الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤبن الأمير الراحل
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الأربعاء فقيد دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية سمو «أمير الحكمة والعفو والسلام» أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه.
وخلال جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة لتأبين المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد، وقف المشاركون دقيقة صمت حدادا على روحه الطاهرة مستذكرين مناقبه ومآثره.
«نماء» الخيرية تهنئ سمو الأمير بتولي مسند الإمارة ومقاليد الحكم منذ 4 ساعات الحُزن يلفُّ السفارات حول العالم... بوفاة الأمير الراحل منذ 4 ساعات
وفي هذه المناسبة قال رئيس الجمعية دينيس فرانسيس في كلمته بمستهل الجلسة «تميز عهد الأمير الراحل بالخدمة العامة والالتزام بمبادئ الوحدة والكرامة والتضامن وكان معروفا ببراعته الديبلوماسية على المستوى الوطني والخارجي».
وذكر فرانسيس أن الأمير الراحل طيب الله ثراه «كان يحظى باحترام كبير باعتباره موحدا» واستشهد بقيادته الحكيمة للبلاد نحو التقدم ومحافظته على تقاليدها في التعددية.
ولفت إلى أن انتخاب دولة الكويت لعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة هو رمز لرؤية الأمير الراحل طيب الله ثراه لعالم أكثر سلاما، مؤكدا أن تلك الرؤية «ستكون مفيدة في إيجاد حل دائم للأزمة في غزة».
ودعا رئيس الجمعية العامة الأعضاء إلى تكريم إرث سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمته «اليوم يجمعنا الحزن على وفاة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل وأود أن أتقدم بخالص التعازي لأسرة سموه ولحكومة وشعب الكويت».
واستذكر غوتيريس مناقب سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه بقوله «كرس الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حياته لشعب الكويت وعلى مدى ما يقرب من ستة عقود، على الصعيدين المحلي والعالمي، خدم على أعلى المستويات الحكومية عبر مجموعة متنوعة من المناصب الوزارية».
وأضاف «وبعيدا عن حدود الكويت كان سموه رجل دولة محترما فقد كان مناصرا حازما للدبلوماسية الوقائية، وهو النهج الذي ساعد في تحديد دور الكويت بجميع أنحاء منطقة الخليج وحول العالم».
وتابع الأمين العام بقوله عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد «لقد كان صوتا ثابتا للاستقرار الإقليمي والعالمي والسلام والتعددية، وهي القيم والأهداف ذاتها التي تبث الحياة في هذه القاعة».
ولفت إلى أن سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه «كان إنسانيا كريما حيث ساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية وحشد الدعم لملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء المنطقة والعالم ويظل التزامه الشخصي بالحلول الجماعية لتحقيق السلام مصدر إلهام».
وذكر غوتيريس «بينما نكرم ذكرى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح دعونا نتذكر أيضا التزاماتنا، في هذه القاعة وفي المجتمعات حول العالم، تجاه المبادئ التي دافع عنها».
واستشهد بمبادئ سمو الأمير الراحل، داعيا إلى «التحلي بالحكمة في قراراتنا وتصرفاتنا وندرك تأثيرها على العالم من حولنا وعلى الأجيال القادمة بالإضافة إلى أن نتسامح مع بعضنا البعض ونتقبل اختلافاتنا ونتفهم وجهات نظر بعضنا البعض ونحترم قيمة كل شخص».
وأعرب عن أطيب تمنياته لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم.
وفي ختام كلمته، أكد الأمين العام أمام الجمعية العامة أن الأمم المتحدة ستواصل شراكتها القوية وصداقتها مع دولة الكويت «بينما نعمل على بناء عالم أفضل وأكثر سلاما وتسامحا لجميع الناس».
بدوره، قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي في كلمته «لقد فقدت دولة الكويت والأمتان العربية والإسلامية العابد الزاهد الحاكم العادل ذا التواضع والتراحم رحم الله قائدنا وحبيبنا ووالدنا حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح».
وأضاف البناي أن «صفحات التاريخ ستذكر بأن الكويت والعالم أجمع فقد أميرا آثر بنفسه على راحة شعبه ورفاهه وآثر بملذات الدنيا ليغنم بالآخرة فرحم الله من أحب شعبه وأوفى لهم فبادلوه الحب والوفاء».
وتابع: «إن الكلمات لن تعبر عما في قلوبنا والدموع لن تغسل الحزن والشجن ولكننا نصبر أنفسنا عندما نستعرض مسيرة حياة سموه الزاخرة والتي سيخلد التاريخ مناقبها ومآثرها المليئة بالعطاء في تنمية دولة الكويت ونهضتها وازدهارها والحفاظ على أمنها واستقرارها وصون وحدتها الوطنية ولحمة أبنائها قاطبة».
وذكر أن «دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية ترثي سموه رحمه الله وتقول له كريما كنت عزيزا عشت قويا سرت بلادا أنرت وحين رحلت قلوب فطرت فأنت الذي إذا غبت حضرت».
وأكد السفير الكويتي أن «سمو الأمير الراحل كان وما زال وسيظل حاضرا في ضمائرنا ووجداننا فسيبقى نواف الخير والعطاء والرحمة والتسامح خالدا في قلوب شعب تباكى على رحيله وتسابق إلى تشييعه فالتاريخ يكرم ويبجل من أفنى حياته لخدمة الناس».
وأعرب البناي عن تقديره للأشقاء والأصدقاء بقوله «لقد غمرتمونا بمشاعركم الصادقة ومشاركتكم عزائنا وحزننا فإن المصاب واحد وإن التفافكم حولنا يؤكد على أن فقيدنا هو فقيدكم فلقد فقد العالم رجلا جسد أسمى معاني الإنسانية والرحمة قبل أن يفقد العالم حاكما».
وأردف: «وإذ نؤبن سموه رحمه الله فإننا نبارك لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تأديته اليمين الدستورية أمام السلطة التشريعية والتنفيذية في بيت الشعب».
ولفت البناي إلى أنه «في مثل هذه الحالات يتجلى شموخ الدستور المحكم لدولة الكويت ومن أرسى قواعده وآلياته من الآباء المؤسسين قبل ستة عقود من الزمن والتي نظمت انتقال السلطة بأجمل وأحكم أشكالها».
وأضاف «نتضرع إلى الباري عز وجل أن يوفق أمير بلادنا حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وأن يهيئ له سبل التوفيق والنجاح لمواصلة مسيرة الخير والنماء والإسهام في قيادة بلدنا العزيز إلى ما نصبو إليه من رفعة».
المصدر: الراي
كلمات دلالية: الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح سمو الأمیر الراحل الجمعیة العامة دولة الکویت صاحب السمو إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماكرون: التزام تاريخي بالسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط
حسن الورفلي (القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، فيما تواصل مصر وقطر جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب الدائرة هناك.
وأعلنت دول عدة، من بينها السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن وفلسطين، ترحيبها بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبرة ذلك خطوة «فارقة وتاريخية»، تدعم إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ونشر ماكرون، الذي أعلن عن القرار عبر منصة «إكس»، رسالة بعث بها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤكد فيها عزم فرنسا على المضي قدما في الاعتراف بدولة فلسطينية والعمل على إقناع الشركاء الآخرين بأن يحذو حذوها.
وقال ماكرون: «وفاء لالتزامها التاريخي بالسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين»، مضيفاً: «سألقي هذا الإعلان الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل».
وستصبح فرنسا، أول دولة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية، فيما سارعت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إعلانهما «رفض خطة ماكرون».
ودرس المسؤولون الفرنسيون في البداية هذه الخطوة قبل مؤتمر للأمم المتحدة كانت فرنسا والسعودية تعتزمان استضافته في يونيو لوضع معايير خارطة طريق لدولة فلسطينية.
وتأجل المؤتمر بعد اندلاع الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوماً.
وتحدد موعد جديد للمؤتمر ليكون على مستوى الوزراء يومي 28 و29 يوليو، على أن يُعقد حدث ثان بمشاركة رؤساء الدول والحكومات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
ورغم تأييد بريطانيا المعلن للاعتراف بدولة فلسطينية، لكنها أكدت أن ذلك يمكن أن يكون في مرحلة لاحقة، وأن الأولوية الآن يجب أن تكون تخفيف المعاناة في قطاع غزة وتوصل إسرائيل و«حماس» إلى وقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن إقامة دولة فلسطينية هو «حق أصيل للشعب الفلسطيني»، وجدد دعوته لوقف إطلاق النار باعتباره خطوة ضرورية نحو تحقيق حل الدولتين.
وأكد ستارمر عقد محادثات طارئة مع فرنسا وألمانيا حول غزة، حيث أدان «المعاناة والجوع» هناك ووصفهما بأنهما «لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما».
من جهتها، أعلنت ألمانيا أنها لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في المدى القريب، فيما قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يقترن باعتراف هذه الدولة الجديدة بإسرائيل.
يأتي ذلك فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب، حسبما أفاد بيان مشترك أصدرته كل من قطر ومصر، باعتبارها طرفا الوساطة، فيما أعلنت كل من إسرائيل والولايات المتحدة سحب وفديهما من المفاوضات التي عقدت على مدار أسابيع في الدوحة.
واتهم كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحات منفصلة، حركة «حماس» بأنها لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار.
لكن قطر ومصر أكدتا، في بيانهما المشترك، إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وأوضحتا أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة.
ودعت الدولتان إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشدد على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات.
في الأثناء، تواصلت الدعوات الدولية من أجل «إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فوراً»، بالتزامن مع تحذير أصدرته الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من خطر مجاعة وشيكة وواسعة النطاق في القطاع.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن حوالى ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام.
ودعت باريس ولندن وبرلين الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً، مذكرة إسرائيل بأن عليها احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
كما حذر، أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، من استمرار ما يحدث في غزة من أزمة إنسانية غير أخلاقية تتحدى الضمير العالمي.
واستنكرت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم الأزمة الإنسانية بسبب نقص الغذاء في القطاع الفلسطيني.
في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة إنّ أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم جوعاً في القطاع الفلسطيني منذ أن منعت إسرائيل وصول الإمدادات إليه في مارس الماضي.
وأشارت إلى أن عدد ما وصل إلى المستشفيات من ضحايا المساعدات بلغ 9 قتلى وأكثر من 45 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي ضحايا لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,092 قتيلاً وأكثر من 7,320 إصابة.