سيخضع للتشريح.. استعادة جثمان مغربي قتل بنيران جزائرية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
استرجعت عائلة المغربي عبد العالي مشوار رفاته من السلطات الجزائرية بعد نحو أربعة أشهر على مقتله برصاص خفر السواحل الجزائريين، وفق ما أعلن دفاعها الخميس.
وقال المحاميان حكيم شركي وغزلان محترم في بيان باسم العائلة "بعد حوالي 4 أشهر من المحاولات الملحة أعيد جثمان الفقيد عبد العالي مشوار إلى عائلته، وإلى كل اللواتي والذين أحبوه في المغرب وخارجه".
وأشار إلى أنه سيخضع لتشريح "تحت إشراف السلطات القضائية المغربية"، قبل دفنه.
وقتل عبد العالي مشوار وهو مصطاف مغربي يبلغ 40 عاما كان مقيماً في فرنسا، وابن عمه بلال قيسي، وهو فرنسي مغربي يبلغ 29 عاما، في 29 أغسطس بنيران خفر السواحل الجزائريين بعدما تاها خلال جولة على متن دراجتين مائيتين، بحسب الناجي من الحادث محمد قيسي، شقيق بلال.
فيما قالت وزارة الدفاع الجزائرية إنه "تمّ اللجوء إلى إطلاق النار" بعد "تحذير صوتي" من وحدة تابعة لخفر السواحل إثر "عيارات نارية تحذيرية أمام تعنّت أصحاب هذه الدراجات المائية" المغاربة الذين تجاوزوا الحدود البحرية الجزائرية.
وخلّف الحادث حزنا واستياء في المغرب. وجاء في وقت تشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدَين المتجاورَين المتوترة منذ عقود بسبب النزاع حول الصحراء الغربية، أزمة حادة إذ تقطع الجزائر علاقاتها مع الرباط منذ صيف العام 2021.
وبعد الحادث فتح تحقيق من جانب النيابة العامة في وجدة (شمال شرق المغرب) وآخر في فرنسا. لكن نتائجهما لم تعلن حتى الآن. فيما لم يصدر أي تعليق من الحكومة المغربية.
قبل أسبوع أعلن الجيش الجزائري أن خفر السواحل أوقفوا ثلاثة مغاربة آخرين كانوا على متن دراجة مائية في المياه الإقليمية الحدودية بمرسى بن مهيدي، المنطقة التي قُتل فيها مشوار.
ولم يصدر أي تعليق عن الحكومة المغربية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
قصة احتجاج شاب مغربي فوق الخزان.. محاولة انتحار أم صرخة في وجه الإهمال؟
وسط صمتٍ خانق، وتجمهر مُتسارع من سكّان منطقة أولاد يوسف في مدينة بني ملال المغربية، وقف الشاب الأربعيني المسمّى "بوعبيد"، على حافة خزان مائي محلي مرتفع (معروف بـ"الشّاطو")، احتجاجا على ما يصفه بـ"الظّلم الذي يلاحقه"، ومهدّدا بالانتحار، إذا لم يوجد له حل ناجح.
لأكثر من أسبوع كامل (منذ الثلاثاء الماضي)، تحدّى "بوعبيد" الجوع والعطش، حاملا معه ما يوصف بـ"الألم الدفين"، ومطلب وحيد وملحّ، هو: "فتح تحقيق شفاف في ظروف وفاة والده، الذي كان جنديا سابقا، والسّعي وراء حقه الشرعي في ميراثه".
من العيون إلى بني ملال
من مدينة العيون، قطعت والدة "بوعبيد" وشقيقه، مسافة تزيد عن 1000 كلم، لتصل إلى نقطة احتجاج ابنها، في بني ملال، يوم الخميس، أي عقب ثلاثة أيام من احتجاجه فوق الخزّان، مطالبة إيّاه، بالنّزول، بالقول: "انزل يا وليدي.. بالله عليك انزل!".
في محاولة لثني المحتج عن قراره، حضر إلى عين المكان، أيضا، كل من السلطات المحلية، وعناصر الدرك الملكي، والوقاية المدنية، إلا أنّه لا يزال رافضا للنّزول، ومصرّا على: "تشريح طبّي دقيق للكشف عن ملابسات وفاة والده الجندي السابق".
إلى ذلك، لا يزال "بوعبيد" منذ صباح يوم الثلاثاء الماضي، متواجد فوق الخزان الشّاهق، متحديا الرياح ولهيب الحر، ويمتنع عن الأكل والشرب، في تحدٍّ صارخ لقسوة المناخ؛ مطالبا بتدخّل ملكي مباشر عبر تكرار ترديده لعبارة: "عاش الملك"، وكأنها صرخة في وجه واقع لم ينصفه.
جرّاء ذلك، وتفاديا لأي تصعيد، أورد عدد من شهود عيّان لـ"عربي21" أنّه: "تمّ تفريغ الخزان المائي، كما تمّ قطع الماء عن الساكنة، وذلك كإجراء احترازي، عقب تهديد المحتجّ بسكب مادة سامة في الخزان المائي".
من فوق الخزّان
كأن النداءات من حوله لا تصل إليه، استمّر "بوعبيد" في احتجاجه الصّامت، الذي لا يحمل أيّ لافتات، لكنّ تفاصيل قصّته وصلت لمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وصورته من فوق الخزّان انتشرت كالنّار في الهشيم. بين من يقول: "بوعبيد شاب طيب، لديه مطلب وحيد هو الكشف عن حيثيات وفاة والده"، وبين من يستفسر: "من يصغي؟ هل من يعالج السبب الحقيقي؟".
على الرّغم من كافّة جهود التفاوض المتواصلة معه، بعدد من الطرق، لتفادي أي تصعيد، إلّا أنه بحسب مصادر محلّية لـ"عربي21" فإنّ: "الأزمة لا تزال مستمرة، وسط تجمّع مُتسارع لعدد من المواطنين بالقرب من الخزان، في مشهد بات يعكس التخوّفات على حياته".
جرّاء ذلك، لا تزال كافة ساكنة المنطقة تترّقب مجريات احتجاج "بوعبيد" بقلق و توتّر، خاصة عقب قطع الماء عليهم، حيث باتوا يطالبون بدورهم بتعجيل الحل في هذا الملف الإنساني، لتفادي حدوث أي مأساة.
تجدر الإشارة إلى أنه بين صرخة أمٍّ خائفة على مصير ابنها، وبين نداءات السلطات التي ظهرت عليه الحيرة، في الكيفية التي يتجّب عليها التدخّل، لإنهاء الاحتجاج دون خسائر؛ ومشهد جماهيري مُتضامن وأصبح في عمق المأساة بعد قطع الماء عليهم، تظلُّ قصة "بوعبيد" معلّقة على حافة الخزان، في انتظار حل.