الحرب أهونها.. تقرير حقوقي يفضح تجاوزات إسرائيل بحق نساء وأطفال غزة المعتقلين
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة بضراوة شديدة والتي اقتربت من شهرها الثالث مخلفة أكثر من 20 ألف شهيد و50 ألف مصاب، إضافة للمفقودين تحت الأنقاض، دون أي إشارات أو بادرة عن قرب التواصل لاتفاق بين حكومة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس لإقرار هدنة إنسانية جديدة.
تقرير حقوقي يفضح إسرائيلمن جهته فضح تقرير حقوقي صادر عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان، جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة وتفننهم في الإبادة الجماعية والتشريد والتهجير القسري والاعتقال للعائلات الغزاوية، قائلا: بعد شهرين ونصف من العدوان الانتقامي العنصري الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة المحتل، يشن الاحتلال الإسرائيلي موجة اعتقال غير مسبوقة شملت مئات الرجال والنساء من القطاع، والذين تناولت وسائل الإعلام الدولية صور للعشرات منهم وقد أُجبروا على خلع ملابسهم، ومحاولة الترويج لكونهم من عناصر المقاومة الفلسطينية.
وأشار التقرير: تم نقل المعتقلين خارج قطاع غزة بالمخالفة لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، حيث يتعرضون للتنكيل بصور متنوعة من التعذيب خلال الاعتقال والنقل والاحتجاز، وجدير ذكره ان قوات الاحتلال أخلت سبيل عدد منهم والذين افادوا بتعرضهم لاشكال بشعة من التعذيب والإهانة والحط بالكرامة.
ولفت التقرير أن هذا يأتي بالإضافة لاعتقال أكثر من أربعة آلاف فلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث شرعت سلطات الاحتلال في شن موجة اعتقالات موازية في قطاع غزة المنهار، ضمن سلسلة من الإجراءات التي تكرس الاستهتار بأرواح المدنيين والسلوك العدواني العنصري لسلطات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.
وتشير المصادر الميدانية بحسب التقرير إلى اعتقال نحو ألف مدني فلسطيني من سكان قطاع غزة، بينهم المئات الذين جرى اعتقالهم خلال نزوحهم القسري نحو مناطق جنوب القطاع، ومئات آخرين جرى اعتقالهم من منازلهم بعد إجبارهم بمكبرات الصوت على الخروج والتجمع في مناطق معينة من شمال قطاع غزة في بيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين.
ووفقاً للمصادر الفلسطينية والإسرائيلية على السواء، يوجد على الأقل 260 معتقلا من رجال ونساء قطاع غزة محتجزين في أسوأ الظروف في سجون الاحتلال وراء الخط الأخضر، مراكز احتجاز الجلمة، بيتح تكفا، عسقلان، عوفر، إلى جانب معسكرات مثل معسكر عناتوت، وسجون في صحراء النقب، حيث تقرر تصنيفهم كـ"مقاتلين غير شرعيين" بما ينزع عنهم الضمانات القانونية بموجب قوانين الاحتلال التي تتناقض على نحو فاضح مع معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان وقواعد اتفاقية جنيف الرابعة 1949.
وتشير المصادر الفلسطينية إلى اعتقال 142 سيدة وفتاة وطفلة فلسطينية يتم احتجازهن في سجون والدامون وهشارون، بعدما جرى اعتقالهنّ خلال الاجتياح البري لغزة، فيما يحيط الغموض بأعداد المعتقلين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في قطاع غزة في أعقاب 7 أكتوبر 2023، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات الإخفاء القسري بحق المعتقلين.
ضحايا العدوان الإسرائيليوبلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، حتى لحظة اعداد هذا البيان، أكثر من 20 ألف قتيل من المدنيين الفلسطينيين وإصابة 50 ألفاً آخرين في وقت لازال هناك أعداد كبيرة جدا تحت الأنقاض، وهو ما يعتبر مؤشراً كافياً على اكتمال أركان جريمة الإبادة الجماعية التي يعمد الاحتلال إلى ارتكابها بالتزامن مع قطع سبل الحياة من غذاء ومياه ودواء وطاقة.
قال عصام يونس، نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن الغطاء السياسي الأمريكي الممنوح للعدوان الإسرائيلي على سكان غزة هو شراكة تامة في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، داعياً حكومات الاتحاد الأوروبي إلى الوفاء بواجباتها القانونية والاخلاقية والكف عن الكيل بمكيالين والضرب بعرض الحائط بقواعد العدالة والإنسانية وتماشياً مع مسئوليته التاريخية عن حماية وتعزيز القانون الإنساني الدولي، مؤكداً على مسئولية الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف عن توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وأضاف يونس، أن هناك قلق عميق حول مصير المعتقلين الفلسطينيين المختطفين من قطاع غزة، لا سيما في ضوء المعلومات المتوافرة حول أعمال القمع والتعذيب، والوضع الاستثنائي الذي يحجبهم عن أية ضمانات قانونية لفترات تجاوز 80 يوماً، فضلاً عن المخاطر العارمة على حياة المئات منهم والذين لم يتم التوصل إلى مصيرهم.
وتطالب المنظمة العربية لحقوق الإنسان الفريق العامل للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي بالتحقيق في حالات الحرمان من الحرية المفروضة بطريقة تعسفية على مئات المعتقلين/ات الفلسطينيين/ات في سجون الاحتلال، وإدانة سلوك الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل خرقاً جسيماً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وتقديم استنتاجاته إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما تطالب المنظمة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحرك الجدي نحو إنجاز التحقيقات، والشروع فوراً في إصدار مذكرات اعتقال المتهمين في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، أخذاً في الاعتبار تلك الجرائم المروعة التي أقرت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بارتكابها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة المنظمة العربية لحقوق الإنسان الاحتلال الاسرائيلي التهجير القسري الجنائية الدولية الأمم المتحدة حماس الاحتلال الإسرائیلی لحقوق الإنسان تقریر حقوقی فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.
وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".
وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".
وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".
وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".
كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".
وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".