تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، ومنذ الساعات الأولى للإعلان عن تسجيل كارثة زلزال الحوز الذي ضرب عدة مناطق بالأطلس الكبير، عملت المديرية العامة للأمن الوطني على تفعيل نظام التعبئة الخاص بتدبير المخاطر، وجندت جميع مواردها البشرية واللوجيستكية للمساهمة في الجهد العمومي بغرض إنقاذ الضحايا وتأمين ممتلكاتهم وحماية النظام العام، حيث تم تجنيد عناصر الفرق المتنقلة للمحافظة على النظام ووضعها رهن إشارة ولايتي أمن مراكش وأكادير، فضلا عن استدعاء كافة الفرق المختصة في البحث والإنقاذ، القادرة على المساهمة في مجهودات البحث وإنقاذ المنكوبين جراء هذه الكارثة الطبيعية.

وقد شملت تدخلات مصالح الأمن الوطني مهام تأمين الممتلكات والأشخاص في المناطق التابعة لنفوذها، بالإضافة إلى دعم باقي القوات العمومية بالمناطق القروية المنكوبة، حيث تم وضع ترتيبات متكاملة لحماية الأشخاص والممتلكات بمناطق الإيواء المؤقتة وتسهيل وصول المساعدات الأولية لهم، كما شاركت الفرق المتنقلة للمحافظة على النظام بشكل فعلي في عمليات إزالة الركام وانتشال المصابين وجثت الضحايا وتأمين عملية نقلها إلى المؤسسات الاستشفائية داخل المدن والحواضر الكبرى لمراكش وأكادير وتارودانت وبني ملال.

وسارعت المديرية العامة للأمن الوطني أيضا إلى تأطير المبادرات الطوعية والتلقائية لموظفات وموظفي الشرطة الذين انخرطوا في عملية التبرع بالدم لفائدة ضحايا ومنكوبي الهزة الأرضية، حيث شارك في هذه العملية الإنسانية المواطنة 11.559 موظف وموظفة شرطة على الصعيد الوطني، ساهموا بشكل فعلي في إغناء بنك الدم الوطني خلال هذه الكارثة الطبيعية. وضمن نفس الجهد العمومي، أوفدت المديرية العامة للأمن الوطني مخبزتين متنقلتين إلى منطقة “تحناوت” بضواحي مراكش، للمساهمة في إمداد السكان والضحايا المتضررين بالخبز وتمكينهم من وسائل الإعاشة الضرورية، وهي عبارة عن وحدات متنقلة لإعداد وطهي الخبز، يَسهُل قَطرها عبر شاحنات، وتتكون من آلات كهربائية للعجين بطاقة إنتاجية كبيرة وأفران للطبخ والطهي ومُعدات لإعداد الخبز على مدار الساعة، وهي الوحدات التي كانت تَعمل في العادة رهن إشارة الوحدات المتنقلة لحفظ النظام.

وفي سبيل تقديم الدعم لمتضرري هذه الكارثة الطبيعية، خصوصا الذين فقدوا وثائقهم التعريفية، أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني حملة للقرب، جندت خلالها جميع مراكز تسجيل المعطيات التعريفية والوحدات المتنقلة لإنجاز وتجديد بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية بشكل مجاني لفائدة ساكنة المناطق المتضررة بكل من أكادير وتارودانت ومراكش وبني ملال وضواحيها، وهي العملية التي مكنت من إنجاز ما مجموعه 11048 وثيقة تعريفية لفائدة ضحايا الزلزال.

وإلى جانب هذا العمل الميداني المكثف، ساهم قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بمبلغ 50 مليون درهم (خمسة ملايير سنتيم)، في الصندوق الخاص بتلقي المساهمات التطوعية التضامنية لتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال، ينضاف إليها مبلغ مليون درهم كمساهمة من قبل مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، كما ساهمت الجمعية الأخوية للتعاون المشترك وميتم موظفي الأمن الوطني بمبلغ مليون درهم وكذلك بشحنات كبيرة من الألبسة والأحذية كمساهمة عينية في المبادرات التضامنية المرتبطة بتدبير تداعيات الزلزال .

تنظيم التظاهرات الكبرى:

عملت المديرية العامة للأمن الوطني خلال سنة 2023 على بلورة رؤية استراتيجية تروم ترصيد الخبرات وتدعيمها في مجال تأمين التظاهرات الكبرى، وهو التوجه الذي واكب احتضان المملكة المغربية لمجموعة من التظاهرات ذات البعد الإقليمي والقاري والدولي، والتي كانت مصالح الأمن حاضرة فيها بقوة وفاعلية من خلال تفعيل برتوكولات عمل أمنية ونظامية، شكلت نقطة فارقة في نجاح هذه التظاهرات وزيادة إشعاع المغرب كشريك موثوق به في استضافة المحافل الدولية.

وارتكز النموذج المغربي في تأمين التظاهرات الكبرى على وضع مخططات أمنية متكاملة، تنطلق من إنجاز دراسات استباقية ميدانية وعملياتية للاحتياجات الأمنية لكل تظاهرة على حدة، قبل الشروع في تجنيد كافة الفرق والوحدات الشرطية المتخصصة وتوزيع المهام فيما بينها وتأطيرها، مع تزويدها بوسائل التدخل والمعدات اللوجستيكية الملائمة، لتنطلق عملية نشرها ميدانيا بالتنسيق مع القيادات الأمنية المحلية والربط فيما بينها من خلال منظومة قيادة وتأطير موحدة، تتميز بالتنسيق والقدرة على تدبير العمليات الميدانية وفق ضوابط مهنية وتنظيمية دقيقة.

وعلى المستوى العملي، ساهمت مصالح الأمن الوطني خلال سنة 2023، في تأمين 1016 تظاهرة رياضية، من بينها 910 تظاهرة وطنية في مختلف الرياضات الفردية والجماعية، بالإضافة إلى 106 تظاهرة رياضية ذات بعد دولي، من بينها على الخصوص كأس العالم للأندية وكأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، وكأس إفريقيا للسيدات ومجموعة من مباريات المنتخب الوطني الأول، والتي عرفت جميعها تجنيد الآلاف من موظفي وموظفات الشرطة من وحدات حفظ النظام، فضلا عن العشرات من عناصر فرق شرطة الخيالة وشرطة الكلاب البوليسية المدربة وفرق مكافحة العصابات وغيرها من الفرق الشرطية المختصة في الدعم اللوجستيكي والتقني.

ووفق نفس النهج، تكفلت مصالح الأمن الوطني بمهام تأمين تظاهرات عالمية مهمة احتضنتها المملكة خلال السنة الجارية، ممثلة في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي استقطبت أكثر من 14 ألف مشارك وعرفت تجنيد أكثر من 6500 شرطي وشرطية، بالإضافة إلى تظاهرات أخرى من قبيل مهرجان مراكش السينمائي الدولي والمؤتمر السنوي 47 لقادة الأمن والشرطة العرب الذي احتضنته مدينة طنجة.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: المدیریة العامة للأمن الوطنی مصالح الأمن الوطنی

إقرأ أيضاً:

«محمد بن راشد للابتكار» يطلق تقرير «رؤية الإمارات للأمن السيبراني»

 

 

دبي (الاتحاد)
أطلق مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات عبر منصة «ابتكر» وضمن فعاليات «جيتكس جلوبال 2025»، تقريراً جديداً بعنوان «رؤية الإمارات للأمن السيبراني: خريطة طريق نحو المستقبل»، يهدف إلى تسليط الضوء على واقع الأمن السيبراني في العالم، وأبرز التحديات والابتكارات الحكومية الرائدة، ويناقش الآليات والحلول الكفيلة بتعزيز جاهزية الإمارات في هذا القطاع الحيوي.
ويجسد التقرير التزام حكومة دولة الإمارات بدعم الجهود العالمية الهادفة لصياغة مستقبل الأمن السيبراني، بما يسهم في تهيئة بيئة آمنة تدعم مسيرة التحول الرقمي والنمو الاقتصادي المستدام، وتواكب التحولات المتسارعة في المشهد الرقمي العالمي، كما يترجم دورها العالمي وريادتها الفكرية في هذا القطاع الحيوي، ويعكس مكانتها بين أكثر دول العالم أماناً.
ويتضمن التقرير الذي يُعد مرجعاً وطنياً ودولياً في هذا المجال المستقبلي، مواضيع نوعية أبرزها، الوضع الراهن للأمن السيبراني، والتحديات التي تشمل الهندسة الاجتماعية بالذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، وهجمات سلاسل التوريد، والتشفير ما بعد الكمي، إضافة إلى التهديدات الناشئة في قطاع الأمن السيبراني، وأهم الابتكارات المحلية والعالمية في هذا المجال.
وأكدت هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن إطلاق تقرير رؤية الإمارات للأمن السيبراني: خريطة طريق نحو المستقبل بالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني، يجسد سعي حكومي دولة الإمارات لترسيخ نهج استباقي يعزز جاهزية منظومة الأمن الرقمي الوطنية.
وقالت هدى الهاشمي إن التقرير يستعرض التجارب والممارسات المبتكرة في هذا القطاع الحيوي، في سياق تأكيد أهمية الاستثمار في الابتكار والمعرفة لتمكين المجتمعات والاقتصادات من مواكبة المتغيرات المتسارعة وصناعة المستقبل بثقة ومرونة، مشيرة إلى أن التعاون مع مجلس الأمن السيبراني لإثراء منصة «ابتكر» بتقارير نوعية، يترجم رؤية المركز في تسريع تبني الابتكار وحلول تكنولوجيا المستقبل في منظومة العمل الحكومي، بما يعزز المكانة الريادية لدولة الإمارات في مجال الابتكار الحكومي، ويرتقي بتنافسيتها عالمياً في مختلف المجالات.
من جهته، أكد الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن التقرير يعكس التزام الدولة الراسخ بتعزيز البنية التحتية الرقمية، ورفع مستوى الجاهزية الوطنية وتعزيز ريادة دولة الإمارات في تأمين التقنيات الناشئة حيث تدعم هذه المبادرة الابتكار الحكومي الآمن والتصدي للمخاطر السيبرانية المتزايدة التي تهدد الفضاء السيبراني والبنية التحتية وطنياً وعالمياً.
وشدد محمد الكويتي على تواصل جهود المجلس بالتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات على الصعيدين المحلي والعالمي، لتأمين الفضاء السيبراني وضمان بيئة رقمية آمنة، مؤكداً استمرار جهود المجلس لتطوير البنية الرقمية وتدريب الكوادر وتشجيع الابتكار واستمرار التعاون والتنسيق مع كافة الجهات الحكومية والخاصة من أجل بيئة رقمية آمنة ومستقرة.
ويتناول التقرير مجموعة من التجارب والمبادرات الوطنية والدولية في مجال الابتكار في الأمن السيبراني، مسلطاً الضوء على استراتيجية الإمارات للأمن السيبراني 2025-2031، التي ترتكز على إنشاء إطار حوكمة متكامل، وتوفير بيئة رقمية آمنة ومرنة، وتمكين التبني السريع والآمن للابتكارات، وتعزيز القدرات الوطنية في مجالي الرقمنة والأمن السيبراني، إلى جانب دعم الشراكات والتعاون على المستويين الوطني والدولي.
كما يستعرض التقرير حالة الأمن السيبراني في الدولة وعدداً من الإحصاءات والمؤشرات حول التهديدات والهجمات الراهنة محلياً وعالمياً.ويعرف التقرير بمفهوم الابتكار في الأمن السيبراني، موثقاً مجموعة من الابتكارات الوطنية التي تعكس التوجه الريادي لدولة الإمارات في استباق التحديات الرقمية وبناء منظومة متكاملة للأمن الرقمي، ومنها مبادرة محاكاة الهجمات السيبرانية لرفع جاهزية المؤسسات، والمبادرة الوطنية لمكافأة الباحثين عن الثغرات الأمنية، إلى جانب مبادرات توظيف الذكاء الاصطناعي للتصدي للتهديدات الناشئة، ومنصات وطنية متقدمة لمواكبة أحدث التقنيات العالمية وتحويلها إلى حلول عملية قابلة للتطبيق.
كما يستعرض التقرير أفضل الممارسات والابتكارات العالمية في هذا القطاع، ومنها الفرقة المدنية السيبرانية في الولايات المتحدة، وشبكة ابتكارات الأمن السيبراني في كندا، وبرنامج الدفاع السيبراني النشط في المملكة المتحدة، وبرنامج تحدي الابتكار الوطني في ماليزيا، والقاعدة الوطنية للابتكار والمواهب في الصين، وخطط سنغافورة لرفع مرونة الأمن السيبراني في الصناعات البحرية، و«الحرم السيبراني» في فرنسا.
ويؤكد التقرير أهمية تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي والمؤسسات الدولية، لمواجهة التهديدات السيبرانية العابرة للحدود، وبناء نظام رقمي عالمي أكثر أماناً واستدامة. يذكر أن منصة «ابتكر» هي المنصة الرقمية الأولى من نوعها عربياً المتخصصة في مجال الابتكار في العمل الحكومي، والتي تهدف إلى تعزيز الكفاءات في العالم العربي وبناء جيل من المبتكرين العرب وقادة المستقبل، من خلال توفير مساقات ومنهجيات تعليمية وتقارير وأدلة ومختبرات تفاعلية، وبيانات معرفية تركز على تعميم أفضل الأدوات والممارسات والنماذج الناجحة في الابتكار الحكومي، ما يمكن الجهات من تطوير مبادرات وابتكار حلول تعزز كفاءة القطاع الحكومي، وتحسن حياة المجتمع وتسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال.

أخبار ذات صلة راشد بن حميد: التحول الرقمي ركيزة أساسية للتنمية المستدامة في الإمارات «سبيس 42» تتعاون مع 4 شركات ناشئة لتعزيز الابتكار الجيومكاني

مقالات مشابهة

  • دراسة تبرز قدرة الأجهزة الأمنية في غزة السيطرة على الوضع الأمني أثناء الحرب وبعدها
  • «محمد بن راشد للابتكار» يطلق تقرير «رؤية الإمارات للأمن السيبراني»
  • كربلاء .. اعتقال منتحل صفة مدير بالداخلية ومستشار للأمن الوطني
  • عبر بوابة «حصين».. «الأمن السيبراني» تطلق إصداراً خاصاً من الحقيبة التوعوية للجهات الوطنية
  • بيان صادر عن المديرية العامة للطيران المدني.. هذا ما جاء فيه
  • ضبط 4 وافدين لممارستهم الدعارة في شقة سكنية بمنطقة تبوك
  • وزير الفلاحة : الجزائر ملتزمة بتعزيز الأمن الغذائي الوطني
  • الجزائر تؤكد في مجلس الأمن دعمها لإصلاح القطاع الأمني في ليبيا وتدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية
  • خبير إستراتيجي: قمة شرم الشيخ جسّدت السيادة المصرية وأظهرت عظمة الدولة في تنظيم الأحداث الكبرى
  • نمو الحصيلة الضريبية بنسبة 35% دون زيادة الأعباء على الممولين