انهيار عدن.. الحصاد المر لاستراتيجية التحالف
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن انهيار عدن الحصاد المر لاستراتيجية التحالف، ما حدث هو العكس تماما عن تصورنا ، اذ ان المدن والمحافظات التي تواجد فيها التحالف تحولت إلى بيئة طاردة للاستقرار والحياة والطموح nbsp; بسبب .،بحسب ما نشر صحيفة 26 سبتمبر، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات انهيار عدن.
ما حدث هو العكس تماما عن تصورنا ، اذ ان المدن والمحافظات التي تواجد فيها التحالف تحولت إلى بيئة طاردة للاستقرار والحياة والطموح بسبب الاضطرابات الامنية والانهيارات الاقتصادية والنزاع العسكري والسياسي والمناطقي المستمر بين الفصائل التي عملت مع التحالف ، ولهذا سرعان ما ظهر تيار بخطاب من داخل تحالف العدوان ، محلي يمني ، واقليمي سعودي اماراتي قطري ، ودولي بريطاني امريكي كان لديه نفس التصور الذي توقعناه .
هذا الفريق بقي يتسائل لماذا لم يعمل تحالف العدوان لتحويل عدن إلى نموذج مشجع !؟ صحيح أن تحالف العدوان لم يكن لديه استراتيجية متعددة غير تلك التي تصورت الحرب سريعة وخاطفة ، لكن كان بمقدوره ان يعمل شيئا في الاعوام الاولى من العدوان يمكن ما يسميها شرعية من البقاء والانتقال إلى عدن وادارة الحرب وقبل ذلك اقتصاد المدن التي تم السيطرة عليها من هناك ، من الجيد الإشارة إلى ان تحالف العدوان سيطر على منابع النفط والغاز في حضرموت وشبوة ومأرب ، وبالتالي ثروة اليمن التي تعتمد عليها الدولة التقليدية كانت تحت سيطرته .
ماذا حدث بعد 2015؟
لقد تصرف تحالف العدوان كعصابة محتلة ، شجع تكوين قوى ومكونات وتيارات عسكرية تحمل السلاح خارج سيطرة ماكان يسميها وزارة الدفاع ، شجع قيام فصائل ترفع شعارات وتوجهات وتحمل أفكار مناهضة للدولة ، كالانتقالي الذي تأسس تحت مظلة الانفصال ، واسس كنتونات صغيرة جهوية ومناطقية ، وسمح بتأسيس نخب عسكرية في كل محافظة واستقطب جماعات سلفية متطرفة وفتح الأبواب لتنظيم القاعدة واشراكه في عمليات التحالف العسكرية ووزع اسلحة متوسطة وثقيلة على كل هذه المكونات بينما همشت الأحزاب وبعض القوى السياسية التي انحازت إليه رغم ضعفها ، لقد اسس كل مقومات اجهاض الدولة تماما وهذا بالفعل ما حصل لاحقا ، اذ تمرد الانتقالي على سلطة عبد ربه منصور هادي ، وتمردت مجموعات مسلحة في تعز وسط اليمن ومأرب شرق اليمن وشبوة جنوب شرق على معسكرات ما يسمى الشرعية ورفعت فصائل مسلحة كانت صغيرة ثم كبرت السلاح في وجه الفصائل الأكبر منها ، وبالتالي اصحبت عودة هادي ولاحقا العليمي والاستقرار في عدن شبه مستحيلة .
ودعونا نقول بكل وضوح ان الأزمة الاقتصادية الراهنة وسقوط العملة المحلية مقابل الدولار والعملات الصعبة وانعدام الخدمات ، والفوضى الأمنية والصراع السياسي والعسكري ليست سوى نتائج لتراكمات كبيرة من الفشل في ادارة التحالف لأدواته وللمدن التي يحتلها في جنوب اليمن ـ وسيان ان كان تحالف العدوان يدرك ذلك او لا ، فمن الصعب القيام بمعالجات سياسية او عسكرية او اقتصادية من الان وصاعدا ، مثلما كان متاحا بادئ الأمر في المقابل اتجهت المكونات الوطنية في العاصمة صنعاء والتي يصفها تحالف العدوان بأنها “مليشيات” مسلحة ، إلى تأسيس الدولة ، وضبطت حمل السلاح ( غير الفردي ، إنما تكوين مجموعات مسلحة ) وعززت قوة القوات المسلحة تحت قيادة واشراف وزارة الدفاع وتطورت من الاجهزة الأمنية بما في ذلك إعادة تشكيلها بما في ذلك جهاز المخابرات ، و نضمت العمل السياسي وفتحت الابواب للقوى والأحزاب السياسية تعمل كأحزاب وقوى مدنية وليس عسكرية ، ودعمت الحكومة المركزية وهي حكومة ائتلافية مكونة من عدد من الأحزاب السياسية بما في ذلك تلك التي لم تصل للشراكة السياسية طوال عقود ، كحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب جبهة التحرير الوطني وحزب الحق وحزب الامة ، ، وعززت من مركزية المجلس السياسي الاعلى الذي يقوده الرئيس المشاط منذ استشهاد الرئيس صالح الصماد في 18 أبريل 2018 ، وأعادت تفعيل سلطات البرلمان ووحدت الخطاب السياسي والإعلامي ، وصنعت المستحيل في الجانب الاقتصادي حين نتحدث عن الجانب الاقتصادي علينا عدم إهمال انه اقتصاد مقاوم في ظل حرب وحصار فالحكومة الحالية التي يقودها الدكتور عبد العزيز بن حبتور حكومة مقاومة ، وانتجت اقتصاد قائم دون الثروة النفطية والغازية ، وعملت على استقطاب مفتوح للقبائل حين اشركتهم في السلطة سواء التنفيذية المركزية او السلطات المحلية ، واضافت عدد كبير من الشخصيات القبلية إلى مجلس الشوى ، وحققت نجاحات كبيرة ومبهرة في الثبات الاقتصادي ، رغم الحصار وعدم الاعتراف الدولي والإقليمي بتبعاته الكبيرة .
ما لا يستطيع تحالف العدوان القيام به الآن هو الكثير من عوامل بقاء الوضع الحالي كما هو بما في ذلك عدم قدرة "حكومة العليمي" الوصول إلى تصدير النفط والغاز والحصول على مردودها المالي لمعالجة أزمته ، فالأمر مرتبط بمعادلات عسكرية فرضتها صنعاء فمقابل رفع الحظر على تصدير النفط يجب ان تحصل حكومة صنعاء على 80% من العائدات لدفع رواتب الموظفين وهذا صلب العملية التفاوضية الطويلة والتي
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس انهیار عدن
إقرأ أيضاً:
اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
مثّلت الحرب الشاملة التي شُنّت على اليمن في مارس 2015، التدشين العملي والأخطر لمؤامرة دولية مركبة، حيكت خيوطها بعناية فائقة في الغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب؛ فالموقع الجيوسياسي لليمن، الحاكم على رئة العالم في باب المندب، جعل منه هدفاً دائماً لأطماع قوى الاستكبار التي ترى في استقلال هذا البلد تهديداً وجودياً لمشاريعها في المنطقة، ولعل المتأمل في مسار الأحداث يدرك بيقين أن ما يجري هو عقاب جماعي لشعب قرر الخروج من عباءة الوصاية.
إن القراءة المتأنية للرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه اليمن تكشف تحولاً جذرياً في التعامل مع هذا الملف، فمنذ نجاح الثورة الشعبية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، أدرك العقل الاستراتيجي في البيت الأبيض والكيان الصهيوني أن اليمن قد غادر مربع التبعية التي كرسها “سفراء الدول العشر” لسنوات طويلة، وأن القرار اليمني لم يعد يصاغ في السفارات الأجنبية. لقد كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال سياسي دفع بنيامين نتنياهو مبكراً للتحذير من أن سيطرة القوى الثورية الوطنية على باب المندب تشكل خطراً يفوق الخطر النووي، وهو ما يفسر الجنون الهستيري الذي طبع العدوان لاحقاً. وقد تجلت هذه الرؤية بوضوح صارخ في المرحلة الحالية، وتحديداً مع انخراط اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث سقطت الأقنعة تماماً، وانتقلت أمريكا من إدارة الحرب عبر وكلائها الإقليميين إلى المواجهة المباشرة بالأساطيل وحاملات الطائرات، بعد أن أدركت أن أدواتها في المنطقة عجزت عن كبح جماح المارد اليمني الذي بات يهدد شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني.
وعند النظر إلى الخارطة العملياتية للمؤامرة، نجد أن العدو اعتمد استراتيجية خبيثة تقوم على تقسيم الجغرافيا اليمنية وظيفياً، والتعامل مع كل جزء بأسلوب مختلف يحقق غاية واحدة هي “التدمير والإنهاك”. ففي المناطق والمحافظات الحرة التي رفضت الخضوع، لجأ التحالف الأمريكي إلى استراتيجية “الخنق والتجويع” كبديل عن الحسم العسكري المستحيل؛ فكان قرار نقل وظائف البنك المركزي في سبتمبر 2016 الضربة الاقتصادية الأخطر التي هدفت لضرب العملة الوطنية وتجفيف السيولة، مترافقة مع حصار مطبق على الموانئ والمطارات، في محاولة بائسة لكسر الإرادة الشعبية عبر لقمة العيش، ومؤخراً محاولة عزل البنوك اليمنية عن النظام المالي العالمي، وهي ورقة ضغط أخيرة تم إحراقها بفضل معادلات الردع الصارمة التي فرضتها صنعاء.
أما في الجانب الآخر من المشهد، وتحديداً في المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة، فتتجلى المؤامرة في أبشع صورها عبر استراتيجية “الفوضى والنهب”، حيث يعمل المحتل على هندسة واقع سياسي وعسكري ممزق يمنع قيام أي دولة قوية؛ فمن عسكرة الجزر الاستراتيجية وتحويل “سقطرى” إلى قاعدة استخباراتية متقدمة للموساد وأبو ظبي، وبناء المدارج العسكرية في جزيرة “ميون” للتحكم بمضيق باب المندب، إلى النهب الممنهج لثروات الشعب من النفط والغاز في شبوة وحضرموت، بينما يكتوي المواطن هناك بنار الغلاء وانعدام الخدمات. إنهم يريدون جنوباً مفككاً تتنازعه الميليشيات المتناحرة، ليبقى مسرحاً مفتوحاً للمطامع الاستعمارية دون أي سيادة وطنية.
وأمام هذا الطوفان من التآمر، لم يقف اليمن مكتوف الأيدي، بل اجترح معجزة الصمود وبناء القوة، مستنداً إلى استراتيجية “الحماية والمواجهة” التي رسمتها القيادة الثورية بحكمة واقتدار. لقد تحول اليمن في زمن قياسي من وضع الدفاع وتلقي الضربات إلى موقع الهجوم وصناعة المعادلات، عبر بناء ترسانة عسكرية رادعة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق عواصم العدوان، بل وتجاوزتها لتدك “أم الرشراش” وتفرض حصاراً بحرياً تاريخياً على الكيان الصهيوني، مسقطة بذلك هيبة الردع الأمريكية في البحر الأحمر. هذا المسار العسكري وازاه مسار اقتصادي يرفع شعار الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الزراعة لكسر سلاح التجويع، ومسار تحصين الجبهة الداخلية عبر ترسيخ الهوية الإيمانية التي كانت السد المنيع أمام الحرب الناعمة.
خلاصة المشهد، أن اليمن اليوم، وبعد سنوات من العدوان والحصار، لم يعد ذلك “الحديقة الخلفية” لأحد، بل أصبح رقماً صعباً ولاعباً إقليمياً ودولياً يغير موازين القوى، وأن المؤامرة التي أرادت دفن هذا البلد تحت ركام الحرب، هي نفسها التي أحيت فيه روح المجد، ليصبح اليمن اليوم في طليعة محور الجهاد والمقاومة، شاهداً على أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من ترسانات الإمبراطوريات.