه بداية تحول وقطيعة مع إسرائيل، بعد مساندتها سابقا من دون شروط، لافتا إلى أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع شكلت نقطة التحول الأساسية في الموقف الأوروبي.
وأشار عبيدي إلى أن الدول الأوروبية تعوّل على موقف أميركي علني من أجل الضغط على إسرائيل، مشيرا إلى أن أوروبا كانت السباقة إلى إعلان رفضها للممارسات الإسرائيلية، وعارضت أيضا تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وعلى صعيد الموقف الأميركي، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين بالبيت الأبيض أنّ "الرئيس ترامب يشعر بالإحباط بسبب الحرب المستمرة في غزة، وأنه عبر عن انزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين"، وأفاد مسؤولون بالبيت الأبيض بأن الرئيس ترامب طلب من مساعديه أن يخبروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد منه إنهاء الأمر.
الاعتراف بالدولة الفلسطينيةومن جهته، يؤكد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي أن التحول في الموقف الأوروبي سببه إمعان إسرائيل في القسوة والتدمير، وفي استخدام سلاح التجويع ضد الغزيين، وهي وسائل تنتهك القانون الدولي، حيث رأى الأوروبيون أن موت الأطفال جوعا لا يمكن السكوت عنه.
وبرأي مكي، فإن هذه المواقف الأوروبية يجب تلقفها واستثمارها، وتحويل الغضب الأوروبي والغربي إلى مواقف سياسية تخدم القضية الفلسطينية، من خلال العمل على دفع الاتحاد الأوروبي كله للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومن جهته، شدد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف على أهمية أن تستثمر الدول العربية في الموقف الإيجابي الأوروبي إزاء ما يحدث في غزة من أجل أن تعترف دول الاتحاد بالدولة الفلسطينية.
إعلانوعن الموقف الإسرائيلي من التحول الجاري في الموقف الأوروبي، أشار الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إلى قلق الإسرائيليين من الضغوط المتزايدة عليهم، ويرى أنهم يعتقدون أن "الجرأة" الأوروبية على مستوى اللهجة وعلى مستوى التلويح بالعقوبات نابع من صمت أميركي.
وقال إن جميع الشراكات الإسرائيلية في مختلف المجالات هي مع الاتحاد الأوروبي وليس مع الولايات المتحدة الأميركية، ورغم تعويل إسرائيل على مسألة أن إلغاء الشراكة يحتاج إلى إجماع داخل الاتحاد الأوروبي، فهي تخشى عقوبات على مستوى الدول الأوروبية، كما أوضح مصطفى.