رجحت شركة ميرسك -ثاني أكبر شركة حاويات في العالم- أن يستمر تعطيل الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر لأشهر بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة، وتهديدات جماعة الحوثي اليمنية باستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، وذلك تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون لاعتداء متواصل منذ أكثر من 7 أسابيع خلّف أكثر من 20 ألف شهيدا وأكثر من 52 جريحا.

وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن الشركة، ومقرها كونبهاغن، نشرت بيانا أمس الجمعة يظهر أن 15 من خطوط ملاحة الحاويات قد تضررت بين آسيا وأوروبا، إضافة إلى تلك القادمة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.

ونقلت الوكالة عن البيان القول إنه إزاء الفوضى في البحر الأحمر، غيّرت شركات الشحن والطاقة منذ بداية الأسبوع الماضي مسارات سفنها لكي تتجنب الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر، وهو ما يؤدي إلى إطالة زمن رحلات السفن التجارية وناقلات الطاقة.

ميرسك أعلنت عن تطبيق رسوم إضافية على الشحنات البحرية (رويترز)

وتتوقع شركة الشحن الأميركية فليكس بورت أن نحو 180 سفينة شحن غيرت وجهاتها بعيدا عن مضيق باب المندب محولة مسارها حول أفريقيا، أو توقفت بانتظار تعليمات من الشركات المشغلة لها.

وأظهر مؤشر "ديروري" العالمي لأسعار نقل الحاويات أن تكلفة نقل البضائع في حاوية بطول 40 قدما من آسيا إلى شمال أوروبا، قفزت بنسبة 16% خلال الأسبوع الماضي.

بينما ارتفعت تكلفة النقل بنسبة 41% خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو ما ينسحب على فواتير شحن الوقود، مع فترة إبحار قد تمتد لأسبوعين إضافيين، عبر اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح.

وتشكل التكاليف الإضافية والتأخيرات مخاطر على الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي بدأ فيه التضخم في طريقه إلى التباطؤ.

وباب المندب هو طريق بحري لا مفر منه لأي سفينة تسعى للوصول إلى قناة السويس المصرية، وهو ما يختصر الرحلة بين آسيا وأوروبا. وتجنب ذلك يعني الإبحار آلاف الأميال حول أفريقيا.

 زيادة تكاليف الشحن

وأمس أعلنت شركة هاباغ لويد للشحن الألمانية عن رسوم إضافية على البضائع التي تنقلها من وإلى الشرق الأوسط، وبذلك تنضم إلى منافسَيها ميرسك الدانماركية و"سي إم إيه- سي جي إم" الفرنسية، اللتين اتخذتا تلك الخطوة في وقت سابق.

وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت جماعة الحوثي الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.

وتوعدت جماعة الحوثي في أكثر من مناسبة باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، تضامنا مع فلسطين، داعية الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت عبر وزير دفاعها لويد أوستن الثلاثاء الماضي تشكيل تحالف متعدد الجنسيات، تشارك فيه بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والبحرين وسيشيل وإسبانيا، عبر دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك ضمن ما أطلق عليها عملية "حارس الازدهار".

كما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس إن أكثر من 20 دولة في المجمل وافقت على المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر.

كما ردت جماعة الحوثي أن هذا التحالف لن يوقف عملياتها بالبحر الأحمر، التي تأتي بهدف مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، و"ليست استعراضا للقوة ولا تحديا لأحد"، وفق المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر جماعة الحوثی أکثر من

إقرأ أيضاً:

السمدوني: 80% من تجارة العالم تتم عن طريق البحر وصناعة السفن تمثل عصب الحياة

أكد الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، أن توجيهات الرئيس السيسي بتوطين الصناعات البحرية تضع مصر في مصاف الدول الكبرى. وأشار إلى أن تطوير منظومة النقل البحري يتناسب مع مكانة مصر وموقعها الجغرافي، مما يساهم في زيادة التبادل التجاري بين مصر ودول العالم، ويحدث نقلة نوعية للاقتصاد المصري.

وأوضح أن النقل البحري يمثل أهمية كبيرة لأي دولة، حيث تبلغ نسبة التجارة الدولية التي تتم عن طريق البحر 80%، وهناك تكامل بين النقل البري والبحري والجوي في سلاسل الإمداد الدولية.

وأكد السمدوني في تصريحات صحفية اليوم أن صناعة الوحدات البحرية في مصر تحظى بأهمية استراتيجية كبيرة لدعم الاقتصاد الوطني، حيث تساهم في تعزيز الأمن القومي من خلال إنتاج صناعة محلية، وجلب عملة أجنبية، وتوفير فرص عمل للشباب، فضلاً عن تشجيع التجارة الخارجية ودعم سلاسل الإمداد.

وأضاف أنها قادرة على تعزيز الاكتفاء الذاتي، مستفيدةً من الموانئ البحرية المنتشرة على سواحل مصر في عدة محافظات تتمتع بموقع استراتيجي متميز، مما يجعل من صناعة الوحدات البحرية سوقًا تنافسية جديدة على المستوى الإقليمي والدولي، تعمل على تصدير المنتجات للخارج.

الجدير بالذكر أن الرئيس السيسي اجتمع مع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ومصطفى الدجيشي، رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر. حيث تناول الاجتماع جهود تطوير الأسطول البحري لهيئة قناة السويس، وتعزيزه بوحدات جديدة ومتطورة لضمان استمرار كفاءة وسلامة الملاحة، ولتلبية النمو المتزايد في حركة التجارة العالمية، مع التركيز على توطين الصناعات البحرية.

أشار السمدوني إلى أن صناعة السفن في مصر تواجه العديد من التحديات، المتعلقة برسوم تسجيل السفن ورفع علم الدولة، فضلاً عن مشكلات تتعلق بنقل ملكية السفن، والتي تحتاج إلى موافقة من الوزير المختص.

وأكد أن هناك معوقات تتعلق بتوافر المعلومات اللازمة التي يحتاجها المستثمر في قطاع النقل البحري، مثل إمكانات الترسانة البحرية وغيرها، حيث أن نقص هذه المعلومات قد يؤثر سلباً على التسويق التجاري للترسانات.

وأوضح السمدوني أن مصر تمتلك أكثر من ترسانة بحرية وعشرات الموانئ، بالإضافة إلى قناة السويس، مما يسهم في نجاح توطين هذه الصناعة. وشدد على أن هذه الصناعة تُعد من أنجح الاستثمارات، حيث تدر مليارات الدولارات سنوياً لتوريد السفن لصالح شركات الملاحة والخطوط الملاحية العالمية.

وختم السمدوني بالتأكيد على أن صناعة السفن في مصر تحتاج إلى إعادة هيكلة، من خلال توفير مقومات الصناعة، مثل الأيدي العاملة المدربة، والاستفادة من قدرات القطاع الخاص في مجال التشغيل والإدارة، للمساهمة في دفع عجلة الإنتاج ورفع كفاءة أسطول وزارة النقل القديم، وتزويده بالتقنيات الحديثة لزيادة قدرته على نقل البضائع.

اقرأ أيضاًعمرها 150 عام.. أقدم ورشة لصناعة السفن و الكبيرة بالإسكندرية و صاحبها: المهنة تقترب علي الاندثار و تصارع الزمن من أجل البقاء

«معلومات الوزراء» يستعرض في تحليل جديد صناعة بناء السفن عالميا

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: انتظام الملاحة بالبحر الأحمر وقناة السويس يخدم الاقتصاد العالمي
  • وزير الخارجية يستعرض انعكاسات خفض التصعيد في البحر الأحمر على الملاحة
  • تضامن البحر الأحمر تسلم ملابس الإحرام لحجاج الجمعيات الأهلية
  • الأمم المتحدة: تهجير 160 ألف شخص مرة أخرى في غزة خلال الأسبوع الماضي
  • قومى المراة بالبحر الأحمر يواصل ورشة العمل التدريبية للرائدات الريفيات
  • الإمارات: استهداف السفن في البحر الأحمر دليل على حدوث اضطرابات في الشرايين البحرية
  • فتح باب التقديم لـ سوق المشاريع وعروض الأفلام قيد الإنجاز بالبحر الأحمر
  • السمدوني: 80% من تجارة العالم تنقل بالبحر وصناعة السفن عصب الحياة
  • بعد تحسن الطقس: إعادة فتح ميناء الغردقة البحري وعودة الحركة الملاحية بالبحر الأحمر
  • السمدوني: 80% من تجارة العالم تتم عن طريق البحر وصناعة السفن تمثل عصب الحياة