جاك لانج رئيسًا لمعهد العالم العربي في باريس لولاية رابعة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
للمرة الرابعة على التوالي، يعاد انتخاب وزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانج على رأس معهد العالم العربي بباريس، والذي يمثل واجهة دبلوماسية لفرنسا.
يذكر أن لانج يدير المعهد منذ 2013 ولم ينجح أي منافس له في خوض الانتخابات أمامه، حيث انسحب آخرهم وزير الدفاع والخارجية السابق جان إيف لودريان من السباق ليترك لانج وحيدا ليفوز بتزكية الرئيس الفرنسي.
وبذلك أعلن مجلس إدارة معهد العالم العربي إعادة انتخاب جاك لانج ورئيس المعهد الحالي لولاية رابعة على التوالي.
وقال في بيان إنه تمت المصادقة بالإجماع على هذا القرار، بعد أشهر من التكهنات، وبذلك جدّد مجلس إدارة معهد العالم العربي بإجماع أعضائه، رئاسة جاك لانج.
وبذلك، يؤكد رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون ثقته الكاملة بلانج الذي جدّد في المعهد وأضفى عليه لمسته.
وتعهد بجعل المعهد أهم متحف للفن العربي الحديث والمعاصر بالغرب، وقد شهد المعهد في الأعوام الأخيرة معارض أسطورية نالت إعجاب وإشادة الفرنسيين والعرب والسواح الأجانب على السواء مثل "أوريان إكسبرس"، و"الحج"، و"مسيحيو المشرق"، و"حبيبي، ثورات الحب"، و"العلا، عجائب العرب"، و"على طرق سمرقند" و"ما تقدمه فلسطين للعالم". وفيما ضجّت أروقة المعهد بحلقات النقاش والأنشطة الثقافية والفنية المتعدّدة، استُحدثت الشهادة الدولية لقياس الكفاءة باللغة العربية، وتضاعف اشعاع المعهد على الصعد الفرنسية والعربية والدولية. وينتظر المعهد مستقبلًا، العديد من الأفكار والمشاريع، مثل "كليوباترا، امرأة دولة"، و"عرب المستقبل"، و"إيتيان نصر الدين دينيه"كذلك، يُحضّر لمعارض وفعاليات متخصصة بـ "الطب في العالم العربي"، و"صقلية العربية"، و"الزواج والحب في العالم العربي" بناء على اقتراح من كامل داود.
إلى ذلك، تُستكمل "أنوار معهد العالم العربي" بقمة الفكر العربي، مع مواصلة حركة الترجمة، والبرنامج المتنوّع من الشعر، والتاريخ والتصميم، وصولًا إلى المطبخ والرياضة، على أن تُتوّج بإنشاء أكبر متحف للفن العربي الحديث والمعاصر.
يبقى أن معهد العالم العربي جوهرة، يُواصَلُ الاعتناء بها برفق وتفانٍ. إنها مؤسسة فريدة من نوعها في العالم، ويجب أن تظل مكانًا للحياة والذكاء، ومنارة للتنوع والنشاط. وقد أشاد المجلس بـ"حوكمة تستند الى إدارة صارمة وبرمجة عالية النوعية ومشاريع طموحة، في فرنسا كما على المستوى الدولي".
لا ينص النظام الأساسي لمعهد العالم العربي على عمر محدد ولا على عدد الولايات لرئاسته خلافا لمؤسسات ثقافية أخرى. وقال جاك لانج، بأن لديه "الطموح" بجعل المعهد "أهم متحف للفن العربي الحديث والمعاصر في الغرب، مع الحفاظ على وفائه لمهمته الأساسية وهي اكتشاف تاريخ واللغة والثقافة العربية. وقال بأن هذا الهدف، المرفق برغبة في "تعزيز انتقال المعارض والأعمال الفنية في فرنسا والخارج" يستند إلى هبة استثنائية من صاحب معرض اللبناني كلود لومان عام 2018، ما أتاح حصول المتحف على أكثر من 1800 عمل. وحول ما حققه معرض "ما تقدمه فلسطين للعالم" الذي افتتح في 31 مايو الماضي، نجاحًا إعلاميًا وشعبيًا. قال لانج بأن 50% من زواره المعرض هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 26 عامًا ويرغبون في الفهم والاطلاع والاكتشاف وأنه سعيد للغاية بهذا النجاح ولذلك قرر تمديد فترة المعرض.
هذا وهناك منحة استثنائية من ستة ملايين يورو من وزارة الثقافة الفرنسية سوف تتيح له إنجاز أعمال صيانة للمعهد فيما مع موازنته المحدودة البالغة 26 مليون يورو، لا ينافس المعهد التابع لوزارة الخارجية المتاحف الباريسية الكبرى.
جاك لانغ الذي اختاره الرئيس السابق فرانسوا هولاند لخلافة رينو موسيلييه قام منذ ذلك الحين بإنهاض مؤسسة كانت تتراجع. طريقته استندت على معارض دينامية مربحة كما طور سياسة رعاية. ففي 2017، أعلنت السعودية أنها ستساهم في تحديث المؤسسة بسعر خمسة ملايين يورو. فيما ساهمت قطر بثلاثة ملايين أورو منذ خمسة سنوات.
جدير بالذكر أن معهد العالم العربي جاء بفكرة من وزير الثقافة جاك لانج خلال ولاية الرئيس فرانسوا ميتران أنشأه عام 1987، كمؤسسة خاصة، كنتيجة شراكة بين فرنسا ودول الجامعة العربية،. وقد كانت فكرة التمويل المتساوي بين الدول العربية وفرنسا هي القاعدة منذ إنشائه، لكن تم التخلي عنها في نهاية التسعينيات، حيث لم تدفع بعض الدول مستحقاتها على الإطلاق.
نجح معهد العالم العربي غي أن يكون واجهة ثقافية رائعة في فرنسا فمن جانب الحضور، تجاوز عدد الزوار الـ 600 ألف شخص في 2022 وراهن جاك لانج على "ارتفاع بنسبة 20% تقريبا" لعام 2023 المنتهي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الثقافية والفنية الجمهورية الفرنسية العالم العربي اللغة العربية معهد العالم العربی
إقرأ أيضاً:
إعلاميون: ضرورة أن يخاطب الإعلام العربي العالم ولا يتخلّى عن الهوية
دبي: سومية سعد
أكد عدد من الإعلاميين المتخصصين أن وصول الإعلام العربي إلى العالمية ليس هدفاً سهلاً، ولكنه ليس مستحيلاً، ويتطلب الأمر تكاملاً بين البنية التحتية، والتحرير، والتسويق، والكوادر، والتقنيات.. والأهم وجود إرادة حقيقية لأداء دور عالمي، من دون التخلي عن الجذور والهوية.
وأكدوا أن الوصول بالإعلام العربي إلى مستوى عالمي يتطلب تضافراً حقيقياً بين عناصر عدة، من بينها التمويل المستدام والاستقلالية المهنية والتنوع في المحتوى واللغات، والابتكار الرقمي وتطوير الكوادر والتوسع الجغرافي والتعاون الدولي، واستراتيجية تسويقية مدروسة.
يشير طاهر بركة، المذيع في«قناة العربية» إلى أن العالم العربي يشهد محاولات جادة للدخول إلى المشهد الإعلامي العالمي، خاصة عبر منصات مثل قناة «الجزيرة» بنسختها الإنجليزية، التي استطاعت تحقيق بعض الحضور الدولي، غير أن هذه التجارب ما زالت محدودة التأثير، وغالباً ما تبقى محصورة ضمن جمهور عربي أو من المهتمين بالقضايا العربية، من دون أن تتحول إلى مصدر رئيسي للخبر لدى الجمهور الغربي. ويرى أن نجاح منصة إعلامية عربية في المنافسة العالمية لا يعتمد على التمويل أو التكنولوجيا فقط، بل يستدعي وجود رؤية تحريرية مستقلة وخطاب إعلامي يتجاوز الحواجز الثقافية والجغرافية، وضرورة التحلي بالصدقية والحياد، والقدرة على متابعة الأخبار العالمية بكفاءة تضاهي متابعة القضايا المحلية. كما يشدد على أهمية تطوير المحتوى، بحيث لا يقتصر على نقل الخبر بل يشمل تحليلات معمقة وتقارير استقصائية وبرامج تفاعلية تقدم بلغات متعددة لتصل إلى جمهور أوسع.
أما فضيلة المعيني، رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية، فترى أن تحقيق التمويل المستدام للإعلام العربي يتطلب تنويع مصادر الدخل، والابتعاد عن الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي، بعقد شراكات مع مؤسسات دولية والاستثمار في مشروعات إعلامية، وإطلاق حملات تمويل جماهيري تعزز استقلالية العمل الإعلامي. لأن استقلالية المنصة الإعلامية وحياديتها عنصران أساسيان لبناء ثقة الجمهور، ما يستوجب وجود قواعد تحريرية واضحة تضمن حرية الصحفيين وتحميهم من التأثيرات السياسية. وترى أن منافسة المنصات العالمية ممكنة، بشرط أن يتحقق إعلام عربي حر ومستقل وطموح، وعندها فقط يمكن أن تتحول منصة عربية إلى مصدر أساسي للخبر عالمياً.
وتؤكد الإعلامية فرزانة حسن، ضرورة تنويع المحتوى الإعلامي، بحيث يشمل برامج وأخباراً تقدم بالعربية، إلى جانب لغات عالمية مثل الإنجليزية والفرنسية، مع التركيز على القضايا ذات الاهتمام العالمي، لتوسيع قاعدة الجمهور وتعزيز الحضور الدولي للإعلام العربي.
كما تدعو إلى اعتماد التحول الرقمي والابتكار، باستخدام الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات، لصناعة محتوى تفاعلي يتماشى مع متطلبات جمهور مواقع التواصل.
منال محمد، مديرة العلاقات العامة والتسويق في شرطة دبي، ترى أن تعزيز التعاون الدولي عامل أساسي في تطوير الإعلام العربي، بإقامة شراكات مع مؤسسات إعلامية عالمية، تسمح بتبادل الخبرات والتدريب ورفع المستوى الفني والمعرفي.
كما تشدد على أهمية بناء علامة تجارية إعلامية عربية قوية ومعترف بها دولياً، عبر استراتيجيات تسويق فعالة تشمل الترويج والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الإعلامية الكبرى.
ويشير المستشار الإعلامي أحمد طقش، إلى أن عدم وصول الكثير من المنصات العربية إلى العالمية، لا يعود إلى ضعف الإمكانات، بل إلى غياب الطموح نحو العالمية، حيث تركز كثير من هذه المنصات على مخاطبة جمهورها العربي المحلي وتلبية اهتماماته، وهذا ليس فشلاً بل هو تميز، مادامت تقدم محتوى عالي الجودة يعكس هوية ثقافية واضحة.
كما يرى أن السعي نحو الانتشار لا ينبغي أن يكون هدفاً على حساب عمق الرسالة الإعلامية، لعدم الوقوع في فخ الترويج لمضامين سطحية سعياً وراء الشعبية.
أما الإعلامية حمدة الكتبي، فتؤكد أهمية تطوير الكوادر الإعلامية عبر برامج تدريب مستمرة تركز على مهارات الصحافة الحديثة والتحقيقات الاستقصائية، ما يسهم في رفع مستوى الأداء المهني. كما ترى أن التوسع الجغرافي للإعلام العربي عبر إنشاء شبكة مراسلين دولية ومكاتب في العواصم العالمية، سيعزز قدرة المنصات على تقديم متابعة حية وموثوقة للأحداث العالمية.