قصة احتجاج شاب مغربي فوق الخزان.. محاولة انتحار أم صرخة في وجه الإهمال؟
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
وسط صمتٍ خانق، وتجمهر مُتسارع من سكّان منطقة أولاد يوسف في مدينة بني ملال المغربية، وقف الشاب الأربعيني المسمّى "بوعبيد"، على حافة خزان مائي محلي مرتفع (معروف بـ"الشّاطو")، احتجاجا على ما يصفه بـ"الظّلم الذي يلاحقه"، ومهدّدا بالانتحار، إذا لم يوجد له حل ناجح.
لأكثر من أسبوع كامل (منذ الثلاثاء الماضي)، تحدّى "بوعبيد" الجوع والعطش، حاملا معه ما يوصف بـ"الألم الدفين"، ومطلب وحيد وملحّ، هو: "فتح تحقيق شفاف في ظروف وفاة والده، الذي كان جنديا سابقا، والسّعي وراء حقه الشرعي في ميراثه".
من العيون إلى بني ملال
من مدينة العيون، قطعت والدة "بوعبيد" وشقيقه، مسافة تزيد عن 1000 كلم، لتصل إلى نقطة احتجاج ابنها، في بني ملال، يوم الخميس، أي عقب ثلاثة أيام من احتجاجه فوق الخزّان، مطالبة إيّاه، بالنّزول، بالقول: "انزل يا وليدي.. بالله عليك انزل!".
في محاولة لثني المحتج عن قراره، حضر إلى عين المكان، أيضا، كل من السلطات المحلية، وعناصر الدرك الملكي، والوقاية المدنية، إلا أنّه لا يزال رافضا للنّزول، ومصرّا على: "تشريح طبّي دقيق للكشف عن ملابسات وفاة والده الجندي السابق".
إلى ذلك، لا يزال "بوعبيد" منذ صباح يوم الثلاثاء الماضي، متواجد فوق الخزان الشّاهق، متحديا الرياح ولهيب الحر، ويمتنع عن الأكل والشرب، في تحدٍّ صارخ لقسوة المناخ؛ مطالبا بتدخّل ملكي مباشر عبر تكرار ترديده لعبارة: "عاش الملك"، وكأنها صرخة في وجه واقع لم ينصفه.
جرّاء ذلك، وتفاديا لأي تصعيد، أورد عدد من شهود عيّان لـ"عربي21" أنّه: "تمّ تفريغ الخزان المائي، كما تمّ قطع الماء عن الساكنة، وذلك كإجراء احترازي، عقب تهديد المحتجّ بسكب مادة سامة في الخزان المائي".
من فوق الخزّان
كأن النداءات من حوله لا تصل إليه، استمّر "بوعبيد" في احتجاجه الصّامت، الذي لا يحمل أيّ لافتات، لكنّ تفاصيل قصّته وصلت لمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وصورته من فوق الخزّان انتشرت كالنّار في الهشيم. بين من يقول: "بوعبيد شاب طيب، لديه مطلب وحيد هو الكشف عن حيثيات وفاة والده"، وبين من يستفسر: "من يصغي؟ هل من يعالج السبب الحقيقي؟".
على الرّغم من كافّة جهود التفاوض المتواصلة معه، بعدد من الطرق، لتفادي أي تصعيد، إلّا أنه بحسب مصادر محلّية لـ"عربي21" فإنّ: "الأزمة لا تزال مستمرة، وسط تجمّع مُتسارع لعدد من المواطنين بالقرب من الخزان، في مشهد بات يعكس التخوّفات على حياته".
جرّاء ذلك، لا تزال كافة ساكنة المنطقة تترّقب مجريات احتجاج "بوعبيد" بقلق و توتّر، خاصة عقب قطع الماء عليهم، حيث باتوا يطالبون بدورهم بتعجيل الحل في هذا الملف الإنساني، لتفادي حدوث أي مأساة.
تجدر الإشارة إلى أنه بين صرخة أمٍّ خائفة على مصير ابنها، وبين نداءات السلطات التي ظهرت عليه الحيرة، في الكيفية التي يتجّب عليها التدخّل، لإنهاء الاحتجاج دون خسائر؛ ومشهد جماهيري مُتضامن وأصبح في عمق المأساة بعد قطع الماء عليهم، تظلُّ قصة "بوعبيد" معلّقة على حافة الخزان، في انتظار حل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية بني ملال المغربية بوعبيد العيون الاحتجاج المغرب الاحتجاج العيون بني ملال بوعبيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط: تخريج 200 طفل ضمن برنامج صرخة لدمجهم في التعليم المجتمعي
أكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط على أهمية حماية الأطفال من كافة أشكال العنف، ومواجهة ظاهرة التسرب من التعليم، مشددًا على ضرورة إعادة دمج الأطفال في المنظومة التعليمية سواء من خلال المدارس النظامية أو التعليم المجتمعي، بالإضافة إلى فصول محو الأمية، مع العمل على تحسين سبل المعيشة والتمكين الاقتصادي للأسر، وذلك في إطار دعم الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال وتعزيز قدرات الأسرة المصرية، بما يواكب أهداف استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".
وشدد المحافظ على ضرورة تفعيل دور لجان الحماية العامة والفرعية في رصد الأطفال المعرضين للخطر وإحالتهم للجهات المختصة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم، مؤكدًا دعم المحافظة الكامل لكافة المبادرات والأنشطة المجتمعية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتنمية المجتمعات المحلية، وتحقيق تكامل الجهود بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.
وأوضح محافظ أسيوط أن الوحدة العامة لحماية الطفل بديوان عام المحافظة، برئاسة ولاء مسعود، شاركت في الحفل الختامي لتخريج 200 طفل بمرحلتي التعليم المجتمعي في مركزي أبوتيج ومنفلوط، ضمن برنامج "صرخة" الذي تنفذه هيئة "تير دي زوم" بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وبدعم من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، تحت شعار: "التمكين من خلال التعليم والتعلم في مصر".
وأشار اللواء هشام أبو النصر إلى أن البرنامج يستهدف دمج نحو 1000 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و13 عامًا ممن كانوا منخرطين في سوق العمل، من خلال تعزيز وعيهم بحقوقهم، وتوجيه طاقاتهم نحو أنشطة تعليمية ومجتمعية إيجابية تساهم في الحد من ظاهرة عمل الأطفال.
وتضمن الحفل تقديم عروض تعريفية بمكونات المشروع، والأنشطة المرتبطة بحماية الأطفال، إلى جانب استعراض جهود التدريب والتأهيل والمشاركة المجتمعية، والتدريب المهني، بالإضافة إلى عدد من الفقرات الفنية التي قدمها الأطفال المشاركون في البرنامج.
شهد الفعالية كل من وليد جمال، رئيس مركز ومدينة منفلوط، ومحمد حسن الديب، رئيس مركز ومدينة أبوتيج، وحاتم قطب، ممثل هيئة "تير دي زوم"، إلى جانب أعضاء اللجان المجتمعية والعامة لحماية الطفل، وممثلي جمعيات تنمية المجتمع المحلي بالمركزين.