مسرح المصلبة يشهد الحان العود وتراتيل البحارة
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
صراحة نيوز- من على شرفات شارع الأعمدة، حيث التاريخ يروي أمجاد المكان، والعراقة تفوح من حجارة الزمان، تمازجت ألحان العود والبزق بتراتيل البحارة وقرع الدف، فارتفعت مع الأمواج لثغر الأردن الباسم أنشودة حب واعتزاز.
وفي هذه الأجواء المفعمة بالفن والتراث، كان الحضور على موعد مع فرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية، التي تأسست عام 2000 بقيادة الأستاذ عماد الكبليتي، وقدمت عروضاً مميزة تعكس هوية الجنوب الأردني، ضمن سلسلة مشاركاتها في مهرجانات محلية وعربية ودولية.
وقدّمت البرنامج الإعلامية نسرين سميرات، التي أضفت بحضورها رونقًا خاصًا على الأمسية.
وتأكيدًا على اعتزاز مهرجان جرش بالفنان الأردني، اعتلت المسرح مجموعة من الفنانين المحليين الذين قدموا وصلات غنائية تنوّعت بين الوطنية والتراثية والطربية، عبروا من خلالها عن روح الأردن وأصالته. من أبرز المشاركين: خالد جمال، شريف زواتي، عمر السقار، وإيهاب السقار، الذين أطربوا الجمهور بمزيج من الأغاني التي تغنّت بالوطن والقائد، وعبّرت عن تاريخ الأردن الغني.
شارع الأعمدة
أما شارع الأعمدة، الذي يضج بأنين الأمس ونبض الحاضر، فقد استضاف ألحان البادية بطربها الأصيل مع عازف الربابة سامح صبحي عبده موسى، حيث قدّم مجموعة من الأغاني التراثية مثل: يا عنيدي يا يابه، سافر يا حبيبي وارجع، بالإضافة إلى الأغاني الوطنية كـ “جيشنا جيش الأبطال”، التي تفاعل معها جمهور المهرجان بحرارة.
كما شهد الشارع فعالية فنية لافتة تمثلت في رسم البورتريه الحي، ما أضفى طابعًا بصريًا فنيًا إضافيًا يعكس روح المهرجان الإبداعية.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن
إقرأ أيضاً:
مسرح العرائس
كان مسرح العرائس في ستينيات القرن الماضي يقدم المتعة والجمال والدهشة في آنٍ واحد. ولعل أبرز نقاط قوته تمثلت في إدارته التي اضطلع بها الفنان المتميز صلاح السقا، عبر انفتاحه التام على تجارب الخارج، شرقا وغربا، في مجال مسرح العرائس، مع استلهامٍ موازٍ للتراث والفلكلور الشعبي، لتقديم تجربة مسرحية مصرية خالصة.
وقد نجح السقا في تحقيق رؤيته، فجعل من هذا المسرح الصغير قبلة لكل محبي فن العرائس في مصر، كما جذب اهتمام الأطفال لمتابعة عروض مدهشة تداعب خيالهم وتحفّزهم، بل وتجعلهم في كثير من الأحيان جزءا من اللعبة المسرحية نفسها.
وتعرّف جمهور مسرح الطفل من خلاله على فن المسرح الأسود، وهو نوع مسرحي يعتمد على إضاءة خاصة تُعرف بـ"الألترا فايلوت"، تُظهر فقط اللون الفسفوري في محيط خشبة مسرح سوداء بالكامل، وكان ذلك مبهرا بحق، وقدّم عالما سحريا شديد الثراء والجمال.
كما كان البانتوميم أو التمثيل الإيمائي محط اهتمام كبير، خاصة عند تفاعل الممثل الإيمائي مع الدمية (الماريونيت)، وهو ما كان يعدّ في حينه تجربة مذهلة وفريدة من نوعها.
وبالطبع، لا يمكن الحديث عن مسرح العرائس دون ذكر أوبريت "الليلة الكبيرة"، هذا العمل الخالد الذي يُعدّ نموذجا فنيا رفيعا في استلهام التراث الشعبي وصياغته في تجربة جمالية عالية الإبداع والفنية.
وقد حشد له صلاح السقا كل مقوّمات النجاح: اتفق مع صلاح جاهين على كتابة النص بكلماته الشعرية البديعة، واستعان بـسيد مكاوي للتلحين والغناء، وتولى هو بنفسه مهمة الإخراج، فيما صمّم العرائس الفنان الكبير ناجي شاكر، الذي أبدع في إخراجها بصورة مدهشة. وهكذا خرج العمل إلى النور، محققا حضورا استثنائيا في الذاكرة الجمعية المصرية.
أجيالٌ كاملة تسنّى لها مشاهدته مرارا عبر شاشات التلفزيون أو من خلال إعادة تقديمه ضمن ريبيرتوار المسرح، فحفظت عن ظهر قلب مشاهده وأغانيه الخالدة، كمقاطع: "أنا شجيع السيما"، و"يا غزال يا غزال"، "يا ولاد الحلال بنت تايهة".. وغيرها.
هكذا كان المسرح.. هكذا كان الجمال.. وهكذا نأمل، بكل شوق، في عودة هذا الجمال إلى مسرح العرائس في مصرنا الحبيبة.