امطيريد: آلية الحوار المُهيكل تواجه معوقات وقد تُعيد تدوير الأزمة
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
امطيريد: تحفظات على الحوار المُهيكل ومخاوف من تدوير الأزمة
ليبيا – عبّر الباحث السياسي والأكاديمي الليبي محمد امطيريد عن جملة من التحفظات إزاء الآلية التي طرحتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبر مسار الحوار المُهيكل، معتبرًا أن هذه الآلية قوبلت منذ بدايتها باستهجان واسع داخل الأوساط السياسية، لما تحمله من معوقات جوهرية في نظر كثير من الفاعلين.
تعقيدات الواقع وحدود قدرة اللجنة
وفي حديث لموقع “العين الإخبارية”، أشار امطيريد إلى أن التحديات القائمة على الأرض وتعقيدات المشهد الليبي تفوق بكثير ما يمكن للجنة إنجازه في ظل الظروف الأمنية والسياسية الراهنة داخل البلاد.
انتقاد لاتفاقيات دعم خارجية
وانتقد امطيريد سعي البعثة إلى إبرام اتفاقيات دعم مع دول كان لها دور سلبي سابق في الملف الليبي، معتبرًا أن إشراك أطراف خارجية في تمويل ودعم الحوار يثير مخاوف من تأثيرات غير مباشرة على استقلالية المسار، دون أن يشكك في نزاهة المشاركين أنفسهم.
تشكيك في قابلية إنجاز آلية انتخابية بسرعة
وتساءل عن مدى قدرة البعثة على إنجاز آلية انتخابية قابلة للتطبيق خلال فترة زمنية قصيرة، معتبرًا أن ما يجري قد لا يتجاوز كونه عملية تدوير للأزمة ما لم تُشرك جميع الأطراف الفاعلة، ولا سيما مراكز القوة الحقيقية على الأرض.
الانتخابات رهينة توافق شامل
وأكد امطيريد أن الوصول إلى الانتخابات يظل رهين توافق شامل لا يمكن القفز عليه عبر مسارات جزئية.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الشبلي لـ«عين ليبيا»: الحوار المهيكل بلا التزامات ويكرس الجمود السياسي
أصدر رئيس تجمع الأحزاب الليبية ورئيس حزب صوت الشعب فتحي الشبلي، تصريحًا خاصًا لشبكة عين ليبيا، معقبًا على الجلسة الافتتاحية للحوار المهيكل.
وقال الشبلي إن تصريحات الممثلة الخاصة للأمين العام، هانا تيته، في افتتاح الحوار المهيكل، أظهرت صراحة أن هذا الحوار غير معني بتشكيل حكومة جديدة، وأن مخرجاته غير مُلزمة، وأنه سيستغرق ما بين أربعة إلى ستة أشهر.
وأشار الشبلي إلى أن هذا الاعتراف يثير سؤالًا مشروعًا حول جدوى المشاركة في الحوار، متسائلًا: ماذا يفعل المشاركون هناك إذن؟ وهل نحن أمام مسار سياسي حقيقي، أم مجرد جلسات لملء الوقت وتدوير الأزمة ومنح البعثة الدولية غطاءً شكليًا لمواصلة وجودها؟
وأضاف أن الحوار بلا قرارات وبلا التزامات وبلا أفق زمني واضح يمثل إضاعة متعمدة للوقت، ويُطيل عمر الانقسام، ويكرس حالة الجمود السياسي التي يدفع المواطن الليبي وحده ثمنها، مؤكدًا أن هذا المسار يُقدَّم للرأي العام وكأنه إنجاز، بينما هو في الحقيقة آلية لإعادة إنتاج الفراغ ومنح شرعية إضافية لواقع فاشل تحت شعارات الحوار والدعم الدولي.
وشدّد الشبلي على أن استمرار هذه المقاربات يطرح تساؤلات جدية حول دور البعثة الأممية، وهل هي وسيط يسعى إلى حل أم طرف يدير الأزمة ويستثمر في بقائها؟ وهل الهدف فعلاً مساعدة ليبيا أم شراء الوقت وامتصاص الغضب والتلاعب بالرأي العام باسم العملية السياسية؟
وأوضح أن أي حوار لا يؤدي إلى نتائج ملموسة، ولا يفضي إلى سلطة شرعية موحدة، ولا يضع جدولًا زمنيًا ملزمًا، فهو حوار بلا قيمة سياسية ولا يمكن تسويقه للرأي العام الليبي مهما اختلفت عناوينه.
وأكد الشبلي أن الليبيين ملّوا البيانات والاجتماعات المفتوحة والمسارات غير الملزمة، وأن ما يحتاجه البلد اليوم هو قرارات شجاعة ومسؤولية سياسية حقيقية تضع حدًا لحالة العبث المستمرة منذ سنوات، مضيفًا أن غير ذلك سيكون مجرد فصل جديد من فصول إدارة الأزمة دون حلها.