شاهد: ألحان العود تعلو على أزيز طائرات "الزنانة" الإسرائيلية في مخيم رفح
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
في مخيم في رفح جنوبي قطاع غزة، يتجمّع الأطفال النازحون حول فتاة تعزف العود، للاستئناس بمقطوعاتها الموسيقية، كسراً لوحشة النزوح وصوت طائرات الاستطلاع بدون طيار الإسرائيلية، والتي يتم التحكم فيها عن بعد، وتحمل معها صواريخ وكاميرات مراقبة، ولا ينفك صوتها يؤرق الغزيين.
يستمع الحضور إلى المقطوعات الموسيقية التي تؤديها رؤيا حسونة على آلة العود بلهفة واندماج، تخرجهم للحظات من الواقع الصعب للمخيم الذي يضمّ في جنباته بيوتاً مهترئة، وبنية تحتية متهالكة، بفعل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي سبّبها الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وتقول رؤيا حسونة إنها تحاول دعم الصحة النفسية والعقلية للأطفال المتعطشين إلى الأنشطة الترفيهية، الذين يستمتعون بالمقطوعات الموسيقية التي تؤديها ويرددون الأغاني الشعبية، ما يخرجهم من أجواء الحرب ويحجب أزيز الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي لا تغادر سماء قطاع غزة، وتؤرق العديد من سكانه.
على مدار الساعة، تحلّق الطائرات الإسرائيلية من دون طيار التي يسميها الغزيون "الزنّانة" بسبب الضجيج الذي يحدثه صوتها، والتي يمكن مشاهدتها من أي مكان في القطاع الساحلي الضيق والمكتظ جداً بالسكان.
وقد جعل الإسرائيليون من طائرات الاستطلاع هذا جزءًا من حياة الفلسطينيين، وبات صوتها المزعج راسخًا في رؤوسهم وأصبحت نذير شؤم ومصدر قلق لهم، إذ يقول أغلب السكان إنها "مثل الغراب" تحوم دائمًا في سماء غزة.
خمسة وسبعون يوما على الحرب في غزة| هنية يزور مصر، وقصف مستمر على القطاعشاهد: بحثاً عن أخبار الحرب.. عودة أجهزة الراديو إلى قطاع غزة شاهد: دخلوا إلى الكابيتول في جولة رسمية لكنهم فاجأوا الجميع بلافتات تندد بالحرب على غزةوتحاول رؤية مع بعض شباب المخيم الذين يؤدون رقصات مختلفة، تخفيف معاناة الأطفال الذين يعيشون مأساة إنسانية حقيقة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وبعد النزوح من منازلهم في شمال القطاع ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، والتي تحوّلت إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت مئات الخيام باستخدام الخشب وأغطية بلاستيكية.
وتقدر السلطات المحلية عدد النازحين بنحو 700 ألف نازح، يقيمون في مراكز الإيواء وفي منازل أقارب وأصدقاء.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حزب فرنسا الأبية يعتبر قانون الهجرة "مقززا" بعد إقراره من قبل البرلمان الفرنسي شاهد: شرطة تشيلي تشن مداهمات وتعثر على أموال وأسلحة على خلفية أكبر "احتيال ضريبي" في تاريخ البلاد شاهد: القصف الجوي لقطاع غزة يعود بشراسة.. ومجمعات سكنية كاملة سُويت بالأرض في رفح رفح - معبر رفح حصار غزة حركة حماس مخيمات اللاجئين الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: رفح معبر رفح حصار غزة حركة حماس مخيمات اللاجئين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قصف قطاع غزة غزة فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إسرائيل قصف قطاع غزة غزة فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني یعرض الآن Next قطاع غزة الحرب فی
إقرأ أيضاً:
طائرات "الإنزال الجوي".. صفيرها لأطفال مجوّعين وحمولتها لـ"مناطق حمراء"
غزة - خاص صفا
بعد أن انقطعت أنفاسهم وهم يركضون وأعينهم تحدق بالمظلات التي أسقطتها طائرات الإنزال الجوي للمساعدات، وإذ بها تستقر للمرة الثانية في منطقة يتواجد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى أعتاب قريبة من منطقة قيزان النجار شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، توقفت جموع اللاهثين وراء صناديق المساعدات التي أسقطتها إحدى الطائرات العربية، بتنسيق مع جيش الاحتلال، لتكون من نصيب الأخير.
يستهزىء محمد شراب أحد الشبان الذين حاولوا الوصول للمساعدات الجوية: "هذا نظام منكم وإليكم"، في إشارة لسقوطها بمنطقة يتواجد بها الجيش.
وبدأت طائرات من بعض الدول العربية منها الإمارات والأردن ومصر، بعمليات إنزال جوي للمساعدات عبر المظلات، بعد سماح جيش الاحتلال لها بذلك، في ظل حرب إبادة ومجاعة تتعرض لها غزة منذ خمسة أشهر.
منهم وإلى الجيش
يضيف شراب "بالأمس نزلت المظلات قرب جورت اللوت وما لحقناها، واليومي قيزان النجار، وبالتأكيد الجيش هناك يتلقفها".
يكمل متعجبًا "لما فكّر العرب يساعدوننا، أنزلوا المساعدات على الجيش الذي يقتلنا!".
وباستخدام هاتفها النقال وثقت الفتاة شيماء أبو تيم، سقوط مظلات المساعدات قرب سجن أصداء ظهر اليوم.
وهي تقول: "وين مكان الجيش نزلت، وكأن الطيّار حاسبها بالملم".
وتضيف "الناس تركض وراء المظلات وبعضهم أكمل طريقه والمعظم عاد، لأن الدبابات قريبة من مدينة حمد، وأصدر ومن يصل هناك يستشهد، لأنها منطقة حمراء".
لكن الطفل عَمر وأقرانه لا يتمتعون إلا بصوت ومنظر الطائرة وهي تمر من فوق خيامهم بمنطقة المواصي في خانيونس، غير آبهين لما تحمله من طعام، رغم وجوههم الشاحبة جوعًا وفقرًا وحربًا.
وفي الوقت الذي تسقط فيه صناديق الإنزال الجوي بمناطق يصنفها جيش الاحتلال بأنها حمراء، ويقتل كل من يخطوها، تقتل صناديق أخرى بعض المجوعين داخل خيامهم أو منتظريها، بسقوطها المفاجىء فوق رؤوسهم.
وتؤكد منظمات أممية أن عمليات الإنزال الجوي ليست سوى مزيد من الإذلال والتجويع، وهي لا تكفي أدنى احتياجات سكان القطاع، الذين يعانون من مجاعة، أودت بحياتك ما يزيد عن 147 مدنيًا معظمهم أطفال.
وخلال عمليات الإنزال الجوي أصيب عشرات المواطنين بجراح متفاوتة، مع العلم أن هذه العمليات سبق وأن ثبت فشلها وعدم نجاعتها، حينما تم تنفيذها خلال فترة وجيزة من العام الأول لحرب الإبادة على غزة، المستمرة منذ أكتوبر عام 2023.
ويتم إسقاط حوالي 52 طردًا في اليوم على قطاع غزة من قبل الأردن ومصر والإمارات، بشكل عشوائي، وهو ما يجعل بعضها يسقط في مياه البحر.
ومن المتوقع أن تنضم ألمانيا وفرنسا أيضًا إلى عمليات الإنزال الجوي.
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة يحدث ضجة إعلامية لكن ليس له أي تأثير على الأرض.
وتشير الوكالة الأممية إلى أن ما ألقي على قطاع غزة من خلال الإنزالات الجوية يساوي أقل من 1% من حاجة قطاع غزة اليومية.
ويؤكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر أن واحدًا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام.
ووصفت حركة "حماس" عمليات الإنزال الجوي بأنها "مسرحية هزلية"، مؤكدة أن إدخال الغذاء والدواء فوراً وبطريقة كريمة هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 59,821 شهيدًا بالإضافة لـ 144,851 إصابة، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.