كتيبة جنين.. نشأت للتخذيل عن أسرى هاربين وأصبحت درع مخيم جنين
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
كتيبة جنين كتيبة عسكرية تتبع لسرايا القدس، الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وظهرت للوجود في 2021 في أعقاب استشهاد مؤسسها جميل العموري يوم 10 يونيو/حزيران، وحينها نشطت للدفاع عن مدينة جنين ضد أي اقتحام لقوات الاحتلال، ثم انتشرت نشاطاتها وشملت مدنا أخرى.
النشأة والتأسيسظهر اسم "كتيبة جنين" لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2021، وذلك في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب أحداث نفق الحرية، وذلك للدفاع عن الأسرى الستة الذين استطاعوا انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، وذلك من خلال إرباك حواجز التفتيش التي أنشأها جيش الاحتلال لإعادة أسر المحررين، وكذلك محاولة تأمين أماكن لإيواء هؤلاء الأسرى في مخيم جنين.
وصاغت "كتيبة جنين" اسمها من المسمى ذاته الذي أطلقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، على الأسرى الذين حرروا أنفسهم من سجن "جلبوع".
أما الوجود الفعلي لكتيبة جنين فقد تشكل في أعقاب استشهاد جميل العموري، ابن مخيم جنين، في 10 يونيو/حزيران 2021، الذي يعدّ المؤسس الأول لهذه الكتيبة، وكانت حاضرة خلال أي اقتحام لقوات الاحتلال للمدينة، من خلال الاشتباك معه والعمل على صده وحماية المخيم.
ونشطت الكتيبة بعد ذلك خلال معركة "سيف القدس" التي شنها جيش الاحتلال على غزة في مايو/أيار 2021، وأنشأت غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل الفلسطينية المسلحة في مخيم جنين، وذلك من أجل التصدي لأي اقتحام محتمل للمخيم.
ويبلغ عدد أفراد الكتيبة، حسب تقديرات جيش الاحتلال، حوالي 300 عنصر، ولديهم 5 آلاف قطعة سلاح، وقد اغتالت قوات الاحتلال كثيرا من قادتها من أجل إضعاف بنيتها.
الفكر و"الأيديولوجيا"تتبع كتيبة جنين عسكريا وفكريا لسرايا القدس، الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وتقوم الفلسفة العملية الأساسية لحركة الجهاد الإسلامي على إدامة العمل، والمشاغلة المستمرة لقوات الاحتلال من خلال حركتها الدائمة، في مسار سعي فلسطيني لكسر معادلات القوة التي تتيح للاحتلال فرض شروطه على الواقع الفلسطيني.
يعدّ الشهيد جميل العموري الذي اغتالته إسرائيل في 10 يونيو/حزيران 2021، المؤسس والعقل المدبر لكتيبة جنين، التي ارتبطت باسمه ارتباطا وثيقا، وهو صاحب لقب "مجدد الاشتباك"، وصاحب مقولة "لا تطلقوا رصاصكم في الهواء".
ومن الأسماء البارزة في كتيبة جنين الشهيد نعيم جمال الزبيدي، الذي استشهد وعمره 27 عاما، والشهيد محمد أيمن السعدي الذي ارتقى بعمر 26 عاما، وقد استشهدا بعد إصابتهما برصاص جيش الاحتلال، خلال اقتحامه مخيم جنين في الأول من ديسمبر/كانون الثاني 2022.
وهناك 5 من عناصر الكتيبة استشهدوا برصاص الاحتلال أثناء اقتحام مخيم جنين في 5 يوليو/تموز 2023؛ وهم: أحمد محمد العامر (21 عاما)، وسميح فراس أبو الوفا (20 عاما)، ومجدي يونس عرعراوي (17 عاما)، وأوس هاني حنون (19 عاما)، وعلي هاني الغول (17 عاما).
وهنالك عدد من كوادر الكتيبة، معتقلون في سجون السلطة الفلسطينية؛ منهم: مراد ملايشة، ومحمد براهمة، وعيد حمامرة، ومحمد سليم علاونة، ومحمد فايز ملايشة، ومؤمن فشافشة، وعماد محمد خليلية، وخالد عرعراوي، وجميعهم من بلدة جبع في جنين، باستثناء محمد براهمة فهو من قرية "عنزا"، وجميل جعار من طولكرم، وسلامة عبد الجواد من نابلس.
إضافة إلى العشرات من عناصر الكتيبة، الذين ارتقوا شهداء أو اعتقلتهم سلطات الاحتلال الصهيوني، أو أوكلت ذلك إلى الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.
أبرز المحطاتجاء ميلاد "كتيبة جنين" متأثرا بأحداث معركة سيف القدس في غزة 2021، ردا على العدوان على المسجد الأقصى، ونتيجة مباشرة لعملية "نفق الحرية" في سجن جلبوع الصهيوني.
وحفّز هذا الميلاد ظهور مجموعات مسلحة عدّة في مخيم جنين من فصائل مختلفة، لتمتد هذه الظاهرة في مدن ومخيمات الضفة الغربية، وتعلن عن ولادة مجموعات متعددة؛ مثل: كتائب طوباس ونابلس وطولكرم وظهور مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، التي تضم مقاتلين من خلفيات فصائلية فلسطينية متعددة.
ودعمت الكتيبة فصائل المقاومة الأخرى، فعندما تعرضت مجموعة "عرين الأسود" في نابلس لخطر وجودي ضخَّ قادة "كتيبة جنين" ما توفر لهم من إمكانات لمنع انهيار رفاقهم في الدم والسلاح.
وروت مصادر أن الشهيد فاروق سلامة، القيادي في الكتيبة، الذي اغتالته قوات الاحتلال الخاصة قبل أيام من حفل زفافه، فتح خطوطا مباشرة مع قادة العرين لإمدادهم بالدعم اللوجستي والبشري.
ولم يعُد نشاط الكتيبة مقتصرا على مخيم جنين، فقد توسعت رقعة الاشتباك لتشمل بعض مناطق ريف جنين، وأصدرت الكتيبة بلاغات عسكرية عدة عن عمليات إطلاق نار نفذتها مجموعات تابعة لها في بلدتي جبع وقباطية. ثم امتدت المساحة الجغرافية إلى واد برقين، والسيلة الحارثية ورمانة ويعبد وكفر دان وغيرها من بلدات المحافظة.
وامتدت نشاطات الكتيبة إلى عمليات نوعية في المستوطنات وداخل الخط الأخضر؛ مثل عملية الشهيد رعد خازم في قلب "تل أبيب" في أبريل/نيسان 2022، بالإضافة إلى عمليات إطلاق النار التي استهدفت المستوطنات في محيط جنين.
كما أعلنت عن تشكيل مجموعات "الشهيد بهاء أبو عطا"، وكانت بداية نشاطها في استهداف مستوطنة "حرميش"، قرب طولكرم في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وفي معركة "بأس جنين" في يوليو/تموز 2023، تصدت لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، وكبدتها خسائر فادحة، حسب بيان أصدرته الكتيبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لحرکة الجهاد الإسلامی لقوات الاحتلال جیش الاحتلال فی مخیم جنین کتیبة جنین
إقرأ أيضاً:
أسرى فلسطينيون مفرج عنهم يروون لـعمان وحشية السجان وقهر المحتل
غزة - عمان- د.حكمت المصري: منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023م، تنتشر عشرات الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي توثق الأوضاع الصعبة التي يخرج بها المعتقلون من سجون الاحتلال الإسرائيلي. جميعهم يخرجون في هيئات متشابهة، ملابس رثه، شعور رؤوسهم ولحاهم الكثيفة، وبأجساد ضئيلة، ووجوه شاحبة، ويعانون أمراضا وظروفا صحية صعبة، بعضهم يعانى من تقرحات وحروق وبتر في الأطراف.
هيثم صلاح (27) عامًا، أحد المعتقلين الذين أفرج عنهم مؤخرًا من سجون الاحتلال في ظروف صعبة كغيره من المعتقلين.
يروي تفاصيل مروعة عن الفترة التي قضاها في سجون الاحتلال بعد ان تم اعتقاله من احدى مراكز الإيواء في مدينة بيت لاهيا، حيث أمضى 16 شهرا بين سجني "سدية تيمان" و"النقب "، كان أصعبها الأشهر التي قضاها في سجن سدية تيمان.
انتهاكات غير مسبوقة يقول هيثم الذي تعرض لتجربة السجن والاعتقال لأول مرة في حياته إنه لم يشهد ظروفا أخطر مما شاهده في هذه التجربه، حيث انتهجت إدارة سجون الاحتلال فيها سياسات تعسفية غير مسبوقة، وتعرض خلالها الأسرى لأعمال تنكيل هي الأصعب لدرجة استشهاد العديد منهم أمام عينه جراء التعذيب العنيف.
ويؤكد أن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير كان يقتحم السجون بشكل دوري ويهدد الأسرى لتنفيذ مخططاته العنصرية والفظائع بحق الأسرى.
وتابع قائلًا: "لم تترك إدارة السجون أي نوع من الجرائم إلا وارتكبته بحقنا ابتداء من الضرب، والتعذيب، والتجويع، كما أنها ذهبت إلى أبعد حدود الانتهاكات عندما مارس الضباط عمليات تدريب بالذخائر الحية داخل الأقسام وبين الأسرى، لقد تعرضنا للتجويع الشديد بشكل متعمد، فإدارة السجون كانت تقدم لنا كميات ضئيلة جدا من الطعام لا تتعدى في مجموعها نصف كوب من الأرز على مدار اليوم، حرمنا من الملابس والاغطية والعلاج في عز البرد الشديد، وعندما كنا نشكو من الأمراض لم نحظى بأي نوع من العلاج".
الضرب بهدف القتل وعن عمليات الضرب والتنكيل، أكد هيثم أن: "السجانين كانوا يضربوننا بشكل وحشي ودون سبب باستخدام الهراوات الحديدية بقصد القتل، لقد تعرضت في أحد الأيام لعمليات ضرب شديدة بالهراوات الحديدية من قبل ثمانية سجانين مجتمعين، كانوا يتنابون على ضربي، ما أدى إلى إصابتى بكسور شديدة في قفصى الصدري، تركونى ملقى على الأرض دون ان يقدم لى أي علاج بعد تعرضى للإصابة البليغة وبقيت لا أقوى على الحركة لفترة طويلة، بعدها حصلت على بعض المسكنات فقط، حتى يومنا هذا ما زلت اعانى من اثار تلك الضربات، وعند تصويرى بالاشعه بعد خروجى من المعتقل أخبرنى الطبيب بضرورة اخذ العلاج مع المتابعه المستمرة حتى اتعافي واعود الى سابق عهدى قبل التعذيب".
يستذكر امجد السيد (43) عامًا واحدة من أصعب الحالات التي حدثت في القسم الذي كان محتجزا فيه في سجن "النقب"، وهي حادثة استشهاد الأسير ثائر أبو عصب في شهر نوفمبر 2023 والذي تعرض للضرب حتى الموت من السجانين لمجرد أنه سأل أحد السجانين إن كانت هناك هدنة مرتقبة في غزة، وبعد استشهاده أبقاه السجانون ملقى على الأرض لساعتين قبل نقله. قال وهو يبكى "لم نستطع فعل شيء، كنا ننظر بعيون كلها حسرة والم، كان هناك العديد من الاسرى المرضى، والذين يعانون من بتر في اقدامهم لا يستطعون التنقل، كان جيش الإحتلال يتعمد اهانتهم وشتمهم وضربهم، هناك أشخاص اصيبوا بغيبوبه سكر وبقوا دون علاج، البعض الآخر كان يعانى من امراض مختلفه، فيما كان يتعمد الطبيب اعطائهم بعض الأودية المسكنه او المهدئه دون علاج فعلي".
روايات كثيرة وتفاصيل مرعبة عن الانتهاكات بحق الأسرى التي ليس لها نهاية، وفقا لشهادات الاسرى الذين افرج عنهم مؤخرًا، استطرد امجد قائلًا "أن من أقسى ما عاناه الأسرى داخل السجون خلال الفترة الأخيرة هو انعدام النظافة الشخصية وما تبعها من تفشي لأمراض جلدية بين الأسرى ومنها مرض السكابيوس (الجرب)، وذلك بسبب قطع المياه عن الحمامات في السجون، وعدم إدخال أدوات النظافة الشخصية والمنظفات، فضلا عن عدم قدرة الأسرى على تنظيف ملابسهم وغسلها كما يجب، فكل أسير بعد مصادرة ملابسه بقي لديه غيار واحد أو اثنان كأقصى حد، يعمل على غسلها يدويا دون منظفات وارتدائها وهي رطبة دون تجفيف".
اكد امجد "أنا وجميع الأسرى في قسمى لم نستحم على مدار شهر كامل مع بداية الحرب على غزة، حيث عملت إدارة السجون على قطع المياه عن الحمامات في السجون، وبعد شهر بدأت مصلحة السجون بتشغيل المياه لمدة قصيرة جدا في اليوم، كما أن الأسرى كانوا يؤجلون قضاء الحاجة لحين توافر المياه، وهو ما أدى لمضاعفات صحية لديهم، عدا عن أنهم لم يتمكنون من الاستحمام سوى مرة كل شهر لمدة لا تتجاوز ثلاث دقائق بالماء فقط دون مواد تنظيف وعناية".
فيما قال ابوعلاء البردينى ( 50) عامًا: "في القسم الذي كنت فيه في سجن "ريمون" تفشى مرض الجرب وغيره من الأمراض الجلدية، وصلنا إلى مراحل خطيرة، تزامن ذلك مع حصولنا على وجبتين طعام لا تكفيان لطفل، أمضينا الفترة الأخيرة لا نستطيع الحركة من شدة الجوع أنا وجميع المعتقلين معي في الغرفة كنا نعانى بسبب حالة الإعياء الشديد الناتجة عن سوء التغذية ومضاعفات المرض التي أدت إلى نحول شديد وظهور طفح وتسلخات وتقيحات شديدة أشبه بالحروق على أجسادنا".
خرج ابوعلاء في نهاية المطاف من السجن محملا بمضاعفات صحية صعبة قد يطول علاجها، حيث فقد أكثر من 20 كيلوغراما من وزنه، كما أن نسبة دمه انخفضت بشكل كبير، فضلا عن الالتهابات الشديدة التي يعاني منها، والمشاكل في الكلى بسبب قلة شرب الماء النقى.
وفي واحدة من أفظع الحالات التي تجسّد حجم الإجرام والتنكيل الذي تعرض له المعتقلون داخل السجون قصة الشهيد فاروق الخطيب من قرية أبو شخيدم شمال غرب رام الله، والذي استشهد في شهر مايو 2024 م، بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعدة أشهر أمضاها في المستشفيات.
قبل شهرين تم الإفراج عن الأسير غالب الرضيع أبو اياد (60) عامًا من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام أكثر سته اشهر تعرض خلالها لتعذيب مروع داخل السجون، وانتشرت صوره عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث وصل المستشفى الأوروبي وهو في حالة اعياء شديد، روى ظروف قاسية ما زال يعيشها الأسرى الفلسطينيين.
وفي هذا السياق أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك نشر مطلع شهر أكتوبر 2024 م، أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ بدء حرب الإبادة صعدت من عمليات اعتقال الجرحى، سواء من أُصيب قبل اعتقاله بمدة أو من أُطلق عليه النار خلال عملية اعتقاله، كما وصعدت من عمليات الإعدام الميداني خلال حملات الاعتقال المستمرة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق".
وأضافت الهيئة والنادي أن "الاحتلال يحتجز العشرات من الجرحى داخل السجون في ظروف قاسية جدا ومأساوية، حيث تمارس إدارة السجون جملة من الجرائم بحقهم، أبرزها الجرائم الطبية، عدا عن أنها حولت إصابات المعتقلين إلى أداة للتنكيل بهم، وتعذيبهم".
انتهاكات خلال زيارات المحامين
فيما تطرق مدير الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين المحامي جميل سعادة إلى ظروف زياراتهم كمحامين للأسرى مؤخرا، التي تشهد جملة من الانتهاكات والمخالفات للقوانين الدولية التي تكفل للأسير الحق بلقاء المحامين بشكل دوري وبسرية تامة.
وأضاف أن زياراتهم كمحامين للأسرى في بداية العدوان انقطعت شهرين كاملين، ولاحقا تم السماح بها لكن بقيود شديدة، ويحدث خلالها انتهاكات عديدة بحق المحامين والمعتقلين، وفي كثير من الأحيان بعد وصول المحامين لأبواب السجون يتم إلغاء الزيارات وإعادتهم دون تمكينهم من لقاء الأسرى.
وعن ظروف التقاء الأسير مع المحامي، يؤكد سعادة أن الكثير من المعتقلين يتعرضون للضرب خلال توجههم للزيارة، كما أنهم يتعرضون لتهديدات شديدة حتى لا يخبروا المحامي بما يتعرضون له من انتهاكات وأعمال تنكيل وتعذيب.
ويضيف: "نلتقي مع الأسير من خلف الزجاج ونكلمه عبر خط هاتفي. عدد كبير من الأسرى كانت تظهر عليهم علامات ضرب وتعذيب حديثة، وعند سؤالهم يمتنعون عن الحديث نهائيا بسبب التهديدات من السجانين الذين يقفون إلى جوار الأسير خلال الزيارة".
هذا وقد أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن صدمته البالغة إزاء الحالة الصحية الجسدية والنفسية المروعة التي ظهر بها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون المفرج عنهم في الدفعة السابعة من صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي الخميس الماضي إنّ آثار التعذيب بدت واضحة على الأجساد الهزيلة للأسرى والمعتقلين المفرج عنهم، بما يعكس حجم الجرائم الممنهجة والمعاملة اللاإنسانية التي تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والقانونية، ويبرهن على استمرار إسرائيل في استخدام التعذيب سلاحًا لترهيب واضطهاد الأسرى والمعتقلين وكسر إرادتهم حتى اللحظات الأخيرة من احتجازهم.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّ توالي خروج الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية في أوضاع صحية صعبة يدلل عن أنّ التعذيب الوحشي والإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرضون له بلغا مستويات صادمة تتجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية، مشددًا على أن ما يجري في تلك السجون يفوق بكثير كل ما وثقته منظمات حقوق الإنسان حول فظائع السجون في العالم.
أرقام مقلقة
ووفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) حول حملات الاعتقال من الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر، فإن حصيلة الاعتقالات بلغت أكثر من 11 ألف حالة اعتقال في الضفة بما فيها القدس المحتلة، وهذه الإحصائية تشمل من أفرج عنهم لاحقا ومن تم الإبقاء على اعتقالهم.
وبلغ إجمالي أعداد المعتقلين في سجون الاحتلال حتى بداية سبتمبر 2024 أكثر من 9900 أسير، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين منهم 3323 معتقلا، كما ويبلغ عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة بـ(المقاتلين غير الشرعيين) الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال 1612، علما أن هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة، وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.