زعمت صحيفة عربية، العثور على مقاطع فيديو يظهر فيها القائد العام لـ"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد الضيف، وهو يمشي على قدميه، وبحالة أفضل بكثير من التقديرات الاستخباراتية في إسرائيل حول صحته.

وادعت صحيفة "معاريف" في تقريرها المعنون بـ"فشل آخر لنجوم المخابرات؟"، أن إسرائيل وفي إطار عملية جمع المعلومات الاستخباراتية في قطاع غزة، عثرت على عدة مقاطع فيديو حديثة يظهر فيها الضيف، حيث شوهد في أحدها وهو يمشي على قدميه، وإن كان يعرج بشكل طفيف.

وأضافت: "في فيديو آخر يجلس في مكان مختلف".

وقالت الصحيفة العبرية: "يبدو من مقاطع الفيديو أن حالة الضيف أفضل بكثير مما تم تقديره استخباراتيا في إسرائيل، بعد سلسلة طويلة من الهجمات ومحاولات اغتيال".

وأردفت بأن "الضيف نجا من 7 محاولات اغتيال على مر السنين وأُصيب في 4 منها، وفي بعض المحاولات، أُصيب بجروح خطيرة وشُفي".

واعتبرت أن "حقيقة أن الضيف على قيد الحياة ويعمل وبحالة جيدة نسبيًا، بل إنه قادر على المشي بمفرده ويظهر استقلالًا وظيفيًا جسديًا، تتعارض تمامًا مع التقييمات الاستخباراتية المفصلة في قضيته في السنوات الأخيرة".

اقرأ أيضاً

أبرزهم الضيف والسنوار.. خطة سعودية فرنسية لنفي قادة حماس إلى الجزائر

وذكرت أنه "حتى اكتشاف هذه الفيديوهات"، كانت تقديرات الاحتلال أن الضيف "يتنقل في سيارات الإسعاف، ويستخدم الكراسي المتحركة، ويعاني من صعوبات وظيفية كثيرة".

وسبق أن ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، أنه فيما لا يُعرف سوى القليل عن الضيف، إلا أن التقارير المتكررة في إسرائيل، تقول، منذ أكثر من عقد، إن قائد "القسام" فقد ساقيه وذراعه، نتيجة غارة جوية إسرائيلية، في واحدة من حوالي سبع محاولات إسرائيلية فاشلة لقتله.

وحسب الصحيفة، فقد أفاد وزير الزراعة الإسرائيلي الحالي آفي ديختر، قبل حوالي 20 عاما، بأن الضيف أصيب بشلل جزئي.

وأدلى ديختر بهذا التعليق بعد مغادرته إدارة جهاز "الشاباك"، الذي قاده حتى عام 2005، في أعقاب غارة إسرائيلية، أشارت تقديرات إسرائيلية حينها بأنها أدت إلى بتر ساقي الضيف.

وكان تصريح ديختر آخر تعليق رسمي على حالة قائد كتائب "القسام".

كما لفت موقع "واينت" العبري، إلى أنه وفقا للأدلة التي عثرت عليها قوات الجيش الإسرائيلي في غزة في الأسابيع الأخيرة، لا يزال الضيف يستخدم أحيانا كرسيا متحركا.

اقرأ أيضاً

سوليفان: مرحلة جديدة من حرب غزة وإسرائيل ستواصل مطاردة السنوار والضيف

وذكر التقرير أن، الضيف كان يلعب دورا نشطا في قيادة القتال في غزة.

وجاء ما كشفت عنه صحيفة "معاريف" لتدحض كل المزاعم المنتشرة في إسرائيل، والصادرة عن استخباراتها، منذ سنوات.

ولنفي التناقض بين تقديراته وما أظهرته الفيديوهات المزعومة، سارعت إذاعة جيش الاحتلال الأربعاء، للادعاء أن "ما كشفته يتطابق مع المعلومات الاستخباراتية ولم تفاجئ الجيش".

ونقلاً عن مصدرين (لم تذكر الإذاعة اسميهما)، فإن القوات الإسرائيلية كانت "على علم بحالة الضيف منذ عدة سنوات"، على الرغْم من التقديرات السابقة التي ذهبت إلى أن الضيف فقد ساقيه وذراعه، إثر ضربات إسرائيلية كانت "مقصودة" منذ أكثر من عقد من الزمن.

وقلما يتحدث الضيف، ولا يظهر أبداً علناً، وكان آخر تسجيل صوتي له في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أعلن عملية "طوفان الأقصى"، والتي أسفرت عن مقتل واعتقال عدد كبير من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.

وقال الضيف في كلمة مسجلة حينها، إن "طوفان الأقصى" تأتي في "ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتنكّر للقوانين الدولية، وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي".

ولم يصدر أي تعليق من كتائب "القسام" أو حركة "حماس"، حول ما ذكرته الصحف العبرية، أو الحالة الصحية للضيف.

اقرأ أيضاً

محمد الضيف.. فنان فلسطين الذي أصبح أيقونة للعلميات الموجعة لإسرائيل

والأسبوع الماضي، قام الجيش الإسرائيلي، بتوزيع منشورات في قطاع غزة، ووعد بجائزة نقدية كبيرة بقيمة 100 ألف دولار وأكثر، لأولئك الذين سيقدمون معلومات موثوقة عن مكان وجود مسؤولي حماس، وعلى رأسهم الضيف.

ولم يظهر الضيف، سوى ثلاث مرات طوال عقدين صوتا وصورة معتمة، فلا أحد يعرفه على وجه اليقين غير صفوة من رجال المقاومة الإسلامية "حماس"، ولا تعرفه إسرائيل إلا بتلك الصورة المعتمة والصوت نفسه، وهي تسعى وراءه منذ عقود.

ولكن الجميع يعرفه رمز المقاومة في فلسطين، الذي أطلق "طوفان الأقصى" بالحضور ذاته الذي بات كابوسا لإسرائيل.

والضيف في الأصل، فنان مسرحي وسياسي فلسطيني، ساهم بتأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تسمى "العائدون"، قبل أن يصبح أحد أهم المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثم عين قائدا عاما للجناح العسكري في كتائب "القسام".

شخصية الضيف محاطة بالغموض، وارتبط اسمه دائما بالحذر والحيطة وسرعة البديهة، ولا يظهر إلا لماما، ولم يظهر منذ محاولة اغتيال فاشلة، من بين عدة محاولات، أواخر سبتمبر/أيلول 2002 إلا في تصريحات ترتبط بعمليات عسكرية للمقاومة.

وتغيرت ملامح الضيف التي تبدو في صورته الوحيدة المعروفة، ولا تملك المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ولا جهاز الاستخبارات العسكرية (الشاباك) صورة واضحة عن شخصية من يسميانه "الرجل الأفعى"، فقط ثلاث صور، إحداها لظله وثانيهما مأخوذة من ملفاته القديمة حين كان شابا، وصورة أخرى وهو ملثم، لذلك هو الهاجس الأول لإسرائيل والمطلوب رقم واحد لديها.

وتبرر "الموساد" عجزها عن تصفيته بكونه "هدفا يتمتع بقدرة غير عادية على البقاء، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تقصف منزل والد محمد الضيف وتقتل شقيقه و3 من أفراد عائلته

ويقول من عرفه خلال سنوات شبابه، إنه رجل حاد الذكاء، ويتمتع بحضور قوي وحس أمني عال وقدرة كبيرة على التخفي إذا أراد، إضافة إلى ملكة التخطيط والضبط والربط واستنباط الحلول.

وتشير بعض الشهادات إلى أن الضيف كان صانع قنابل بارعا، وقد درس على يد قائد "القسام" الراحل الشهيد يحيى عياش الملقب بـ"المهندس"، كما أنه شارك منذ سنوات في تصنيع أول الصواريخ التي أصبحت لاحقا ترسانة كبرى لدى فصائل المقاومة، وهو أيضا مهندس برنامج بناء شبكات الأنفاق الأرضية الذي استمر لنحو 10 سنوات.

وكان الضيف، الذي استمد كنيته هذه من تنقله الدائم بين منازل الفلسطينيين وحلوله ضيفا عليهم خشية الاغتيالات الإسرائيلية، رقما ثابتا في أربع حروب خاضتها المقاومة ضد إسرائيل أعوام 2008 (معركة الفرقان) و2012 (حجارة السجيل) و2014 (العصف المأكول) و2021 (سيف القدس).

ورغم ظهوره النادر، فإن الضيف اكتسب طوال النزالات السابقة مع إسرائيل هالة من الاحترام كقائد عسكري داخل حركة "حماس"، وفصائل المقاومة وبين جموع الفلسطينيين.

وكان هتاف "حط السيف قبال السيف.. إحنا رجال محمد ضيف" أحد أكثر شعارات ترديدا في مظاهرات الفلسطينيين بالضفة والأقصى وفي الداخل الفلسطيني منذ العام 2021.

ومن شأن عملية "طوفان الأقصى" بنجاحاتها العسكرية أن تحوله إلى شخصية أيقونية.

ولا يظهر الضيف أبدا على شاشات الإعلام، وكل ما يعرف عنه هو تصريحاته المكتوبة أو المسجلة، مما يجعل نجاح المخابرات الإسرائيلية في تصفيته أمرا صعبا.

اقرأ أيضاً

الضيف الخفي.. قائد أركان المقاومة الذي هزم الجيش الإسرائيلي

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محمد الضيف الضيف حماس القسام إسرائيل الاستخبارات الإسرائيلية صحيفة عبرية طوفان الأقصى فی إسرائیل اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الشعب المصري الوحيد الذي يعتبر إسرائيل عدوا للأمة العربية

أكد العميد محمود محيي الدين، الخبير العسكري، أن الشاباك شكل فرقا لإقناع سكان قطاع غزة على النزوح وترك أماكنهم والعمل على إجلائهم من قطاع غزة .

15 شهيدا في غارات إسرائيلية تستهدف منازل بجباليا شمال قطاع غزةخبير عسكري: إسرائيل تسعى إلى اجتزاء 35 % من مساحة قطاع غزةتل أبيب تشهد مظاهرات حاشدة للمطالبة بوقف الحرب في غزة وإنجاز صفقة تبادلأحمد موسى: مؤسسة غزة الإنسانية معمولة عشان تهجير الفلسطينيين

وقال محمود محيي الدين في حواره مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج " على مسئوليتي " المذاع على قناة " صدى البلد"، :" الجانب الإسرائيلي يعلم أن الشعب الفلسطيني يرفض  الخروج من قطاع غزة".


وتابع محمود محيي الدين :"  الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين ثابت وهو الرافض لتهجير الفلسطينيين".

وأكمل محمود محيي الدين :"هناك علاقات سياسية بين مصر وإسرائيل وهناك اتفاقية سلام لكن الشعب المصري يرفض التطبيع مع إسرائيل والشعب المصري يعتبر إسرائيل عدوا حقيقيا".


ولفت محمود محيي الدين :"  الشعب المصري هو الوحيد الذي يعتبر إسرائيل عدوا للأمة العربية بأكملها".

وتابع محمود محيي الدين :" الشعب المصري يرفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي واتفاقية السلام مع إسرائيل هي مسار سياسي".

طباعة شارك غزة قطاع غزة فلسطين الاحتلال اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • صحيفة: إسرائيل ستقدم مقترحا لحل القضايا الخلافية مع "حماس"
  • خبير عسكري: الشعب المصري الوحيد الذي يعتبر إسرائيل عدوا للأمة العربية
  • ضابط إسرائيلي: حماس درست نقاط ضعف جيشنا واستغلتها في عملياتها
  • رومي القحطاني ترد على شائعة وفاتها: بصحة جيدة والإجراءات القانونية جارية
  • صحيفة تكشف كيف أطال نتنياهو الحرب في غزة ليبقى في السلطة
  • محللون: فيديو القسام يمس الكرامة الإسرائيلية ورسالة تفاوض بالنار
  • مواقع إخبارية عبرية : حدث أمني صعب في غزة
  • حماس تشيد بالعملية البطولية في الخليل
  • أول تعليق من حركة حماس على عملية الطعن في بلدة رمانة
  • حماس تصر على مطالبها ونتنياهو يريد صفقة لكن ليس بأي ثمن