آخر تحديث: 21 دجنبر 2023 - 10:44 صبقلم: علي الصراف الأميركيون حائرون. يقترحون إعادة إحياء الجثة. ولكنهم ليسوا واثقين تماما مما يمكن أن تفعله. الإسرائيليون يقولون إنهم لم يحوّلوا السلطة الفلسطينية إلى جثة من أجل تنشيطها. وضعها الراهن ملائم تماما لمخططات اليمين النازي الحاكم.منذ السابع من أكتوبر، حتى اليوم، حوّلت قوات الاحتلال مناطق “سيطرة” السلطة الفلسطينية إلى منخل اقتحامات.

ما مرّ يوم من دون هجمات جديدة في بلدة أو أخرى، وصولا إلى رام الله. لا تعرف ماذا تفعل شرطة الرئيس محمود عباس. كما لا تعرف ما إذا كان “التنسيق الأمني” قد شمل هذه الاقتحامات، أم أن قادة “القوة الأمنية” الفلسطينية قد اكتشفوا مكانهم في التاريخ. ولكن هناك شيء واحد أكيد، هو أن قوات الاحتلال لم تقتحم غرفة نوم الرئيس عباس. تركوه نائما. لا يريدون أن يقلقوا راحة الجثة. هناك في الغرفة المجاورة لفندق السلطة، شخصيات أخرى، تبحث عن دور. أو تعتقد أنها، بمناسبة الاستعداد الأميركي للبحث عن بديل لحماس في غزة، تستطيع أن تلعب دورا، يؤكد للمراهنين على تحريك الجثة أنها سوف تتحرك بالمقدار الذي يرونه مناسبا.حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال “إن يوم الحساب قادم لحركة حماس”، يقصد مسؤوليتها عن الخراب في غزة. هناك من رأى في “محاسبة” الشيخ لحماس نوعا من تقديم “أوراق اعتماد” لإسرائيل لكي ترضى به خليفة لعباس. ومن ثم لكي ترضى بأن تلعب سلطة الجثة دورا في جدول أعمال “اليوم التالي”.ما غاب، على أيّ حال، هو أن “اليوم التالي” لن يأتي. وجدول الأعمال غير متفق عليه. ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في خضم النقاش مع الإدارة الأميركية “إن غزة لن تكون (حماسستان) ولا (فتحستان)”. أي أنه لا مكان في غزة لا لعباس و”أوراق الاعتماد” لن تعتمد، مما يغني الشيخ عن الحاجة للخوض في مستنقع الأوهام. وفي هذا المستنقع لن يكسب الشيخ وعدا بأيّ شيء. يقتضي الإنصاف القول إن الشيخ وضع محاسبته لحماس في إطار أعرض. قال “ما فيه حد يعتقد أنه فوق المحاسبة والمساءلة ويجب أن يكون هناك حوار وطني فلسطيني شامل مسؤول وأن نتحلى بالمسؤولية وبالجرأة وأن نواجه أنفسنا بكل صراحة وبكل مسؤولية ودون تردد، لا أحد فوق النقد”.الجدير بالنقد، هو السلطة الفلسطينية نفسها.أولا، لأنها تعرف مسبقا ما كانت تعده حماس لهذا اليوم. ربما أكثر مما تعرفه مخابرات إسرائيل.وثانيا، لأنها لم تظهر كسلطة جديرة بالاحترام، سواء من ناحية شرعيتها الدستورية، أو من ناحية شرعيتها السياسية. دستوريا، ظلت سلطة الرئيس عباس تهرب من استحقاقات الانتخابات. وسياسيا، لم تملك خيارا آخر سوى الرهان على أوسلو، والكلام الفارغ عن “تمسّكها” بحقوق الشعب الفلسطيني بينما يفلت كل شيء من بين يديها على أرض الواقع. تلك الأرض صارت تغص بالمستوطنات تحت أنف الجثة.وثالثا، راهنت على الانقسام، وتركت غزة لمصيرها، الذي تكتب أيديولوجيا حماس مراميه وعواقبه الآن. وفي الفراغ السياسي والإستراتيجي لبدائل المقاومة المسلحة، فقد كان من الطبيعي أن تظهر حماس وكأنها هي الجواب الصحيح. لا لشيء إلا لأنها “الجواب الوحيد”.عباس خاطب اللجنة التنفيذية، ذات يوم بالقول “منشان الله وين هاي المقاومة الشعبية السلمية إلّي لازم نعملها”. ولقد تشكلت لجنة فتحاوية، يعرفها الشيخ، لقيادة تلك المقاومة على اعتبار أنها بديل للمقاومة المسلحة. ثم اختفت. وقف فلسطيني ساخر ليقول لحاجز إسرائيلي بعيد “أنا مع المقاومة الشعبية السلمية. منشان الله اطلعوا من أرضنا. روحوا من هان، تظلكوش عندنا”، وعاد أدراجه مبتهجا بما أنجزه لـ”المقاومة الشعبية السلمية”. ولو أنه كان قريبا من الحاجز لأطلقوا عليه النار. فلسفة عباس انتهت إلى القول في يوم آخر “إلّي يعتدي علينا، ما راح نعتدي عليه. راح نشتكيه إلى (لله) أولا، وبعدين، ومن ثم، نشتكيه إلى الأمم المتحدة وإلى المحاكم وإلى غيرها”.هذه الفلسفة السخيفة، هي التي زودت حماس بكل ما تحتاجه من الثقة، بأنها هي الجواب الوحيد. ولئن كان هناك من يرى أن مَردّ هذه الفلسفة يعود إلى اتفاقات أوسلو، فالحقيقة هي أن إدارة عباس كانت هي السبب الذي جعل من تلك الاتفاقات إفلاسا سياسيا. الرجل ظل “يشتكي إلى (الله) أولا”، بينما ظلت إسرائيل تنتهك الاتفاقات، ببناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، حتى لم يعد لها أيّ معنى.لم يبن عباس سلطة فعلية، أيضا. هروبه من الانتخابات، وتمسكه بموقعه، لم يُفقد حكومته شرعيتها أمام الفلسطينيين وحدهم، ولكنه أفقدها قيمتها أمام إسرائيل، فأسقطت دوره كمفاوض، وأمام العالم فأسقط الاهتمام بقضيته. تحولت القضية الفلسطينية إلى مشروع تسوّل فعلي، حتى بالنسبة إلى تلقي عائدات الضرائب، وليس فقط في المناشدات التي لا يصغي لها أحد. وعلى امتداد كل الوقت، منذ توقفت المفاوضات في العام 1999، فقد كانت إسرائيل تملي على أرض الواقع ما تسعى له من تغييرات دمّرت، في النهاية، “حل الدولتين”، جغرافيا وسكانيا، في الداخل، وسياسيا في الخارج. وذلك قبل أن يتجرأ نتنياهو قبل أسابيع من حرب السابع من أكتوبر لكي يعرض على الأمم المتحدة خارطة لشرق أوسط جديد، ليس فيها ذكر لدولة فلسطينية، ولا لشعب فلسطيني أصلا.كان من المطلوب والمفيد لإسرائيل أن تبقى جثة السلطة الفلسطينية، كما هي. وكلما بدا أنها سوف تنهار، تسارع حكومة هذا اليمين النازي بالذات لنجدتها وتخفيف الضغوط عنها. الآن جاء الوقت لتبحث هذه الجثة عن دور. تجرأ الشيخ أيضا على أن يقدم “أوراق اعتماد” لمحاسبة حماس، قبل أن يحاسب سلطته على ما فشلت فيه.الأميركيون يعرفون أن سلطة عباس لا تملك الشرعية، لا في غزة ولا في غيرها. يعرفون أيضا أنها غير قادرة فعليا على أن تخطو شبرا واحدا في غزة. ليس لأنها سلطة مسخرة فحسب، بل لأنه لا ينقصها لكي تدفن نفسها بالعار، إلا أن تأتي محمولة على ميركافا إسرائيلية.لقد حان الوقت لهذه الجثة أن تدفن، من دون مأتم. حان الوقت أيضا، لكي يتاح للفلسطينيين الحق في اختيار قيادتهم بأنفسهم، وأن يحدّدوا الطريق الذي يرونه مناسبا، بإجماع وطني على شيء واحد فقط: القبول بنتائج انتخابات رئاسية وتشريعية، كائنة ما كانت.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مركز عمليات الوعي قسم الحرب النفسية باستخبارات إسرائيل العسكرية

مركز عمليات "تشكيل الوعي"، ويُسمى اختصارا "ملات"، هو قسم التأثير على الخصوم في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بالجيش الإسرائيلي، تناط به قيادة عمليات الحرب النفسية ضد الخصوم، خاصة أثناء الحروب.

وأثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي انطلقت بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثّف المركز استخدام تكتيكات مختلفة لشن حرب نفسية ضد المقاومة الفلسطينية وسكان القطاع، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي كان يمارسها جيش الاحتلال.

النشأة والتأسيس

قبل عام 2005 كانت مهمة بث الدعاية في الجيش الإسرائيلي منوطة بقسم المتحدث باسم الجيش وجهاز الاستخبارات، وبعدها تأسس مركز عمليات "تشكيل الوعي" ضمن هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، بتوجيه من وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك موشيه يعالون.

وصرّح يعالون لصحيفة هآرتس في 25 يناير/كانون الثاني 2005 أنه مع الحروب المتكررة مع الفلسطينيين، نشأ إحباط كبير في الجيش الإسرائيلي نتيجة صعوبة التأثير على مواقف الفلسطينيين، أو حتى إيجاد طرق للتواصل معهم، وهو ما دفع قيادته إلى إنشاء "مركز عمليات تشكيل الوعي".

ومنح يعالون المركز مكانة قسم في الجيش، ووضع على رأس قيادته ضابطا مخضرما من المخابرات برتبة مقدم، ومنحه صلاحية تجنيد عدد كبير من الضباط والجنود في المركز، خاصة من الناطقين باللغة العربية، وكان ذلك جزءا من مساعيه لـ"تشكيل الوعي وبناء الإمكانات التنظيمية التي تدعم رؤية الجيش".

وكان المركز في البداية جهة للتخطيط والتنفيذ، هدفه تركيز وتطوير مجال الوعي، وتنسيق جهود التأثير الإدراكي داخل الجيش الإسرائيلي ضمن حملة وعي متكاملة.

وبعدها بعام نقل المركز إلى شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وأصبح جهة تنفيذية فقط، وترتكز مهمته في التأثير على الخصوم، وأصبحت نشاطاته تتسم بالسرية.

منشور رمته الطائرات الإسرائيلية على غزة يحرّض ضد المقاومة الفلسطينية (الجزيرة) الأهداف والوسائل

يناط بالمركز العمل على تغيير المواقف والمشاعر والسلوك لدى الجمهور المستهدف، ببث الدعاية والحرب النفسية وتمارين الخداع.

إعلان

ووضع الجيش الإسرائيلي خطة متكاملة للتأثير في الخصوم وتغيير وعيهم، وهدف من وراء إنشاء المركز إلى:

وضع تصورات لشن حملات على الوعي لدى أعداء إسرائيل. تطوير الأدوات التكنولوجية وتدريب الأفراد الملائمين وبناء الأطر التنظيمية التي تدعم الرواية الإسرائيلية. توجيه رسالة مباشرة إلى المجتمعات المستهدفة في الدول المعادية.

ولتحقيق أهداف مركز عمليات "تشكيل الوعي"، استخدم وسائل عدة، أبرزها:

توزيع المنشورات. السيطرة على بث الإذاعات والتلفزيونات التابعة للخصوم والتشويش عليها. إنشاء مواقع إنترنت وهمية للتشويش على الخصوم واغتيالهم معنويا. إدارة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشوية الخصوم. أبرز الحملات

قاد المركز حملة معنوية ضد الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، ألقت فيها الطائرات الإسرائيلية على لبنان رسومات لأشجار الأرز -الرمز الرسمي للبلاد- وشعار العلم الوطني للبنان أيضا، ويظهر خلف الشجرة نصر الله مختبئا، بهدف زرع فكرة لدى اللبنانيين بأن "مشاكلهم سببها حزب الله، وأنه يستخدم لبنان لمصالحه الشخصية ويختبئ خلفها".

كما ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية منشورات، كشفت فيها عن أسماء أعضاء الحزب وحجم خسائره، ومدى سيطرتها على قنوات الاتصال التابعة لحزب الله.

وبث المركز منشورات كان الغرض منها تشجيع اللبنانيين على التعاون مع إسرائيل، عبر موقع إلكتروني أنشأه لهذه الغاية، كما وفر رقما هاتفيا يمكن عبره الاتصال بممثلي الجيش الإسرائيلي باللغة العربية.

كما بث منشورات جاء فيها "ندعو المواطنين إلى رفع أصواتهم ضد تصرفات حزب الله التي تتسبب في استمرار الضربات الإسرائيلية".

وكان للمركز دور مركزي في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، ففي حرب "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على القطاع عام 2008 استهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر إلقاء منشورات على الغزيين من الطائرات الحربية، والسيطرة على محطات إذاعية وتلفزيونية تابعة للحركة، وإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وبث مقاطع فيديو عليها.

وأنتج المركز نشرات إخبارية، وأعاد بثها أكثر من مرة عبر الإذاعات التي استولى عليها، كما سيطر على بث قنوات فضائية، وأجرى مكالمات هاتفية مع سكان غزة لحثهم على الإبلاغ عن عناصر حماس.

وفي حرب عمود السحاب التي شنتها إسرائيل على القطاع عام 2012، وبعدها حرب "الجرف الصامد التي اندلعت صيف 2014، ركّز المركز على تشويه حركة حماس وقادتها، وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي وأعضاء المكتب وأعضاء المجلس العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، بهدف إضعاف معنويات عناصرها والتأثير على وعي السكان تجاهها.

وحسب دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب نشرت يوم 15 ‏فبراير/شباط 2021، بعنوان "حملات المعلومات الإسرائيلية في غزة: العصر الرقمي ميدانا للحرب"، فإن من بين الأدوات التي استخدمها المركز، "المكالمات الروبوتية"، أي المكالمات الهاتفية التي يتلقاها المدنيون في غزة، وتحمل رسالة آلية يريد جيش الاحتلال نقلها إليهم، مثل "هذا ليس حلما، هذا كابوس حماس".

إعلان

كما استخدم -حسب الدراسة نفسها- أحد الأساليب المتمثلة في نشر أسماء عناصر حماس الذين استشهدوا أثناء الحرب، وعرض صورهم مع علامة "إكس" حمراء عليها وساعة رملية في الخلفية، مما يشير إلى أن "الوقت ينفد أمام حماس".

فشل في تحقيق الأهداف

وقال معهد "دراسات الأمن القومي" إن مركز "عمليات تشكيل الوعي" أعدّ -من أجل تحقيق أهدافه- حملة بمساعدة مستشارين مدنيين، تضمنت مقاطع فيديو ومنشورات، كما طوّر قدرات لإنتاج محتوى سريع أثناء الحرب، لكنه فشل في تحقيق ذلك.

وحاول الجيش الإسرائيلي تعزيز الانطباع بأن حماس تعرضت لضربات قاسية، واختار لذلك عدم تركيز أنشطته النفسية على قيادة حماس، بسبب الاعتقاد أن "الهجمات الشخصية لن يكون لها تأثير مرغوب فيه على السكان، بل ربما تتسبب بحشد التأييد الشعبي لقادة حماس".

ووجد المركز "صعوبة في اكتساب زخم حقيقي لأي رواية تضر بالدعم الشعبي لحماس، إضافة إلى صعوبة قياس مدى الإنجاز في هذا المجال، بحيث يصعب إظهار النجاح الفعلي في تحقيق هذا الهدف"، حسب الدراسة.

معركة طوفان الأقصى

بعد معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات الإسرائيلية على غلاف غزة فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمل المركز على تشويه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، بهدف:

تهجير السكان من مناطقهم. إضعاف معنويات المدنيين. نشر الرعب. تأليب السكان على المقاومة الفلسطينية، في محاولة لإحداث شرخ بينها وبينهم، وتحميلها مسؤولية ما يجري من قتل ودمار على صعيد الأرواح والممتلكات. التركيز على سياسة العقاب الجماعي.

ومن بين المزاعم التي تعمّد نشرها بين الغزيين، بالتعاون مع مؤسسات إسرائيلية أخرى، أن "قادة حماس فروا وتخلوا عن المدنيين، وحماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وتسرق المساعدات الإنسانية المخصصة لهم"، وحمل أحد هذه المنشورات اسم "صحيفة الواقع"، وتضمن تحريضا مباشرا على حماس.

كما تضمن أحد المنشورات مثلا شعبيا يقول "حماس مثل البومة ما بتلف إلا على الخراب"، ومنشور آخر احتوى على عبارة مأخوذة من سورة العنكبوت في القرآن الكريم وهي "فأخذهم الطوفان وهم ظالمون" (آية 14)، في محاكاة للتسمية التي أطلقتها المقاومة على معركة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما اختُتم العديد من المنشورات بعبارة "قد أعذر من أنذر". وفي منشورات أخرى طبعت أسماء وصور تزعم إسرائيل أنها لأعضاء من جهاز الاستخبارات العسكري التابع لحركة حماس، ووضعت في منشورات أخرى أرقام هواتف وعناوين لبريد إلكتروني تحث الغزيين على الاتصال عبرها للإدلاء بمعلومات عن الأنفاق وأماكن الأسرى الإسرائيليين.

وشملت بعض المنشورات رسوما وصورا لمنازل مدمرة بغزة، وكُتبت على بعضها عبارات تسخر من المقاومة الفلسطينية، مثل "هل بات النصر على الأبواب أم ليس بعد؟"، وعلى أخرى "حلل يا دويري"، في إشارة ساخرة إلى الوضع الميداني جراء حرب الإبادة.

وظهرت عبارة "انتصار جديد للمقاومة" مرفقة برسومات تصور أطفالا وشيوخا ونساء يبكون فوق أنقاض منازل دمرتها إسرائيل في العدوان على غزة.

وإلى جانب ذلك، اخترق المركز موجات الإذاعات الفلسطينية وبث رسائل تحريضية ضد المقاومة، وأنشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه المقاومة.

وفي كل مرة تلقي الطائرات الإسرائيلية المنشورات على غزة، كانت تحرص على إسقاطها بالقرب من مقرات الصحافيين في غزة، حتى "تتمكن الصحافة المحلية من نشرها".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا للصحفي ينيف كوفوفيتش، كشف فيه أن الجيش الإسرائيلي كان المسؤول، بشكل مخالف للقانون، عن إدارة قناة في "تليغرام" باسم "72 حورية-بدون رقابة".

‏وأوضح تقرير "هآرتس" أن وحدة الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن عمليات الحرب النفسية، هي التي تدير القناة، وتستهدف فيها الإسرائيليين مع "المحتوى الحصري من قطاع غزة"، وتعرض جثث مقاتلي حركة حماس بوعد "تحطيم خيال الإرهابيين".

إعلان

وتشجع القناة متابعيها البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف متابع على مشاركة محتواها "الحصري من قطاع غزة" وفيه أكثر من 700 منشور وصورة وفيديو لفلسطينيين يقتلون ويدمرون في القطاع، حتى "يرى الجميع كيف أننا نحطمهم".

واضطر الجيش الإسرائيلي للاعتراف بأن "قسم التأثير" في قسم العمليات يشغل أيضا قناة "72 عذراء بلا رقابة".

مقالات مشابهة

  • رحيل الشيخ صالح السقطي وكيل أوقاف سوهاج الأسبق
  • أبو مازن: مبادرة الرئيس السيسي تأتي استكمالا لدور مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • محمود عباس يثمن نداء الرئيس السيسي لوقف الحرب في غزة
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • قيادي في "حماس": لا نستبعد استهدافا جديدا لقادتنا بعد فشل المفاوضات
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • الشيخ ماهر حمود: غزة ستكون شاهدة يوم القيامة على خذلان الأمة
  • حماس تفعل بروتوكول الموت | هل بدأ العد التنازلي للأسرى الإسرائيليين؟
  • الرئيس الفلسطيني يشكر المملكة على جهودها في اعتراف فرنسا بدولة فلسطين
  • مركز عمليات الوعي قسم الحرب النفسية باستخبارات إسرائيل العسكرية