حسن الورفلي (القاهرة) 

أخبار ذات صلة إسرائيل تسمح بإسقاط المساعدات إلى غزة دخول 161 شاحنة مساعدات لغزة

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، فيما تواصل مصر وقطر جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب الدائرة هناك.

 
وأعلنت دول عدة، من بينها السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن وفلسطين، ترحيبها بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبرة ذلك خطوة «فارقة وتاريخية»، تدعم إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ونشر ماكرون، الذي أعلن عن القرار عبر منصة «إكس»، رسالة بعث بها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤكد فيها عزم فرنسا على المضي قدما في الاعتراف بدولة فلسطينية والعمل على إقناع الشركاء الآخرين بأن يحذو حذوها.
وقال ماكرون: «وفاء لالتزامها التاريخي بالسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين»، مضيفاً: «سألقي هذا الإعلان الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل».
وستصبح فرنسا، أول دولة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية، فيما سارعت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إعلانهما «رفض خطة ماكرون».
ودرس المسؤولون الفرنسيون في البداية هذه الخطوة قبل مؤتمر للأمم المتحدة كانت فرنسا والسعودية تعتزمان استضافته في يونيو لوضع معايير خارطة طريق لدولة فلسطينية.
وتأجل المؤتمر بعد اندلاع الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوماً.
وتحدد موعد جديد للمؤتمر ليكون على مستوى الوزراء يومي 28 و29 يوليو، على أن يُعقد حدث ثان بمشاركة رؤساء الدول والحكومات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
ورغم تأييد بريطانيا المعلن للاعتراف بدولة فلسطينية، لكنها أكدت أن ذلك يمكن أن يكون في مرحلة لاحقة، وأن الأولوية الآن يجب أن تكون تخفيف المعاناة في قطاع غزة وتوصل إسرائيل و«حماس» إلى وقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن إقامة دولة فلسطينية هو «حق أصيل للشعب الفلسطيني»، وجدد دعوته لوقف إطلاق النار باعتباره خطوة ضرورية نحو تحقيق حل الدولتين.
وأكد ستارمر عقد محادثات طارئة مع فرنسا وألمانيا حول غزة، حيث أدان «المعاناة والجوع» هناك ووصفهما بأنهما «لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما». 
من جهتها، أعلنت ألمانيا أنها لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في المدى القريب، فيما قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يقترن باعتراف هذه الدولة الجديدة بإسرائيل.
يأتي ذلك فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب، حسبما أفاد بيان مشترك أصدرته كل من قطر ومصر، باعتبارها طرفا الوساطة، فيما أعلنت كل من إسرائيل والولايات المتحدة سحب وفديهما من المفاوضات التي عقدت على مدار أسابيع في الدوحة.  
واتهم كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحات منفصلة، حركة «حماس» بأنها لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار.
لكن قطر ومصر أكدتا، في بيانهما المشترك، إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وأوضحتا أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة.
ودعت الدولتان إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشدد على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات. 
في الأثناء، تواصلت الدعوات الدولية من أجل «إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فوراً»، بالتزامن مع تحذير أصدرته الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من خطر مجاعة وشيكة وواسعة النطاق في القطاع.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن حوالى ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام.
ودعت باريس ولندن وبرلين الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً، مذكرة إسرائيل بأن عليها احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
كما حذر، أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، من استمرار ما يحدث في غزة من أزمة إنسانية غير أخلاقية تتحدى الضمير العالمي.
واستنكرت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم الأزمة الإنسانية بسبب نقص الغذاء في القطاع الفلسطيني. 
في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة إنّ أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم جوعاً في القطاع الفلسطيني منذ أن منعت إسرائيل وصول الإمدادات إليه في مارس الماضي. 
وأشارت إلى أن عدد ما وصل إلى المستشفيات من ضحايا المساعدات بلغ 9 قتلى وأكثر من 45 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي ضحايا لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,092 قتيلاً وأكثر من 7,320 إصابة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السلام في الشرق الأوسط الشرق الأوسط إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي فرنسا الاعتراف بفلسطين الاعتراف بدولة فلسطين فلسطين إسرائيل الجمعية العامة للأمم المتحدة مصر قطر بدولة فلسطینیة الاعتراف بدولة للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى أكتوبر..السيسي: تجربة مصر مع إسرائيل نموذج للسلام العادل والمصالحة

أكد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي أن تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم إلا عبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، وإعادة الحقوق لأصحابها، مشدداً على أن السلام المفروض بالقوة لا يولّد إلا احتقانا، بينما السلام المبني على العدل يؤدي إلى تطبيع حقيقي وتعايش مستدام بين الشعوب.

جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها الاثنين بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، حيث وجه التحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد عامين من الحرب والدمار، مؤكداً أن وقف النار، وإعادة الأسرى، وإعمار غزة، والبدء بمسار سياسي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، يعني السير على الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار.



الحفاظ على منظومة السلام الإقليمية
وشدد السيسي على أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي شكلت إطاراً للاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن توسيع نطاق هذه المنظومة لن يكون إلا من خلال تعزيز ركائزها على أساس العدالة وضمان حقوق الشعوب في الحياة، والتعاون لإنهاء الصراعات وتحقيق التكامل والرخاء.

استعرض السيسي دور ملحمة أكتوبر في تعزيز روح التخطيط والعمل المنسق والتماسك الداخلي، قائلاً:
"علمتنا ملحمة أكتوبر أن النصر لا يُمنح، بل يُنتزع، وأن التخطيط المحكم والعمل المخلص والتنسيق بين مؤسسات الدولة، واليقين بنصر الله، هي مفاتيح النصر والمجد".

وأشار إلى أن السادس من تشرين الأول/أكتوبر أضاف لمصر والعرب فخرا ومجدا، وكان يوماً وقف فيه العالم احتراماً لعظمة وإرادة المصريين ووحدة القرار العربي، موجهاً التحية لروح الرئيس الراحل أنور السادات وقادة القوات المسلحة وكل من شارك في الدفاع عن الوطن.

وأوضح السيسي أن روح أكتوبر تلهم اليوم في بناء مصر الحديثة، التي تستحق مكانتها بين الدول الكبرى، مؤكداً أن الأوضاع الإقليمية الراهنة تتطلب استدعاء هذه الروح لتجاوز التحديات وتحقيق التقدم.



السلام مع إسرائيل: نموذج تاريخي
وتطرق السيسي إلى التجربة المصرية في السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنها لم تكن مجرد اتفاق، بل تأسيساً لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد للسلام الدائم، مشدداً على أن المصالحة وليس المواجهة هي الطريق لبناء مستقبل آمن لأبناء المنطقة.

وفي ختام كلمته، طمأن السيسي الشعب المصري بأن الجيش المصري مستمر في أداء رسالته في حماية الوطن والحفاظ على حدوده، مشيراً إلى أن معركة السادس من تشرين الأول/أكتوبر لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة عزيمة وإيمان أثبتت قدرة الجندي المصري على صنع المستحيل عندما تتحد الإرادة الوطنية خلف هدف واحد: تحرير الأرض واستعادة الكرامة.

 بدأت حرب السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، حين انطلقت القوات المصرية في تمام الساعة الثانية ظهراً بخطة العبور الرمزية باسم "بدر"، وتمكنت من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع خلال ساعات قليلة، في واحدة من أعقد العمليات العسكرية في التاريخ الحديث.

توغلت القوات المصرية 20 كيلومتراً شرق القناة، بينما شنت القوات السورية عمليات في عمق هضبة الجولان، مع تدخل القوى الكبرى بشكل غير مباشر لتزويد الطرفين بالأسلحة، كما أسست الولايات المتحدة جسراً جوياً غير مسبوق لنقل معدات عسكرية متطورة للاحتلال الإسرائيلي أثناء سير العمليات، مستخدمة أقمارها الصناعية لتوجيه ضربات الجيش الإسرائيلي، وهو ما أظهر التعقيد الدولي للصراع في تلك المرحلة

مقالات مشابهة

  • التزام أمريكي بوقف دائم للنار ومطالب حماس تتوسع.. أجواء إيجابية بمحادثات «شرم الشيخ»
  • نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط لنضمن استمرار إسرائيل
  • ترامب يعبر عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق حول غزة
  • هل أصبحت باكستان ضامن الأمن الجديد في الشرق الأوسط ؟
  • أرقام قياسية حول تمويل حروب إسرائيل بأموال دافعي الضرائب بأميركا
  • الأمين العام للأمم المتحدة يجدد دعوته لتحقيق السلام في غزة
  • رئيس وزراء بريطانيا: أولويتنا إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات لغزة
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى أكتوبر تعكس روح النصر وتجدد التزام مصر بالسلام
  • السيسي: لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية مستقلة
  • في ذكرى أكتوبر..السيسي: تجربة مصر مع إسرائيل نموذج للسلام العادل والمصالحة